في قصر الملك
دخل القاعة الكبيرة المخصصة لعرشه وسيفه مغموداً وموضوعا على خصره، يتوهج بلون احمر قاني ومشع.
سار فوق بلاط القاعة بخطوات واثقة وسريعة
شعره
أسود كليل غارت نجومه ينسدل على عنقه ليصل إلى أول منكبيه،يضع فوق رأسه
تاجاً ذهبياً إتخذه مشيراً إلى عظمة مملكته،تتوسطه ياقوته حمراء متوسطة
الحجم وماسات زرقاء توزعت على باقي التاج الملكي
يجر عبائته الحريرية الحمراء التي إنسدلت من أعلى كتفاه حتى أرضية القاعة
في هذا القصر من قصور عالم آخر يختلف عن عالمنا، عالم يحكمه عشر ملوك، إلا أن هذا الملك العريض المنكبين طويل القامة قوي البنية،
والذي قارب الخامسة والثلاثين من عمره
هو الملك الأعلى أو كما يدعونه _ملك الملوك العشر_ 《مرجان 》.
جلس على عرشه بقلق عاقد الجبين مقطب الحاجبين، واضعاً يديه على مسندي الكرسي، وقد أهمه أمر ما وأقلقه لأبعد حد.
أطبق الصمت على القاعة الكبيرة التي ضمته وحوله وزراءه الأربعة
مرت عدة دقائق ليكسر حاجز الصمت وقع خطوات الحاجب
الذي ما أن أصبح مواجهاً له حتى انحنى يضع يده على صدره بينما يده الأخرى خلف ظهره مؤدياً لمليكه تحية إحترام ووقار
-:سيدي مرجان؛ لقد وصلوا
أومئ براسه قليلاً وتنهد
-:حسناً
قالها ثم نهض عاقد العزم على هذا الإجتماع الطارئ يوجه كلماته لوزيره الأعلى وصديقه المقرب الجالس على يمينه .
-:هيا بنا ياصخر
إتبعه وزيره 《صخر 》الذي يشبه بقوة جسده ، وطوله يمسك سيفه المغمود يشع بلون بنفسجي وهاج
ما أن خرجا من القاعة ليسمع مرجان صوت **** تناديه من خلف ظهره
-:أبي
ابتسم
واستدار ليجد المربية تمسك بيدها ابنته التي تبلغ من العمر ثمان أعوام،
شقراء الشعر بعينين عسليتين ورثتهما من امها وبشرة بيضاء بوجه مستدير وخدان
بلون ورد الربيع .
استوقفه صوتها، بينما صخر تابع المسير للأمام
تكلمت الطفلة ببراءة تخاطبه
-:أريد الذهاب معك
مسح شعر ابنته بحنان وقبل جبينها قائلاً
-:في وقت آخر ياجُمان
ونظر إلى المربية وقال
-:خذيها فهذا الوقت غير مناسب
أومأت المربية وعادت تمسك بيد الطفلة وانحت وقالت
-:حاضر ياسيدي
تابع المسير خطوة واحدة ثم عاد تلك الخطوة التي خطاها راجعاً للخلف يسأل ذات المرأة
-:أين الأمير ورد؟
توقفت عن خطوتها التي همت لتخطوها وقالت
-:الأمير ورد في التدريب يا سيدي
نظر للأفق وحدث نفسه بقلق
"هناك خطب ما،شيء ٌمايحصل الممالك اختل توازنها"
أشار بيده لها أن تكمل طريقها ثم تابع مسريه نحو وجهته
سار فوق بلاط القاعة بخطوات واثقة وسريعة
شعره
أسود كليل غارت نجومه ينسدل على عنقه ليصل إلى أول منكبيه،يضع فوق رأسه
تاجاً ذهبياً إتخذه مشيراً إلى عظمة مملكته،تتوسطه ياقوته حمراء متوسطة
الحجم وماسات زرقاء توزعت على باقي التاج الملكي
يجر عبائته الحريرية الحمراء التي إنسدلت من أعلى كتفاه حتى أرضية القاعة
في هذا القصر من قصور عالم آخر يختلف عن عالمنا، عالم يحكمه عشر ملوك، إلا أن هذا الملك العريض المنكبين طويل القامة قوي البنية،
والذي قارب الخامسة والثلاثين من عمره
هو الملك الأعلى أو كما يدعونه _ملك الملوك العشر_ 《مرجان 》.
جلس على عرشه بقلق عاقد الجبين مقطب الحاجبين، واضعاً يديه على مسندي الكرسي، وقد أهمه أمر ما وأقلقه لأبعد حد.
أطبق الصمت على القاعة الكبيرة التي ضمته وحوله وزراءه الأربعة
مرت عدة دقائق ليكسر حاجز الصمت وقع خطوات الحاجب
الذي ما أن أصبح مواجهاً له حتى انحنى يضع يده على صدره بينما يده الأخرى خلف ظهره مؤدياً لمليكه تحية إحترام ووقار
-:سيدي مرجان؛ لقد وصلوا
أومئ براسه قليلاً وتنهد
-:حسناً
قالها ثم نهض عاقد العزم على هذا الإجتماع الطارئ يوجه كلماته لوزيره الأعلى وصديقه المقرب الجالس على يمينه .
-:هيا بنا ياصخر
إتبعه وزيره 《صخر 》الذي يشبه بقوة جسده ، وطوله يمسك سيفه المغمود يشع بلون بنفسجي وهاج
ما أن خرجا من القاعة ليسمع مرجان صوت **** تناديه من خلف ظهره
-:أبي
ابتسم
واستدار ليجد المربية تمسك بيدها ابنته التي تبلغ من العمر ثمان أعوام،
شقراء الشعر بعينين عسليتين ورثتهما من امها وبشرة بيضاء بوجه مستدير وخدان
بلون ورد الربيع .
استوقفه صوتها، بينما صخر تابع المسير للأمام
تكلمت الطفلة ببراءة تخاطبه
-:أريد الذهاب معك
مسح شعر ابنته بحنان وقبل جبينها قائلاً
-:في وقت آخر ياجُمان
ونظر إلى المربية وقال
-:خذيها فهذا الوقت غير مناسب
أومأت المربية وعادت تمسك بيد الطفلة وانحت وقالت
-:حاضر ياسيدي
تابع المسير خطوة واحدة ثم عاد تلك الخطوة التي خطاها راجعاً للخلف يسأل ذات المرأة
-:أين الأمير ورد؟
توقفت عن خطوتها التي همت لتخطوها وقالت
-:الأمير ورد في التدريب يا سيدي
نظر للأفق وحدث نفسه بقلق
"هناك خطب ما،شيء ٌمايحصل الممالك اختل توازنها"
أشار بيده لها أن تكمل طريقها ثم تابع مسريه نحو وجهته
في قاعة كبيرة فرشت أرضها بالرمال
واصطفت على جوانبها الكثير من الأسلحة والرماح والنبال توحي للناظر بأنه في قاعة تدريب عسكرية
والكثير
من الجنود يقومون بممارسة تدريباتهم ،منهم من يتصارعون بالأيدي ومنهم
يتدرب منفرداً بالقوس والنشاب ومنهم من كان ثنائياً يتبارزان بالسيوف
وشخص يتدرب بالرمح بكل إتقان بحركات مدروسة ومنسقة.
فتىً
صغير في الثالثة عشر من عمره بشعره الأسود وعيناه العسليتان يتحرك ببراعة
يضرب بقوة ، سيف متوهج بلون السماء الصافية الزرقاء يصدهجمة جاءته من خصمه
الذي تصدى لعدة ضربات منه ثم عاود الضرب بسيفه المشع بلون البحر ازرق
غامق.
كانا يتحركان كمحاربان فذان يهجم أحدهم على الأخر
ليوقف هذه
الهجمات صوت تصفيق الرجل العجوز المشرف على المعركة التدريبية ، تقدم منهما
وربت على كتف الفتى ذو الشعر الأسود وابتسم ابتسامة تنمي عن إعجاب ورضا
-:أحسنت يا سيدي ،أحسنت أنت تتقدم بسرعة كبيرة ،سيكون الملك فخوراً بك جداً أيها الأمير ورد.
فأردف
خصمه وهو يمسح جبينه من بضع قطرات عرق تجمعت فوقه ذو الخامسة عشر من العمر
بشعره العسلي اللون وعيناه الخضراوتان تقدم ماداً يده ليصافحه
-:احسنت ياورد أنت تصبح بارع أكثر فأكثر كدت أن تهزمني
ابتسم ورد وقال
-:أجل فلدي صديق رائع ومعلم جيد
صافحه بقوة, فابتسم له صديقه من جديد قائلاً...
-:أنت تزداد قوة أيضا لقد أصبحت قبضتك قوية
-:وأنت أيضاً يا "جان" لديك يدان قويتان سأذهب الآن استودعكم
لوح بيده مودعا ومضى.
بقي
جان والمعلم العجوز الذي إنحنى ظهره قليلا و شعره الأبيض لحدود كتفاه
بعيناه الصغيرتان السوداوتا اللون كان يطالع من نافذة القاعة الأفق بقلق
فأقترب جان وسأل معلمه
-:معلمي ؟!
-:ماذا يا جان؟
ودون اي مقدمات سأل جان معلمه
-:لماذا يميزني الملك من بين باقي الشبان؟! لمَّ جعلني الحارس الشخصي لأولاده وهناك من هم أكبر مني وأكثر قوة؟!
-: لأنك إبن الوزير الأعلى للمملكة وولد صديقه العزيز، وأنت لست بحارس شخصي ياجان أنت أيضاً أمير ولأنك...
ثم صمت صمتاً طويلاً
إستغرب جان من صمت معلمه المفاجئ فأسرع بسؤال جديد
-:لأني ماذا ؟
-:ستعلم في الوقت المناسب
-:بت أسمع هذه الكلمات آلاف المرات متى سيآتي هذا الوقت المناسب ؟
ظل المعلم صامتاً وابتعد دون أن يقدم أي جواب لهذا السؤال وبقي جان ينظر للسماء فاستغرب من لونها
-: ماهذا؟ الأفق لونه غير طبيعي هو مكفهر بشكل غريب وكأن الظلام يستولي عليه
-:أنت تزداد قوة أيضا لقد أصبحت قبضتك قوية
-:وأنت أيضاً يا "جان" لديك يدان قويتان سأذهب الآن استودعكم
لوح بيده مودعا ومضى.
بقي
جان والمعلم العجوز الذي إنحنى ظهره قليلا و شعره الأبيض لحدود كتفاه
بعيناه الصغيرتان السوداوتا اللون كان يطالع من نافذة القاعة الأفق بقلق
فأقترب جان وسأل معلمه
-:معلمي ؟!
-:ماذا يا جان؟
ودون اي مقدمات سأل جان معلمه
-:لماذا يميزني الملك من بين باقي الشبان؟! لمَّ جعلني الحارس الشخصي لأولاده وهناك من هم أكبر مني وأكثر قوة؟!
-: لأنك إبن الوزير الأعلى للمملكة وولد صديقه العزيز، وأنت لست بحارس شخصي ياجان أنت أيضاً أمير ولأنك...
ثم صمت صمتاً طويلاً
إستغرب جان من صمت معلمه المفاجئ فأسرع بسؤال جديد
-:لأني ماذا ؟
-:ستعلم في الوقت المناسب
-:بت أسمع هذه الكلمات آلاف المرات متى سيآتي هذا الوقت المناسب ؟
ظل المعلم صامتاً وابتعد دون أن يقدم أي جواب لهذا السؤال وبقي جان ينظر للسماء فاستغرب من لونها
-: ماهذا؟ الأفق لونه غير طبيعي هو مكفهر بشكل غريب وكأن الظلام يستولي عليه
وفي قاعة أخرى من هذه القلعة الكبيرة
إجتمع تسع رجال وإمرأة واحدة ، أتوا من تسع ممالك مختلفة
دخل
مرجان والذي هو الملك الأعلى لهذه الممالك ليصبحوا عشر ملوك في قاعة
واحدة، بعد أن كان قد اجتمع سابقاً مع كبار الجنود لأمر طارئ أتى ليجتمع
بالملوك أيضا.
ألقى التحية على الجميع ثم أشار بيديه فجلسوا حول طاولة كبيرة مستديرة الشكل توزعت خلفها عشر كراسي ملكية
وقرب كل كرسي على جسد الطاولة قد حفر رمز يدل على صاحب الكرسي فهمس الملك مرجان لحاجبه
-: هل هما هنا ؟!
-:أجل ياسيدي
-:أدخلهما
-:بأمرك مولاي
أشار الحاجب بيده ففتح الخادم الواقف قرب الباب ،باب هذه القاعة
ودخل رجلان من جنود الملك وآثار الضرب تعتليهما وجروح كثيرة وملابسهما الممزقة تدل على أنهما قد خاضا معركة ما
وجه لهما الملك الكلام
-: قولا ما أخبرتماني به منذ قليل للملوك
ثم وقف قرب ناقذة ذاك المكان ينظر للأفق الذي تحول الى لون برتقالي مشوب بالسواد بقلق شديد
بعد أن إنتهى الجنديان من سرد قصتهما أشار لهما بالرحيل والتفت إلى باقي الملوك قائلاً
-:ما رأيكم ياسادة ؟
صرخ أحد الملوك وكان رمز ندفة ثلج قرب كرسيه
-:ماذا يحصل يامرجان ؟
-:أعتقد أنه عاد يا وجد
ليصرخ ملك رمزه القمر
-:لكن كيف؟؟؟
-:لا أدري يا سند، وتين ما رأيك يا عزيزتي؟
وجه
كلماته للملكة التي تجلس قباله رمز الشمس وقد ظلت صامتة طوال الوقت تستمع
فحسب كانت إمرأة تعدت الأربعين لكنها أشبه بشابة في العشرين من عمرها جميلة
جداً ترتدي ملابس ملكية ذهبية اللون وتاج مرصع بياقوت أخضر على شكل إكليل
بتموجات وزخارف بالغة الدقة في صنعها وضعته فوق شعرها الأبيض الطويل مربوعة
القامة بعينين زرقاوتين كسماء صافية يشع من جسدها نوراً خفيف فهي ملكة
مملكة الشمس
قال الملك الذي يحمل شعار الأشجار وهو ملك الغابات
-:تكلمي يا وتين
تنهدت وفتحت عينيها بعد أن كانت قد اغلقتهما لبرهة كمن يريحهما من تعب قليل ثم تكلمت قائلة
-: لابد أنه استعمل السحر المحرم ثانية،ً لاشيء يستطيع إخراجه من سجنه ذاك إلا السحر
تكلم
ملك يشبه البشر لأبعد الحدود لكنه ليس من البشر شعره أزرق غامق وعيناه
واسعتان جداً بلون شعره وهو ملك الجن يدعى《 روهان الأكبر》 وكان رمزه عبارة
رمز لدوامة مائية يخرج منها نور
-:كيف استطاع ولقد جردناه من قواه؟!
-:لا بد وأنه استعادها بشكل ما لكن كيف؟!
قال ذاك الملك الذي يحمل رمز النجوم
بينما قال ملك رمزه الموج وهو ملك مملكة البحار السبع والمحيطات
-:ربما ساعده أحد ؟؟
بدأت الهمهمة في القاعة استنكارا لهذا التصريح واستغرابا له ثم صدح صوت جهوري ليسكت جميع الهمسات
-:أهناك خائن بيننا ؟
هذا ماقاله ملك يحمل رمز النمر
الكل
يتكلم ويتحاور وجان ينظر من خلف الباب بعد أن فتحه قليلاً فرآه والده
الوزير الأعلى للملك مرجان والذي أخذ مقعد ذو رمز الجبال، فأشار إليه ليدخل
ونظر إلى الملك الأعلى متسائلاً هل يمكن له الدخول
فاومئ له موافقاً
دخل جان يحمل سيفه الذي يتوهج بيده، وحيى الجميع بكل إحترام وقف والده خلفه واضعا يديه على كتفاه وقال
-:أعرفكم على إبني جان؛ بعضكم يعرفه وبعضكم لا ،اصبح في الخامسة عشر من عمره منذ أيام .
قهقهت وتين وقالت
-:أجل لقد كانت حفلة عيد ميلاد لا تنسى اليس كذلك يا روهان؟! ونظرت الى ملك الجن الذي أيد كلامها بابتسامة كبيرة
ثم صمتت وأعادت ناظرها نحو جان و تأملته قليلا ثم قالت توجه كلامها لصخر
-: إبنك قوي جداً يا صخر وإلا ما توهج سيفه بهذا الشكل وهو بمثل هذه السن
ملك الجن تابع ماقالته وتين مؤيدا كلامها
-:أجل
صحيح فهذه السيوف من صنع الجن صنعت بالسحر الأبيض تخدم صاحبها وتشعر بقوته
انظروا سيفه يتوهج بقوة بلون المحيط ازرق قاتم هذا دليل بأن ابنك قوي
وشجاع
خاطبه مرجان مبتسما وقال
-:أين ورد يا جان ؟
-:لا أدري ياسيدي أنهينا التدريب ورحل لقد سمعت أصواتكم من الممر الاعلى فاتيت اعتذر ولكن جذبني حديثكم عن السجين الفار .
شهق ملك الرياح وفتح عينيه بدهشة
-:سمعت أصواتنا؟
بينما روهان ملك الجن أقطب حاجبيه وسأله
-:كيف؟!
نظرالجميع
نحوه متعجبن فهم يتحاورون بأصوات منخفضة والباب مغلق، وبعيد نسبياً عن
الممرات العلية للقصر تلك الممرات التي توضعت فيها غرف الأميران ورد وجمان
وغرفة جان تجاورهما.
ملك الأشجار والغابات سند يقول
-: ومن ذاك المكان إستطعت أن تسمعنا!؟
بينما الملك الذي يحمل كرسيه رمز النمر أردف ببرود يعقد ذراعيه إلى صدره
-:أنت تكذب يا فتى
غضب جان لهذا الإتهام وصاح يقبض يده قرابة وجهه
-:أنا لا أكذب،فوالدي علمني الصدق دوماً، والكذب ليس من شيم جنود الملك مرجان
قالت وتين وأمسكت كتفا جان لفت وجهه بإتجاها
-:هل تسمعني الآن جان ؟
-:نعم
تفاجئ
الجميع بشدة فهي لم تكن تتكلم بل كانت تستعمل عقلها فقط هذه القدرة قلة من
يستطيع إستخدامها إنها قدرة التخاطر بالقدرة العقلية
مرجان دون أن ينطق بالحروف ويبتسم قال
-:أتسمعني ؟!
-:أجل يا سيدي مرجان
وأنا أسمع ملك الرياح وهو يفكر ب....
ضيق عينيه ملك الرياح وسأله
-:بماذا أفكر ؟؟؟
فهمس في أذنه
-: أنت تفكر بالملكة وتين
ضحك ملك الرياح بصخب واحمرت وجنتاه
-:تباً يا فتى
ليقول ملك الجن موجها كلامه لمرجان
-:إذا يامرجان؟
لتقول وتين
-: الفتى مميز بشكل كبير.هل هذا معناه أن الأخرون سيظهرون قريباً
بت أعتقد بأن النبوءة صحيحة وقد تتحقق
تحت وقع دهشة الجميع أتمت كلماتها بينما ظل جان في حيرة من هذه الكلمات فهو لم يفهم حرف واحد مما قيل.
فأشار له والده بأن يرحل
تركهم وغادر بعد ان اغلق خلفه الخادم الأبواب نظر بشرود نحو الباب الموصد ثم تابع مسير
-:عن أي نبوءة تتحدث وتين؟ومن تقصد بالأخرين ؟وما المميز بي فأنا أمتلك قدرتي هذه منذ نعومة أظافري
لطالما منعني أبي والملك مرجان من إظهارها للأخرين وكأنها سر خطير لهذا لم يتفاجئ الملك وابي على عكس الآخرين
تكلم مع نفسه بهذه الكلمات صاعداً سلالم القصر إلى الممرات العليا واصلاً لغرفته .
بينما الملوك لايزالون في إجتماعهم.
يتبع......
بداية الحرب
#المملكة_المنسية
الجزء الثاني
《بداية الأمر》
كان الملوك لايزالون يعقدون إجتماعهم وقد ظهرت قضية جديدة يناقشونها ألا وهي قدرة جان، والحراس الآتون
قال مرجان الذي جلس خلف مقعده يترأس هذا الإجتماع، يسند مرفقيه عليها يرفع يديه ليسند وجهه فوق أصابعه المشبوكة
-:اذا؟ً
قالت وتين تؤكد كلامها السابق
-:الاسطورة صحيحة يامرجان، وأعتقد بأنها ستتحقق، لذا علينا حماية الفتية حين يظهرون في حال تحققت
سألها صخر
-:هل سيكونون جميعهم من عمر ولدي؟وهل سيضعهم هذا الأمر تحت الخطر ؟
ثم توتر بشكل لاحظه الجميع
فقال الملك روهان الأكبر موجهاً كلامه لصخر الذي اضطرب بعد هذه الكلمات
-:لا
تخف ياصخر إبنك أحد المختارين هذا معناه أنه قوي جداً وسيكون قادراً على
حماية نفسه وحماية الممالك العشر ولن يكون بمفرده بحسب ما تقوله المخطوطة
الأولى .
ليردف ملك الرياح سريعاً يضع كفيه على الطاولة ويتنهد
-: إذاً؛ هناك أخرين الأسطورة تقول أنهم خمسة وقائدهم أي ست فتية أليس كذلك يا وتين؟.
هزت رأسها وتين أن نعم ثم تابعت بهدوء
-:
يحب أن نجدهم قبله، إن وجدهم -عهد -قبلنا سيقتلهم بلا رحمة خاصة إن
كانوا لايزالون صغارا كما جان، يجب ان نحميهم إلى أن يشبوا ويصبح بإمكانهم
الدفاع عن أنفسهم
قال ملك يحمل كرسيه رمز البحر يكتف يديه إلى صدره
-:وكيف سنعرفهم؟
تقدم المعلم العجوز يضع يديه كعادته خلف ظهره ويسير بخطوات قوية رغم كبر سنه، والذي أتى بطلب من مرجان وقال
-:سيعرفونا هم عن أنفسهم كما فعل جان، ستظهر قدراتهم إضطرارياً حين تحيجهم الحاجة إليها؛ هذا ما ذكرته المخطوطات الأولى.
وجه نظره مرجان للملوك جميعاً عاقد الحاجببن من حيث يجلس بقرب رمز التاج الملكي الدال على مكانته _ملك الملوك العشرة _
عدل جلسته ليسند ظهره على مسند كرسيه الخلفي وقال
-: اذاً سننتظر ظهورهم وحتى وصولهم أعدوا جنودكم واستعدوا يبدو أن حربنا قوية هذه المرة أكثر من سابقتها
فالوغد بدأ يتحرك.
وفي
مملكة أخرى ملك في قصره يشطاط غيظاً ويضرب كل ما يقربه في قاعة العرش
بكرات صغيرة من النار حتى أصبحت القاعة كلها تقريباً محترقة وسوداء
والنار تأكل من أثاثها والخدم تركض في كل الإتجاهات وتطفىء تلك النيران ،
شعره أشقر وقصير وعيناه الحمراوتان تشتعلان غضباً حتى أنك قد يترائى لك أن
هناك لهباً يخرج منهما،يصرخ بأعلى صوته
-:اللعنة عليك يامرجان؛ اللعنة
على الملوك العشرة، ستدفعون الثمن غالياً ستدفعون ثمن سجنكم لي كل هذه
الأعوام، خمس عشرة عاماً وأنا في سجونكم سوف تندمون على كل يوم قضيته تحت
رحمتكم سأذيقكم البأس الشديد
ليطل فتىً في الخامسة عشر من عمره أبيض
البشرة أشقر الشعر عينان زرقاوتان يدخل القاعة التي يصرخ بها هذا الملك
الغاضب يردف كلماته ببرود تام
-:إهدأ يا أبي سيدفعون الثمن صدقني
هدَّئ
الملك من غضبه قليلا ثم زفر كثيراً وجلس على كرسي راقي الصنع و بدقة
متناهية بني اللون اكتسته زخارف ذهبية تتناسب بفخامته مع مابقي من القاعة
دون احتراق ثم قال بنوع من الاستسلام
-:أصبحت عجوز وفقدت معظم قواي قد لا أستطيع القتال، لقد جردوني من قوتي حتى إني لا أعلم كيف بدأت استعيدها.
ضيق عينيه ذاك الفتى بخبث وبطريقة متعجرفة قال
-:لذلك أنا هنا يا أبي، سنعيد لك قواك كاملة وسنستحوذ على الممالك العشر
أجابه بملل وباستهزاء وقد أغمض عينيه
-:وكيف ؟هل ستقاتل انت عوض عني ؟وهل لديك قوة حتى أيها الصغير؟
إقترب منه ليصبح مواجهاً له ووقع خطواته أجبرت الملك على فتح عينيه
-:ومن قال لك لا، فأنا في النهاية إبنك إبن ملك النار؛ أنظر
مد يديه وفتح كفيه على أخرهما
لتخرج من يدي ذلك الفتى نار زرقاء اللون أخافت الخدم المتواجدون في القاعة
إنبهر الملك مما رأته عيناه ونزل عن عرشه يتقدم نحو الفتى يتكلم بدهشة
-:من أين لك هذه النيران، فهي ليست لك، لا أظن أنها مني ولم أورثك إياها فهذه النيران الزرقاء ليست مني.
أغمض عينيه الفتى يشد شفته بخبث وبصوت هادئ قال
- بالسحر طبعا.
-:كيف؟! أي سحر!؟
ثم قال بذهول
-:السحر المحرم؟! هل حصلت على الكتاب الأسود ؟!
جذب ولده من كتفاه بإتجاهه
-:وكيف حصلت عليه ؟
لكن الفتى ظل صامت ينظر بخبث وبرودة في وجه الملك ليتابع أبيه كلامه بدهشة ممتزجة بغضب خفيف
-:أاستعملت الكتاب؟!هل أنت مجنون!!؟
ليجيبه ابنه ببرود وهويبتعد عنه
-:ومن تظن أنه أخرجك من سجنك الملعون؟ ومن تظن أنه إستطاع فك أغلالك وحذف طلاسمهم ؟ وإعادة جزء من قوتك لك ؟
ضحك الملك ضحكة خبيثة وعبث بشعر الفتى معجب من ذكاء وقوة إبنه
-:أنت فعلاً ولدي يوجين أيها الشيطان الصغير من أخبرك عن السحر المحرم؟ من ساعدك ؟لن تستطيع القيام بكل هذا بمفردك
ليأتي صوت أنثوي يقول
-:أنا وأخوتي طبعاً، ومن سوانا يا عزيزي؟
أطلت
إمراءة ذات شعر أسود طويل يصل حتى منتهى ظهرها وعينان كلون عيني يوجين
زرقاء كلون السماء رشيقة الجسد تعدت الثلاثين من عمرها بيضاء البشرة،
والشر باد على ملامحها بثيابها الملكية السوداء وشال أسود طويل تجره ورائها
تدخل للقاعة.
استدار إليها يفتح ذراعيه ليستقبلها في أحضانه قائلاً.
-:آه حبيبتي لازورد، إذاً أوفيتي بوعدك؟
أبعدته ببرود عنها وتابعت مسيرها في القاعة
-:وهل تظني خائنة يازوجي العزيز ؟
وتلك التمثيلة ما كانت إلا لأهرب بابني
قالتها وهي تجلس على كرسيها الملكي بجانب كرسي زوجها وتضع ساق فوق أخرى
-: كيف إستطعتي خداعهم بأن إبننا مات؟ خبيثة كما عهدتك كيف خدعتي المجلس ؟
قهقهت وقالت بخبث ممزوج بالعجرفة
-:أنا لازورد ياعزيزي ،أميرة الظلام.أميرة الخداع؛حان الوقت كي يدفع مرجان الثمن هو وزوجته واولاده
قال وهو يعاود الجلوس على كرسيه.
-:أمممم
إن قتلانهم سنحصل على إنتفامنا، لكن أريد لمرجان أن يتعذب، أريده أن يتألم
سأترك الألم ينال منه أولا, ثم سأفكر بأبشع طريقة لقتله
ثم اندلعت نيران في مدفئة تلك القاعة من تلقاء نفسها.
وهذان الزوجان يضحكان بصخب وصوت ضحككهم يرتج في أرجاء القلعة السوداء
وبعد
أيام وفي ليلة هادئة والكل نيام ، إشتد المرض على مرجان وارتفعت حرارته
جداً بطريقة عجيبة ، عجز الحكماء من جميع الممالك أن يعرفوا سببها ، اجتمع
الملوك مرة أخرى فمرض مرجان ليس طبيعي
المعلم يقول لوتين
-:ماذا يجري يا سيدتي الأمور كلها ليست طبيعية؟
ملك الجن يجيبه وقد وقف قرب النافذة يراقب القمر الذي أبدر ليلتها
-:لابد وان أحدهم يستعمل السحر المحرم
اجابت وتين منذهلة
- :ماذا؟وكيف وصل لمرجان ؟
ملك البحار والمحيطات يتكلم مستغرباً
-:لقد أخفيته في قاع المحيط في عالم مختلف عن عالمنا
روهان -:لابد وانهم قد وجدوده
وتين -:مستحيل أن يكون ملك النار لقد كان حبيس قفصه
المعلم -:من إذاً ؟
استولت الحيرة على جميع من في القاعة
بينما مرجان يعود بذاكرته لماضي وهو ملقىً في سريره يتنهد بشدة بسبب الحرارة وحوله الأطباء وزوجته.
هاهو
يقاتل ذاك الملك وتوهج بلون النيران تخرج من سيفه بينما مرجان سيفه أحمر
قاني يشع بقوة فكلما كان صاحب السيف قوي كلما توهج سيفه أكثر،
كانا يتقاتلان بضراوة
وفجاءة سقط سيف مرجان وكاد أن يقتله ملك النار
تدخل
ملك الجن يرمي بسيفه لمرجان الذي استطاع في اللحظة الأخيرة أن يصد نيران
الملك بقوة السحر الأبيض الموجودة في سيف ملك الجن ويردها إليه لتصيبه في
صدره، فصرخ وسقط مغشياً عليه،اجتمع الملوك العشر حوله يتمتمون طلاسمهم
، جعلت قوته تضعف شيء فشيء؛ حتى انطفئ نار سيفه فتمتم منهك القوى قبل أن
يغيب عن وعيه تماما قائلاً
-:سأنتقم منك يامرجان سأنتقم منكم يوما أيها
الملوك العشر ولازورد من غير بعيد تراقب وقلبها يغلي غيظا وضعت يديها على
بطنها المنفوخ وقالت
-:لن يصلوا اليك يا ولدي اعدك بذلك حتى وإن كان
الثمن غاليا سأحميك وشقيقيها بجانبها ليمسكا بها ويختفيا من بين الجمهور
برفقتها بلمح البصر
نظرت وتين إلى الملوك وأومأت برأسها رفعت يديها عالياً ثم خفضتهما قائلة
-:باسم
**** القدير،أيتها الروح الخبيثة نحن نطالب بسجنك للأبد بقاع البركان الذي
يحتويه قاع المحيط على عمق آلاف الفراسخ حتى تبتعدي بشرورك عن عوالم الكون
أجمع، رفعت الجلسة.
اختفي جسد ملك النار ليظهر في سجن صغير يتسع له وحده والأغلال في يديه ويردد بصرخات عالية
-:سأنتقم، سأنتقم منكم
-:سأنتقم منكم
استيقظ ملك النار يتحسس جسده المرهق وهو يتمتم هذه الكلمات .
نزل أدراج
كثيرة إلى قبو قصره حيث نسجت العناكب بيوتها والفئران تسرح كأنها في
مملكتها الخاصة وهربت من وقع أقدامه وصل إلى حائط مسدود لمسه ففتح باب حجري
واشتعلت الشموع من تلقاء نفسها
-:كيف إستطعت أن تعلم مكان الكتاب يا
يوجين؟ كيف وقد خبأوه جيداً لقد حصلت عليه اخيراً بفضلك وأمك تلك المرأة
بؤرة من خبث لا ينتهي ماكرة وداهية للغاية واخويها لا يقلان عنها مكراً
ودهاء .
يالك من فتىً قوي إن أضفت قوتي لقوته سيصبح لا يقهر لكنه مازال
صغيراً ستقتله كل هذه القوة عليي أن أنتظر إذا،ً كيف سأنتظر كل هذه
الاعوام تباً وجدتها المملكة المنسية ؛سأستخدم طلاسم من المملكة المنسية .
وفتح الكتاب فوجد بضع صفحات منه ممزقة فصرخ بأعلى صوته
-:تباً لكِ يا وتين. سأنتقم منكم جميعاً لن أرحمكم
وتين تجلس على سريرها بيدها تلك الأوراق التي إنتزعتها من الكتاب الأسود تدمع عينها
-:لماذا
يا عهد؟ لماذا انضممت إلى مملكة الظلام لم سمحت لتلك الشمطاء أن تستولي
على قلبك؟ لم سمحت لها أن تجرفك بعيداً عني إلى مملكة الظلام لماذا ؟
نهضت وهي تقول
-:
علي أن أخفي هذه الأوراق جيداً كما كانت مخفية كل هذه الفترة،فأنا لا
أريده أن يعلم عن وجود الحراس ، الاسطورة تقول أن نهاية ملك النار على
أيديهم
جان في غرفة أبيه يصله جواب والده بعد أن ألقى سؤالا عليه
-:ماذا؟! هل أنت متأكد مما سمعت!؟
-:أجل يا أبي وتين قالتها بالحرف الواحد كانت تفكر بها
-:تفكر بها!؟هل تستطيع سماع الأفكار من كل هذا البعد؟
-:لا.. لقد لحقتها أمس كانت تفكر بشىء لم أفهمه وأعلم أني مخطئ أردت أن أعرف تفاصيل ما كانت تفكر به إلى أن وصلت الى غرفتها
كانت تنظر للأوراق وقالتها لكن من هو عهد ؟
وفي قصر ملك النار حيث يجلس قبالة مدفئة غرفته يحادث نفسه.
-:تباً لك وتين هل تفكرين بي كما افكر بك تباً لك ولحبك سيقتلني يوماً
دخلت لازورد وبعد أن جلست على مقعدها قال زوجها
-: لدينا الكتاب الأسود إذاً معركتنا محسومة
-:للأسف ياعزيزي ليس بعد علينا أولاً أن نجد الحراس الستة
-:اي حُراس ؟!
-:هناك مخطوطة تقول أن ست فتية ستكون نهاية الشر على أيديهم
-: أسيقتلوننا؟! أي خرافات هذه ثم من أين سمعتي هذه المقولة
-:إنها في المخطوطات الأولى ياعزيزي درسنا مملكة مرجان سابقاً
-:لكن لا أذكر أنك أخبرتيني عن هذه المخطوطات
-:
لأنك كنت سجين.حيث كان السلام بيننا كانوا في حفل صغير عندها تنكرت ودخلت
الحفلة وتسللت لغرفة المعلم الأكبر ورأيت المخطوطات وقرأتها بتمعن وقبل أن
يمسكوا بي استطعت الهرب ولم يعرفوا أني قرأتها كيف عرفت مكان الكتاب
إذاً؟...منها علمت أنهم سيخفونه بعيداً في عالم النور في المملكة
المنسية،استحضرت بوابة بمساعدة اخويّ ملك الظلام وملك الظِلال
أرسلت
جنودهما وأحضروه لم يكن الوصول إليه سهلاً قتلنا الكثير من جنود
النور ،بالمناسبة الفوضى تعمها أكثر من ذي قبل بكثير ،قد تصبح صالحة
للإنضمام إلينا
-:تريديني أن أصدق بأن بضع فتية فقط سيقتلوني؟؟
وراح يضحك ويقهقه ساخراً
-:لم
أقل أشخاص ياعزيزي بل قلت خمس حراس وقائدهم أي ست حراس،سيكون لديهم قوىً
غريبة ومميزة علينا ان نجدهم قبل ان تجدهم وتين او مرجان
-:هذه خرافة ومجرد أسطورة لن تخيفني أساطير مرجان ووتين.
و أخذ يضحك ويقهقه بجنون كمن أصابه جنون العظمة
واندلعت حرب بين تلك الممالك وانضم لملك النار ملك الظلام وكل شخص يعتلي قلبه الشر
كانت الحرب قوية لأن لازورد بدأت تستخدم السحر المحرم في هذه الحرب
صخر
يركض في ممرات القصر الخاص بمرجان واصلاً لغرفة مكتب الملك مرجان حيث كان
يجلس مع قائد الجنود يراجع خطط لتفادي الحرب من الوصول للمملكته فتح الباب
بقوة والعرق من جبينه يزحف إلى فكيه ويتساقط من ذقنه
-:لقد وصلو إلى وتين يامرجاان
-:ماذا؟!
أسرع
باقي الملوك لحماية وتين التي لم تكن هينة البتة وحاربت بكل قوةجعلت
الظلام يتراجع واختفت الظلال فهي تملك قوة الشمس وصل مرجان ووزيره الاعالى
ويرافقه إبنه جان عائدون من تلك المعركة إلى القاعة حيث إجتمع الملوك العشر
مرة أخرى ،فنظر جان إلى ابيه وأردف ببرود
-:إنه يعلم
نظر الملوك العشر الى جان بدهشة.
وضع والده يديه على كتفي ابنه وأقطب حاجبيه بقلق وقال.
-:جان؟من ؟؟.و ماذا يعلم؟
جان-:بات ملك النار يعلم بوجودنا انا والآخرين
صمت الجميع لهذه الكلمات صمت دهشة واستغراب
والشمس صفراء تتجمع حولها بضع غيوم سوداء كثيفة،معلنةً قدوم عاصفة.
يتبع.....
حقيقة جان
#المملكة_المنسية
الجزء الثالث
《جان》
عصفت
ريح قوية وبرق شق السحب بضوئِه الوهاج ، يتبعه صوت رعد مدوي تجفل القلوب
لوقعه، وبدأت الأمطار تنقر الزجاج بخفة ما لبثت أن أصبحت تنهمر بغزارة،
والملوك في إجتماعهم منغمسون ليجيب مرجان جان متفاجئا مستغربا
-:يعلم بوجودكم !؟
كان
جان يجيب ببروده المعتاد لا أحد يعلم سبب برود هذا الفتى، وكأن مشاعره
مخدرة، الشخص الوحيد الذي يتصرف معه على سجيته هو صديقه ورد وفتاة واحدة
والتي هي ابنة الملك روهان الصغرى في هذا العالم الذي بات مشتعل بالحروب
-: أجل يعلم بوجودنا أنا والخمس البقية لكنه لا يعلم من نحن بعد.
نظر إليه مرجان نظرة متسائلة
-:وكيف عرفت!؟
أجابه بكل أدب واحترام وهو لايزال واقفا بالقرب من أباه الجالس خلف الطاولة علی كرسيه المخصص له
-:في
مواجهتنا الأخيرة تحديت فتى قرأت أفكاره صدني مرتان، لكني إستطعت الولوج
لأفكاره بعد جهد لا بأس به، إكتشفت أنه ابن ملك النار وهو حاقد بشكل مفرط
على الملوك العشر،ومنه عرفت أن ملك النار علم بوجودنا،أعتقد أنه استشعر
بقوتي فهو ليس هين البتة روحه مظلمة بشدة، وما أظنه حقا أنه هو من سمح لي
أن أكتشف هذه الخاطرة عن قصد منه فهو ليس ضعيف للدرجة التي تسمح لي أن أقرأ
فكرة كهذه.
أقطب حاجبيه مرجان وبدهشه قال
-:ابن لازورد؟!هل هذا ممكن ؟!
ليردف ملك المحيطات مستغرباً
-:لكنها قالت أنه مرض ومات، لقد أرتنا جثته عرضتها على المجلس.
أجابتهم وتين تتكلم بهدوء وهي تقف قرب المعلم بجانب النافذة
-:إنها ماكرة ومخادعة، لا تنسوا جميعاً أننا ما رأينا إلا *** رضيع ميت، وما أدرانا أنه ابنها
قاطعها ملك الجن سريعاً
-:لكن تم فحص الجثة جيداً من قبل حكيم الجن الأعلى وأكد أنه ابن لازورد
انسلت إجابة وتين بكل هدوء تعاود الجلوس على مقعدها
-:لا أعلم بهذا الخصوص، بت أشك الآن هل ممكن أنه كان لللازورد توأم ؟
أجاب صخر بحيرة
-:معقول؟
-:كل شيء معقول مع هذه المرأة.فهي أميرة الظلام والمكروالخداع .
إعترت الحيرة الملوك العشر وكل منهم تراوده إجابة حول- كيف تمكنت لازورد أن تخدعهم? -.
فقبل خمسة عشر عاماً قالت أن يوجين أصيب بمرض ومات.
بعد
هزيمة ملك النار وسجنه في قاع المحيط عقدوا معاهدة بين الممالك العشر
وممالك الظلام والنار،تنص المعاهدة عن تخلي لازود وشقيقيها ملك الظلام
،وملك الظلال، عن الثأر أو تحريض أولادهم عليه ،كانوا يريدون السلام بشدة
فقد أعيت الحرب جميع الأطراف.
إستطاعت لازورد من خلالها الحفاظ على
حياتها،بينما خافت أن يأخذوا ابنها منها لذلك قالت بأنه مات، السؤال الذي
ظل مطروحاً جثة من رأى الملوك العشر؟ وكيف تم الإثبات بأنه من سلالة ملك
النار ولازورد.؟ وكيف خدعتهم
ملك الرياح ينظر إلى وتين محتار
-:وتين ؟
وقفت وتين واقتربت من جان وضعت يديها على صدغيه وأغمضت عيناها.
فهي تمتلك قدرة الدخول الى افكار
الأشخاص لتحاورهم او تحصل على معلومة منهم .
أصبح جان ووتين بمفردهما وكأن الجميع قد إختفى، فأصبحا في الظلام لبرهة
ثم
أصبحا في مكان بالغ الجمال أرض خضراء واسعة،وأشجار باسقة، ونهر يشق مجراه
بين البساتين، وأزهار زينت العشب الذي يتماوج مع الرياح العابثة بشعر وتين
الأبيض الطويل.
إندهش جان قائلاً
-:ماهذا المكان؟!وكيف أحضرتيني إليه
-:لم
أحضرك أنا ياجان، بل أنت من أحضرني إليه،أعتقد بأنه ملجأك يتلجئ إليه عقلك
الاواعي لصد مخاوفك،مبدع،المكان يشعرك بالأمان أليس كذلك؟.
أومئ برأسه موافقاً دون ان ينطق بحرف واحد و هو لايزال تحت وقع الدهشة ينظر للمكان يكاد لايصدق ما أخترعه عقله.
إستدارت وتين إليه وقالت
- :جان أتعلم مامعنى قواك ؟
جلس أرضاً واستند على شجرة وصل بقربها وقال
-:لا
-:هذا
معناه أنك الحامي أنت ستحرس الملك الأعلى وتحمي الممالك العشر و سيكون
التخلص من ملك النار على عاتقك أنت والبقية قدرتك على قراءة الأفكار
والعقول دليل على القيادة أي ستكون انت قائد الحراس
-:هكذا إذا. و أنا مستعد
-: لا لست مستعدا بعد، هي مهمة صعبة جداً ثم إنك ستحتاج إلى الاخرين
-:من هم؟
-:لم يعرفوا بعد
-:لكني سأعرفهم صحيح؟
-:أجل صحيح
-:كم عددهم ؟
الأسطورة تقول خمسة وأنت سادسهم ربما قد يكونون أكثر أو أقل لا أعلم تماماً كم عددهم، فأحياناً أساطيرنا تكون مبهمة بعض الشيء.
-:وهل تخطئ؟
-:في حالات نادرة أجل تخطئ , لكني بت متأكدة بأن أسطورة الحراس صحيحة،وليست مجرد أسطورة مغلوطة .وأنت أول دليل لنا على صحتها
-:هل ورد منهم؟ فأنا أستشعر بقوته أحياناً
-:لا
أدري وربما تكون جمان منكم أيضاً لكنها صغيرة جداً لذا لن تظهر قواها الآن
،جان ليست ولادتكم عشوائية، فأنتم الثلاثة من سلالة الملوك العشر أما عن
البقية لا أعلم عنهم بعد.
-:اذاً؟
-:عليك أن تتدرب جيداً يجب عليك أن تتعلم كيف تحمي أفكارك فلست الوحيد الذي يملك قوتك.
-:أعلم أن هناك شخص أخر مثلي
-:بل أسوء إنه منحاز للشر والظلام؟؟!
-:تقصدين ملك الظلام أم ملك النار
-:بل منهما هما الإثنان
-:كيف؟؟
-:ذاك الفتى الذي رأيته
-:ابن ملك النار ؟
-:أجل
هو. تزوج ملك النار من أميرة الظلام ورزقا بطفل.وبعد أن إنتهت المعركة
وسجنا ملك النار وقعت الأطراف معاهدة بيننا وبينهم ومن شروطها أن ينسحب
الجميع لممالكهم ولا يتعرض أحدهم للأخر، وأن نبقي على حياة أميرة الظلام
،قالت أن ابنها مات لكن يبدوأنها كذبت علينا وسنعاقبها لكذبتها على المجلس
-:هكذا اذاً؟ما لافهمه يا وتين كيف للظلام ان يتحد مع النار .
-:
معك حق بهذا الاستغراب, و سيء للغاية ان يتحد كلاهما معا والأسوء من ذلك
ان هذا الاتحاد نجم عنه شخص ما لأنه سيرث قوتان معاً ولا اتمنى ان يحصل على
كلا القوتين لانه حينها سيحصل على قوة النار المظلمة وهي اسوء قوة في جميع
القوى.
صمت للحظات ثم نظر للنهر الذي يترقرق بين الأراضي العشبية الخضراء تلمع مياهه كماسات براقة تحت اشعة الشمس ثم قال
-: أتدرين كنت أعرف أن هناك شخص يشبهني
-:كيف عرفت ؟!
-:لم
تكتشف موهبتي صدفة بل رافقتي منذ ولادتي لذا خلال تلك الأعوام إستطعت أن
أشعر بأن هناك من يراقبني دوماً فعلمت أن هناك شخص يشبهني،أحيانا كنت أشعر
به كأنه موجود قربي، إذاً ببساطة هو يمتلك موهبتي فحسب،لكنه اختار الجانب
المظلم لاني كنت أشعر بالظلام حين أشعر به،حاول جرفي إليه مرات عدة لكني
استطعت صده بمساعدة الملك مرجان ومعلمي،لكن؛ ماذا عني ؟
-:أنت؟!
-:أجل لما أنا مميز بهذا الشكل؟
-:أنت إبن ملك الجبال وأمك أميرة البحار ايضا .
لديك قوتان معاً ياجان، في النهاية جميع القوة تتمم بعضها البعض
-:لمَ ليس لنا مملكة،لمَ نعيش مع الملك مرجان؟
-:أبيك
والملك مرجان، لا ينفصلان فقواهما تكمل بعضها أبيك تتمة للملك مرجان
والملك مرجان تتمة لأبيك هل فهمت ؟ثم إنهما صديقين حميمين
-:أجل هل الأمر ذاته أنا وورد أحياناً أشعر بأن ورد يكملني بشكل أو بأخر
-:ربما ياجان ستكتشوفون هذا مع الوقت.
وضع مرجان يداه على كتفي وتين وجان
-:هيا عودا .من غير المستحسن البقاء طويلاً.
فتح عينيه جان وجبينه مبللة بالعرق وقال
جان -:أجل،يا سيدي لقد عدنا
اما وتين التي جلست على كرسيها بكل هدوء قالت والبسمة لا تفارق شفتيها
-:كان حوار مثمر جان
-:أرحب بك بأي وقت سيدتي
نظر
ببرود نحو الجميع وحياهم وهم بالإنصراف، سار بخطواته الواثقة وبيده سيفه
يشع ويتوهج بقوة يشيعه الملوك بأنظارهم حتى اغلق الخادم الباب خلفه، اعاد
نظره صخر نحو وتين وقال
-:ماذا أخبرتيه يا وتين ؟
قالت وتين تنظر للفراغ الذي خلفه جان بعد ذهابه
-:جان
*** بقلب رجل، لديه الكثير من الاسئلة، أعتقد أنه حان الوقت كي يعرف من
هو، إنه غاضب بشدة ياصخر لماذا؟ إستشعرت بغضب عارم في صدره حاول إخفائه
فأولجني لعالم اخترعه عقله ظن أني لم ألاحظ ولم أخبره أني انتبهت لغضبه .
أغمض عينيه صخر وقبض يده على سيفه بقوة ليشع سيفه ويتوهج بشدة وتكلم يخفي ألم وغضب وصوته مخنوق
-:لقد شهد مقتل أمه.
لمع برق اضاء الغرفة بأسرها وتلاه دوي قوي للرعد،والمطر ينقر زجاج النوافذ بشكل مخيف
لتصدر همهمات الجميع المستغربة
وتين-:يا إلهي
تابع صخر بذات الغضب والحزن اللذان امتزجا مع كلماته وهو يطرق رأسه وعيناه تتفحصان رمز الجبال المحفور قبالة كرسيه
-:لهذا هو يحمل نفسه فوق طاقتها أراد الإنتقام. لقد أخبرته أنهم مجرد لصوص أرادوا مجوهراتها
لم نخبره بشكوكنا بأنهم من قوى الظلام فنحن لم نمتلك دليل يدينهم .
وبما
أنه كان بيننا وبينهم معاهدة ووثيقة لم نحرك ساكن، فنحن أردنا أن تندثر
تلك الحرب وننسا آلامنا،أقسمت ألف مرة أن أنتقم لكن ممن أنتقم وليس لدي
دليل واحد يدين لازورد أو زوجها أو حتى أخويها اللعينان
تكلم ملك الرياح بمحاولة منه تغير مجرى هذا الحديث المؤلم لصخر
-:وماذا عن المختارون ؟ألم نعرفهم بعد.
قال المعلم الذي ظل واقفاً طوال الوقت بجانب النافذة يراقب الجو العاصف.
-:ربما ليسوا من عالمنا فأنا لم ألحظ بين الأطفال ما يشير إلى وجود مميزين
اندهش الجميع بينما مرجان ووتين قالا معاً
-:ماذا؟!
ليجيبهم بهدوء
-: تلك الاسكورة تتحدث عن إتحاد عدة عوالم، لقد إتحدت الممالك العشر بقيت المملكة الحادية عشر.
فقال روهان
-:المملكة المنسية ؟ هل من المعقول أن يكون البقية منها ؟
بعد أن خرج المعلم وإنتهى الإجتماع
أتى جان لغرفة معلمه يطرح سؤاله
-:اين هي ؟
المعلم يقول وهو ينظر لخريطة توضعت عليها جميع الممالك
-:إنها
بحد ذاتها مملكة مقسمة إلى آلاف الممالك، لذا تم تطردها من تحالفنا فهي
مملكة تعمها الفوضة والحروب والطمع والجشع لا تصلح لنا
-:اذاً، هل انضمت لممالك الظلام
-:لا
-: لمَ لم تنضم ؟
-:لانها تحمل الخير والطيبة والسلام والحب في طياتها فهي لم تصلح لممالك الظلام أيضاً
-:إنها مملكة متناقضة
-:أجل،
إنها الأرض، مملكة جدا متناقضة بُعد مختلف عن بعدنا هذا، الشر يرافق الخير
في كل الطرقات والناس مختلفة الطباع ،فليس شرهم يظهر للعلن وليس خيرهم
كذلك.
ليسوا مثل ممالكنا الشر واضح والخير واضح فيها
لذا تم نسيانها ونسب اليها اسم المملكة المنسية
في قصر ملك الظلام يوجين وأباه جالسان بالقرب من المدفأة وملك النار يستقبل سؤال يوجين بإستغراب ليجيبه -:المملكة المنسية ؟
-:أجل يا أبي ما هي المملكة المنسية وأين هي؟
-:وأين سمعت بهذه الكلمة ؟
-:وتين تحدثت عنها في عقلها ذاك اليوم حين واجهنها في عقر مملكتها .
لتردف لازورد مقطبة الحاجبين تدخل الصالة.
-:فكرت بالمملكة المنسية ؟؟؟.وماذا يريدون من المملكة المنسية وكيف سمحت لك ان تقرأ هذه الفكرة فوتين أقوى من يحمي أفكاره ؟
-:لا أدري ربما شردت قليلا بسبب ان ذلك الصعلوك المدعو جان كاد ان يقتل فتفلت منها حذرها نحو افكارها
ضحك ملك النار بقوة وصخب وقال
-:وانت كنت بالمرصاد؟ ألهذه الدرجة دربتك أمك أن تستغل كل ثانية من وقت أعدائك؟
رفعت
لازورد كتفيها بتفاخر وابتسمت بعجرفة دون ان تجيب فهي حقا دربت يوجين منذ
نعومة أظافره على كل حيل المكر والخداع ثم أعادت ناظريها نحو ابنها وقالت
-: لكن من يذهب الى ذاك البعد ستختفي قواه ماحاجتهم لتلك المملكة الضعيفة ؟
وظل السؤال دون اجابة ولازورد وعهد يشعلان كل يوم حرب جديدة واستمر جنودهم بالتدفق من مملكة إلى أخرى.
-:وماذا عن المختارون ؟ألم نعرفهم بعد.
قال المعلم الذي ظل واقفاً طوال الوقت بجانب النافذة يراقب الجو العاصف.
-:ربما ليسوا من عالمنا فأنا لم ألحظ بين الأطفال ما يشير إلى وجود مميزين
اندهش الجميع بينما مرجان ووتين قالا معاً
-:ماذا؟!
ليجيبهم بهدوء
-: تلك الاسكورة تتحدث عن إتحاد عدة عوالم، لقد إتحدت الممالك العشر بقيت المملكة الحادية عشر.
فقال روهان
-:المملكة المنسية ؟ هل من المعقول أن يكون البقية منها ؟
بعد أن خرج المعلم وإنتهى الإجتماع
أتى جان لغرفة معلمه يطرح سؤاله
-:اين هي ؟
المعلم يقول وهو ينظر لخريطة توضعت عليها جميع الممالك
-:إنها
بحد ذاتها مملكة مقسمة إلى آلاف الممالك، لذا تم تطردها من تحالفنا فهي
مملكة تعمها الفوضة والحروب والطمع والجشع لا تصلح لنا
-:اذاً، هل انضمت لممالك الظلام
-:لا
-: لمَ لم تنضم ؟
-:لانها تحمل الخير والطيبة والسلام والحب في طياتها فهي لم تصلح لممالك الظلام أيضاً
-:إنها مملكة متناقضة
-:أجل،
إنها الأرض، مملكة جدا متناقضة بُعد مختلف عن بعدنا هذا، الشر يرافق الخير
في كل الطرقات والناس مختلفة الطباع ،فليس شرهم يظهر للعلن وليس خيرهم
كذلك.
ليسوا مثل ممالكنا الشر واضح والخير واضح فيها
لذا تم نسيانها ونسب اليها اسم المملكة المنسية
في قصر ملك الظلام يوجين وأباه جالسان بالقرب من المدفأة وملك النار يستقبل سؤال يوجين بإستغراب ليجيبه -:المملكة المنسية ؟
-:أجل يا أبي ما هي المملكة المنسية وأين هي؟
-:وأين سمعت بهذه الكلمة ؟
-:وتين تحدثت عنها في عقلها ذاك اليوم حين واجهنها في عقر مملكتها .
لتردف لازورد مقطبة الحاجبين تدخل الصالة.
-:فكرت بالمملكة المنسية ؟؟؟.وماذا يريدون من المملكة المنسية وكيف سمحت لك ان تقرأ هذه الفكرة فوتين أقوى من يحمي أفكاره ؟
-:لا أدري ربما شردت قليلا بسبب ان ذلك الصعلوك المدعو جان كاد ان يقتل فتفلت منها حذرها نحو افكارها
ضحك ملك النار بقوة وصخب وقال
-:وانت كنت بالمرصاد؟ ألهذه الدرجة دربتك أمك أن تستغل كل ثانية من وقت أعدائك؟
رفعت
لازورد كتفيها بتفاخر وابتسمت بعجرفة دون ان تجيب فهي حقا دربت يوجين منذ
نعومة أظافره على كل حيل المكر والخداع ثم أعادت ناظريها نحو ابنها وقالت
-: لكن من يذهب الى ذاك البعد ستختفي قواه ماحاجتهم لتلك المملكة الضعيفة ؟
وظل السؤال دون اجابة ولازورد وعهد يشعلان كل يوم حرب جديدة واستمر جنودهم بالتدفق من مملكة إلى أخرى.
وبعد
فترة من حروب استمرت وفي كل مرة ينهزم فيها ملك من الملوك العشر والسبب أن
لازورد بدأت تستخدم السحر المحرم أكثر وأكثر وأصبحت تجيده بشكل كبير.
ملك النار يضحك في قصره بعد أن هزم ملك الغابات وسقطت مملكته في يديه
-:
لقد كسبت هذه المعركة أيضاً سقط ملك الغابات ، وملك البحار سجين في أعماق
المحيط بفضلك يا لازورد وبفضل الكتاب الأسود، وبهذا أصبحوا سبع ممالك
بقبضتنا بقي مرجان، ووتين وملك الجن روهان، وسأقضي عليهم.
أما في قصر الملك مرجان زوجته تتحدث إليه بخوف وذعر
-:مرجان؛ لا، لن تفعل، لن ترسل ورد وجمان إلى المملكة المنسية أرجوك فكر ياعزيزي سأموت من دونهم
ليجيبها وكلماته غاضبة يصرخ بها، هو لا يصرخ عليها بل يصرخ لان حقيقة ما يقوله كانت قاسية جدا
-:وهل
تفضلين أن يموتوا هنا،أنظري يا ياسمين لقد إنقلبت الموازين ،حتى قوى
الظلام تزداد،لقد دمروا أكثر الممالك بقي مملكتي ومملكة وتين ومملكة الجن
فقط
لقد تبدلت الظروف وتحولت الحرب لصالح ملك الظلام وملك النار، نحن
نخسر، قتلوا ملك الغابة وعائلته بأكمالها، وملك الثلج وزوجته ماتا، لولا
وتين لقضي على اولاده أيضا
الحرب أصبحت تتقدم والممالك تسقط الواحدة تلو الاخرى، سيكونون بأمان أكثر هناك.
وضعت يديها على وجهها تخفي ملامحها المتوجعة وقالت
-:لكنهم.سينسوننا
هدأت عاصفة غضب مرجان وجلس يطرق رأسه كي لا يسمح لياسمين أن ترى تلك الدمعتان اللتان تجمعتا في مقلتيه غضبا وحزنا على قراره هذا
-:أفضل
أن ينسوني على أن يقتلهم عهد أمام ناظري كما حدث مع ملك الرياح الوغد عذب
أولاده وقتلهم امام ناظريه قبل ان يقطع رأس زوجته وقبل ان يعدمه،حين تنتهي
الحرب سنعيدهم
وكمن وجد بقعة أمل رفعت رأسها ونضهت مسرعة تمسك زوجها من ساعديه لتجبره على الإلتفات لها
-:وماذا عن الأسطورة؟
وضع يده على منكبيها وبيده الأخرى مسح دمعاتها المنهمرة والتي أوجعت قلبه وقال بهدوء
-:لن
أُغامر بأرواح الأطفال لأجل إسطورة في مخطوطات قديمة وقد لا تكون حقيقية،
إن حصل وكانت حقيقية ستعيدهم قواهم إلينا بعد أن يشبوا فمن غير المعقول أن
يقود ***** جيوش بأسرها؛ هذا ما أعتقده أنا وصخر؛ حتى صخر يفكر بإرسال جان
للبعيد عن هذه الحرب.
إزداد بكاء ياسمين حتى كادت ان تسقط فضمها زوجها الى صدره يهدئ من حزنها وهو يقول
-:تحلي بالشجاعة يا حبيبتي
ورد وجان جالسان في حديقة القصر يتكلمان بكل مايجري، والليل أسدل حبائله فوق المملكة بعد أن تراجعت بضع غيمات في السماء لتعود صافية
ورد-:أصبحت الحرب قريبة منا ياجان
-:لاتخف صديقي سأحميك
-:أستطيع أن أحمي نفسي .
لكن عدني أن تحمي جمان إن عجزت عن ذلك أنا عدني
-:لا تقل ذلك لن يمنعك شيء عن حمايتها، أعدك باننا سنحميها معاً سنكون كظلها، لن ندعها تغيب عن أعيننا إتفقنا؟
ابتسم ورد وأطمأن قلبه لكلام صديقه.
ثم رفع يده للسماء بعد أن سقط شهاب فيها وقال حزين العينين
-:انظر
إنه شهاب، لم تعد السماء كما كانت وكأن النجوم قد أختفت،منذ أن مات ملك
النجوم والنجوم غائرة أتراها حزينة على موته أم أن ملك الظلام يمنعها من
الظهور إلا من بضع نجمات متمردة تظهر
ضحك قليلا جان وقال
-:ياورد النجوم بأمر **** تلمع وماهي إلا أجرام سماوية وكواكب . ملك النجوم مجرد رجل مأمور ،إستطاع أن يحافظ على توازن مملكته
وكأي ملك أخر هم بشر, حكموا ممالكهم بعدل ومحبة، إلا أن ملك النار ولأجل ثأره دمر هذا السلام تبا له
تثائب ورد ومدد جسده لينهض ويقول
-:حان وقت النوم يا جان لنذهب
هز رأسه جان معارضا لهذه الفكرة
-:إذهب أنت ورد،سأبقى هنا قليلاً بعد.
...يتبع
الجزء الرابع
《في المملكة المنسية》
بعد أيام قليلة وصلت الحرب إلى مملكة مرجان.
حيث
أرسل ملك النارجنوده وآزره كلاً من ملك الظلال وملك الظلام بجنود كثيرة،
فاقت أعداد جنود ملك النار عدد جنود الملك مرجان مما جعل كفتيّ الحرب غير
متساوية .
هب روهان وصخر ووتين لمساندة مرجان في هذه الحرب الغير متكافئة العدد لتعتدل الكفتان .
لم
تكن الجنود لوحدها بل قادهم ملك النار بنفسه ومعه لازورد ويوجين وأشباح
الظلام ،تلك الأشباح التي ابتدعتها لازورد بفعل السحر المحرم.
استطاعوا الدخول إلى القلعة بعد هدمهم لجانب من السور المحيط بها
واجه
جان و ورد يوجين وتصارعا معه والملك مرجان كان يحارب ملك الظلام بينما ملك
النار بقي يراقب من بعيد فقواه لازلت ضعيفةلهذه المواجهة
أما لازورد في خيمتها تقرء طلاسم
جعلت أشباح الظلام تدخل في عقول جنود مرجان مسببةً لهم هلع وخوف حتى الموت.
عدد من
جنود ملك النار وصلوا إلى غرفة ابنة الملك مرجان -جمان- ذات الثماني سنين
على غفلة من مربيتها، وإختطفوها بعد قَتّلِهم لحراسها وخدمها، انتبه بضع
حراس كانوا أمام الباحة الداخلية للقصر لهروب الجند وهم يحملون
الأميرةالصغيرة فتقاتلوا معهم.
لكنهم هُزِموا وقُتِلوا جميعا
وهمَّ المختطفون بالهروب يحملون معهم جمان التي لم تتوقف عن البكاء والصراخ والركل بيديها وقدميها للرجل الذي يحملها .
وتناهى
لسمع جان صوتها فنبه ورد وهرعا إليهم يحاربونهم بغية إستعادتها من بين
ايديهم كان الجنود يصدونهم بكل خفة وبراعة في حركات منسقة وخفيفة تشبه
حركات الجن.
قال ورد وهو يمسح العرق المتصبب من جبهته
-:تبا انهم مدربون بشكل جيد
ليردف جان قائلا وهو يلتقط نفسه بسبب التعب
-:بل هذا ليس امر طبيعي لابد وانهم يستخدمون السحر، فهذه الخفة لا تكون في البشر بتاتا بل هي مخصصة للجن فقط.
ملك
الجن《روهان الأكبر》 انتبه للوضع وتقدم من الجندي الذي يحمل بيده الأميرة
بقدراته الخارقة ومعروف أنهم يركضون ويتحركون بسرعة فائقة، طعنه طعنة
قاتلة وأخذ الصغيرة من يديه وأعطاها لورد الذي أصبح قريب منه .
لازورد نزلت لساحة المعركة دون أن تجعل اي كان ينتبه لها، وهدفها محدد ألا وهو قتل الملك روهان بالسحر،
لازورد-:الجن
هذه المخلوقات القذرة لاتموت إلا بتعويذة التحجر،في هذا العالم لذا اثبت
في مكانك أيها الوغد الهرم، اجعل موتك اليوم سهلا على كلانا، لا تجعلني
اطاردك كثيرا،فقد طاردتك طوال المعركة.
كانت تحدث نفسها وهي تتقدم منه على غفلة من الجميع ، وجدته متفرداً بعيداً عن جنوده فأستغلت الوضع
وألقت
تعويذتها عليه تنبه لها وحاول الفرار لكن القدر كان أسرع منه فأصابه
الشعاع الصادر من يديها، تجمد في مكانه وبدأ بالتحول شيئا فشيئا إلى حجر
الى أن أصبح تمثال حجري ،ثم قام بتحطيمه أحد جنودها.
الأمر الذي صدم جميع من في الساحة وأوجع قلوبهم
وتين نادته بصوت مدوي مليء بالألم ودموعها تسقي خديها ثم خرت على ركبتيها
مرجان وصخر كأن كلا منهما قد تلقى طعنة في القلب وقد آلمهم مقتل صديقهم الوحيد المتبقي
حتى جمان راحت تبكي بشدة ،فقد كانت تحب الملك روهان كثيرا.فهو ملك ألعاب الخفة بنظرها
كان يجعلها سعيدة دوماً بألعابه السحرية كإظهار باقة ورود لها من العدم،
أو صنع أشكال حيوانات جميلة من فقاعات الصابون.أو صنع وجوه مضحكة بوجهه
أوإحضار مهرجين ليضحك جمان الصغيرة فحسب.
ورد طأطأ راسه كي لايرى أحد دموعه التي فرت من مقلتيه
بينما
جان قبض على سيفه قبضة جعلت السيف يشع بقوة كبيرة وغضبه أشعل نارا في صدره
لن يطفئها اي انتقام واندفع نحو الجندي الذي حطم روهان واقتلع رأسه بضربة
من سيفه يشفي بها ما في صدره من وجع
التفت الى لازورد بسرعة والبرق يشق
عنان السماء ونظراته تكاد تفتك بها لترتعد اطرافها هيبة من نظراته وتتراجع
بسرعةوخفة الى خيمتها طاردها كثيرا جان ومرجان لكن جنودها والسحر حالوا
دون الوصول اليها
واستمرت المعركة وحمي وطيسها
حمل
ورد اخته على ظهره وراح يركض بها في الممرات بعد ان أشار له المعلم بأن
يتبعه ثم طلب من جان القدوم على عجل بإشارة له من يده
تنبه لهما يوجين وركض خلفهم يتبعهم وصولاً الى غرفة المعلم
أدخلهم المعلم وأغلق الباب وأوصده.
عرف
أن يوجين لن يتراجع إلى أن يقتل ورد وجمان ويلحق بهما جان حرك يديه يتمتم
بتعويذة سحرية،انبثق ضوء من الحائط وانفتحت بوابة للعبور، وهي عبارة عن
دوامة سوداء يشع منها نور أبيض استدار نحو الفتية ووجه كلماته لجان وعينيه
إمتلأت أسية وحزن تخالطها الدموع
-:جان ورد إرحلوا الآن ياولدي ستدخلون
إلى المملكة المنسية ستنسون كل شئ حصل هنا وستتجردون من قواكم هذه البوابة
هي الطريق الوحيد إلى المملكة المنسية.
حافظوا على بعضكم جيداً وحين يحين الوقت المناسب ستعودون،
ستنوسوني وستنسون من أنتم إرحلو الآن.
وأصبح الباب يقرع بشدة .فيوجين عازم على كسره أجابه جان ببرود
-:سأبقى هنا
صرخ المعلم يقطب حاجبيه يكلم جان بلهجة آمرة
-:جان إذهب
فصاح جان بغضب
-:لن أترك أبي
مماجعل المعلم يزداد غضباً فوجه إليه كلماته يصرخ في وجهه
-:لن تخلف وعدك ياجان،فأنت الحارس الشخصي لهما.
إستسلم
أمام هذه الكلمات فإخلاف الوعد في هذا العالم من أشد الأمور سوءاً، وقد
يتعرض بعضهم لعقوبة السجن إن أخلف وعداً مهماً كوعد جان بحماية جمان وورد .
ازداد حنق جان امام استسلامه لوعوده فنفس عن غضبه بضربه للحائط وهو يشتم
-:تباً .
-:أسرع ياجان، إقفزوا هيا
أصبح الباب يُضرب بشدة ويكاد أن ينكسر، كان يوجين من الخارج يضربه بشعلات نار زرقاء صغيرة، تخرج من يديه
-:هيا يا جان إقفز ...
قالها ثم دفعه لداخل الدوامة مسقطا من يديه سيفه ارضا فراح جان يسقط في ظلام كمن يسقط في حفرة عميقة.
ودخل ورد البوابة بحذر شديد حاملاً أخته يودع المكان بغصة كبيرة بعد ان طلب منه معلمه ذلك كما طلب منه ترك سيفه ارضا ونفذ المطلوب
انزلق يتهاوى مع اخته في قعر غير معلوم النهاية .
إنفجر
باب الغرفة بقوة والمعلم يقرأ تعويذة لإغلاق البوابة وقبل أن ينغلق النور
ضرب يوجين المعلم ضربات بلهيب أزرق برغم صغر اللهب إلا أنه آذى المعلم
وجعله يسقط أرضاً.ثم طعنه بسيفه، وقفز في البوابة لكن البوابة لم تسمح
للسيف بالولوج فسقط بالقرب من سيف جان وورد عندها اختفت الأضواء وتلاشت
الدوامة
في تلك
الأثناء ملك النار يأمر جنوده بالإنسحاب من قصر مرجان ، قبل أن تلحقهم
الهزيمة فقد رجحت كفة الملك مرجان في هذه المعركة السبب وصول نبأ موت
الملك روهان لمملكته فأرسلت ابنته الكبرى التعزيزات وجنود من كافة
المخلوقات طيور وقطط وحيوانات برية.
جاء الإنسحاب لملك النار تكتيكياً تفادياً للخسارة هو لم يخشى على جنوده هو خشي ان يهزم ويتم سجنه من جديد
في قصر لازورد وحيث أن يوجين لم يعد بعد صرخت الملكة بجنودها ...
-:إبحثوا عن يوجين أيها الحمقى ماذا تفعلون غابت الشمس وهو لم يعد بعد يالكم من عديمي الفائدة
أتاها
إحدى جنودها وقد رأى يوجين يقفز في الدوامة وأخبرها عما رآه وقد استطاع
الجندي ان يأخذ السيف قبل ان يراه احد وقدمه للازورد وهو يقص عليها ما رآه.
فصرخت صرخة ًمدوية ومتوجعة
-:تبا لك يا يوجين قد لا تعود أبداً .
وجلست على الأريكة تسمح لقلب الأم ان يبكي في داخلها
وصل
مرجان ووتين غرفة المعلم يمسك بيده جرحه ودمائه تبلل ملابسه ولم ينفعها اي
اسعافات من طلابه بإقافها وكان ويلفظ أنفاسه الأخيرة على سريره الذي تحلق
حوله جميع تلاميذه
وتين-:أيها المعلم أين الأولاد ؟
مرجان-:يا معلم أين أولادي وجان؟
تمتم المعلم بصعوبة بالغة يشير إلى الحائط
-:إ..ن..ه..م ....ب....خير س....يدي
لكنه عجز عن متابعة الكلام
مما جعل وتين تضع يديها على صدغيه
قرأت أفكاره ثم أغمضت عينيها بشي من الحزن وقالت
-: لقد أرسلهم إلى المملكة المنسية
وقعت
هذه الكلمات على مسمع الملكة ياسمين فانهارت باكية قرب باب غرفة المعلم،
بعد أن وصلت باحثةً عن جمان وأخبرها أحد جنودها أن ورد دخل بها غرفة المعلم
ولابد انها بأمان
جان يحلم بحلم غريب كل ماحوله ظلام وهو تائه فيه ينادي صديقه وصوت جمان الباكي يصل لمسمعه فقط
-:أين أنا؟.ورد ؟؟؟أأنت هنا أيضاً؟لماذا أختك تبكي؟ .جمان لماذا تبكين؟ . ورد لمَّ أنت صامت؟ أجبني يا ورد
ثم رأى الملك صخر يمشي مسرعاً دون أن يلتفت إليه فأسرع يلحق به
ماذا يحدث يا أبي ؟إنتظر أبي إنتظرني لمَّاذا تسير مسرعاً هكذا ؟ أبي ماذا يحدث
سمع صوت والده كصدى من بعيد بعد ان غابت عنه رؤيته يقول
-:إنه هو.هو
-:من ؟
-:هو.
-:تكلم أبي أرجوك...
ثم اختفى كل شيء وساد الظلام
فاستيقظ من نومه فزع يتصبب عرقاً.
في منزل
أخر ركضت إمرأة إلى سرير ابنتها ذات الثامنة من عمرها بشعرها الاسود
وعيناها الصغيرتان السوداوتان تبكي وترتجف خوفاً، ضمتها أمها تهدأها
-:ماذا يحدث؟! ماريا هل هي تلك الأحلام مجدداً ؟سأتصل بالطبيب.
نحن على كوكب الارض في بعد يختلف عن عالم جان هم الآن في《 المملكة المنسية 》
و
*** أخر في التاسعة من عمره بشعره الاشقر وعيناه الزرقاوتان كلون المحيط
تراوده أيضاً الأحلام الغريبة . إقترب من المرآة بعد أن استيقظ هلعاً من
كوابيسه فترائى له عالم جان وورد ففزع وركض إلى غرفه أمه يختبئ في حضنها
الام -: سام ؟ما الأمر بني؟؟ هل هو كابوس آخر؟؟حسناً ، ستبقى هنا الليلة لكن غداً ستتشجع وتواجه كوابيسك كما إتفقنا؟؟
أومئ برأسه ثم أغمض عينيه بقوة فقد رأى رجلاً على مرآة الحائط في غرفة أمه
في صباح يوم مشمس.
ورد يقف في ملجأ للأيتام يمسك بيد أخته الصغيرة بعينين غاضبتين تقدحان شررا وكان قد ضرب عدة أولاد حاولوا ضرب أخته وأخذ طعامها
أتت آمرة الميتم وتدعى آنا تصرخ
-:أنت أيها اليتيم العجيب منذ قدومك هنا وأنت تضرب الأولاد الأصغر منك سناً أنت شرس سأأُدبك
نظر إليها بعينين حاقدتين دون أن ينطق بحرف
-: لمَ لا تتكلم هل أنت أخرس منذ قدومك وأنت صامت وأنتي أيتها المدللة سأبعدك عن هذا المسخ.
حاولت أن تأخذ جمان فصرخت جمان باسم اخيها وازدادت تشبثا به
-: ورد
ازداد غضبه وراح يرسل نظراته بإتجاه آنا وهو يحيط بكلتا ذراعيه أخته الخائفة المتمسكة به.
جذبت الآمرة جمان وامسكتها من يدها وقبل ان تغادر حضن أخاها امسك بيدها الأخرة
خطا خطوات تنمي عن غضبه بإتجاه المرأة يمسك بأخته من يد بينما الآمرة تمسكها من يدها الأخرى وجمان تصرخ وتبكي
فأتت سيدة كبيرة السن وقالت
-:اهدأِ آنا إنهم مجرد *****، من الطبيعي أن يدافع عن أخته ألا ترينه لا يفارقها, ربما هو خائف من فقدانها ايضا
أخبرتنا
الصغيرة أنه أخيها ,فهو لم يتكلم منذ أتى الى هنا,أجرينا فحص الحمض
النووي أثبت انهما أخوان أتركيهما آنا, لا تفرقي بينهما .
إلا أن آنا صرخت بغضب
-:إنهم منذ عام هنا و منذ وصولهما يثيران الشغب، من يلمس جمان مجرد لمس يتعرض للضرب من قبل ورد وتلك المدللة تسارع بالبكاء فحسب
-:دعي الصغيرة آنا اتركِ يدها
ثم نظرت السيدة إلى ورد وابتسمت ابتسامة دافئة وقالت.
-:يبدو أنه أقسم على حمايتها
كانت
جمان تبكي بشدة فأفلتت آنا يدها وما أن شعرت بأن يدها حرة من يد آنا حتى
هرعت إلى أخيها واختبأت خلف ظهره, كل تلك الفترة وورد يينظر بعينين تشتعلان
غضب إلى آنا لم ينطق بحرف بل ظل يرمقها بنظراته
قالت آنا في نفسهابعد أن تحرك الخوف في جوفها لهذه النظرات
-
:يا إلهي أيها الفتى العجيب نظراتك مخيفة أقسم أنها تكاد تقطعني نصفين هل
عمرك حقاً اربعة عشر عاماً أقسم أني أشعر بأنك في العشرين من عمرك أو أكثر
يداك قويتان وعيناك تشعان هيبة تباً،من أنت؟ ومن هذه المدللة التي معك ؟
جان في مكان آخر في متيم أيضاً .يضرب بضع أولاد خرج آمر الميتم فراح جان يركض والآمر يجري خلفه صارخاً
-: أنت ثانية يا جان أيها الفتى الشيطان إنتظر سأمسك بك، سأقطعك إرباً إربا سأضربك، متى ستحافظ على النظام
رد عليه جان ببرود وهو يجلس على حائط الميتم بعد أن تسلقه يسخر من المدير الذي حاول إمساكه
-:بعد أن تموت
ضحك
بقية الأطفال من قوله بينما المدير إشتعل غضباً وهدد جان إن لم ينزل فلن
يعطيه طعام العشاء. وطبعا نال جان عقابه من المدير ببضع عصي نزلت على يداه
وحرم ليلتها من العشاء
إنقصت أيام طويلة إعتاد ورد وجمان على أجواء الميتم فكلم ورد آنا ..
-:أريد الرحيل من هنا
آن -: نطقت أخيراً يا ورد
-:وأريد أختي معي
-:ماذا ؟
سمعتي سيدة آن أريد أن أخذ أختي وأرحل من هنا أستطيع أن اعتني بها
-:إلى
أين ستذهب.ثم أن القانون لا يسمح لك.القانون يمنحك الإذن بعد أن تصبح في
الثامنة عشر من عمرك. أين ستعيشان؟ وماذا ستأكلان؟ أنت مجنون ورد هذا إن
كان إسمك ورد
-:أجل إسمي ورد
-:ومن أخبرك
-:جمان
قهقهت آنا ساخرة من كلماته مما اغضبه
-:سحقاً يا امرأة لما تضحكين
-:أختك **** ذات التسع سنوات أخبرتك
-:تباً، ألم تكوني تسمعينها تناديني ورد أم أنكِ صماء
-:وأنت كنت تناديها جمان هل هي اخبرتك ايضا ان اسمها جمان
ظل ورد صامتا ولم يجبها فهو لا يملك اجابة لهذا السؤال
اراحته آنا ولم تكرر السؤال بل تابعت حديثها معه
-:.أنتما
كبيران ورد يجب أن تتذكرا من أنتما أحقاً لا تتذكران ؟أم أنك لا ترد
إخبارنا عن ماضيك؟! لمَ فقط تذكران تفاصيل صغيرة جدا كاسمائكم وانكما
اخوين، اين البقية من قصتكم هل تحاول اخفاءها عنا؟
-:لا أستطيع يا سيدة آن حاولت كثيراً أن أتذكر الماضي كل ما أذكره أن جمان أختي وأسمها جمان أما غيره فلا شيء آخر
-:حسناً
ورد أتعلم كم أنت مميز عندي؟ لقد أحببتكما، حقاً جعلتماني أحبكما بشدة
أنتما مميزان بطريقة غريبة سأتبناكما، ستصبحان أولادي قانونياً وسأرعاكما
إلى أن تنتهي من دراستك الجامعية، هذا العالم قاسٍ جداً يجب أن يكون لديك
منزل ومال، إن لم يكن من أجلك فمن أجل أختك، قريباً ستصبح في سن تحتاج
لأنثى أخرى جانبها فهي لن تستطيع ان تطلب منك او ان تخبرك كل شيء
-:قد
تستطيعين تبني جمان أما أنا أعتقد أني كبير كفاية لاقررأين سأعيش لكني لن
أتخلا عن جمان لذا عليك أن تكوني بقدر مسؤولية ما تتكلمين به وتتحمليني
-:أنا
قادرة على ذلك لكن يجب أن تساعداني فأنتما شابان وستتحملان مسؤليتكما معي،
سيكون منزلي منزلكما إلى أن تنهي دراستك ،ورد أنت تخطط لتكون طبيباً
أخبرتني جمان عن حلمك،ومديرة الميتم السابقة فعلت ما بوسعها لتصل إلى هذه
المرحلة الدراسية، سجلتكم في مدارس نظامية لتصل لحلمك ، لا ترمي كل مافعلته
عرض الحائط بعد وفاتها و وافق على ما أقول
-:حسناً هزمتيني يا آنا إن لم يكن من أجلي فمن أجل جمان.
ثم حدث نفسه مستغربا وهو يسير في طرقات المدينة بعد ان سمحت له آنا بالذهاب للتجول فيها
-:كيف
علمت جمان اني أحب الطب أنا لم أخبرها سابقا بل حتى نفسي لا أذكر أني حلمت
بالطب يوما ؟ لم كل هذا التشوش عن الماضي، يا إلهي ساعدني لأستعيد ذاكرتي،
أريد أن أعرف من أنا ومن جمان ومن هذا الذي أشعر بأني أفتقده بشدة كلما
رأيت شاب يكبرني بقليل هل لدي اخ ياترى؟.
عاد الى الميتم لينعم بالنوم
وهو لايعلم بعد بأن هناك صديق ينطبق عليه القول _رب اخ لك لم تلده امك _وهو
يفتقده مثله تماما لا يذكر شيء ولايعرف لم يشعر بالفقد كلما رأى شاب بمثل
عمر ورد .
انقضت السنين بسرعة أصبح عمر ورد ثمانيةعشرعاماً يتحدث مع آنا في منزلهم
-:شكراً لك سيدة آن لرعايتك لنا
-:لا
تشكرني ورد،أنا حقاً أحببتك وجمان والآن هيا أسرع إلى جامعتك وإلا فاتتك
المحاضرة فهي سنتك الأولى ويومك الأول وانت لا تريد ان تبدأ مرحلة الجامعة
بالتأخر منذ اليوم الأول
وضع يده على عنقه من الخلف وعبث بشعره قليلا وقال
-:أنت محقة ،وداعاً،هيا جمان أسرعي.
نزلت جمان مسرعةً تنزل السلالم وقد أصبحت في الثالثة عشر من عمرها
ربطت شعرها الاشقر الطويل ذيل حصان مرفوع للاعلى ترتدي زي المدرسة الموحد, وتحمل كتبها المدرسية,طبعت قبلة على خد آنا
-:وداعاً آن,لا تنتطريني على الغذاء إتفقت مع جورجيا والفتيات للذهاب لمطعم عمتها
-:حسناً جمان،إقضي وقتاً ممتعاً ياعزيزتي .
وخرجت جمان مسرعة تستقل السيارة بجانب ورد .
لوحت لهم آنا مودعة بينما سيارتهما تغيب عن أنظارها شيئاً فشيئا
جان
الذي إنتسب لسلك الشرطة واجه صعوبة لأنه لايذكر ماضيه إلا أن تلك التذكية
من آمر الميتم أفادته كثيراً رحب به المأمور وأصبح عنصر فعال في سلك الشرطة
وتعرف على جيمس هناك.
جلسا في مقصف المخفر يشربان القهوة في مساء مالت شمسه للغروب
-:أتدري جان أنا أغبطك بشدة
-:ولماذا ؟
-:أنت تجيد إستخدام الأسلحة بشكل بارع وكأنك قضيت عمرك بين الأسلحة
-:من يدري ربما كان والدي رئيس عصابة ما
ثم إمتزجت أحرفه بضحكات عالية
-:تباً لمزاحك, أحقاً لا تذكر ماضيك؟
-:للأسف لا.وكل ما حاولت أن أتذكر يصيبي ألم حاد في رأسي
-:لماذا؟
-:عثروا عليَّ مصاب إصابات خطيرة كادت أن تودي بحياتي ربما هي السبب في فقدان ذاكرتي وهذه الأوجاع .
وفي مكان
ما بين الأزقة القديمة يوجين يضرب أحدهم حتى مات الرجل بين يديه ،وحوله عدد
من الرجال وفتاة . وأخذ منه كل أمواله وساعة يديه وهاتفه النقال ورماهم
لرجل يقف مقابل له وصرخ
-:هذه عقوبة كل من يخالف أوامري أنا القائد هنا.
لقد أصبح مجرم تطارده الشرطة وكان هذا بعد أن إلتقى بعصابة صغيرة
قام بقتل قائدها بدم بارد وأصبح القائد لتلك العصابة إنضمت له فتاة شرسة تدعى ليمار
وأصبحت مقربة منه.بشكل كبير فقد كانت بنفس حقارته تقتل بدم بارد ربما كانت من عالمه بشكل أو بأخر فهما من ذات الإنحطاط الإنساني.
يتبع.....
#المملكة_المنسية
الجزء الخامس
《اللقاء الأول》
كان المطر ينهمر بشدة فوق تلك المدينة.
بعضهم يركض ليحتمي منها وأخرون يسيرون بهدوء تحت مظلاتهم .
فتاة ذات شعر أسود وعينان سوداوتان تقطع الطريق راكضةً، تحمل معطفها فوق رأسها لمتنع عن نفسها شيئاً من البلل
وصلت
إلى منزلها لاهثة والماء يتقاطر من ملابسها وشعرها الذي يصل الى مادون
منتصف ظهرها بقليل كانت تنادي والدتها بلهفة وهي تلهث لم ترى أمها منذ ما
يقارب الاسبوع بسبب عمل الأم الذي يجبرها على السفر لاسبوع او اثنان فهي
مندوبة مبيعات في احدى الشركات
-:أمي.هل أنت هنا؟ لقد عدت ياأمي
أطلت
سيدة بملامح تشبه الفتاة شعر أسود وعينان سوداوتان وبشرة بيضاء وبضع خطوط
ظهرت تحت عينيها لتوحي لك بأنها قاربت الأربعين من عمرها هي تلك المرأة
التي قالت لابنتها أنها ستتصل بالطبيب لتخبره عن أحلام ماريا المفزعة، لكن
يبدو أنه قد كبرت بضع سنين في عمرها
-:أهلاً حبيبتي ماريا،اوه لقد تبللتي مجدداً، ألم أخبرك أن تأخذي معك مظلتك، اذهبِ وجففي نفسك كي لا تمرضي
تبسمت بمرح وهي تهم بصعود السلالم وقالت
-:أحب السير تحت المطر فهو يمنحني البهجة
ثم صعدت غرفتها وأبدلت ملابسها.
نزلت إلى المطبخ حيث وضعت أمها على الطاولة طعام الغداء فرمقته بحزن وقالت في نفسها
-:طعام جاهز من جديد؟لا بأس فأمي مشغولة دوماً،ليس لديها وقت للطهو
انتبهت على صوت أمها قائلة
-:كيف كانت الثانوية يا ماريا ؟
ابتسمت في وجهها وقالت
-:جيدة جداً الطالبات رائعات والمعلمات أيضاً أعتقد بأنه سيكون لي الكثير من الأصدقاء. هل مازلتي عند وعدك ِلي
نظرت أمها باستغراب وعيناها تفضحان انها عاجزة عن معرفة ما تصبو اليه ابنتها وقالت
-:أي وعد ؟
توقفت ماريا عن مضغ لقمتها ووضعت شوكتها بجانب الصحن ورمقت والدتها نظرة معناها ان تذكري ثم قالت بعد ان يئست من ان امها ستتذكر
-:أمي لقد وعدتيني أني سأذهب عند أبي هذا الصيف
-:أجل صحيح هذه الرحلة ، حسنا لقد تحدثت مع والدك ووافق
استعدي سيستقبلكِ هناك في العطلة الصيفية
-:أجل،رائع، رائع
وراحت
تقفز في كل مكان في المنزل لشدة سعادتها غسلت الصحون وهي تدندن اغنية تصدح
من المسجل الموصول سماعاته الى أذنيها، رتبت غرفتها بكثير من القوة
والنشاط، كانت طواقةً جداً لتلك الزيارة، مما جعل امها تشعر بالسعادة
لسعادتها ضمتها اليها وقبلتها في الوقت الذي خلدت به الى فراشها لتنام
وقالت
-:هل أنتِ سعيدة يا ماريا ؟
شدت ماريا نفسها بخضن امها وابتسامتها لا تفارق ثغرها وقالت
-:أجل سأرى أبي أخيراً بعد كل هذه السنين.
أم
مشغولة وأب غير مسؤول كانت هذه حياة ماريا،لذلك هي تشعر بوحدة قاتلة
وتملىء وحدتها هذه بالتدريب على اليوغا، كانت تخطط لمتابعة دراستها بقرب
أبيها وبهذه الحالة سيعوضها ما فقدته من حنانه، لكنها لا تعلم أن أبيها قد
أصبح رئيس الشرطة وهو مشغول دوماً وأحياناً كثيرة ينام في مكتبه فهي تظنه
شرطي عادي
وفي منزل
آخر إمرأة صهباء تقف أسفل السلم ووجهها للأعلى مقطبة الجبين هي تلك المرأة
التي طلبت من ولدها ان يواجه كوابيسه تصرخ بأعلى صوتها وتنادي
-:سام ؟
فتى في الخامسة عشر من عمره يفرك شعره الأشقر بعد أن فتح عينيه الزرقاوتان على وقع صوت الإمرأة نهض بتثاقل وهو يقول
-:أجل ياأمي أنا آت.
جلس
على الأريكة في ردهة المنزل الكبير الممتلئ بالكثير من الآثار والتحف
الشرقية والغربية،ومن كل بقعة من بقاع الأرض ستجد لها تحفة فيه،يتلقى كلمات
أمه مستغرباً
- سام عمك يريدك أن تقضي إجازتك الصيفية عنده ما رأيك
أكتف ذراعيه إلى صدره وقال
-:أيٍ كان، لايهم,فنحن نرتحل كثيراً
وماذا
لو جربنا الرحيل إلى تلك الدولة الغربية, حسناً;علمياً هي خطوة كبيرة
بإتجاه مغاير فدائماً تكون رحلاتنا تتجه نحو الشرق لولعك ِ بالآثار الشرقية
والتحف، اذاً فهي قفزة من نوع آخر من يدري قد أعثر على مغامرة هناك
كان يثرثر بسرعة وكثرة مماجعل والدته تصرخ غاضبة
-:سام أيها الثرثار توقف
-:حسناً حسناً سأصمت وأنا موافق على الذهاب
قالها ثم أخفى ضحكاته وهرع إلى غرفته.
الام تتحدث مع نفسها بحزن
-:أوف،ٍ سأشعر بالفراغ لرحيل هذا الثرثار
وضع يديه تحت رأسه واستلقى فوق سريره ينظر للسقف يحدث نفسه
-:لماذا أشعر بأن أمي تريد أن تبعدني
؟هل أصبحت عبئاً عليها
والد سام توفي قبل ولادته باسبوع وأمه عالمة آثار معروفة
لديه
ذات شغفها بحب الأساطير كما لديه خبرة كبيرة في النقوش وقراءة
الهيروغلوفية (الكتابة الفرعونية) فلقد رافق أمه في معظم رحلاتها، قامت
بتدريسه بنفسها لكثرة ترحالهم،فعلمته لغات كثيرة، فأصبح سام خبير في قراءة
النقوش واللغات الغريبة في سن مبكرة، اضافة الى الإنكليزية والفرنسية
والعربية ايضا
بينما ورد وجمان يتدربان في حديقة منزل آنا بسيوف فضية
فقد إكتشفت آنا ولع ورد بالمبارزات فما بخلت عليه بالإنتساب إلى إحدى
النوادي الرياضية التي تهتم بهذه الرياضة شبه المنقرضة في هذا العالم،جمان
تتكلم إليه متعبة
-:ورد؟
ليجيبها بهدوء وهو ينظر بإعجاب لسيفه -:نعم.
-:لماذا تصر عليّ بمتابعة هذه التمارين لقد تعبت ،أرجوك دعني أستريح لقد أصبحت يداي تؤلماني من حمل هذه السكين الطويلة
أطلق ضحكة طويلة ثم قال
-:أمازلت تسمين السيف سكين طويلة
-:ما
سِر حبك لهذه السيوف حتى أنك تحفظ معظم أسمائها ومجالات إستخدامها،إنها
أسلحة قديمة جداً لم يعد لها وجود، ثم من رأك سيظنك محارب وليس طبيب
نظر إلى سيفه ورفعه عالياً حيث لمعت أشعة الشمس عليه فأضاء ببريق جميل
-:لا أدري جُمان أشعر بشعور جميل وغريب حين أحمل السيف،اشعر بأنه يأخذني لمكان ما ،اشعر بأنه كان في يوم ما جزء مني
ضحكت وصفقت بيديها وقالت
-:لقد اصبح ورد شاعر وقد عشق سيفه.
هدأت ثورة ضحكها ثم تكلمت بجدية
-:لقد اصبحت بارعاً جداً
ليجيبها ورد وهو يمسح سيفه بقطعة قماش معدة لهذا الغرض
-:يؤسفني
أن لا أحد يهتم بهذه الرياضة أكثرهم يعشقون كرة القدم،لا أدري ما الجدوى
من الركض خلف كرة تتدحرج، وأي نتيجة مرجوة إن فاز هذا الفريق أم ذاك، ثم
أنظري لهذا العالم أشعر بأن هناك شئ ناقص فيه، اشعر بأنه ليس عالمي وليس
وطني، اشعر بأني لا أنتمي إليه.
أطلت آنا من نافذة المنزل ترتدي مئزر الطهي الخاص بها ونادتهما
-:ورد، جمان، هيا تعالا الطعام جاهز
تنهدت جمان بفرح واستبشرت والقت من يدها السيف وقالت
-: أتاني الفرج، أنا قادمة
وراحت تهرول مسرعة لتتخلص من التمرينات اولها وثانيهما ان الجوع اخذ منها ما أخذ بسبب هذه التدريبات
حمل ورد السيفان ولحق بها وهو يقول
-:أيتها البطونية إنتظر....
لكنه
لم يتم جملته حتى لمع ضوء قوي أمام ناظريه وتهاوى أرضاً ليجد نفسه في مكان
غريب، كانت الصخور فيه تنبثق من الارض حادة ملساء وكأنها رماح مائلة
وتلتقي من الأعلى لا يعرف نهار ام ليل هو الوقت ،فالظلام ساد المكان إلا من
بضع خيوط من نور خفيف تجعلك ترى تلك الصخور بعد ان يمر من خلالها
-:يا إلهي أين أنا ؟ماهذا المكان ؟جُمان ...جُمان
أخذ
يركض على غير هدىً وهو يناديها فتعثر وسقط لكنه نهض وتابع الركض ثم سقط
مرة أخرى ،فإذ بيد تمتد له لمساعدته على النهوض لم يرى وجه من ساعده، لكن
تلك اليد كانت قوية وشعر ورد بأنه يعرف صاحب هذه اليد وانه يفتقده بشدة رفع
رأسه قائلاً
-:من أنت ؟
فاستيقظ على صوت جُمان الممتزج بالبكاء والقلق تناديه ليجد نفسه في المستشفى
-:وَرد ؟أأنت بخير يا ورد ؟
فتح عينيه بثقل وتكلم ببطئ
-:ماذا حصل؟
اجابته جمان الممسكة بيده منذ ان بدأ يستيقظ حتى لحظتهم هذه
-:لقد أغمي عليك
عدل من جلسته وهي تساعده ليقول مستغربا
-: حقاً منذ متى؟
وضعت خلف ظهره وسادة لتجعله مرتاح اكثر وقالت بعد ان جلست قبالته على الكرسي
-:لا أعلم لربما ساعة أو أقل
تبسم ليبعد عن أخته القلق الذي بدى أنه لايزال يرافقها
-:اذاً.أنا بخير،
ثم قالت بصوت يشبه الهمس
-:آنا قلقة جداً وهي في الخارج تكلم الطبيب لم تقتنع بعد انك بخير
بعد
برهة يسيرة أتى الطبيب وطمئن الجميع بأن ورد لا يعاني من أي شيء غير طبيعي
وهو يريه صور الطبق المحوري والتحاليل كلها لتردف آنا سريعاً
-:هيا لنعد فقد قال الطبيب بأن لا شئ مخيف وأنت مرهق ليس إلا،لقد اخفتي يا ولد
جريمة سطو تستعدي تدخل جان وجيمس للموقع بشكل عاجل
وبعد
معركة بالرصاص وتبادل إطلاقه مع المسلحون تمكن جان من إلقاء القبض على
أحدهم، أمسكه بقوة يلف ذراعيه للخلف يضع الأغلال في يديه ثم جعله يقف وقرأ
عليه حقوقه
-:يحق لك الصمت وتوكيل محامي ...و..و..الخ
شعره أشقر
لمنتصف ظهره طويل القامة عينان زرقاوتان كعيني صقر تقدحان شرا، حاد الطباع،
عصبي بشكل مفرط ، لكن جان هزمه هذه المرة أو أن هناك سر ما حول هزيمة
يوجين في هذا اليوم
هنا
قابل جان يوجين في لقائهم الأول بعد كل هذه الأعوام في المملكة المنسية لم
يذكر أحدهما الأخر لكن شعور غريب استولى عليهما، ساق جان يوجين للسجن وبعد
وضعه خلف القضبان نظر أحدهما للأخر نظرة إستحقار، شعر جيمس بتوتر الأجواء
فنظر بإتجاه جان يسأله
-:هل تعرفه يا جان؟
-:لا،لكن أشعر بأني رأيته في مكان ما
وقف أحد المساجين وكان ضخم الجثة واسود البشرة بعينين سوداوتين صغيرتين يفرقع أصابعه واتجه إلى يوجين
-:أهلاً .أهلاً بالصغير
ضحك يوجين ضحكة خبيثة ثم أردف
-:تتحدث معي ؟
استاء الرجل الضخم وقال بنبرة حازمة
-:ومن غيرك قادم جديد ؟
الا ان يوجين اجابه باستهزاء
-:اذاً؟ماذا تريد ؟
ليبادلته الضخم ذات نبرة الاستهزاء
-:لا شيء،إنما سأرحب بك على طريقتي؟
اكتف ذراعيه يوجين الى صدره وقال ببرود شديد
-:اممم وكيف هي طريقتك؟
بينما الرجل اشتطاط غيظا وحنقا وصرخ
-:توقف عن إستفزازي وتوقف عن مكالمتي ببرود
-:وكيف تريدني أن أكلمك ؟؟هل يجب أن أرتجف أم هل يجب أن أهلع ...إنتظر أنا خائف لدرجة أني سأتبول على نفسي آلا تعلم من أنا ؟؟؟
.كان يقترب وهو يتابع كلماته إلى أن ألصق وجهه بوجه المجرم
واكمل
-:هل تريدني أن أخاف منك ؟ هل تريد أن توسعني ضرباً؟ حاول ذلك وسنرى
والآن أنا ذاهب إلى سريري هناك وسأنام. لا أريد أي إزعاج مفهوم.
امسكه المجرم من أكتافه بحركة سريعة ومفاجئة
-:توقف ما سمحت لك
ثم حاول أن يلكمه
لكن
يوجين تحرك بخفة أذهلت الجميع متفادياً وصول قبضة الرجل إليه ليبدءا بشجار
عنيف وتلاكما وضرب احدهما الآخر لكن يوجين أوسع ذاك السجين ضرباً مماجعله
يستسلم وهو يكاد ان يغمى عليه
نفض يداه وقال
-: الآن وقد عرفتم من أنا
...أنا يوجين
كان جان يفرك بأصابعه ذقنه محاولاً التذكر يعيد ترديد إسمه مرات ومرات
-:يوجين. يويجين ؟إسمه مألوف أقسم أني أعرف هذا الإسم
أتاه إحدى عناصر المخفر يقول
-:بحثنا مطولاً يا جان لا شيء لدينا للسيد يوجين كأنه غير موجود من قبل
إسمه يوحي أنه من بلد أجنبي ربما هو لاجئ غير شرعي دخل البلاد بطريقة ما
ماريا
تستعد للرحلةالى ابيها وسام من منزله يستعد أيضاً ويحزم أمتعته بعد ان
انتهت فترة الدراسة وبدأت العطلة الصيفية ومضا كلاهما كل منهم يستقل سيارة
أجرة للمطار.وللصدفة أنهما استقلا ذات الطائرة
جلس جانب ماريا ومد يده.
-: مرحبا،أدعى سام.
تجاهلته ماريا وأشاحت بوجهها عنه
فغضب سام وقال بنبرة عصبية
-:هيي ..أنا أحاول أن أكون مؤدباً وأعرفكِ عن نفسي
وزفرت ماريا ودون ان تلتفت له قالت
-:وهل طلبت منك أن تعرفني ؟
قال بنوع من المزاح
-:لا تكوني لئيمة
الا ان كلمته اغضبتها وقالت
-:لا تكن ثرثاراً واصمت
مماجعله يتضايق ويقرر الصمت وضع سماعات هاتفه الجوال واغلق عيناه وقال
-:حسناً سأصمت رحلة موفقة ياآنسة بغيضة
إنغاظت ماريا واردفت كلماتها بحنق
-:ماذا؟؟بماذا نعتني؟
بينما سام تكلم ببرود
-:لم تخبريني بإسمك لذا أطلقت عليك لقب يناسب صفتكِ البغيضة، الآنسة بغيضة
ازداد حنق ماريا وعصبيتها فرفعت صوتها
-:أنا بغيضة أيها الثرثار؟؟؟
عندها أتت المضيفة تبتسم لهما على مضض فقد علت أصواتهم في الطائرة التي أصبحت في الجو
-:هل كل شئ على مايرام ؟
إرتبكا قليلاً وقالا معاً في ذات الوقت
-:أجل.أجل
ثم ساد الصمت.وأطبق عيونه سام وغفى حتى وصلا الى المدينة المنشودة
جيمس وجان ينتظران في المطار قدوم شخص ما ليسأل جان جيمس
-:جيمس لما نحن في المطار؟
تأفأف جيمس وقال
-:جان للمرة الألف أخبرك إبنة المدير قادمة ولم يستطع الحضور، فطلب منا إحضارها
فأجابه جان
-:وكيف سنعرفها ؟
اخرج من جيبه صورة وقال بهدوء
-:هذه صورتها
رفع له صورة ماريا ليتعجب جان وقال
-:إنها جميلة ،لكنها صغيرة أليس كذلك
-:أجل عمرها أربعة عشر عاماً
هبطت الطائرة وخرجت الركاب منها
سام يحمل حقيبته يريد أن يمضي فألتفت إلى ماريا وقال
-:كانت رحلة رائعة آنسة بغيضة
اما ماريا فصكت اسنانها بغيظ وقالت
-:أنت تجعلني أغضب تعال.
أمسكت بأذنه وشدته منها وسارت به تحت وقع استغراب الركاب وضحكهم .
-: لن أترك أذنك حتى ألتقي بأبي سأجعله يضعك في السجن حتى تتعفن أيها الثرثار فأبي شرطي
كان سام يساير ماريا فحسب فهو لا يعرف اي احد في هذه المدينة واحب الطريقة التي تغضب بها ماريا
-:هيي، أنت قوية يافتاة.دعيني أتركِ أذني
إزداد غضبها وقالت
-: لن أتركك حتى ألتقي والدي
رأها جان مقبله فلكز جيمس الذي كان يرمق فتاة ترتدي ملابس قصيرة
-:لقد وصلت جيمس ها هي هناك
من هذا الذي معها
ثم قهقه ساخراً
-:ولماذا تمسكه من أذنه هكذا
ضحك كلاهما على منظر ماريا وسام الذي تجره من اذنه غاضبة ليقول جيمس
-:لا أدري سنسألها .
وصلت بقربهما فسلما عليها
-:مرحباً يا آنسة
اغمضت عينيهاوزفرت قائلة..
-:إبتعدا من هنا أنتما أيضاً
فنظرت لوجه جان
وكان يرتدي ملابس الشرطة
-:أنت وسيم جداً لكني لا أعرفك ولا أتحدث مع الغرباء. لكن بما أنك شرطي خذ هذا الثرثار إلى أحد السجون
-:وماذا فعل ؟
-:ينعتني بالبغيضة
-:إنتظرا حاولت أن أكون لبق فحسب وقص عليهما ماجرى
ضحك جيمس طويلاًوقال
-:حسناً الثرثرة ليست جرم يا آنسة ماريا
لذا دعينا نوصلك للمنزل فوالدكِ لا يستطيع القدوم لديه إجتماع
حدثت نفسها بحزن
- بعد كل هذه الأعوام وأنا أنتظرمقابلته فلا يأتي لإستقبالي الآن عرفت لما طلقته أمي.
قطع صمتها وشرودها صوت جان
-:هيا يا آنسة ماريا وأنت أيها الثرثار إذهب لن نعتقلك
انغاظ سام وصرخ قائلا
-:إسمي سام سام وليس ثرثار.
ثم
مضى يتمتم مع نفسه منزعجا بكلام غير مفهوم لجيمس وجان لكن كلماته التي لم
تكن بالانكليزية ولاحتى بالفرنسية جعلت جان يشعر بشعور غريب وشرد وهو يحاول
ان يفسر مالذي اشعلته فيه هذه الكلمات وبأي لغة هي، لكن جيمس قطع عليه
شروده .
وصل سام إلى منزل عمه وأوصل جيمس وجان ماريا إلى منزلها
هم سام ليفتح حقيبته فصرخ بقوة
-:تباً لتلك البغيضة لقد أخذت حقيبتي وأعطتني حقيبتها
ماريا تصرخ أيضاً بقرب حقائبها المفتوحة
-:تبا لك أيها الثرثار، ألم أكتفي منك لقد أخذت حقيبتي
ثم اتصلت بالهاتف تكلم أبيها .
ليجيبها صوت ابيها الدافء وهو يطالع اوراق بيديه يوقع تلك ويتأمل الأخرى
-:ماذا ماريا؟
-:لقد ..
واخبرته ماحصل ضحك ابيها يُهدّئ من روعها الذي لايجده مبررا
-:لا بأس سنتصل بالسيد ثرثار أقصد سام ونستعيد حقيبتكِ
وهكذا إلتقى سام وماريا وجان مرة أخرى، لكن هذه المرة جمان أتت برفقة شرطي أخر وكانت تبكي
حين
رأها جان تنبهت كل حواسه بطريقة غريبة ونهض عن كرسيه بسرعة وتوجه الى
العنصر الذي أتى بجمان معه فنظر له جيمس بإستغراب فهذه ليست أول مرة يرون
فتاة تدخل القسم وهي تبكي،وصل سريعا اليها وكأن قلبه سبق ادراكه وبلهفة سأل
-:ما الأمر يا آنسة لماذا تبكين
اما جيمس سأل صديقهم الشرطي الذي اتت معه
-:لماذا تبكي هذه الصغيرة جوناثان
ازعجها نعتهم لها بالصغيرة فدافعت عن نفسها بسرعة
-:لست
صغيرة عمري اربعة عشرعاما لقد ضعت فحسب، وقام أحدهم بسرقة محفظتي وأتيت
إلى هنا لتساعدوني في العثور على أخي والسيدة آنا فنحن من مدينة أخرى
أحابها جيمس بعد أن جلس خلف الطاولة
-:حسناً إهدأي واخبرينا ماذا حصل
جلست علىالكرسي المقابل لان في مكتبه وقالت
-: لقدسرق أحدهم محفظتي وتهت في هذه المدينة فنحن زوار فيها فقط
وأريد أن أعثر على أخي.
ورد يتحدث مع نفسه وهو يسير مع آنا في الشوارع يبحثان عن جمان
-:مالذي
دفعني للمجئ إلى هذه المدينة وهاقد أضعت جمان تباً يجب أن أعثر عليها
سريعاً ...فأخشى أن تكون هذه المدينة موبوءة بالإجرام والمجرمين
كان جان يحدث نفسه مستغرباً يتأمل وجه جمان
-:وجهها مألوف ماذا يحدث خلال الفترة الأخيرة يوجين سام والآن هذه الفتاة لم أشعر أني أعرفهم ماهذه المشاعر التي بدأت تجتاحني
كانت جمان تحدث نفسها أيضاً
-:لما ينظر إلي بهذه الطريقة عيناه غريبتان أشعر بالضياع شعور غريب حقا
حينها
أطل ورد من الباب بعد أن أخبره أحدهم أنه رأى جمان برفقة شرطي تتوجه الى
قسم الشرطة وعندما رأها انفرجت اساريره واستراح قلبه وناداها -:جمان
سمعت صوته يناديها فقفزت بلهفة تسرع خطاها نحوه
-:ورد.ورد.
ركضت باتجاه اخيها الذي كان يبحث عنها بهلع تلقي نفسها بين ذراعيه .
بعد مدة
صافح ورد جان وقال
-:أعتذر لهذا الازعاج سيد جان شكراً للمساعدة
-:لا بأس انه واجبي
وفجاءة
شئ ما حصل شعور غريب استولى عليهما بل وعلى جمان ويوجين وسام شعروا بأن
هناك من يناديهم جميعاً يصرخ بأسمائهم وصوته يأتي كأنه من فج عميق
استيقظ من شروده ورد على صوت جان القائل.
-:لديك قبضة قوية يا ورد
وشيء
في ذاكرتهما برق لكنهما عجزا عن ادراكها.هل شعرت يوما بان من كنت تبحث عنه
لفترة طويلة قد عثرت عليه ولكن احدكما عجز عن تذكر الأخر كل ماحصل هو ان
مشاعركما قد استيقظت ولم يترجمها عقلكما ابدا هذا ما حصل في تلك اللحظات
القصيرة
تجاهل كلاهما لتلك المشاعر المستيقظة توا ليمضي كِلا منهما في
طريقه ويغيب القطار الذي يحمل ورد وجمان مع آنا الى المدينة التي اصبحت
موطنهما
بعد أيام سام تلقى إتصالاً هاتفياً جعله يسقط على ركبتيه باكياً فأتت زوجة عمه مسرعة اليه
-:ماالأمر ياسام !؟سامي؟! ماذا هناك ؟!
وقال ودموعه تجري على خديه وصوته يرتج يتقطع حروفه بصدمة وحزن وألم قال
-:أمي لقد ماتت
شهقت زوجة عمة ووضعت يدها على ثغرها مصدومة للخبر
-:ماذا؟!!
بعد فترة العزاء جلس العم يكلم سام وويواسيه ويعلن له حقيقة كانت عنه مخفية
-:سام أمك أرسلتك إلي لأنها كانت مريضة جدا، لم تكن تريدك أن تعاني مع مرضها .
ظل
سام صامت ينظر الى كل ركن من اركان منزله والى كل قطعة من الآثار فيه وكل
قطعة تحمل معها الف ذكرى لوالديه والده الذي لم يراه بل ذكرياته التي تكونت
عما كانت تسرده له امه
وفي داخله يتمزق ألما
سؤال واحد لم يجد له اجابة لم قررت ان تبعده وتحرمه اخر ايامها معه
زوجة العم قالت تقطع صمت سام الذي اقلقها
-:سام تعال معنا إلى منزلنا تعلم أنه بعد رحيل ابننا عن المنزل أصبح المنزل فارغ.
ليؤيد العم هذا الاقتراح بحبور
-:اجل سام تعال بني وسالحقك بالجامعة لتتابع شغفك بعلم الآثار آلا تريد ان تكون كأبيك عالم آثار معروف
رمقهم بحزن واستسلام وقال
-:لا بأس .
ثم نهض وصعد الى غرفته لينفحر بالبكاء ويحطم كل مافيها
حاولت زوجة عمه الصعود اليه الا ان عمه اوقفها
-:دعيه انه محق بغضبه من امه ما كان عليها ان تخفي عنه مرضها
هكذا عاد سام إلى تلك المدينة
مارياكانت
تبقى أكثر وقتها وحيدة لذلك أخذت تدرس بشغف الأشجار والطبيعة لم تعرف له
مبرر هي تظن انها تريد ملء فراغها فحسب وان الطبيعة جذبتها لأنها مثلها
تشعر بالوحدة
بعد عامان في الجامعة التقى سام وماريا لتكون صدمة لهما هما الاثنان
-:آنسة بغيضة؟!
-:سيد ثرثار ؟!
أصبحا
صديقين من بعدها لكل منهما قسم خاص يدرس فيه سام في قسم الآثار وماريا في
قسم العلوم الطبيعية لسبب ما برغم شجارهما الدائم إلا أنهما أحبا البقاء
بقرب بعضهما
جيمس لايفارق جان لقد أصبحت صداقتهما وثيقة جدا وبدأت احاسيس وأحلام غريبة تراود جيمس ولم يلقي لها بالا ً
ورد وجمان لم يفترقا حاولت جمان الإستقلال بمنزل خاص بها كما تفعل معظم فتيات ذلك البلد إلا أن ورد رفض الفكرة تماما ً
يتبع ..........
#المملكة_المنسية
الجزء السادس
《اللقاء الثاني》
قُربَ مرآتها
السحرية تراقب جان والآخرين، شابة جميلة بملامح بشرية إلا أنها ليست من
البشر , شعر ازرق غامق اللون طويل ،وعينان واسعتان بلون شعرها تقريبا بشرة
بيضاء كثلج فوق المروج
واذنان بصيوان اطول من صيوان اذن البشر بقليل
《روهان》
الإبنة الكبرى لملك الجن حصلت على إسم أبيها فعادات تلك المملكة أن يحصل
الابن الأكبر على إسم أبيه لانه وريث العرش، لا تقل قوة عن أبيها وتجيد
السحر الأبيض سحر الجن الخاص فقد لازمت ابيها طوال حياته تنهل من ينبوع
معرفته وحكمته وقد دربها وأعدها لتكون خلف له في يوم ما، فأصبحت خير خلف
لخير سلف مضيفة الى كل ما نهلته من أبيها، حسها الأنثوي.
بجوارها الملكة ياسمين شقراء الشعر بعينين عسليتين تبكي بشوق لمن تشاهدهم عبر تلك المرآة.
حاولت روهان تهدئة الملكة ياسمين إلا أنها فشلت فقلب الأم لبعد أولادها يصبح فارغاً يملأه الألم والحزن.
قالت روهان بنبرة حزينة تحاول ان تخفف عن ياسمين
-:لا
تبكي ياسيدة ياسمين فنحن على الأقل نطمئن عنهم والحمد *** ان الحكيم
الأعلى للجن في المملكة المنسية وحكيمنا استطاعا إيجادهم بعد كل هذه السنين
وبفضلهما تم صنع هذه المرآة. لكن ما زعجني جدا تمكن ملك النار من الحصول
على مثيلتها بفضل المتمردون من جن المملكة المنسية
تنهدت حزينة روهان وقالت
-: ليت جميع من يلج الى المملكة المنسية لاتختفي قواه والا كنت ارسلت في جلبهم منذ وقت طويل ولم انتظر مساعدة احد
-:يا **** كم انا مشتاقة اليهما يا روهان هل هم قادمون حقاً ؟؟؟
أومأت برأسها روهان وابتسمت ...
-:نعم
،إنهم قادمون، قواهم ستعيدهم إلينا حبهم للأرض والوطن وحنينهم سيجعلهم
يعودون هم لحد الآن ليسوا بحاجة لنا وتلك البشرية آنا لن ننسى فضلها على
ورد وجمان والاعتناء بهم كل هذه المدة .
مسحت دموعها ياسمين وتنهدت بحزن قائلة
-: لقد دُمرت كل الممالك لم يبقى سوا مملكتك ، لا أدري كيف كان حالي سيكون لولاك
ضمت روهان ياسمين وقالت
-:عزيزتي مملكتي قوية وسنعيد ترتيب حياتنا بمجرد عودة الحراس واستعادتنا باقي الممالك
غصت ياسمين بدموعها من جديد وقالت -:كم بقي لعودتهم برأيك ؟
ابتسمت روهان ابتسمة دافئة وقالت تضع يديها على خدي ياسمين
-:أعتقد أيام فقط لا أعلم متى سيتحرك هيكتور فقد وعدني بأن الوقت قد حان وانه عثر على طريقة لجذبهم الينا وقواهم ستتكفل بالباقي
اطرقت رأسها ياسمين تسمح لدموعها بالعودة لخديها من جديد وقالت
-: هل رأيتي جمان إنها تشع حياة وقد أصبحت جميلة جداً لقد اصبحت شابة لقد كبرت بعيد عني صغيرتي
تنهدت روهان لتتابع
-:أجل والأمير ورد يشبه أباه بشدة
ذكر مرجان جعل قلب ياسمين يخفق بألم شديد حتى انها شعرت بان روهان ستسمع ضرباته المتوجعة وتأوهت وقالت
-:مرجان العزيز هل مازال على حاله ؟
هزت رأسها روهان باستسلام تغلق عيناها
-:نعم
،منذ ذاك الوقت لم يتحرك إنه مسجون بالسحر الأسود حاولت كثيراً الوصول
اليه،لكن يصدني ملك النار دائما وأفشل الحراس فقط هم القادرون على تحريره.
بعد رحيل الصغار مباشرة
وبمجرد
إختفاء يوجين إستطاعت أميرة الظلام أن تعيد قوى زوجها ملك النار كان كل ما
دمر مملكة يصبح أقوى يأخذ قوة ذاك الملك ما أن يقتله بفعل السحر المحرم
حتى وصل إلى وتين دمر مملكتها بكاملها لكن وتين إختفت فحسب، أصبحت ضعيفة
بسبب جروحها وبسبب السحر المحرم الذي تستعمله لازورد، لم يعلم أحد أين هي،
ربما تريد أن تستعيد قوتها في مكان ما.
وصل ملك النار الى مرجان وخاضا أكثر من معركة
أتت زوجة ملك النار معه للمرة الثانيةإلى ساحة المعركة
الملكة ياسمين الخائفة تخبئ في إحدى أجنحة قصرها تحدث زوجها مرجان
-: قدومها نذيرشؤوم، كلما نزلت ساحة المعركة يقتل ملك او يسجن ولم يتبقى الا أنت وصخر وروهان _الإبنة _
في ليلة لم يظهر فيها القمر. صخر يكلم مرجان وهما في مكتب مرجان الملكي
-:سأذهب للمعركة غداً صباحاً إعتني بنفسك يا صديقي وان حدث لي شيء وعاد ابني اعتني به يا مرجان
خرج من خلف طاولته مرجان وأمسك كتفي صخر يشد عليهما وقال
لن يحدث لك شيء وستعود منتصرا
لم يجبه صخر بأي كلمة وغادر الغرفة
والليل يشتد ظلاما لينتهي بسطوع شمس الصباح
ذهب الملك صخر الى أرض المعركة وحارب بقوة واستبسل، وصلت الأخبار الى المملكة بأنه قتل، قتله ملك النار اشنع قتلة فقد أحرقه حياً
تأثر مرجان جداً بموت صخر فقوة صخر متممة لقوة مرجان.
اجتمع مرجان مع روهان التي بقيت بعيدة عن الحرب قليلاً بسبب السحر الأبيض الذي يدعم قوة مملكتها
-:روهان.سأعهد إليكِ حماية زوجتي خذيها الى مملكتكِ
تمسكت الملكة ياسمين بذراع مرجان تترجاه وقالت
-:لا سأبقى معك ارجوك
لكنه ابعدها عنه وقال
-:سيحتاجكِ الأولاد حال عودتهم
حاولت ان تعدله عن قراراه هذا فقالت
-:أرجوك عزيزي أرجوك لا تبعدني عنك أيضاً.إنتظري روهان.روهان لا. لا تلقي تعويذتك أريد البقاء .
لكن روهان كانت تمتمت بتعويذتها ولم تصغي لتوسلاتها حركت ذراعيها روهان
ثم
أصبحتا في مملكة الجن تحت حماية روهان الإبنة والملك مرجان يقاتل بشراسة
سقط أكثر من مرة وعاود النهوض أميرة الظلام تتلو طلاسمها من الكتاب الاسود
وكل ما قرأت أكثر إزداد ضعف الملك مرجان إلى أن خارت قواه وأغلق عيناه وغفا
في حلم غريب كل شئ كان أسود إلا بقعة ضوء صغيرة كان يتجه إليها، أسرع خطاه
ثم أسرع أكثر حتى أصبح يركض،وحوش غريبة وقبيحة تطارده منهم من إستطاع أن
يؤذيه ويجرحه وضحكات خبيثة من أميرة الظلام تعلو فتعلو ثم تكلمت
-:أهلاً بك في سجنك المؤبد يا مرجان
-:لازورد أيتها الشمطاء أظهري نفسك
-:هل اشتقت إلي مرجان
غضب مرجان وقال
-: تباًلك ولم سأشتاق لوجهك القبيح.
-:وهل تظنني أحبك
ثم امتزجت كلماتها بضحكات ساخرة ليقول مرجان
-:ماذا تريدين أيتها الشمطاء لديك كل شئ لديك مملكة الظلام
هدأ صوتها وظهرت بجانبه..
-:أصغي يا مرجان. إنضم إليّ وأعدك ستكون بأمان أنت وعائلتك
-:خسئتي أيتها الشيطانة
-:إذاً استمتع بسجنك فأنت لن ترا ياسمين بعد اليوم وأعدك بأنك سترى مصرع أولادك بعينيك .كما أخبرتك إنهم قادمون وسأستمتع بقتلهم
-:أيتها ال.....
اراد ان يمسك بها
إلا
أنه ظهرت أغلال من أشواك الأشجار قوية أكثرقوة من الفولاذ وربطت مرجان
للحائط..حاول عبثاً أن يتحرر وكلما تحرك أكثر زادت متانة الأغلال أكثر،
وتعالت صوت ضحكتها وأختفت في الظلام
أخذ جنودها جسد مرجان وسجنوه في قلعة ملك النار في برج عاليٍ جداً
ياسمين تتحدث إلى روهان في تلك الليلة بعد موجة بكاء على مرجان الذي انهزم
-: أسفة لموت أباكِ بهذه الطريقة لم ارك من وقت موته لذا لم استطع ان اعزيك
-: لا عليك ياسمين ، الحروب التي لا تريد ان تنطفيء منعتنا من ان ننعم بالراحة اقدر ظرفك، ثم نحن الجن لا نموت إلا بهذه الطريقة
الطريقة
الوحيدة لقتلنا هي تحويلنا إلى حجر نعيش ألف عام ونيف ونهايتنا نتحول إلى
حجر تباً لأميرة الظلام لقد إستطاعت أن تكتشف الكثير من الأسرار بحصولها
على الكتاب الأسود
-:والأولاد كيف سيعلمون بحقيقتهم؟
-:هذه هي مهمة المعلم الجديد
-:المعلم الجديد ؟ظننت أنه..
-:لا لم يستطعوا منعنا من تدريب معلمين جدد نحن ندربهم سراً
-:كم أنا قلقة على وتين أين ذهبت يا ترى؟مصيرها المجهول يؤرقني بشدة
-:إنها في مكان ما أنا متاكدة بأنها بالقرب من الأولاد
هذا كله حدث بعد رحيلهم عن الديار خلال الأعوام العشر السابقة
اما اليوم
لنعد إلى المملكة المنسية جمان قادمة من خارج المنزل تدهل وهي تنادي ورد ليجيبها بدوره يكل برأسه من باب المطبخ
-:ماذا هناك ؟
دخلت اليه وكانت برفقته آنا التي تغسل بضع صحون اخرجت ملصقاً من محفظتها ورفعته لورد
-:هناك رحلة إلى جزرة ما، هل تذهب معي ؟؟
قرأ الملصق ثم وضعه جانبا وقال
-:لا لن نذهب
تأفأفت جمان بتذمر وقالت
-:لكني إريد الذهاب
زفر ورد وقال يحاول ان يثني من عزمها
-:جمان.؟
قالت جمان تبرر اصرارها بنوع من التحدي والترجي بذات الوقت
-:ورد أرجوك،لم أعد صغيرة لم تعد تتحكم بحياتي سأذهب حيث أريد
ثم أخذت تركض باتجاه غرفتها غاضبة تتأفف
جلست آنا على كرسيها خلف طاولة المطبخ بعد ان جففت اخر صحن ووضعته بمكانه وتنهدت
-:ورد،جمان
لم تعد صغيرة، لم يعد باستطاعتك حمايتها باتت مسؤولة عن نفسها الآن، ترعبك
فكرة إبتعادها لكن عليك أن تتأقلم مع هذه الفكرة فبيوم ما سترحل قد تتزوج
وقد تستقل بمفردها في منزلها الخاص او قد تتعين في شركة بعيدة ويتوجب عليها
الرحيل كما حصل بعد ان تعينت في مستشفى هذه المدينةألم تترك كل شيء وتأتي
الى هنا وحضوري معك الا لانه تم قبول جمان في جامعةهذه المدينة
تنهد وقال
-:أعلم،يا آنا،أعلم كل ما أريده هو أن تكون بخير فحسب
وضعت يدها فوق يده الموضوعة على الطاولة فوق الملصق وقالت
-:ستكون ،صدقني فهي عنيدة مثلك لا أدري ربما هي صفة أحد أبويكما ثم ابتسمت وتابعت حديثها
-: لازلت أذكر نظراتك أيها الفتى المشاغب لديك نظرات قاتلة
ضحك طويلا ورد وثم قال
-:أردت شكرك ألاف المرات آنا لاعتنائك بنا لا أعلم اي مصير كان سينتظرنا لو أنك لم تفعلي
وضعت يدها على خده قالت وبسمتها لم تفارقها بعد
-:
أنت فتى مميز، بصدق أتكلم ،أنت وجمان مميزان بطريقة ما لا أدري ما سركما،
لما لا تتذكران من أنتما لما كل هذه الظلمة حول ماضيكما حاولت كثيراً وبحثت
عن أهلكم لم أتوفق لشئ وكأنكما اتبتما من العدم حتى بت أشك بأن أهلكم
مهاجرون غير شرعيون لكن حتى هاؤلاء نجدهم احيانا
تنهد بعمق وحزن وقال
-:
لدي شعور بأن أبي وأمي أحبانا بقوة ربما قد ماتا بحادث لا أدري.لا أذكر
شيء عنهما لكني كلي يقين بأنهما لم يتخليا عنا بملء ارادتهما
ثم نظر الى ساعة يده وقال
-:على
كلٍ يتوجب عليّ الذهاب للمستشفى ستبدأ مناوبتي عمتِ مساءً طبع قبلة حانية
على رأس آنا بعد ان نهض كمن يشكرها على كل ماقدمته لهم خلال تلك السنوات
حمل حقيبته الطبية واراد المضي فاستوقفته آنا
-:ورد ؟
استدار نحوها وقال
-:نعم
ابتسمت بسمتها الجميلة المحببة لقلب ورد وجمان وقالت
-:دع جمان تذهب
غمز بعينه لها وابتسم وقال
-:لا بأس قد أحتاج لإجازة أنا أيضاً.
وأغلق الباب خلفه ومضى
بينما آنا أطلقت ضحكة خفيفة وقالت
-: المهم أن لا يفارقها حبك وخوفك على أختك عجيب جداً
وفي منزل جان ذكرى صغيرة تعود إليه ذكرى رجل لم يستطيع أن يميز وجهه إقترب من ذاك الرجل يريد لمسه فتعالى صراخه
-: رأسي رأسي
جثى
على ركبتيه يمسك برأسه وأخذ العرق يتصبب منه وألم مبرح ينهك قواه في تلك
اللحظة دخل جيمس يحمل البقالة للمنزل فهما يتشاطران السكن ورأى جان بهذه
الحالة فهرع إليه راكضاً وجثى بجواره وامسكه من كتفاه
-:جان ما الأمر ؟
-:رأسي رأسي ستنفجر يا جيمس
امسك بصديقه يحاول ان يجعله يقف وهو يقول
-:لا لن أسكت هذه المرة ستذهب معي للمستشفى
تمسك به جان ووساعده جيمس على السير وصولا للسيارة
كان نظره على الطريق وهو يكلم جان الجالس بجانبه محاولة منه التخفيف عنه فسأله بعد صمت يسير
-:جان هل مازلت تتألم ؟جان؟
وحين لم تصله استجابة لف ناظريه نحوه ليجده مغيبا عن الوعي
-:ياإلهي لقد أغمي عليه.
فوضع الأضواء الخاصة بالشرطة فوق سيارته وانطلق بأقصى سرعته وصل المستشفى وأخذ يصرخ بأعلى صوته
-:أريد طبيب أريد طبيب، لدي شرطي مصاب
ركض ورد بإتجاه الصوت ليجد جيمس يسند جان المغمى عليه فاستدعى ممرض وسرير على الفور كان يتكلم وهو يجر بمساعدة الممرض سرير جان
-:أنا طبيب ماذا يجري
-:كان رأسه تؤلمه و من ثم أغمي عليه
-:منذ متى؟هل تأتيه هذه الحالة دائماً؟
-:إنها تأتي وترحل لكن الفترة الأخيرة أصبحت قوية واليوم أغمي عليه
-:هل أغمي عليه سابقاً؟
-: لم يغمى عليه أمامي ولا مرة،لذا لا أعلم
اوقفه ورد عن المسير معه
-:دعنا نقوم بعملنا
بينما الممرض وضع يده بصدر جيمس يمنعه من التقدم معهم أكثر
-:انتظر هنا رجاءً يا سيد جيمس
وأجروا له الكثير من الفحوصات والتحاليل الطبية كان ورد ينظر لصورة الطبق المحوري الذي خضع لها جان وهو يقول
-:غريب كل شيء طبيعي لا أثر لأي مرض،سأنتظر حتى يستعيد وعيه
وجان في حلمه ذاك عاد إلى عمر الخامسة عشر يركض خلف رجل يسير بسرعة يناديه
-:إنتظرني إنتظررني لما تسرع هكذا
-:إنه هو
-:من؟
-:هو هو
-:من هو .أنا لا أفهم شيء
-:عد سريعاً،جان
-:أبي أبي إنتظر إنتظر
وميض أبيض كضوء الشمس ظهرت وتين مدت يداها و لمست كتفاه من الخلف وهمست له دون ان يراها
-: جان عد نحن بانتظارك
أراد أن يستدير كي يرا من يكلمه لكنه استيقظ من حلمه
فتح عيناه فإذ بالصباح قد أتى
جيمس الذي كان قلقاً بشدة .يجلس بجوار السرير على الكرسي ابتسم له وقال
-:صباح الخير أيتها الأميرة النائمة لقد نمت طوال الليل
-:جيمس توقف عن نعتي بهذا اللقب تعرف أني أكرهه
ضحك جيمس طويلاً وقال
-: أعرف أعرف،المهم كيف حالك ياصاح؟
- لا بأس أنا بخير إلا أني أشعر وكأن شاحنة قد دهستني
ثم أطل ورد يرتدي رداء الأطباء الأبيض يضع حول عنقه سماعة القلب ويديه في جيب الرداء فقال جيمس
-:هاقد أتى الطبيب
ابتسم ورد وقال
-:كيف تشعر يا جان؟؟
-: بخير أيها الطبيب، أهذا أنت ؟
ابتسم ورد وهو يقرأ إضبارة السرير
-: أجل إنه أنا.أتعرفني؟
قال جان وهو يفرك صدغه بهدوء
-:أنت الشاب الذي أتى إلى قسمنا منذ أربع أعوام وهناك فتاة كانت تائهة
رفع جيمس حاجبيه وهمس في اذن جان
-:تذكر شئ صغير كهذا ولا تذكر ماضيك؟..
ابتسم ورد وعلت ملامحه السرور وقال
-:حسناً أنا لا أذكر الشرطي الذي ساعدني وأختي لكن هذه الحادثة حصلت فعلاً .
مد جان يده مصافحاً ورد
:أنا جان
فصافحه ورد
-:وأناا
ورد سأكون طبيبك إلى أن أعلم مما تعاني فأنا لم أجد شئ يسبب هذه الآلام
أخبرني صديقك أنك أصبت بحادث حين كنت طفلا وانك اصبت اصابات بالغة
-:أجل
كل ما أذكره أني استيقظت في المستشفى وبسبب عدم تذكري ل أي شيء وضعوني في
الملجأ كان عمري خمس عشرة عاماً ولا أذكر أي شئ عن الماضي
اندهش ورد لهذا التفصيل الصغير الذي يجمع بينهما لكن صوت طرقات الباب غيرت مجرى الأحداث هنا أطلت جمان مبتسمة
-: عذراً أنا أبحث عن الطبيب ورد
-:أنا هنا ما الأمر جمان .أعذروني
شيء
ما دفع جان ليحادث جمان التي أصبحت في التاسعة عشر من عمرها ربما استرعى
إنتباهه جمالها ربما اراد ان يذكرها بتلك الحادثة الصغيرة
-:أنت شقيقة ورد؟ عذراً هل تذكريني ؟
نظرت قليلاً الى جان المستلقي ذو الخامسة والعشرين من العمر تأملته قليلاً
-:أأه أجل أنت ذاك الشرطي الذي نعتني بالصغيرة .
إبتسم جان وقال
-:يبدو أن الصغيرة قد كبرت
تحت وقع إستغراب جيمس من هذه التفاصيل الغريبة
-:سررت بلقائك لكني على عجلة من أمري سأسرق طبيبك للحظات
وأمسكت ذراع أخيها وجذبته خارج الغرفة وصولاً لغرفته تحدثت إليه بغضب
-:قلت سأذهب يعني سأذهب.سأذهب في هذه الرحلة أنت تخنقني ورد أريد التنفس لم أعد صغيرة
ثم
راحت تركض غاضبة تبتلع دموعها التي رفضت ان تسمح لهم بالنزول حتى وصلت
حديقة المستشفى فجلست على مقعد فيها وبدأت دموعها بهزمها فبكت.وإذ بيد تمد
اليها منديل
-: ما الذي يبكي أنستي الصغيرة نظرت للأعلى بإتجاه صاحب الصوت فإذا به جان،جلس بجوارها فأخبرته سبب بكائها
-:لا
بأس انسة جمان إنه يخاف عليكِ فالعالم خطير جداً،الشوارع مليئة بالوحوش
البشرية فتاة جميلة مثلك قد تكون فريسة سهلة المنال لشاب مدمن، قد يقتلك
ليأخذ بضع دولارات موجودة في حقيبتك،أو مجنون قد يختطفك ليشبع غريزته
الحقيرة،هذا إن لم تقعي أسيرة بيد عصابة تتاجر بالأعضاءالبشرية . جمان أنا
أضطر يومياً للتعامل مع هذه الحثالات من البشر ربما كان بنظرك يخنقكِ لكنه
يحميكِ منهم صدقيني
ابتسمت بحزن وقالت
-:حسناً.لن أذهب إذاً لكني
ارغب بالذهاب الجزيرة تبدو جميلة والقارب رائع وثمن التذاكر بخس وأهم من
ذلك كله إنها جزيرة مكتشفة حديثة ستكون على طبيعتها لم تدمرها الأبنية
و.....
ثم قطع كلامها صوت ورد القائل
-:و ربما أحتاج لإجازة
قالها بعد أن خرج من خلف الشجرة المجاورة للمقعد
-:ورد؟
صفق جان بسعادة وقال
-:حسناً اذاً، انتهت المشكلة، هاهو ذاهب معك، بالمناسبة إلى أين هذه الرحلة
-:اخبرتك انها الجزيرة الجديدة يقولون انها جزيرة رائعة
أخرجت ملصق الدعوة للرحلة له
ليندهش ويستفرب ويقول
-: لا تقولي تلك الرحلة تباً
دهشته جعلتها تستغرب وتسأله
-:ما الأمر ؟
ابتسم وهو يحك رأسه يقول
-:يبدو
أن جيمس خطط لإجازتنا ومن ضمنها هذه الرحلة سيأخذ صديقته وسأرافقهما حسناً
يبدو أني حصلت على رفقة ممتازة منذ الآن طبيبي الخاص وشقيقته
وفي مكان
ما يوجين كان قد خرج من سجنه بمساعدة ليمار التي وكلت له محامي بارعاً
،واستأجرا منزل يعيشان معاً فيه طرق الباب ودخل رجل بعد أن فتحت له ليمار
الباب طلب يوجين لأمر ضروري
نادته ليمار من امام الباب
-:يوجين هناك رجل يريدك
خرج بملابسه المنزلية والتي هي عبارة عن قميص قطني من دون اكمام تظهر عضلاته وسروال لحدود ركبتيه ولم يكن قد رتب شعره قال ببرود
-:مالأمر؟و لم تزعجني؟
همس الرجل كمن يدلي بسر خطير لصديقه
-: يريد محادثتك
علم يوجين انه يتكلم عن ذلك الشخص الثري الذي طالما استجأر يوجين لمهماته من قتل وتروع وخطف
-: أين هو ؟
مد الرجل يده بهاتف نقال ليوجين وهمس
-:على الهاتف
بعد ان طلب يوجين الرقم الوحيد الموجود على الهاتف النقال اتاه صوت الرجل
-:كيف حالك يوجين.؟
لم يجبه بل عالجه بسؤال سريع
-:كيف عثرت عليَّ ؟
تنهد الرجل الثري وقال
-:غير مهم
فقال يوجين ببرود
-:ماذا تريد؟
-:لدي عمل لأجلك
-:أي عمل؟
-: سأخبرك لكن ليس هنا
زفر بتململ وقال
-:أين تريد اللقاء؟
ابتسم بخبث الرجل الثري وقال
-:ما رأيك بليلة ممتعة...؟
-:حسناً أنا آتي
-:بمفردك...
لكنه قاطعه سريعا
-:لا أخرج بدونها فهي حارسي الشخصي
حاول ان يثني من عزمه
-:لاتكن عنيداً
فابتسم بهدوء يوجين واجابه
-:لاتكن أبله وتخسرني لو استطاع رجالك القيام بالمهمة ما طلبتني وافق أو ألغي اللقاء
زفرالرجل الثري باستلام غير مسموع
-:حسناً أنتظركما
أغلق يوجين الهاتف وألقاه للرجل الذي لايزال يقف في الردهة واشار له بالرحيل
وصعد السلالم لتتبعه ليمار
ماريا في مكتب أبيها تحدثه بسعادة كمن عثر على كنز ما...
-:سأذهب إلى هذه الرحلة،أبي أحتاج بعض المال
توقف عن قراءة مابيده من أوراق وابعد نظارته عن عينيه وقال متسائلا
-:أي رحلة؟
أخرجت الملصق من حقيبتها وأرته إياه
حك الأب جبينه وقال
-:إنها جزيرة
فقالت بسعادة بالغة
-: أجل ،إنها جزيرة جميلة وهي مكتشفة حديثا الطبيعة فيها ستكون جميلة ولم تطلها ايدي البشر الغادرة وسأستطيع ان ادرس الغابة جيدا
لم يستطع المعارضة أمام سعادة ماريا
فمد
يده ببعض المال أخذته وراحت تجري بسعادة ألقت السلام على جان وجيمس
الجالسان خارج مكتب أبيها خلف طاولاتهما فبدى من كلامها ان طيور السعادة
ترفرف فوقها
-:يوم سعيد جان يوم سعيد جيمس
-:يوم سعيد ماريا
ابتسم جيمس وقال لها
-:ما سّر هذه السعادة ؟
قالت مبتسمة تقفز في مكانها كطفلة صغيرة
-:ذاهبة في رحلة
تبسم جان لها وقال
-:رحلة موفقة
ً ما أن أنهى جملته حتى أتى ضابط
-:جان.السيد آدم يريدك
-:قادم .وداعا ًيا ماريا
لوح لها مودعا اياها ومضى الى غرفة المدير
طرق الباب طرقات خفيفة فسمع صوت رئيسه يسمح له بالدخول فدخل
-:ما الأمر يا سيدي
تنهد قليلا ووضع الاوراق من يده وقال
-:جان ان ماريا ذاهبة في رحلة أريدك ان ترافقها
حاول ان ينسل من هذه المهمة فأبدى رفضه المباشر
-:لا.لن
أرافقها لست جليس ***** أرجوك يا سيدي دعني أعتقل احد المجرمين في الشارع
او اي عمل مكتبي الا ان ارافق فتاة لمدة خمسة عشر يوما
الا ان رئيسه قاطعه وقال
-:جان أليست هذه رحلتكما أنت وجيمس ومد بالملصق يده
إستغرب جان جداً وأجاب وهو يطالع الملصق بدهشة
-:أجل
-:حلت المشكلة إذاً ماريا في ذات الرحلةستراقبها فقط وستبعدها عن المشاكل
-:لكنها ليست صغيرة
-:وليست كبيرة أيضاً
وفي مكتب جيمس وضع جان رأسه على الطاولة وقال بتململ
-: يا إلهي ماهذه الورطة
ليجيبه جيمس بهدوء
-:إهدئ جان إنها مجرد بضع أيام
وفي إحدى
النوادي الليلية تقدم يوجين من رجل يرتدي بذة فاخرة ملء أصابعه بالخواتم
يدخن سيجار كوبياً من النوع الفاخر يبدوعليه الثراء الباذخ
-:يوجين؟؟ أهلاً بالاسطورة
مط يوجين شفته جانبا مستهزئا من كلام الرجل
-:تناديني اسطورة...
ثم قهقه طويلاً وجلس على الأريكة المقابلة لهذا الرجل
-: قل ما عندك
-:بضاعة ثمينةفي طريقها إلينا أريدك أن تحرسها
-:ومابال رجالك؟
-:معظمهم معروفون وأنا لا أريد أي شك
-:لكني كنت سجين وأنا أيضاً معروف
-:حسناً . تعجبني قوتك و استطاعتك التغلب على عشرات الرجال أريدك أن تحمي ما هو قادم
-:وما الذي قادم مخدرات؟
-:لا
-:كنز ؟
-:اقتربت
صاح يوجين بغضب
-:تكلم أو سأنصرف فأنا أكره الغموض
حرك الرجل يديه يهدئ من غضب يوجين
-:حسنا اهدأ . آثار غريبة تم إكتشافها حديثاً أريد إدخالها البلاد ولك عمولة خمس وعشرون بالمئة
اما يوجين لم يعجبه ماقدمه الرجل له فقال
-:أريد النصف
انصدم الرجل الثري
-:ماذا النصف ؟؟؟!
فقال يوجين بهدوء
-:النصف او الصفقة ملغية
حاول الرجل التخلص من اصرار يوجين
-:دعنا من الأرباح نتفاوض حال وصولها
الا ان يوجين مفاوض بارع وماجعله يصر موقف الرجل الضعيف
-:قلت النصف والآن وافق أم أرحل ونهض يسير مبتعداً
-:تباً يوجين، لك ثلاثون في المائة
توقف عن السير واستدار نحوه وقال
-:خمسون
مسح الرجل عرقه بمنديله والقاه ثم قال
-:خمس وثلاثون
عاد يوجين للسير وهو يرفع يده مفرجا اصابعها وقال
-:خمسون.
ازداد توتر الرجل وهو يبتعد حتى كاد ان يختلط بالراقصون والراقصات وسط الملهى فقال بصوت عالي
-:أربعون في المائة وهذه أخر كلمة عندي
ابتسم يوجين لليمار ابتسامة نصر وعاد ادراجه
-:حسناً .موافق .
وعاد لكرسيه يتابع الحديث
-:ما الخطة؟
-:مبدئياً
أقمت رحلة وهمية بقارب ضخم الرحلة تمويهاً للوصول للجزيرة هي جزيرة مكتشفة
حديثا لا اعلم عنها شيء الا اننا عثرنا فيها على آثار لم تكتشف سابقا
-:فهمت وبعد.
-:عالم
آثار شاب سيرافقنا إسمه سام فقد قتل احد رجالي عالم الاثار السابق دون قصد
منه وانا لا اريد عالم اثار معروف لذا استعنت باحد طلاب علم الآثار الجدد
وهو ذكي جدا استطاع ان يقرأ المخطوطة بكل اريحية حتى معلمه عجز عن قراءتها
-:هل هو من رجالك؟
-:لا ... هو لا يعلم أي شيء ...يظن أنها رحلة إستكشافية فقط ،ما أن تصل البضاعة حتى نتخلص منه
-: لقد فهمت ....هل سأقتل أحدهم ؟
-:ولما تريد القتل؟ فهدفنا أن نُبقي كل شئ تحت السيطرة وأنت تريد إثارة الشغب والشكوك
نظر يوجين بتممل وقال
-:لم أقتل منذ شهر أنا أشعر بالضجر
-:حسناً ...ستقتل سام عالم الآثار الصغير ...ما أن ننتهي منه إتفقنا
-:متى موعد الرحلة ؟
-:بعد ثلاث أيام، هل اتفقنا ؟
نظر يوجين إلى ليمار وقال
-:إحزمي أمتعتك عزيزتي فيوجين سيأخذك في رحلة بحرية
وقف
جان على الرصيف البحري قرب البحر وهو ينساب برقة وهدوء واشعة الشمس تتراقص
فوق مياهه الهادئة وذكريات دخوله للمستشفى ورؤيته لورد وجمان للمرة
الثانية تعود اليه
وشعوره بأنه يعرفهما سابقا ولا يتذكر كيف ولا اين
رآهما يزعجة بشدة، لكن الجميل بالأمر بانه بدأ يشعر ان من كان يبحث عنه قد
عثر عليه،وان ذاك الفقد لشخص بعمر ورد بدأ ورد بنفسه يملأه دون ان يدركا
بعد ذلك
في لقائهم الثاني الذي قد دبرته الصدف او شيء آخر
يتبع...
الجزء الخامس
《اللقاء الأول》
كان المطر ينهمر بشدة فوق تلك المدينة.
بعضهم يركض ليحتمي منها وأخرون يسيرون بهدوء تحت مظلاتهم .
فتاة ذات شعر أسود وعينان سوداوتان تقطع الطريق راكضةً، تحمل معطفها فوق رأسها لمتنع عن نفسها شيئاً من البلل
وصلت
إلى منزلها لاهثة والماء يتقاطر من ملابسها وشعرها الذي يصل الى مادون
منتصف ظهرها بقليل كانت تنادي والدتها بلهفة وهي تلهث لم ترى أمها منذ ما
يقارب الاسبوع بسبب عمل الأم الذي يجبرها على السفر لاسبوع او اثنان فهي
مندوبة مبيعات في احدى الشركات
-:أمي.هل أنت هنا؟ لقد عدت ياأمي
أطلت
سيدة بملامح تشبه الفتاة شعر أسود وعينان سوداوتان وبشرة بيضاء وبضع خطوط
ظهرت تحت عينيها لتوحي لك بأنها قاربت الأربعين من عمرها هي تلك المرأة
التي قالت لابنتها أنها ستتصل بالطبيب لتخبره عن أحلام ماريا المفزعة، لكن
يبدو أنه قد كبرت بضع سنين في عمرها
-:أهلاً حبيبتي ماريا،اوه لقد تبللتي مجدداً، ألم أخبرك أن تأخذي معك مظلتك، اذهبِ وجففي نفسك كي لا تمرضي
تبسمت بمرح وهي تهم بصعود السلالم وقالت
-:أحب السير تحت المطر فهو يمنحني البهجة
ثم صعدت غرفتها وأبدلت ملابسها.
نزلت إلى المطبخ حيث وضعت أمها على الطاولة طعام الغداء فرمقته بحزن وقالت في نفسها
-:طعام جاهز من جديد؟لا بأس فأمي مشغولة دوماً،ليس لديها وقت للطهو
انتبهت على صوت أمها قائلة
-:كيف كانت الثانوية يا ماريا ؟
ابتسمت في وجهها وقالت
-:جيدة جداً الطالبات رائعات والمعلمات أيضاً أعتقد بأنه سيكون لي الكثير من الأصدقاء. هل مازلتي عند وعدك ِلي
نظرت أمها باستغراب وعيناها تفضحان انها عاجزة عن معرفة ما تصبو اليه ابنتها وقالت
-:أي وعد ؟
توقفت ماريا عن مضغ لقمتها ووضعت شوكتها بجانب الصحن ورمقت والدتها نظرة معناها ان تذكري ثم قالت بعد ان يئست من ان امها ستتذكر
-:أمي لقد وعدتيني أني سأذهب عند أبي هذا الصيف
-:أجل صحيح هذه الرحلة ، حسنا لقد تحدثت مع والدك ووافق
استعدي سيستقبلكِ هناك في العطلة الصيفية
-:أجل،رائع، رائع
وراحت
تقفز في كل مكان في المنزل لشدة سعادتها غسلت الصحون وهي تدندن اغنية تصدح
من المسجل الموصول سماعاته الى أذنيها، رتبت غرفتها بكثير من القوة
والنشاط، كانت طواقةً جداً لتلك الزيارة، مما جعل امها تشعر بالسعادة
لسعادتها ضمتها اليها وقبلتها في الوقت الذي خلدت به الى فراشها لتنام
وقالت
-:هل أنتِ سعيدة يا ماريا ؟
شدت ماريا نفسها بخضن امها وابتسامتها لا تفارق ثغرها وقالت
-:أجل سأرى أبي أخيراً بعد كل هذه السنين.
أم
مشغولة وأب غير مسؤول كانت هذه حياة ماريا،لذلك هي تشعر بوحدة قاتلة
وتملىء وحدتها هذه بالتدريب على اليوغا، كانت تخطط لمتابعة دراستها بقرب
أبيها وبهذه الحالة سيعوضها ما فقدته من حنانه، لكنها لا تعلم أن أبيها قد
أصبح رئيس الشرطة وهو مشغول دوماً وأحياناً كثيرة ينام في مكتبه فهي تظنه
شرطي عادي
وفي منزل
آخر إمرأة صهباء تقف أسفل السلم ووجهها للأعلى مقطبة الجبين هي تلك المرأة
التي طلبت من ولدها ان يواجه كوابيسه تصرخ بأعلى صوتها وتنادي
-:سام ؟
فتى في الخامسة عشر من عمره يفرك شعره الأشقر بعد أن فتح عينيه الزرقاوتان على وقع صوت الإمرأة نهض بتثاقل وهو يقول
-:أجل ياأمي أنا آت.
جلس
على الأريكة في ردهة المنزل الكبير الممتلئ بالكثير من الآثار والتحف
الشرقية والغربية،ومن كل بقعة من بقاع الأرض ستجد لها تحفة فيه،يتلقى كلمات
أمه مستغرباً
- سام عمك يريدك أن تقضي إجازتك الصيفية عنده ما رأيك
أكتف ذراعيه إلى صدره وقال
-:أيٍ كان، لايهم,فنحن نرتحل كثيراً
وماذا
لو جربنا الرحيل إلى تلك الدولة الغربية, حسناً;علمياً هي خطوة كبيرة
بإتجاه مغاير فدائماً تكون رحلاتنا تتجه نحو الشرق لولعك ِ بالآثار الشرقية
والتحف، اذاً فهي قفزة من نوع آخر من يدري قد أعثر على مغامرة هناك
كان يثرثر بسرعة وكثرة مماجعل والدته تصرخ غاضبة
-:سام أيها الثرثار توقف
-:حسناً حسناً سأصمت وأنا موافق على الذهاب
قالها ثم أخفى ضحكاته وهرع إلى غرفته.
الام تتحدث مع نفسها بحزن
-:أوف،ٍ سأشعر بالفراغ لرحيل هذا الثرثار
وضع يديه تحت رأسه واستلقى فوق سريره ينظر للسقف يحدث نفسه
-:لماذا أشعر بأن أمي تريد أن تبعدني
؟هل أصبحت عبئاً عليها
والد سام توفي قبل ولادته باسبوع وأمه عالمة آثار معروفة
لديه
ذات شغفها بحب الأساطير كما لديه خبرة كبيرة في النقوش وقراءة
الهيروغلوفية (الكتابة الفرعونية) فلقد رافق أمه في معظم رحلاتها، قامت
بتدريسه بنفسها لكثرة ترحالهم،فعلمته لغات كثيرة، فأصبح سام خبير في قراءة
النقوش واللغات الغريبة في سن مبكرة، اضافة الى الإنكليزية والفرنسية
والعربية ايضا
بينما ورد وجمان يتدربان في حديقة منزل آنا بسيوف فضية
فقد إكتشفت آنا ولع ورد بالمبارزات فما بخلت عليه بالإنتساب إلى إحدى
النوادي الرياضية التي تهتم بهذه الرياضة شبه المنقرضة في هذا العالم،جمان
تتكلم إليه متعبة
-:ورد؟
ليجيبها بهدوء وهو ينظر بإعجاب لسيفه -:نعم.
-:لماذا تصر عليّ بمتابعة هذه التمارين لقد تعبت ،أرجوك دعني أستريح لقد أصبحت يداي تؤلماني من حمل هذه السكين الطويلة
أطلق ضحكة طويلة ثم قال
-:أمازلت تسمين السيف سكين طويلة
-:ما
سِر حبك لهذه السيوف حتى أنك تحفظ معظم أسمائها ومجالات إستخدامها،إنها
أسلحة قديمة جداً لم يعد لها وجود، ثم من رأك سيظنك محارب وليس طبيب
نظر إلى سيفه ورفعه عالياً حيث لمعت أشعة الشمس عليه فأضاء ببريق جميل
-:لا أدري جُمان أشعر بشعور جميل وغريب حين أحمل السيف،اشعر بأنه يأخذني لمكان ما ،اشعر بأنه كان في يوم ما جزء مني
ضحكت وصفقت بيديها وقالت
-:لقد اصبح ورد شاعر وقد عشق سيفه.
هدأت ثورة ضحكها ثم تكلمت بجدية
-:لقد اصبحت بارعاً جداً
ليجيبها ورد وهو يمسح سيفه بقطعة قماش معدة لهذا الغرض
-:يؤسفني
أن لا أحد يهتم بهذه الرياضة أكثرهم يعشقون كرة القدم،لا أدري ما الجدوى
من الركض خلف كرة تتدحرج، وأي نتيجة مرجوة إن فاز هذا الفريق أم ذاك، ثم
أنظري لهذا العالم أشعر بأن هناك شئ ناقص فيه، اشعر بأنه ليس عالمي وليس
وطني، اشعر بأني لا أنتمي إليه.
أطلت آنا من نافذة المنزل ترتدي مئزر الطهي الخاص بها ونادتهما
-:ورد، جمان، هيا تعالا الطعام جاهز
تنهدت جمان بفرح واستبشرت والقت من يدها السيف وقالت
-: أتاني الفرج، أنا قادمة
وراحت تهرول مسرعة لتتخلص من التمرينات اولها وثانيهما ان الجوع اخذ منها ما أخذ بسبب هذه التدريبات
حمل ورد السيفان ولحق بها وهو يقول
-:أيتها البطونية إنتظر....
لكنه
لم يتم جملته حتى لمع ضوء قوي أمام ناظريه وتهاوى أرضاً ليجد نفسه في مكان
غريب، كانت الصخور فيه تنبثق من الارض حادة ملساء وكأنها رماح مائلة
وتلتقي من الأعلى لا يعرف نهار ام ليل هو الوقت ،فالظلام ساد المكان إلا من
بضع خيوط من نور خفيف تجعلك ترى تلك الصخور بعد ان يمر من خلالها
-:يا إلهي أين أنا ؟ماهذا المكان ؟جُمان ...جُمان
أخذ
يركض على غير هدىً وهو يناديها فتعثر وسقط لكنه نهض وتابع الركض ثم سقط
مرة أخرى ،فإذ بيد تمتد له لمساعدته على النهوض لم يرى وجه من ساعده، لكن
تلك اليد كانت قوية وشعر ورد بأنه يعرف صاحب هذه اليد وانه يفتقده بشدة رفع
رأسه قائلاً
-:من أنت ؟
فاستيقظ على صوت جُمان الممتزج بالبكاء والقلق تناديه ليجد نفسه في المستشفى
-:وَرد ؟أأنت بخير يا ورد ؟
فتح عينيه بثقل وتكلم ببطئ
-:ماذا حصل؟
اجابته جمان الممسكة بيده منذ ان بدأ يستيقظ حتى لحظتهم هذه
-:لقد أغمي عليك
عدل من جلسته وهي تساعده ليقول مستغربا
-: حقاً منذ متى؟
وضعت خلف ظهره وسادة لتجعله مرتاح اكثر وقالت بعد ان جلست قبالته على الكرسي
-:لا أعلم لربما ساعة أو أقل
تبسم ليبعد عن أخته القلق الذي بدى أنه لايزال يرافقها
-:اذاً.أنا بخير،
ثم قالت بصوت يشبه الهمس
-:آنا قلقة جداً وهي في الخارج تكلم الطبيب لم تقتنع بعد انك بخير
بعد
برهة يسيرة أتى الطبيب وطمئن الجميع بأن ورد لا يعاني من أي شيء غير طبيعي
وهو يريه صور الطبق المحوري والتحاليل كلها لتردف آنا سريعاً
-:هيا لنعد فقد قال الطبيب بأن لا شئ مخيف وأنت مرهق ليس إلا،لقد اخفتي يا ولد
جريمة سطو تستعدي تدخل جان وجيمس للموقع بشكل عاجل
وبعد
معركة بالرصاص وتبادل إطلاقه مع المسلحون تمكن جان من إلقاء القبض على
أحدهم، أمسكه بقوة يلف ذراعيه للخلف يضع الأغلال في يديه ثم جعله يقف وقرأ
عليه حقوقه
-:يحق لك الصمت وتوكيل محامي ...و..و..الخ
شعره أشقر
لمنتصف ظهره طويل القامة عينان زرقاوتان كعيني صقر تقدحان شرا، حاد الطباع،
عصبي بشكل مفرط ، لكن جان هزمه هذه المرة أو أن هناك سر ما حول هزيمة
يوجين في هذا اليوم
هنا
قابل جان يوجين في لقائهم الأول بعد كل هذه الأعوام في المملكة المنسية لم
يذكر أحدهما الأخر لكن شعور غريب استولى عليهما، ساق جان يوجين للسجن وبعد
وضعه خلف القضبان نظر أحدهما للأخر نظرة إستحقار، شعر جيمس بتوتر الأجواء
فنظر بإتجاه جان يسأله
-:هل تعرفه يا جان؟
-:لا،لكن أشعر بأني رأيته في مكان ما
وقف أحد المساجين وكان ضخم الجثة واسود البشرة بعينين سوداوتين صغيرتين يفرقع أصابعه واتجه إلى يوجين
-:أهلاً .أهلاً بالصغير
ضحك يوجين ضحكة خبيثة ثم أردف
-:تتحدث معي ؟
استاء الرجل الضخم وقال بنبرة حازمة
-:ومن غيرك قادم جديد ؟
الا ان يوجين اجابه باستهزاء
-:اذاً؟ماذا تريد ؟
ليبادلته الضخم ذات نبرة الاستهزاء
-:لا شيء،إنما سأرحب بك على طريقتي؟
اكتف ذراعيه يوجين الى صدره وقال ببرود شديد
-:اممم وكيف هي طريقتك؟
بينما الرجل اشتطاط غيظا وحنقا وصرخ
-:توقف عن إستفزازي وتوقف عن مكالمتي ببرود
-:وكيف تريدني أن أكلمك ؟؟هل يجب أن أرتجف أم هل يجب أن أهلع ...إنتظر أنا خائف لدرجة أني سأتبول على نفسي آلا تعلم من أنا ؟؟؟
.كان يقترب وهو يتابع كلماته إلى أن ألصق وجهه بوجه المجرم
واكمل
-:هل تريدني أن أخاف منك ؟ هل تريد أن توسعني ضرباً؟ حاول ذلك وسنرى
والآن أنا ذاهب إلى سريري هناك وسأنام. لا أريد أي إزعاج مفهوم.
امسكه المجرم من أكتافه بحركة سريعة ومفاجئة
-:توقف ما سمحت لك
ثم حاول أن يلكمه
لكن
يوجين تحرك بخفة أذهلت الجميع متفادياً وصول قبضة الرجل إليه ليبدءا بشجار
عنيف وتلاكما وضرب احدهما الآخر لكن يوجين أوسع ذاك السجين ضرباً مماجعله
يستسلم وهو يكاد ان يغمى عليه
نفض يداه وقال
-: الآن وقد عرفتم من أنا
...أنا يوجين
كان جان يفرك بأصابعه ذقنه محاولاً التذكر يعيد ترديد إسمه مرات ومرات
-:يوجين. يويجين ؟إسمه مألوف أقسم أني أعرف هذا الإسم
أتاه إحدى عناصر المخفر يقول
-:بحثنا مطولاً يا جان لا شيء لدينا للسيد يوجين كأنه غير موجود من قبل
إسمه يوحي أنه من بلد أجنبي ربما هو لاجئ غير شرعي دخل البلاد بطريقة ما
ماريا
تستعد للرحلةالى ابيها وسام من منزله يستعد أيضاً ويحزم أمتعته بعد ان
انتهت فترة الدراسة وبدأت العطلة الصيفية ومضا كلاهما كل منهم يستقل سيارة
أجرة للمطار.وللصدفة أنهما استقلا ذات الطائرة
جلس جانب ماريا ومد يده.
-: مرحبا،أدعى سام.
تجاهلته ماريا وأشاحت بوجهها عنه
فغضب سام وقال بنبرة عصبية
-:هيي ..أنا أحاول أن أكون مؤدباً وأعرفكِ عن نفسي
وزفرت ماريا ودون ان تلتفت له قالت
-:وهل طلبت منك أن تعرفني ؟
قال بنوع من المزاح
-:لا تكوني لئيمة
الا ان كلمته اغضبتها وقالت
-:لا تكن ثرثاراً واصمت
مماجعله يتضايق ويقرر الصمت وضع سماعات هاتفه الجوال واغلق عيناه وقال
-:حسناً سأصمت رحلة موفقة ياآنسة بغيضة
إنغاظت ماريا واردفت كلماتها بحنق
-:ماذا؟؟بماذا نعتني؟
بينما سام تكلم ببرود
-:لم تخبريني بإسمك لذا أطلقت عليك لقب يناسب صفتكِ البغيضة، الآنسة بغيضة
ازداد حنق ماريا وعصبيتها فرفعت صوتها
-:أنا بغيضة أيها الثرثار؟؟؟
عندها أتت المضيفة تبتسم لهما على مضض فقد علت أصواتهم في الطائرة التي أصبحت في الجو
-:هل كل شئ على مايرام ؟
إرتبكا قليلاً وقالا معاً في ذات الوقت
-:أجل.أجل
ثم ساد الصمت.وأطبق عيونه سام وغفى حتى وصلا الى المدينة المنشودة
جيمس وجان ينتظران في المطار قدوم شخص ما ليسأل جان جيمس
-:جيمس لما نحن في المطار؟
تأفأف جيمس وقال
-:جان للمرة الألف أخبرك إبنة المدير قادمة ولم يستطع الحضور، فطلب منا إحضارها
فأجابه جان
-:وكيف سنعرفها ؟
اخرج من جيبه صورة وقال بهدوء
-:هذه صورتها
رفع له صورة ماريا ليتعجب جان وقال
-:إنها جميلة ،لكنها صغيرة أليس كذلك
-:أجل عمرها أربعة عشر عاماً
هبطت الطائرة وخرجت الركاب منها
سام يحمل حقيبته يريد أن يمضي فألتفت إلى ماريا وقال
-:كانت رحلة رائعة آنسة بغيضة
اما ماريا فصكت اسنانها بغيظ وقالت
-:أنت تجعلني أغضب تعال.
أمسكت بأذنه وشدته منها وسارت به تحت وقع استغراب الركاب وضحكهم .
-: لن أترك أذنك حتى ألتقي بأبي سأجعله يضعك في السجن حتى تتعفن أيها الثرثار فأبي شرطي
كان سام يساير ماريا فحسب فهو لا يعرف اي احد في هذه المدينة واحب الطريقة التي تغضب بها ماريا
-:هيي، أنت قوية يافتاة.دعيني أتركِ أذني
إزداد غضبها وقالت
-: لن أتركك حتى ألتقي والدي
رأها جان مقبله فلكز جيمس الذي كان يرمق فتاة ترتدي ملابس قصيرة
-:لقد وصلت جيمس ها هي هناك
من هذا الذي معها
ثم قهقه ساخراً
-:ولماذا تمسكه من أذنه هكذا
ضحك كلاهما على منظر ماريا وسام الذي تجره من اذنه غاضبة ليقول جيمس
-:لا أدري سنسألها .
وصلت بقربهما فسلما عليها
-:مرحباً يا آنسة
اغمضت عينيهاوزفرت قائلة..
-:إبتعدا من هنا أنتما أيضاً
فنظرت لوجه جان
وكان يرتدي ملابس الشرطة
-:أنت وسيم جداً لكني لا أعرفك ولا أتحدث مع الغرباء. لكن بما أنك شرطي خذ هذا الثرثار إلى أحد السجون
-:وماذا فعل ؟
-:ينعتني بالبغيضة
-:إنتظرا حاولت أن أكون لبق فحسب وقص عليهما ماجرى
ضحك جيمس طويلاًوقال
-:حسناً الثرثرة ليست جرم يا آنسة ماريا
لذا دعينا نوصلك للمنزل فوالدكِ لا يستطيع القدوم لديه إجتماع
حدثت نفسها بحزن
- بعد كل هذه الأعوام وأنا أنتظرمقابلته فلا يأتي لإستقبالي الآن عرفت لما طلقته أمي.
قطع صمتها وشرودها صوت جان
-:هيا يا آنسة ماريا وأنت أيها الثرثار إذهب لن نعتقلك
انغاظ سام وصرخ قائلا
-:إسمي سام سام وليس ثرثار.
ثم
مضى يتمتم مع نفسه منزعجا بكلام غير مفهوم لجيمس وجان لكن كلماته التي لم
تكن بالانكليزية ولاحتى بالفرنسية جعلت جان يشعر بشعور غريب وشرد وهو يحاول
ان يفسر مالذي اشعلته فيه هذه الكلمات وبأي لغة هي، لكن جيمس قطع عليه
شروده .
وصل سام إلى منزل عمه وأوصل جيمس وجان ماريا إلى منزلها
هم سام ليفتح حقيبته فصرخ بقوة
-:تباً لتلك البغيضة لقد أخذت حقيبتي وأعطتني حقيبتها
ماريا تصرخ أيضاً بقرب حقائبها المفتوحة
-:تبا لك أيها الثرثار، ألم أكتفي منك لقد أخذت حقيبتي
ثم اتصلت بالهاتف تكلم أبيها .
ليجيبها صوت ابيها الدافء وهو يطالع اوراق بيديه يوقع تلك ويتأمل الأخرى
-:ماذا ماريا؟
-:لقد ..
واخبرته ماحصل ضحك ابيها يُهدّئ من روعها الذي لايجده مبررا
-:لا بأس سنتصل بالسيد ثرثار أقصد سام ونستعيد حقيبتكِ
وهكذا إلتقى سام وماريا وجان مرة أخرى، لكن هذه المرة جمان أتت برفقة شرطي أخر وكانت تبكي
حين
رأها جان تنبهت كل حواسه بطريقة غريبة ونهض عن كرسيه بسرعة وتوجه الى
العنصر الذي أتى بجمان معه فنظر له جيمس بإستغراب فهذه ليست أول مرة يرون
فتاة تدخل القسم وهي تبكي،وصل سريعا اليها وكأن قلبه سبق ادراكه وبلهفة سأل
-:ما الأمر يا آنسة لماذا تبكين
اما جيمس سأل صديقهم الشرطي الذي اتت معه
-:لماذا تبكي هذه الصغيرة جوناثان
ازعجها نعتهم لها بالصغيرة فدافعت عن نفسها بسرعة
-:لست
صغيرة عمري اربعة عشرعاما لقد ضعت فحسب، وقام أحدهم بسرقة محفظتي وأتيت
إلى هنا لتساعدوني في العثور على أخي والسيدة آنا فنحن من مدينة أخرى
أحابها جيمس بعد أن جلس خلف الطاولة
-:حسناً إهدأي واخبرينا ماذا حصل
جلست علىالكرسي المقابل لان في مكتبه وقالت
-: لقدسرق أحدهم محفظتي وتهت في هذه المدينة فنحن زوار فيها فقط
وأريد أن أعثر على أخي.
ورد يتحدث مع نفسه وهو يسير مع آنا في الشوارع يبحثان عن جمان
-:مالذي
دفعني للمجئ إلى هذه المدينة وهاقد أضعت جمان تباً يجب أن أعثر عليها
سريعاً ...فأخشى أن تكون هذه المدينة موبوءة بالإجرام والمجرمين
كان جان يحدث نفسه مستغرباً يتأمل وجه جمان
-:وجهها مألوف ماذا يحدث خلال الفترة الأخيرة يوجين سام والآن هذه الفتاة لم أشعر أني أعرفهم ماهذه المشاعر التي بدأت تجتاحني
كانت جمان تحدث نفسها أيضاً
-:لما ينظر إلي بهذه الطريقة عيناه غريبتان أشعر بالضياع شعور غريب حقا
حينها
أطل ورد من الباب بعد أن أخبره أحدهم أنه رأى جمان برفقة شرطي تتوجه الى
قسم الشرطة وعندما رأها انفرجت اساريره واستراح قلبه وناداها -:جمان
سمعت صوته يناديها فقفزت بلهفة تسرع خطاها نحوه
-:ورد.ورد.
ركضت باتجاه اخيها الذي كان يبحث عنها بهلع تلقي نفسها بين ذراعيه .
بعد مدة
صافح ورد جان وقال
-:أعتذر لهذا الازعاج سيد جان شكراً للمساعدة
-:لا بأس انه واجبي
وفجاءة
شئ ما حصل شعور غريب استولى عليهما بل وعلى جمان ويوجين وسام شعروا بأن
هناك من يناديهم جميعاً يصرخ بأسمائهم وصوته يأتي كأنه من فج عميق
استيقظ من شروده ورد على صوت جان القائل.
-:لديك قبضة قوية يا ورد
وشيء
في ذاكرتهما برق لكنهما عجزا عن ادراكها.هل شعرت يوما بان من كنت تبحث عنه
لفترة طويلة قد عثرت عليه ولكن احدكما عجز عن تذكر الأخر كل ماحصل هو ان
مشاعركما قد استيقظت ولم يترجمها عقلكما ابدا هذا ما حصل في تلك اللحظات
القصيرة
تجاهل كلاهما لتلك المشاعر المستيقظة توا ليمضي كِلا منهما في
طريقه ويغيب القطار الذي يحمل ورد وجمان مع آنا الى المدينة التي اصبحت
موطنهما
بعد أيام سام تلقى إتصالاً هاتفياً جعله يسقط على ركبتيه باكياً فأتت زوجة عمه مسرعة اليه
-:ماالأمر ياسام !؟سامي؟! ماذا هناك ؟!
وقال ودموعه تجري على خديه وصوته يرتج يتقطع حروفه بصدمة وحزن وألم قال
-:أمي لقد ماتت
شهقت زوجة عمة ووضعت يدها على ثغرها مصدومة للخبر
-:ماذا؟!!
بعد فترة العزاء جلس العم يكلم سام وويواسيه ويعلن له حقيقة كانت عنه مخفية
-:سام أمك أرسلتك إلي لأنها كانت مريضة جدا، لم تكن تريدك أن تعاني مع مرضها .
ظل
سام صامت ينظر الى كل ركن من اركان منزله والى كل قطعة من الآثار فيه وكل
قطعة تحمل معها الف ذكرى لوالديه والده الذي لم يراه بل ذكرياته التي تكونت
عما كانت تسرده له امه
وفي داخله يتمزق ألما
سؤال واحد لم يجد له اجابة لم قررت ان تبعده وتحرمه اخر ايامها معه
زوجة العم قالت تقطع صمت سام الذي اقلقها
-:سام تعال معنا إلى منزلنا تعلم أنه بعد رحيل ابننا عن المنزل أصبح المنزل فارغ.
ليؤيد العم هذا الاقتراح بحبور
-:اجل سام تعال بني وسالحقك بالجامعة لتتابع شغفك بعلم الآثار آلا تريد ان تكون كأبيك عالم آثار معروف
رمقهم بحزن واستسلام وقال
-:لا بأس .
ثم نهض وصعد الى غرفته لينفحر بالبكاء ويحطم كل مافيها
حاولت زوجة عمه الصعود اليه الا ان عمه اوقفها
-:دعيه انه محق بغضبه من امه ما كان عليها ان تخفي عنه مرضها
هكذا عاد سام إلى تلك المدينة
مارياكانت
تبقى أكثر وقتها وحيدة لذلك أخذت تدرس بشغف الأشجار والطبيعة لم تعرف له
مبرر هي تظن انها تريد ملء فراغها فحسب وان الطبيعة جذبتها لأنها مثلها
تشعر بالوحدة
بعد عامان في الجامعة التقى سام وماريا لتكون صدمة لهما هما الاثنان
-:آنسة بغيضة؟!
-:سيد ثرثار ؟!
أصبحا
صديقين من بعدها لكل منهما قسم خاص يدرس فيه سام في قسم الآثار وماريا في
قسم العلوم الطبيعية لسبب ما برغم شجارهما الدائم إلا أنهما أحبا البقاء
بقرب بعضهما
جيمس لايفارق جان لقد أصبحت صداقتهما وثيقة جدا وبدأت احاسيس وأحلام غريبة تراود جيمس ولم يلقي لها بالا ً
ورد وجمان لم يفترقا حاولت جمان الإستقلال بمنزل خاص بها كما تفعل معظم فتيات ذلك البلد إلا أن ورد رفض الفكرة تماما ً
يتبع ..........
#المملكة_المنسية
الجزء السادس
《اللقاء الثاني》
قُربَ مرآتها
السحرية تراقب جان والآخرين، شابة جميلة بملامح بشرية إلا أنها ليست من
البشر , شعر ازرق غامق اللون طويل ،وعينان واسعتان بلون شعرها تقريبا بشرة
بيضاء كثلج فوق المروج
واذنان بصيوان اطول من صيوان اذن البشر بقليل
《روهان》
الإبنة الكبرى لملك الجن حصلت على إسم أبيها فعادات تلك المملكة أن يحصل
الابن الأكبر على إسم أبيه لانه وريث العرش، لا تقل قوة عن أبيها وتجيد
السحر الأبيض سحر الجن الخاص فقد لازمت ابيها طوال حياته تنهل من ينبوع
معرفته وحكمته وقد دربها وأعدها لتكون خلف له في يوم ما، فأصبحت خير خلف
لخير سلف مضيفة الى كل ما نهلته من أبيها، حسها الأنثوي.
بجوارها الملكة ياسمين شقراء الشعر بعينين عسليتين تبكي بشوق لمن تشاهدهم عبر تلك المرآة.
حاولت روهان تهدئة الملكة ياسمين إلا أنها فشلت فقلب الأم لبعد أولادها يصبح فارغاً يملأه الألم والحزن.
قالت روهان بنبرة حزينة تحاول ان تخفف عن ياسمين
-:لا
تبكي ياسيدة ياسمين فنحن على الأقل نطمئن عنهم والحمد *** ان الحكيم
الأعلى للجن في المملكة المنسية وحكيمنا استطاعا إيجادهم بعد كل هذه السنين
وبفضلهما تم صنع هذه المرآة. لكن ما زعجني جدا تمكن ملك النار من الحصول
على مثيلتها بفضل المتمردون من جن المملكة المنسية
تنهدت حزينة روهان وقالت
-: ليت جميع من يلج الى المملكة المنسية لاتختفي قواه والا كنت ارسلت في جلبهم منذ وقت طويل ولم انتظر مساعدة احد
-:يا **** كم انا مشتاقة اليهما يا روهان هل هم قادمون حقاً ؟؟؟
أومأت برأسها روهان وابتسمت ...
-:نعم
،إنهم قادمون، قواهم ستعيدهم إلينا حبهم للأرض والوطن وحنينهم سيجعلهم
يعودون هم لحد الآن ليسوا بحاجة لنا وتلك البشرية آنا لن ننسى فضلها على
ورد وجمان والاعتناء بهم كل هذه المدة .
مسحت دموعها ياسمين وتنهدت بحزن قائلة
-: لقد دُمرت كل الممالك لم يبقى سوا مملكتك ، لا أدري كيف كان حالي سيكون لولاك
ضمت روهان ياسمين وقالت
-:عزيزتي مملكتي قوية وسنعيد ترتيب حياتنا بمجرد عودة الحراس واستعادتنا باقي الممالك
غصت ياسمين بدموعها من جديد وقالت -:كم بقي لعودتهم برأيك ؟
ابتسمت روهان ابتسمة دافئة وقالت تضع يديها على خدي ياسمين
-:أعتقد أيام فقط لا أعلم متى سيتحرك هيكتور فقد وعدني بأن الوقت قد حان وانه عثر على طريقة لجذبهم الينا وقواهم ستتكفل بالباقي
اطرقت رأسها ياسمين تسمح لدموعها بالعودة لخديها من جديد وقالت
-: هل رأيتي جمان إنها تشع حياة وقد أصبحت جميلة جداً لقد اصبحت شابة لقد كبرت بعيد عني صغيرتي
تنهدت روهان لتتابع
-:أجل والأمير ورد يشبه أباه بشدة
ذكر مرجان جعل قلب ياسمين يخفق بألم شديد حتى انها شعرت بان روهان ستسمع ضرباته المتوجعة وتأوهت وقالت
-:مرجان العزيز هل مازال على حاله ؟
هزت رأسها روهان باستسلام تغلق عيناها
-:نعم
،منذ ذاك الوقت لم يتحرك إنه مسجون بالسحر الأسود حاولت كثيراً الوصول
اليه،لكن يصدني ملك النار دائما وأفشل الحراس فقط هم القادرون على تحريره.
بعد رحيل الصغار مباشرة
وبمجرد
إختفاء يوجين إستطاعت أميرة الظلام أن تعيد قوى زوجها ملك النار كان كل ما
دمر مملكة يصبح أقوى يأخذ قوة ذاك الملك ما أن يقتله بفعل السحر المحرم
حتى وصل إلى وتين دمر مملكتها بكاملها لكن وتين إختفت فحسب، أصبحت ضعيفة
بسبب جروحها وبسبب السحر المحرم الذي تستعمله لازورد، لم يعلم أحد أين هي،
ربما تريد أن تستعيد قوتها في مكان ما.
وصل ملك النار الى مرجان وخاضا أكثر من معركة
أتت زوجة ملك النار معه للمرة الثانيةإلى ساحة المعركة
الملكة ياسمين الخائفة تخبئ في إحدى أجنحة قصرها تحدث زوجها مرجان
-: قدومها نذيرشؤوم، كلما نزلت ساحة المعركة يقتل ملك او يسجن ولم يتبقى الا أنت وصخر وروهان _الإبنة _
في ليلة لم يظهر فيها القمر. صخر يكلم مرجان وهما في مكتب مرجان الملكي
-:سأذهب للمعركة غداً صباحاً إعتني بنفسك يا صديقي وان حدث لي شيء وعاد ابني اعتني به يا مرجان
خرج من خلف طاولته مرجان وأمسك كتفي صخر يشد عليهما وقال
لن يحدث لك شيء وستعود منتصرا
لم يجبه صخر بأي كلمة وغادر الغرفة
والليل يشتد ظلاما لينتهي بسطوع شمس الصباح
ذهب الملك صخر الى أرض المعركة وحارب بقوة واستبسل، وصلت الأخبار الى المملكة بأنه قتل، قتله ملك النار اشنع قتلة فقد أحرقه حياً
تأثر مرجان جداً بموت صخر فقوة صخر متممة لقوة مرجان.
اجتمع مرجان مع روهان التي بقيت بعيدة عن الحرب قليلاً بسبب السحر الأبيض الذي يدعم قوة مملكتها
-:روهان.سأعهد إليكِ حماية زوجتي خذيها الى مملكتكِ
تمسكت الملكة ياسمين بذراع مرجان تترجاه وقالت
-:لا سأبقى معك ارجوك
لكنه ابعدها عنه وقال
-:سيحتاجكِ الأولاد حال عودتهم
حاولت ان تعدله عن قراراه هذا فقالت
-:أرجوك عزيزي أرجوك لا تبعدني عنك أيضاً.إنتظري روهان.روهان لا. لا تلقي تعويذتك أريد البقاء .
لكن روهان كانت تمتمت بتعويذتها ولم تصغي لتوسلاتها حركت ذراعيها روهان
ثم
أصبحتا في مملكة الجن تحت حماية روهان الإبنة والملك مرجان يقاتل بشراسة
سقط أكثر من مرة وعاود النهوض أميرة الظلام تتلو طلاسمها من الكتاب الاسود
وكل ما قرأت أكثر إزداد ضعف الملك مرجان إلى أن خارت قواه وأغلق عيناه وغفا
في حلم غريب كل شئ كان أسود إلا بقعة ضوء صغيرة كان يتجه إليها، أسرع خطاه
ثم أسرع أكثر حتى أصبح يركض،وحوش غريبة وقبيحة تطارده منهم من إستطاع أن
يؤذيه ويجرحه وضحكات خبيثة من أميرة الظلام تعلو فتعلو ثم تكلمت
-:أهلاً بك في سجنك المؤبد يا مرجان
-:لازورد أيتها الشمطاء أظهري نفسك
-:هل اشتقت إلي مرجان
غضب مرجان وقال
-: تباًلك ولم سأشتاق لوجهك القبيح.
-:وهل تظنني أحبك
ثم امتزجت كلماتها بضحكات ساخرة ليقول مرجان
-:ماذا تريدين أيتها الشمطاء لديك كل شئ لديك مملكة الظلام
هدأ صوتها وظهرت بجانبه..
-:أصغي يا مرجان. إنضم إليّ وأعدك ستكون بأمان أنت وعائلتك
-:خسئتي أيتها الشيطانة
-:إذاً استمتع بسجنك فأنت لن ترا ياسمين بعد اليوم وأعدك بأنك سترى مصرع أولادك بعينيك .كما أخبرتك إنهم قادمون وسأستمتع بقتلهم
-:أيتها ال.....
اراد ان يمسك بها
إلا
أنه ظهرت أغلال من أشواك الأشجار قوية أكثرقوة من الفولاذ وربطت مرجان
للحائط..حاول عبثاً أن يتحرر وكلما تحرك أكثر زادت متانة الأغلال أكثر،
وتعالت صوت ضحكتها وأختفت في الظلام
أخذ جنودها جسد مرجان وسجنوه في قلعة ملك النار في برج عاليٍ جداً
ياسمين تتحدث إلى روهان في تلك الليلة بعد موجة بكاء على مرجان الذي انهزم
-: أسفة لموت أباكِ بهذه الطريقة لم ارك من وقت موته لذا لم استطع ان اعزيك
-: لا عليك ياسمين ، الحروب التي لا تريد ان تنطفيء منعتنا من ان ننعم بالراحة اقدر ظرفك، ثم نحن الجن لا نموت إلا بهذه الطريقة
الطريقة
الوحيدة لقتلنا هي تحويلنا إلى حجر نعيش ألف عام ونيف ونهايتنا نتحول إلى
حجر تباً لأميرة الظلام لقد إستطاعت أن تكتشف الكثير من الأسرار بحصولها
على الكتاب الأسود
-:والأولاد كيف سيعلمون بحقيقتهم؟
-:هذه هي مهمة المعلم الجديد
-:المعلم الجديد ؟ظننت أنه..
-:لا لم يستطعوا منعنا من تدريب معلمين جدد نحن ندربهم سراً
-:كم أنا قلقة على وتين أين ذهبت يا ترى؟مصيرها المجهول يؤرقني بشدة
-:إنها في مكان ما أنا متاكدة بأنها بالقرب من الأولاد
هذا كله حدث بعد رحيلهم عن الديار خلال الأعوام العشر السابقة
اما اليوم
لنعد إلى المملكة المنسية جمان قادمة من خارج المنزل تدهل وهي تنادي ورد ليجيبها بدوره يكل برأسه من باب المطبخ
-:ماذا هناك ؟
دخلت اليه وكانت برفقته آنا التي تغسل بضع صحون اخرجت ملصقاً من محفظتها ورفعته لورد
-:هناك رحلة إلى جزرة ما، هل تذهب معي ؟؟
قرأ الملصق ثم وضعه جانبا وقال
-:لا لن نذهب
تأفأفت جمان بتذمر وقالت
-:لكني إريد الذهاب
زفر ورد وقال يحاول ان يثني من عزمها
-:جمان.؟
قالت جمان تبرر اصرارها بنوع من التحدي والترجي بذات الوقت
-:ورد أرجوك،لم أعد صغيرة لم تعد تتحكم بحياتي سأذهب حيث أريد
ثم أخذت تركض باتجاه غرفتها غاضبة تتأفف
جلست آنا على كرسيها خلف طاولة المطبخ بعد ان جففت اخر صحن ووضعته بمكانه وتنهدت
-:ورد،جمان
لم تعد صغيرة، لم يعد باستطاعتك حمايتها باتت مسؤولة عن نفسها الآن، ترعبك
فكرة إبتعادها لكن عليك أن تتأقلم مع هذه الفكرة فبيوم ما سترحل قد تتزوج
وقد تستقل بمفردها في منزلها الخاص او قد تتعين في شركة بعيدة ويتوجب عليها
الرحيل كما حصل بعد ان تعينت في مستشفى هذه المدينةألم تترك كل شيء وتأتي
الى هنا وحضوري معك الا لانه تم قبول جمان في جامعةهذه المدينة
تنهد وقال
-:أعلم،يا آنا،أعلم كل ما أريده هو أن تكون بخير فحسب
وضعت يدها فوق يده الموضوعة على الطاولة فوق الملصق وقالت
-:ستكون ،صدقني فهي عنيدة مثلك لا أدري ربما هي صفة أحد أبويكما ثم ابتسمت وتابعت حديثها
-: لازلت أذكر نظراتك أيها الفتى المشاغب لديك نظرات قاتلة
ضحك طويلا ورد وثم قال
-:أردت شكرك ألاف المرات آنا لاعتنائك بنا لا أعلم اي مصير كان سينتظرنا لو أنك لم تفعلي
وضعت يدها على خده قالت وبسمتها لم تفارقها بعد
-:
أنت فتى مميز، بصدق أتكلم ،أنت وجمان مميزان بطريقة ما لا أدري ما سركما،
لما لا تتذكران من أنتما لما كل هذه الظلمة حول ماضيكما حاولت كثيراً وبحثت
عن أهلكم لم أتوفق لشئ وكأنكما اتبتما من العدم حتى بت أشك بأن أهلكم
مهاجرون غير شرعيون لكن حتى هاؤلاء نجدهم احيانا
تنهد بعمق وحزن وقال
-:
لدي شعور بأن أبي وأمي أحبانا بقوة ربما قد ماتا بحادث لا أدري.لا أذكر
شيء عنهما لكني كلي يقين بأنهما لم يتخليا عنا بملء ارادتهما
ثم نظر الى ساعة يده وقال
-:على
كلٍ يتوجب عليّ الذهاب للمستشفى ستبدأ مناوبتي عمتِ مساءً طبع قبلة حانية
على رأس آنا بعد ان نهض كمن يشكرها على كل ماقدمته لهم خلال تلك السنوات
حمل حقيبته الطبية واراد المضي فاستوقفته آنا
-:ورد ؟
استدار نحوها وقال
-:نعم
ابتسمت بسمتها الجميلة المحببة لقلب ورد وجمان وقالت
-:دع جمان تذهب
غمز بعينه لها وابتسم وقال
-:لا بأس قد أحتاج لإجازة أنا أيضاً.
وأغلق الباب خلفه ومضى
بينما آنا أطلقت ضحكة خفيفة وقالت
-: المهم أن لا يفارقها حبك وخوفك على أختك عجيب جداً
وفي منزل جان ذكرى صغيرة تعود إليه ذكرى رجل لم يستطيع أن يميز وجهه إقترب من ذاك الرجل يريد لمسه فتعالى صراخه
-: رأسي رأسي
جثى
على ركبتيه يمسك برأسه وأخذ العرق يتصبب منه وألم مبرح ينهك قواه في تلك
اللحظة دخل جيمس يحمل البقالة للمنزل فهما يتشاطران السكن ورأى جان بهذه
الحالة فهرع إليه راكضاً وجثى بجواره وامسكه من كتفاه
-:جان ما الأمر ؟
-:رأسي رأسي ستنفجر يا جيمس
امسك بصديقه يحاول ان يجعله يقف وهو يقول
-:لا لن أسكت هذه المرة ستذهب معي للمستشفى
تمسك به جان ووساعده جيمس على السير وصولا للسيارة
كان نظره على الطريق وهو يكلم جان الجالس بجانبه محاولة منه التخفيف عنه فسأله بعد صمت يسير
-:جان هل مازلت تتألم ؟جان؟
وحين لم تصله استجابة لف ناظريه نحوه ليجده مغيبا عن الوعي
-:ياإلهي لقد أغمي عليه.
فوضع الأضواء الخاصة بالشرطة فوق سيارته وانطلق بأقصى سرعته وصل المستشفى وأخذ يصرخ بأعلى صوته
-:أريد طبيب أريد طبيب، لدي شرطي مصاب
ركض ورد بإتجاه الصوت ليجد جيمس يسند جان المغمى عليه فاستدعى ممرض وسرير على الفور كان يتكلم وهو يجر بمساعدة الممرض سرير جان
-:أنا طبيب ماذا يجري
-:كان رأسه تؤلمه و من ثم أغمي عليه
-:منذ متى؟هل تأتيه هذه الحالة دائماً؟
-:إنها تأتي وترحل لكن الفترة الأخيرة أصبحت قوية واليوم أغمي عليه
-:هل أغمي عليه سابقاً؟
-: لم يغمى عليه أمامي ولا مرة،لذا لا أعلم
اوقفه ورد عن المسير معه
-:دعنا نقوم بعملنا
بينما الممرض وضع يده بصدر جيمس يمنعه من التقدم معهم أكثر
-:انتظر هنا رجاءً يا سيد جيمس
وأجروا له الكثير من الفحوصات والتحاليل الطبية كان ورد ينظر لصورة الطبق المحوري الذي خضع لها جان وهو يقول
-:غريب كل شيء طبيعي لا أثر لأي مرض،سأنتظر حتى يستعيد وعيه
وجان في حلمه ذاك عاد إلى عمر الخامسة عشر يركض خلف رجل يسير بسرعة يناديه
-:إنتظرني إنتظررني لما تسرع هكذا
-:إنه هو
-:من؟
-:هو هو
-:من هو .أنا لا أفهم شيء
-:عد سريعاً،جان
-:أبي أبي إنتظر إنتظر
وميض أبيض كضوء الشمس ظهرت وتين مدت يداها و لمست كتفاه من الخلف وهمست له دون ان يراها
-: جان عد نحن بانتظارك
أراد أن يستدير كي يرا من يكلمه لكنه استيقظ من حلمه
فتح عيناه فإذ بالصباح قد أتى
جيمس الذي كان قلقاً بشدة .يجلس بجوار السرير على الكرسي ابتسم له وقال
-:صباح الخير أيتها الأميرة النائمة لقد نمت طوال الليل
-:جيمس توقف عن نعتي بهذا اللقب تعرف أني أكرهه
ضحك جيمس طويلاً وقال
-: أعرف أعرف،المهم كيف حالك ياصاح؟
- لا بأس أنا بخير إلا أني أشعر وكأن شاحنة قد دهستني
ثم أطل ورد يرتدي رداء الأطباء الأبيض يضع حول عنقه سماعة القلب ويديه في جيب الرداء فقال جيمس
-:هاقد أتى الطبيب
ابتسم ورد وقال
-:كيف تشعر يا جان؟؟
-: بخير أيها الطبيب، أهذا أنت ؟
ابتسم ورد وهو يقرأ إضبارة السرير
-: أجل إنه أنا.أتعرفني؟
قال جان وهو يفرك صدغه بهدوء
-:أنت الشاب الذي أتى إلى قسمنا منذ أربع أعوام وهناك فتاة كانت تائهة
رفع جيمس حاجبيه وهمس في اذن جان
-:تذكر شئ صغير كهذا ولا تذكر ماضيك؟..
ابتسم ورد وعلت ملامحه السرور وقال
-:حسناً أنا لا أذكر الشرطي الذي ساعدني وأختي لكن هذه الحادثة حصلت فعلاً .
مد جان يده مصافحاً ورد
:أنا جان
فصافحه ورد
-:وأناا
ورد سأكون طبيبك إلى أن أعلم مما تعاني فأنا لم أجد شئ يسبب هذه الآلام
أخبرني صديقك أنك أصبت بحادث حين كنت طفلا وانك اصبت اصابات بالغة
-:أجل
كل ما أذكره أني استيقظت في المستشفى وبسبب عدم تذكري ل أي شيء وضعوني في
الملجأ كان عمري خمس عشرة عاماً ولا أذكر أي شئ عن الماضي
اندهش ورد لهذا التفصيل الصغير الذي يجمع بينهما لكن صوت طرقات الباب غيرت مجرى الأحداث هنا أطلت جمان مبتسمة
-: عذراً أنا أبحث عن الطبيب ورد
-:أنا هنا ما الأمر جمان .أعذروني
شيء
ما دفع جان ليحادث جمان التي أصبحت في التاسعة عشر من عمرها ربما استرعى
إنتباهه جمالها ربما اراد ان يذكرها بتلك الحادثة الصغيرة
-:أنت شقيقة ورد؟ عذراً هل تذكريني ؟
نظرت قليلاً الى جان المستلقي ذو الخامسة والعشرين من العمر تأملته قليلاً
-:أأه أجل أنت ذاك الشرطي الذي نعتني بالصغيرة .
إبتسم جان وقال
-:يبدو أن الصغيرة قد كبرت
تحت وقع إستغراب جيمس من هذه التفاصيل الغريبة
-:سررت بلقائك لكني على عجلة من أمري سأسرق طبيبك للحظات
وأمسكت ذراع أخيها وجذبته خارج الغرفة وصولاً لغرفته تحدثت إليه بغضب
-:قلت سأذهب يعني سأذهب.سأذهب في هذه الرحلة أنت تخنقني ورد أريد التنفس لم أعد صغيرة
ثم
راحت تركض غاضبة تبتلع دموعها التي رفضت ان تسمح لهم بالنزول حتى وصلت
حديقة المستشفى فجلست على مقعد فيها وبدأت دموعها بهزمها فبكت.وإذ بيد تمد
اليها منديل
-: ما الذي يبكي أنستي الصغيرة نظرت للأعلى بإتجاه صاحب الصوت فإذا به جان،جلس بجوارها فأخبرته سبب بكائها
-:لا
بأس انسة جمان إنه يخاف عليكِ فالعالم خطير جداً،الشوارع مليئة بالوحوش
البشرية فتاة جميلة مثلك قد تكون فريسة سهلة المنال لشاب مدمن، قد يقتلك
ليأخذ بضع دولارات موجودة في حقيبتك،أو مجنون قد يختطفك ليشبع غريزته
الحقيرة،هذا إن لم تقعي أسيرة بيد عصابة تتاجر بالأعضاءالبشرية . جمان أنا
أضطر يومياً للتعامل مع هذه الحثالات من البشر ربما كان بنظرك يخنقكِ لكنه
يحميكِ منهم صدقيني
ابتسمت بحزن وقالت
-:حسناً.لن أذهب إذاً لكني
ارغب بالذهاب الجزيرة تبدو جميلة والقارب رائع وثمن التذاكر بخس وأهم من
ذلك كله إنها جزيرة مكتشفة حديثة ستكون على طبيعتها لم تدمرها الأبنية
و.....
ثم قطع كلامها صوت ورد القائل
-:و ربما أحتاج لإجازة
قالها بعد أن خرج من خلف الشجرة المجاورة للمقعد
-:ورد؟
صفق جان بسعادة وقال
-:حسناً اذاً، انتهت المشكلة، هاهو ذاهب معك، بالمناسبة إلى أين هذه الرحلة
-:اخبرتك انها الجزيرة الجديدة يقولون انها جزيرة رائعة
أخرجت ملصق الدعوة للرحلة له
ليندهش ويستفرب ويقول
-: لا تقولي تلك الرحلة تباً
دهشته جعلتها تستغرب وتسأله
-:ما الأمر ؟
ابتسم وهو يحك رأسه يقول
-:يبدو
أن جيمس خطط لإجازتنا ومن ضمنها هذه الرحلة سيأخذ صديقته وسأرافقهما حسناً
يبدو أني حصلت على رفقة ممتازة منذ الآن طبيبي الخاص وشقيقته
وفي مكان
ما يوجين كان قد خرج من سجنه بمساعدة ليمار التي وكلت له محامي بارعاً
،واستأجرا منزل يعيشان معاً فيه طرق الباب ودخل رجل بعد أن فتحت له ليمار
الباب طلب يوجين لأمر ضروري
نادته ليمار من امام الباب
-:يوجين هناك رجل يريدك
خرج بملابسه المنزلية والتي هي عبارة عن قميص قطني من دون اكمام تظهر عضلاته وسروال لحدود ركبتيه ولم يكن قد رتب شعره قال ببرود
-:مالأمر؟و لم تزعجني؟
همس الرجل كمن يدلي بسر خطير لصديقه
-: يريد محادثتك
علم يوجين انه يتكلم عن ذلك الشخص الثري الذي طالما استجأر يوجين لمهماته من قتل وتروع وخطف
-: أين هو ؟
مد الرجل يده بهاتف نقال ليوجين وهمس
-:على الهاتف
بعد ان طلب يوجين الرقم الوحيد الموجود على الهاتف النقال اتاه صوت الرجل
-:كيف حالك يوجين.؟
لم يجبه بل عالجه بسؤال سريع
-:كيف عثرت عليَّ ؟
تنهد الرجل الثري وقال
-:غير مهم
فقال يوجين ببرود
-:ماذا تريد؟
-:لدي عمل لأجلك
-:أي عمل؟
-: سأخبرك لكن ليس هنا
زفر بتململ وقال
-:أين تريد اللقاء؟
ابتسم بخبث الرجل الثري وقال
-:ما رأيك بليلة ممتعة...؟
-:حسناً أنا آتي
-:بمفردك...
لكنه قاطعه سريعا
-:لا أخرج بدونها فهي حارسي الشخصي
حاول ان يثني من عزمه
-:لاتكن عنيداً
فابتسم بهدوء يوجين واجابه
-:لاتكن أبله وتخسرني لو استطاع رجالك القيام بالمهمة ما طلبتني وافق أو ألغي اللقاء
زفرالرجل الثري باستلام غير مسموع
-:حسناً أنتظركما
أغلق يوجين الهاتف وألقاه للرجل الذي لايزال يقف في الردهة واشار له بالرحيل
وصعد السلالم لتتبعه ليمار
ماريا في مكتب أبيها تحدثه بسعادة كمن عثر على كنز ما...
-:سأذهب إلى هذه الرحلة،أبي أحتاج بعض المال
توقف عن قراءة مابيده من أوراق وابعد نظارته عن عينيه وقال متسائلا
-:أي رحلة؟
أخرجت الملصق من حقيبتها وأرته إياه
حك الأب جبينه وقال
-:إنها جزيرة
فقالت بسعادة بالغة
-: أجل ،إنها جزيرة جميلة وهي مكتشفة حديثا الطبيعة فيها ستكون جميلة ولم تطلها ايدي البشر الغادرة وسأستطيع ان ادرس الغابة جيدا
لم يستطع المعارضة أمام سعادة ماريا
فمد
يده ببعض المال أخذته وراحت تجري بسعادة ألقت السلام على جان وجيمس
الجالسان خارج مكتب أبيها خلف طاولاتهما فبدى من كلامها ان طيور السعادة
ترفرف فوقها
-:يوم سعيد جان يوم سعيد جيمس
-:يوم سعيد ماريا
ابتسم جيمس وقال لها
-:ما سّر هذه السعادة ؟
قالت مبتسمة تقفز في مكانها كطفلة صغيرة
-:ذاهبة في رحلة
تبسم جان لها وقال
-:رحلة موفقة
ً ما أن أنهى جملته حتى أتى ضابط
-:جان.السيد آدم يريدك
-:قادم .وداعا ًيا ماريا
لوح لها مودعا اياها ومضى الى غرفة المدير
طرق الباب طرقات خفيفة فسمع صوت رئيسه يسمح له بالدخول فدخل
-:ما الأمر يا سيدي
تنهد قليلا ووضع الاوراق من يده وقال
-:جان ان ماريا ذاهبة في رحلة أريدك ان ترافقها
حاول ان ينسل من هذه المهمة فأبدى رفضه المباشر
-:لا.لن
أرافقها لست جليس ***** أرجوك يا سيدي دعني أعتقل احد المجرمين في الشارع
او اي عمل مكتبي الا ان ارافق فتاة لمدة خمسة عشر يوما
الا ان رئيسه قاطعه وقال
-:جان أليست هذه رحلتكما أنت وجيمس ومد بالملصق يده
إستغرب جان جداً وأجاب وهو يطالع الملصق بدهشة
-:أجل
-:حلت المشكلة إذاً ماريا في ذات الرحلةستراقبها فقط وستبعدها عن المشاكل
-:لكنها ليست صغيرة
-:وليست كبيرة أيضاً
وفي مكتب جيمس وضع جان رأسه على الطاولة وقال بتململ
-: يا إلهي ماهذه الورطة
ليجيبه جيمس بهدوء
-:إهدئ جان إنها مجرد بضع أيام
وفي إحدى
النوادي الليلية تقدم يوجين من رجل يرتدي بذة فاخرة ملء أصابعه بالخواتم
يدخن سيجار كوبياً من النوع الفاخر يبدوعليه الثراء الباذخ
-:يوجين؟؟ أهلاً بالاسطورة
مط يوجين شفته جانبا مستهزئا من كلام الرجل
-:تناديني اسطورة...
ثم قهقه طويلاً وجلس على الأريكة المقابلة لهذا الرجل
-: قل ما عندك
-:بضاعة ثمينةفي طريقها إلينا أريدك أن تحرسها
-:ومابال رجالك؟
-:معظمهم معروفون وأنا لا أريد أي شك
-:لكني كنت سجين وأنا أيضاً معروف
-:حسناً . تعجبني قوتك و استطاعتك التغلب على عشرات الرجال أريدك أن تحمي ما هو قادم
-:وما الذي قادم مخدرات؟
-:لا
-:كنز ؟
-:اقتربت
صاح يوجين بغضب
-:تكلم أو سأنصرف فأنا أكره الغموض
حرك الرجل يديه يهدئ من غضب يوجين
-:حسنا اهدأ . آثار غريبة تم إكتشافها حديثاً أريد إدخالها البلاد ولك عمولة خمس وعشرون بالمئة
اما يوجين لم يعجبه ماقدمه الرجل له فقال
-:أريد النصف
انصدم الرجل الثري
-:ماذا النصف ؟؟؟!
فقال يوجين بهدوء
-:النصف او الصفقة ملغية
حاول الرجل التخلص من اصرار يوجين
-:دعنا من الأرباح نتفاوض حال وصولها
الا ان يوجين مفاوض بارع وماجعله يصر موقف الرجل الضعيف
-:قلت النصف والآن وافق أم أرحل ونهض يسير مبتعداً
-:تباً يوجين، لك ثلاثون في المائة
توقف عن السير واستدار نحوه وقال
-:خمسون
مسح الرجل عرقه بمنديله والقاه ثم قال
-:خمس وثلاثون
عاد يوجين للسير وهو يرفع يده مفرجا اصابعها وقال
-:خمسون.
ازداد توتر الرجل وهو يبتعد حتى كاد ان يختلط بالراقصون والراقصات وسط الملهى فقال بصوت عالي
-:أربعون في المائة وهذه أخر كلمة عندي
ابتسم يوجين لليمار ابتسامة نصر وعاد ادراجه
-:حسناً .موافق .
وعاد لكرسيه يتابع الحديث
-:ما الخطة؟
-:مبدئياً
أقمت رحلة وهمية بقارب ضخم الرحلة تمويهاً للوصول للجزيرة هي جزيرة مكتشفة
حديثا لا اعلم عنها شيء الا اننا عثرنا فيها على آثار لم تكتشف سابقا
-:فهمت وبعد.
-:عالم
آثار شاب سيرافقنا إسمه سام فقد قتل احد رجالي عالم الاثار السابق دون قصد
منه وانا لا اريد عالم اثار معروف لذا استعنت باحد طلاب علم الآثار الجدد
وهو ذكي جدا استطاع ان يقرأ المخطوطة بكل اريحية حتى معلمه عجز عن قراءتها
-:هل هو من رجالك؟
-:لا ... هو لا يعلم أي شيء ...يظن أنها رحلة إستكشافية فقط ،ما أن تصل البضاعة حتى نتخلص منه
-: لقد فهمت ....هل سأقتل أحدهم ؟
-:ولما تريد القتل؟ فهدفنا أن نُبقي كل شئ تحت السيطرة وأنت تريد إثارة الشغب والشكوك
نظر يوجين بتممل وقال
-:لم أقتل منذ شهر أنا أشعر بالضجر
-:حسناً ...ستقتل سام عالم الآثار الصغير ...ما أن ننتهي منه إتفقنا
-:متى موعد الرحلة ؟
-:بعد ثلاث أيام، هل اتفقنا ؟
نظر يوجين إلى ليمار وقال
-:إحزمي أمتعتك عزيزتي فيوجين سيأخذك في رحلة بحرية
وقف
جان على الرصيف البحري قرب البحر وهو ينساب برقة وهدوء واشعة الشمس تتراقص
فوق مياهه الهادئة وذكريات دخوله للمستشفى ورؤيته لورد وجمان للمرة
الثانية تعود اليه
وشعوره بأنه يعرفهما سابقا ولا يتذكر كيف ولا اين
رآهما يزعجة بشدة، لكن الجميل بالأمر بانه بدأ يشعر ان من كان يبحث عنه قد
عثر عليه،وان ذاك الفقد لشخص بعمر ورد بدأ ورد بنفسه يملأه دون ان يدركا
بعد ذلك
في لقائهم الثاني الذي قد دبرته الصدف او شيء آخر
يتبع...