غير جنسية بيت الأسرار المنسية (1 المشاهدين)

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع HADES
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
  • مميز
  • 1
  • المشاهدات المشاهدات 125
  • الوسوم الوسوم
    hades
  • المستخدمون الذين تم وضع علامة عليهم لا شيء

HADES

👑 The king 👑
عضو
النقاط
410
في قلب الريف البعيد، على أطراف غابة واسعة مليانة شجر عالي وأسرار مدفونة، كان فيه بيت قديم واقف لوحده، كأنه شاهد على حاجات محدش يعرفها. البيت ده كان مخيف للدرجة اللي تخلي كل اللي في القرية يلفوا من طريق تاني علشان ما يعدوش من جنبه. حكايات كتير اتقالت عن أصوات بتطلع منه بالليل، وأضواء غريبة بتظهر فجأة في شباكه، بس محدش كان عنده الشجاعة يدخل جوه ويشوف إيه الحكاية.

"نور" بقى، صحفية شجاعة مش بتخاف بسهولة، كانت مختلفة. بنت في أوائل العشرينات، شعرها أسود قصير وعيونها سودا مليانة ذكاء وفضول. نور ما كانتش بتقتنع بالحكايات اللي على وشها كده، كانت دايمًا تدور على الحقيقة، حتى لو كانت مستخبية وسط أكبر كابوس.

معاها كان صديقها "آدم"، شاب هادي وعينه دايمًا ورا عدسة الكاميرا بتاعته. آدم شعره بني ومموج، وعينيه زرقة فيها براءة وفضول، بس كان دايمًا بياخد الأمور ببساطة. هو ما كانش عنده نفس شجاعة نور، لكنه كان بيحب يشاركها مغامراتها عشان يوثق كل لحظة.

نور كانت شايفة إن البيت ده هيكون قصة العمر، وآدم كان شايفها مجرد مغامرة جديدة. لكن اللي الاتنين ما يعرفوش إن أول خطوة جوا البيت ده مش بس هتغير حياتهم... دي هتخليهم جزء من سر أكبر منهم بكتير.

البيت كان مستنيهم، والظلام كان بيجهز ليكشف عن أسراره.

في حتة بعيدة أوي، على أطراف غابة واسعة ومخيفة، كان فيه بيت قديم مهجور، الناس في القرية كلها كانت بتخاف تعدي من جنبه. الحكايات عن البيت ده ما كانتش بتخلص، قال يعني فيه أصوات بتطلع بالليل، وأضواء غريبة بتظهر فجأة وتختفي. البيوت اللي زيه كانت معروفة إنها بتحوش أسرار محدش يقدر يفسرها، والبيت ده كان أشهرها.

لكن "نور" ما كانتش زي باقي الناس. بنت جريئة، شابة في أوائل العشرينات، شعرها أسود وعينيها سودا مليانة فضول. نور كانت صحفية بتحب المغامرة، وشغلها الأساسي إنها تكتشف الحقيقة مهما كانت مخيفة. كانت دايمًا تدور على القصص الغريبة اللي تخليها مشهورة، ولما سمعت عن البيت ده، قررت إنه هيكون خطوتها الجاية.

بعد الضهر، وصلت نور عند مدخل الغابة. كانت شايلة شنطة صغيرة فيها كاميرا، كشاف، ودفتر ملاحظات. الجو كان هادي أوي، والشمس بتغيب بهدوء، لكن كل ما نور تقرب من البيت، كان فيه حاجة غريبة بتحصل، كأن الغابة نفسها بتتفرج عليها.

وأخيرًا، وقفت قدام البيت. جدرانه كانت متشققة، وشبابيكه مكسورة، والباب الخشب القديم كان موارب كأنه مستني حد يدخل. نور خدت نفس عميق وقالت لنفسها: "أيوة... أنا قدها".

دخلت نور بخطوات بطيئة، والبيت كان أكنه بيرحب بيها بس مش بالمعنى اللطيف. المكان كان مظلم، الهواء بارد بشكل غريب، وريحة التراب مالية الجو. الأوضة الأولى كانت شبه خالية، بس كل حاجة فيها كانت باينة إنها شايلة ذكريات مرعبة.

وهي بتتمشى في الممر، شافت باب أوضة في آخره عليه رموز غريبة محفورة كأنها رسومات مش مفهوم معناها. نور قربت وفتحت الباب ببطء، ولقته بيؤدي لغرفة صغيرة في نصها ترابيزة عليها صندوق خشبي مقفول.

الصندوق كان مُحاط برموز مرسومة حوالين الترابيزة. نور قربت وفتحت الصندوق، ولقت جواه ساعة جيب قديمة. كانت تبدو عادية في الأول، لكنها لما مسكتها، عقارب الساعة بدأت تدور بسرعة لوحدها، رغم إن الساعة مكسورة!

وفجأة، نور حسّت بدوخة جامدة، وكل حاجة حواليها بقت ضبابية. لما فتحت عينيها، لقت نفسها في نفس البيت، لكن كل حاجة اتغيرت.

نور لقت البيت مليان ناس لابسين هدوم من القرن الـ19. فيه صوت ست بيصرخ من فوق السلم:
"مش هسمح لك تعمل كده! مش هتقدر تاخدها!"

نور بصت فوق وشافت راجل شكله مخيف ماسك كتاب كبير في إيده، ووشه شاحب كأنه شخص طالع من كابوس. الجو كان مليان توتر، وكل حاجة حواليها بتقول إن اللي بيحصل مش عادي.

وفي زاوية من الأوضة، نور شافت بنت صغيرة لابسة فستان أبيض. البنت بصت عليها وقالت بصوت واطي:
"كنتِ فين؟ تأخرتي... هو عارف إنك هنا."

نور حاولت تهرب من البيت، لكنها كل مرة تفتح باب، تلاقي نفسها راجعة لنفس الأوضة اللي فيها الصندوق. البنت الصغيرة ظهرت تاني، المرة دي قربت أكتر، وادتها حاجة ملفوفة في قماشة صغيرة.

البنت قالت: "لو عاوزة تخرجي، رجعي الساعة مكانها."

نور فتحت القماشة ولقت فيها مفتاح صغير. فهمت إن ده المفتاح اللي هيقفل الصندوق، بس لما رجعت للأوضة، البيت كله كان بيهتز وكأنه بيقع. الساعة في الصندوق كانت بتدور بسرعة مرعبة، وفجأة ظهر الراجل المخيف اللي شافته قبل كده.

بص عليها وقال بصوت غليظ:
"مفيش حد بيخرج من هنا من غير ما يدفع التمن."

نور جمعت شجاعتها، وقبل ما الراجل يقرب، حطت المفتاح بسرعة وقفلت الصندوق. كل حاجة بقت ضلمة، وبعدها ما حسّتش بأي حاجة.

لما فاقت، لقت نفسها مرمية قدام البيت، والدنيا فجر. البيت كان هادي، كأنه معملش أي حاجة طول الليل. نور قامت وهي مش عارفة اللي حصل كان حلم ولا حقيقة، لكن المفتاح كان لسه في جيبها.

من اليوم ده، حياتها اتغيرت. بطلت تدور على المغامرات زي زمان، وقررت تكرّس حياتها لفهم
الألغاز القديمة، لأن البيت ده ما كانش النهاية... ده كان مجرد بداية.
 
التعديل الأخير:

المستخدمون الذين يشاهدون هذا الموضوع

عودة
أعلى