Suzi
كبيرمشرفين
طاقم الإدارة
كبير مشرفين
سكساتية كيوت
سحاقية مميزة
سكساتي مخضرم
سكساتي نشيط
عضو
برنسيسة سكساتي
سكساتي متفاعل
- النقاط
- 30,041
الفصل الأول
مقدمة الرواية
, أحبته دون أن تراه ، مجرد سماعها أخلاقه تمنت أن يكون فارسها الذي لطالما حلمت به وتمنته في أحلامها، وعند التلاقي كانت الصعاب ولكن عزيمتها تحدت كل الصعاب لتتخطاها وتصل إلي مرادها رغم أنه إبن خادمه وهي سليلة عائله ، ولكن٣ نقطة
,
, ولكن هي لا تعرف أنها وقعت في براثنه ، ليذيقها العذاب ، ويمتلكها إمتلاك، ليجعلها تندم ألاف المرات أنها في يوم تحدت كل شئ في سبيله ولكن هل سيدوم العذاب ؟؟!
,
, الفصل الأول
,
, في قريه ريفيه بسيطه يتميز أهلها بالبساطه والكرم وعندما ننظر إلي الوجوه نري الإبتسامه رغم مافيهم من آلام ولكنهم دائما يسيرون علي حديث رسولنا الكريم أن الإبتسامه في وجه أخيك صدقه ومن بين بيوت هذه القريه يوجد منزل كبير فخم إلي حد ما يعتبر من أكبر منازل هذه المحافظه البسيطه حيث كان منعزلا عن البقيه به ثلاث طوابق وبه حديقه واسعه نجد فيها الزهور تتمايل مع بعضها البعض بشكل جذاب أثر مداعبة الهواء النقي لهم وحين ندقق النظر نجد فتاه جالسه يداعب الهواء خصلات شعرها الأسمر الحريري ويلفح وجهها ذو البشره البيضاء والعيون الخضراء الواسعه وأهدابها الكثيفه حيث كانت أميره حقاً فتاه جميله من عليها **** بنعمه الجمال٢ نقطة
,
, تغيرت قسمات وجهها للحزن عندما جاء مشهد مُحزن في تلك الروايه التي بيدها تقرءها بتركيز وشرود تتفاعل مع الأحداث حيث كان قلبها يخفق عندما يأتي مشهد رومانسي وعيناها تحزن عندما يأتي مشهد قاسي لأنها تكره القسوه ورومانسيه إلي حد كبير٣ نقطة
, ظلت شارده مع أحداث الروايه ولم تنتبه إلا عندما إقتربت منها شقيقتها أمل وهي تنتشل منها الروايه وتركض لتنهض أميره تركض خلفها وهي تضحك بعفويه ومن ثم قالت بغيظ:.
,
, -بقي كده يا أمل طب و**** ما هسيبك
, أمل من بين ضحكاتها: خلاص خلاص حرمت ياميرو
, ثم وقفت تلهث بشده وتلتقط أنفاسها بصعوبه وهي تقول: حرام عليكي ياشيخه قطعتي نفسي
, وكزتها أميره في ذراعها بخفه وتابعت قائله:
, -أحسن عشان تحرمي تقطعي عليا اللحظات الحلوه
, تنهدت أمل قائله: يابنتي إرحمي نفسك من الروايات الي هتبوظ نفوخك دي!
, عقدت أميره ما بين حاجبيها وهي تقول: ملكيش دعوه ياه نفسي أوي ألاقي واحد زي بطل الروايه دي.
,
, أمل بتساؤل: ليه عامل ازاي ياحبيبتي؟
, أميره بتنهيده: متدين أوي وحنين أوي أوي وراجل كده وحمش في نفس الوقت
, لوت أمل فمها لتقول ساخره: بلاش تحلمي كتير ياحبيبتي إنزلي علي أرض الواقع
, ضربتها أميره بخفه قائله بمزاح: رخمه أوي يلا ندخل عشان جوعت.
,
, سارت أمل معها ليدلفا الأختان معا إلي ذلك المنزل الكبير حيث كان به قطع أثاث فخمه مكون من صاله كبيره وأربع غرف كل منهن بها فراش وخزانه ملابس ومكتب المذاكره وكل هذا غير غرفه كبيره تخص الوالدين وهما نجيه و محمود.
,
, بينما كانت تقف الأم نجيه التي تكون قصيره القامه بملامح حنونه ذات عيون خضراء والتي ورثتها إلي أولادها الأربعه كانت في المطبخ ذو المساحه الكبيره تعد وجبه الغداء فيما هتفت قائله بصوت عال:
, - سمره سمره
, أسرعت سمره الخادمه إليها وهي تقول:
, - ايوه ياست نجيه
, نجيه وهي توضع الطعام في الصحون: روحي ياسمره نادي علي البنات واندهيلي ايمان عشان تغرف وأروح انا أصحي الحاج.
,
, أومأت سمره برأسها ومن ثم توجهت إلي الخارج بينما بعد قليل دلفت إيمان ذات القوام الرشيق والعيون الخضراء والتي تشبه إخواتها إلي حد كبير
, تحدثت نجيه وهي تقول: معلش يا ايمان تغرفي علي ما أصحي ابوكي
, إيمان بايجاب: حاضر ياماما
, نجيه بتساؤل: صحيح هو جوزك مش هيجي يتغدي معانا؟
, أومأت برأسها وقالت:
, اه ياماما زمانه جاي هو إتأخر بس عشان عنده شغل كتير.
,
, إبتسمت نجيه قائله: **** يعينه، ومن ثم إتجهت خارج المطبخ ودلفت إلي غرفه النوم وهي تقول بهدوء: محمود قوم ياحاج الغدا جاهز
, آفاق الحاج محمود من غفلته ونهض بتكاسل وهو يقول: تسلم ايديك يانجيه أنا جاي اهو.
,
, ومن ثم نهض حيث كان الحاج محمود رجل وقور شعره أشيب وعيناه واسعه باللون الأسمر وملامح رجوليه وقمحي البشره فهو يتخطي الخمسون عاما من عمره ويتمتع بالحاله الميسوره حيث يمتلك مصنع بلاستك وهذا المنزل الكبير، ولديه أربعه أبناء، ثلاث فتيات وولد واحد، يتقي **** في فتياته ولكن الولد له محبه خاصه في قلبه، ويميزه عن إخواته الفتيات كونه الولد الوحيد، كما يفعل الكثير من الرجال ويعتقدون أن الولد هو كل شئ والفتاه لا قيمه لها، ونسوا أنها هي التي تحمل الرجل في أحشائها وتنجبه فبأي منطق يتحدثون!
,
, بعد قليل جسلوا أفراد أسره الحاج محمود حول مائدة الطعام، ومن ضمنهم الدكتور مصطفي زوج إيمان، الذي كان يتميز بروح رياضيه أضاف جوا من المرح، وحيث كان مصطفي شاب في الثلاثون من عمره، يتميز بالوسامه فكان طويل القامه ونحيف الي حد ما ذو بشره بيضاء وعينان سمراء تتزين بنظاره طبيه تجعله أكثر وقار وأناقه، جلس يمزح معهم في حين كان سالم الأبن الأصغر للحاج محمود وهو الولد المدلل الذي كان أبيض الوجه وله أعين عسلي ممزوجه بالخضار وشعر أسمر قاتم فحقا كان وسيم للغايه، يبلغ من العمر خمسة عشر عاما، ٣ نقطة
,
, كان صامتا لا يتناول طعامه حتي قال الحاج محمود بتساؤل:
, - مالك يا سالم يابني مبتاكلش ليه؟
, عقد سالم ما بين حاجبيه ليقول بتذمر: مش عاجبني الأكل يا بابا أنا مبحبش البط والمحشي
, هتفت الست نجيه قائله بجديه: ماله المحشي يا سالم ما انت بتاكله علي طول و٣ نقطة
, الحاج محمود مقاطعا: اعمليله الي هو عايزو يا نجيه، ثم نظر لولده ليقول بهدوء: عاوز تاكل ايه يا سالم؟
, سالم بدلال: مكرونه وبانيه.
,
, هتفت أمل وهي ترمقه بنظرات مغتاظه: ما حنا بناكل اهو ولا هو سالم طلباته اوامر يا بابا مينفعش كده لازم يتعود ان مش كل حاجه مجابه ليه يا بابا
, الحاج محمود بحده: اسكتي يا أمل ده اخوكي الصغير يا بنتي
, تدخلت إيمان في الحوار وهي تقول: يا بابا أمل معاها حق سالم فعلا متدلع أوي.
,
, صر الحاج محمود علي أسنانه وقال: هو أنتوا هتغيرو من أخوكم الصغير ولا ايه وبعدين يا ايمان بدل ما تنحازي لاختك عرفيها ان ده اخوكم الوحيد الصبي الي هيكون سند ليكم من بعدي ويا تتكلمي كويس يا تسكتي تخليكي في حالك
, تجمعت الدموع في عين إيمان التي هبت واقفه قائله بهدوء وصوت مختنق: ماشي يا بابا
, بينما نهض مصطفي وهو يقول: صلوا علي ***** يا جماعه في ايه بس
, الحاج محمود بهدوء: عقل مراتك يا دكتور.
,
, بينما سارت إيمان سريعاً متجهه إلي الخارج واتبعها مصطفي وهو يهتف باسمها بينما نظرت الست هنيه إلي الحاج محمود بعتاب لتقول بجديه: كده ياحاج تزعلها وتمشيها معيطه
, نهض الحاج محمود وهو يقول بغضب: شوفي سالم ياكل ايه واعملهوله، بلاش تيجوا علي الواد الي حلتي، ثم سار باتجاه غرفه النوم مره اخري، وفيما نظرت أمل إلي أخيها بغيظ وكذلك أميره التي كانت تستمع إلي الحوار بصمت فهي هادئه وتحتفظ برأيها لذاتها دائما٣ نقطة
,
, بعد قليل قد اقنع مصطفي باسلوبه الرقيق ايمان ان تتجاوز عن ذلك الموقف وتقضي يومها مع الاسره بسلام
, دلفت مره أخري الي البيت وجلست تضحك مع شقيقاتها وامها وقضت وقت جميل معهن
, وفي المساء بعد عودتها مع زوجها الي مدينة المنصورة حيث يقيمون في شقه جميله علي المشايه وهو مكان مميز بالمنصوره
, جلست مع زوجها امام التلفاز في غرفه مريحه يتناقشان
, قالت ايمان، يعني عاجبك يا مصطفي تدليل بابا الزايد لسالم.
,
, مصطفي، طبعاً لا بس كلامك مش هيغير حاجه انت عارفه عقلية ابوكي وكلامه عن الولد ال بيشيل اسم الاب من بعده
, ايمان، واحنا يعني شايلين اسم مين و**** امل اختي لما بتكلم معاها بحس انها معقده بتقعد تقول بكره اي راجل في الدنيا علشان حب بابا لسالم ال كل ميزته انه ذكر بتصعب عليه قوي يا مصطفي
, مصطفي. بقولك ايه احنا هنقعد طول الليل نتكلم عن سالم
, ماتيجي ندخل ننام عاوزك في كلمه سر.
,
, ضحكت ايمان وقالت، لأ انا مش عاوزه اسرارك دي انا جايه من البلد هلكانه
, جذبها مصطفي من يدها وقال، انا هعلجك انتي ناسيه ان انا دكتور ولا ايه
, يلا قبل ما سلمي تصحي تنكد علينا.
,
, في صباح اليوم التاني
, خرجت امل من الغرفه وهي تصيح يا ماما يا ماما المسطره الهندسيه بتاعتي مش لا قيها
, نجيه، بتزعقي ليه يا امل
, امل، مش لا قيه المسطره
, نجيه ومين هياخدها
, امل، مش عارفه
, نادت نجيه على سمره الخادمه وسالتها ف
, قالت. كانت مع سالم
, امل، برده سالم
, خرجت امل الي الحديقه لتجد سالم مع صديق له يحاولا اسقاط اعشاش الطيور من الشجر بمسطرتها
, صاحت امل قائله بغضب، انت يا سالم ازاي تاخد حاجتي هات المسطره.
,
, اخذت تشد منه المسطره فاغتاظ وقسمها إلي نصفين لم تتمالك امل اعصابها فصفعته بقوه ليصرخ ويصيح ثم ركض سالم الي مصنع والده وهو يهدد ايمان
, و**** لاكون قايل لبابا.
,
, وبعد قليل٣ نقطة
, وقف سالم أمام مكتب والده وهو يبكي فيما إنتفض الحاج محمود وهب واقفاً قائلا بلهفه:
, ايه ياسالم يابني فيك ايه
, سالم من وسط بكاؤه:
, أمل يابابا أمل ضربتني بالقلم
, إتسعت عين محمود قائلا بصرامه:
, ايه ضربتك إزاي ده أنت عملتلها ايه
, سالم بنفي: ولا حاجه يا بابا
, صر الحاج محمود علي أسنانه وهو يتوعد لإبنته علي فعلتها ومن ثم أخذ ولده وتوجه إلي الخارج ليستقل سيارته هو وولده منطلقاً بها إلي منزلهم.
,
, جلست أميره جوار شقيقتها أمل وهي تقول:
, أمل بابا مش هيعديها علي خير أنا خايفه اوي
, أمل بلا مبالاه: ولا يهمني ده ولد قليل الادب ولازم يتربي
, تنهدت أميره قائله: **** يستر
, ثوانِ معدوده وسمعا صوت صياح والدهن وهو يهتف بغضب قائلا بصياح: أمل أمل تعالي هنا
, إنتفض كل من أمل وأميره علي صياح والدهن فيما قالت أميره بخوف: يالهوووي بابا جه
, تحدثت أمل بثبات وهي تتجه إلي الخارج وقالت: اهدي يا اميره.
,
, إقترب منها قائلا بصوت حاد:
, ايه الي عملتيه ده ازاي تمدي ايدك علي اخوكي؟
, أمل بجديه: أسأله عمل ايه يا بابا
, صاح الحاج محمود قائلا بغضب:
, مهما كان الي عمله أوعي تمدي ايدك عليه
, أمل باعتراض: لا كان لازم أعمل كده طالما قليل الادب
, قاطعها والدها وهو يقول بحزم:
, إخرسي يابت بلاش قله ادب اياكي تقولي علي أخوكي كده
, تدخلت أميره في الحوار وقالت: اهدي يا بابا بصراحه سالم غلط وأمل انفعلت من تصرفه
, الأب متجاهل حديث ابنته:.
,
, إتفضلي اعتذري لاخوكي
, إتسعت عين أمل قائله بزهول: نعم؟
, الأب مكرراً: إعتذري لاخوكي حالا والي عملتيه ده ميتكررش تاني
, أمل باعتراض: لا يمكن أبدا هو كل حاجه نطلع احنا الغلطانين ده حرام وظلم
, لم تتخيل أبدا أمل ذلك التصرف من والدها حين رفع يده للأعلي لتهبط علي وجنتها بصفعه قويه جعلتها تتراجع للخلف
, شهقت كل من نجيه وأميره وإقتربن من أمل لتقول نجيه بلهفه:
, يالهوي يابنتي ليه كده ياحاج حرام عليك.
,
, الحاج محمود بغضب: ولو قلت أدبها تاني علي أخوها هتضرب تاني أنتوا عايزين تعملوا راسكوا براس الواد الي طلعت بيه من الدنيا ولا ايه
, أميره بانفعال: يا بابا بجد حرام كده لازم سالم يعرف أنه غلطان أنت كده بت٣ نقطة
, قاطعها والدها وهو يتجه إلي الداخل ويقول: أسكتي أنتي التانيه واياك أسمع حس واحده فيكم تزعل أخوها بعد كده.
,
, أطلقت أمل المجال لدموعها أن تنهمر بغزاره فيما قالت نجيه محاوله التهوين علي ابنتها: معلش ياحبيبتي معلش أبوكي بس عصبي شويه أنتي عارفه
, أمل من بين دموعها: أسكتي ياماما كفايه كفايه بقا، ومن ثم ركضت إلي الداخل وهي تشهق بمراره فيما إبتسم ذاك المدلل سالم بانتصار مما جعل نجيه تستشاط غضبا وتقول:
, أنت ياواد مش كل حاجه تقولها لابوك عيب كده واحترم اخواتك الاكبر منك متبقاش قليل الادب.
,
, عبس سالم بوجه وهو يقول: ياماما هي الي ضربتني وانا كسرت المسطره غصب عني
, نجيه: وماله اختك الكبيره ولازم تحترمها برضو
, تأفف سالم وهو يقول: أووف متزهقونيش بقا
, وكزته نجيه في ذراعه وهي تقول بنفاذ صبر: أمشي ياواد أمشي أتنيل ذاكر بلا قله أدب
, ركض سالم إلي غرفته وهو يتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومه.
,
, بينما كانت أميره تهون علي شقيقتها وتمسد علي شعرها وهي تبكي بحرقه فيما قالت أميره بهدوء: معلش يا أمل أكيد بابا هيصالحك أنتي عارفه بس غلاوه سالم عنده قد ايه
, إنفعلت أمل وهي تقول ببكاء: الولد الولد يخربيت الولاد كلها ده ايه العنصريه دي واحنا يعني نبقي ايه لا وكمان عايزني اعتذر لحته العيل ده لا ده ظلم.
,
, أميره بتنهيده: معلش يا أموله حقك عليا أضحكي بقا عشان خاطري ولا أقولك ايه رأيك تقري روايه رومانسيه حلوه كده؟
, صرت أمل علي أسنانها قائله: أمشي يا أميره من قدامي
, ضحكت أميره قائله: طب اضحكي بقا
, إبتسمت أمل بحزن وهي تمسح دموعها متنهده بألم٣ نقطة
,
, دلفت الست نجيه إلي داخل غرفتهما وإقتربت من زوجها الجالس يزفر بضيق فيما قالت وهي تجلس قبالته:
, - ملكش حق يا حاج في الي عملته بقا هان عليك تمد ايدك علي بنتك ده أنت أول مره تعملها
, تنهد الحاج محمود وهو ينظر إلي زوجته قائلا: أنتي عارفه يانجيه إن مبحبش حد يجي علي سالم أنا معرفش هما حاطين نقرهم من نقره ليه
, نجيه بهدوء: مش معقوله ده أخوهم وبيحبوه بس أنت ديما محسسهم أنه أغلي منهم عندك وده مينفعش.
,
, محمود: لا يانجيه دول ولادي وبحبهم بس ده الولد ده الي إتمنيته من الدنيا وهو الي هيكون سندهم من بعدي
, نجيه: بس بالطريقه دي ياحاج لا هيطلع ميحبهمش ويبقي فاهم أنه الكل في الكل عشان خاطري ياحاج حاول تعدل بينهم وعامل بناتك كويس وزيهم زي سالم وبرضو تشد علي سالم لما يغلط مش معني انه الولد الوحيد يبقي ندلعه كده
, تنهد محمود قائلا: حاضر يانجيه٣ نقطة
الفصل الثاني
في عيادة الدكتور مصطفي
, كان منشغلا في عمله مع مرضاه بينما آتاه إتصال من زوجته ولكن وضع الهاتف علي الصامت، حتي ينتهي مما يفعله ومن ثم يهاتفها هو، بعد قليل من محاولة إيمان للإتصال عليه، زفرت بضيق ثم إتصلت علي الهاتف الخاص بالعياده، فأجابت عليها علا الممرضه وهي تقول بصوت أنثوي مائل للميوعه: ألو
, صرت إيمان علي أسنانها لتقول بنبره مغتاظه: هو الدكتور مصطفي فين؟
, علا بهدوء: معاه حاله جوه يا فندم.
,
, إيمان بغضب: ادخلي قوليله اني عاوزاه
, علا بنفاذ صبر: يا فندم خلينا نشوف شغلنا، لو حابه تحجزي ياريت تقولي انما لو عايزه الدكتر يبقي كلميه بعد الشغل
, صاحت ايمان بها قائله: انتي ازاي تكلميني كده أنتي٣ نقطة
, لم تكمل حديثها حيث أغلقت الهاتف في وجهها لتشتعل النيران بداخلها وتهب واقفه من مكانها متوعدا لهذه الفتاه و زوجها٣ نقطة
,
, بعد ما يقارب النصف ساعه، دلفت ايمان الي العياده، ونظرت إلي علا قائله بنبره قويه:
, - أنتي البتاعه الي كانت بتكلمني ف التلفون؟
, هبت علا واقفه لتقول بذهول: بتاعه؟ أنتي مين وازاي تكلميني كده
, صاحت بها ايمان وهي تقول بحده: أخرسي، أنا الدكتوره ايمان مرات الدكتور مصطفي ولما اتكلم تتكلمي معايا بأدب أنتي فاهمه ولا لاء؟
,
, إتسعت عين علا وتجمعت العبرات في عينيها بينما ذهل جميع الجالسين من مرضي من تلك الطريقه التي تتحدث بها ايمان وفيما فتح مصطفي الباب ليخرج قائلا بتساؤل: ايه ده في ايه يا إيمان؟ ايه الي جابك دلوقتي وبتزعقي ليه!
, رمقته إيمان بنظرات تحمل الغيره الشديده ثم قالت غاضبه:
, - شوف الي أنت مشغلها بتكلمني إزاي
, هتفت علا قائله من بين دموعها: و**** يا دكتر مكنت اعرف انها مرات حضرتك هي الي زعقت بطريقه غريبه.
,
, إيمان ناظره إليها بازدراء:
, ايوه اتمسكني و٣ نقطة
, قاطعها مصطفي وهو يجذبها من يدها إلي الداخل ومن ثم أغلق الباب بعد أن دفعها بقوه وهو يقول بعصبيه: أنتي إتجننتي يا إيمان صح؟ ايه الي أنتي بتعمليه ده.
,
, أدمعت عين إيمان ثم قالت: أنت كمان هتزعقلي، ماشي يا مصطفي أنا ماشيه، ثم سارت في إتجاه الباب ولكنه لحق بها وأمسكها بقوه من ذراعها وهو يقول بجديه: راحه فين لما أكلمك تكلميني عدل والي حصل ده ميتكررش تاني، ده شغلي وعلا ممرضه هنا فقط لا غير، ياريت تهدي كده وتعقلي.
,
, تنهدت إيمان وهي تقول: أنا هروح عشان أجيب سلمي من المدرسه سلام، ثم تملصت منه لتركض في إتجاه الباب بينما هتف هو قائلا بعصبيه: ايمان، ايمان استني، ولكنها لم تجيب عليه بل ركضت إلي الخارج بينما دلفت علا علي الفور وهي تقول ورأسها منخفض: و**** ما كنت أعرف انها مرات حضرتك
, جلس مصطفي علي كرسيه ليقول بجديه: ولا يهمك حصل خير، دخليلي الكشف الي عليه الدور
, أومأت علا برأسها، ثم توجهت إلي الخارج٣ نقطة
,
, في منزل كبير مجاور لمنزل الحاج محمود والذي يكون ملك لأخيه الأصغر وعم أولاده، حيث كان فخم لا يقل عن منزل محمود شيئاً بحديقه واسعه وأثاث فخم به أربع غرف ومطبخ وحمامان وصاله كبيره واسعه٣ نقطة
, دق جرس المنزل فتوجهت الخادمه لتفتح الباب لتدلف تلك الفتاه ذات الأثني عشر عاما حيث كانت ساره ذات بشره ما بين الخمري والبيضاء بملامح هادئه وعيون سوداء واسعه وشعر باللون الأسمر أيضا قصيره القامه.
,
, إقتربت منها سهام والدتها وهي تقول: حمدلله علي السلامه يا سوسو
, إبتسمت ساره قائله: **** يسلمك ياماما عملتوا الأكل أصل أنا هموت من الجوع
, سهام: علي ما تغيري هدومك يكون الأكل جاهز وأبوكي كمان علي وصول ماشي
, أومأت ساره برأسها وتوجهت إلي الداخل بينما بعد قليل دق جرس المنزل مره ثانيه معلنا عن وصول سعيد
, دلف وهو يلقي التحيه قائلا: السلام عليكم
, ردت سهام قائله: عليكم السلام يا سعيد
, سعيد بتساؤل: الولاد جم يا سهام.
,
, سهام؛ ساره بس الي جت لسه هشام مجاش زمانه علي وصول
, أومأ برأسه قائلا وهو يتجه إلي الداخل: يجي بالسلامه
, ثوان وكان الطعام قد تجهز وطاوله الطعام أصبحت جاهزه وإلتف الجميع حولها وقد آتي هشام ذلك الشاب الوقور ذو البشره السمره رغم أنه أسمر إلا أنه يمتلك من الوسامه قدر كبير والطيبه أيضا فحقا هو شاب يحمل صفات حميده وأخلاق عاليه
, تحدث سعيد موجها حديثه لابنه:
, أخبارك ايه في الشغل يا هشام يابني.
,
, إبتلع هشام الطعام الذي بفمه. ومن ثم قال: الحمد*** ماشي الحال يا بابا
, سعيد: المصنع ماشي كويس والعمال وكله تمام
, هشام: اه الحمد*** كله ع ما يرام يا حاج
, (يعمل هشام في مصنع والده سعيد وهو الذي يدير هذا المصنع بأكمله بينما والده يدير مصنع آخر ومن ضمن أملاكه أيضا)
, تحدثت ساره قائله بدلال: أنا عايزه أشتغل في المصنع يابابا
, سعيد: معندناش بنات تشتغل يابت ياساره وبعدين أنتي صغيره لسه علي الشغل.
,
, ساره بتذمر: وايه يعني منا عندي صحباتي بتشتغل وبيدرسوا عادي ف نفس الوقت
, سعيد: صحابك دول محتاجين انما انتي طلباتك كلها مجابه وبعدين أما تكبري يحلها **** يلا كلي بقا
, سهام بجديه: لا كلام علي طعام يلا بقا كلوا وسموا ب****
, تناول الجميع طعامه بينما تحدث سعيد مره أخري قائلا: صحيح نسيت أقولكم أن عمكم عازمنا عنده يوم الجمعه!
, ساره بسعاده: بجد يا بابا طب كويس.
,
, سهام: يلا يا ساره عشان تلحقي تجهزي نفسك قبل ما الأستاذ بتاعك يجي.
,
, ساره: حاضر يا ماما، أنهت ساره طعامها ومن ثم نهضت وقد أبدلت ملابسها وبعد قليل دق جرس المنزل لتتوجه الخادمه لتفتح ويدلف ذلك الشاب الجادي ذو الشخصيه القويه حيث كان عاصم شاب في أواخر عقده الثالث بمعني أنه يبلغ من العمر تسعة وعشرون عاماً يتميز بطول القامه والجسد العريض وحيث البشره الخمريه والعينان السوداء الواسعه كما أن له شعر أسمر كثيف ولحيه خفيفه تزيده جمالا وإشراق، أنه عاصم معلم اللغه العربيه بالمدرسه الإعداديه بنات، والذي يكون إبن الخادمه التي كانت تعمل منذ زمن في هذا البيت الذي يخطو له قدميه الآن ليعلم إبنتهم اللغه العربيه٣ نقطة
,
, تحدث عاصم بصوت رجولي وهو يقول: السلام عليكم
, ردت سهام وهي تقول: وعليكم السلام أهلا يا عاصم إتفضل
, دلف عاصم ومن ثم إتبعه مجموعه من الفتيات ليدلفوا جميعا إلي الداخل حيث توجد ساره التي وقفت قائله: إتفضل يا مستر
, جلس عاصم ومن ثم جلسن الفتيات حول الطاوله ليقول بصوت جاد:
, كل واحده توريني ال واجب بتاعها عشان نبدأ في الجديد.
,
, بدأت الفتيات في عرض، ما فعلت من إجتهاد فيما بعد قليل، وهو يشرح بعد التفاصيل في اللغه العربيه وحيث جاء جزء عن الدين عن غض البصر للنساء والرجال فقالت إحدي الفتيات:
, - يعني المفروض غض البصر ده للرجاله بس يا مستر
, عاصم بهدوء: مين قال كده، غض البصر ينطبق علي البنات كمان، وزي ما الراجل يغض بصره، الست كمان
, تحدثت ساره قائله: طب يا مستر لو بنحب مطرب معين ونفضل نبصله كتير ده يبقي حرام.
,
, أومأ عاصم برأسه وهو يقول بتأكيد: حرام مش هو راجل زي أي راجل حرام نفضل نسبل ونسرح في شكله الحلو كنا هتلموا سيئات
, ردت فتاه أخري وقالت: يعني يا مستر لو انا بصالك دلوقتي حرام.
,
, ضحك عاصم ومن ثم قال: لا التسبيل والسرحان في الي قدامك هو الي حرام، إنما لما تتعاملي معايا عشان أنا بدرسلك بس وعشان تفهمي فده شئ طبيعي، وأي تعامل بين رجل وإمرآه، خالي من النظرات الغراميه وللعمل فقط فده مش حرام، زي ما قولت الحرام هو السرحان والتسبيل والهيام فهمتوني!
, أومأت الفتيات برأسها ليقولن: فهمنا يا مستر.
,
, انهي مصطفي عمله وعاد الي البيت ليكتشف عدم وجود ايمان و سلمي
, نزل مسرعا وركب سيارته وتوجه الي صيدلية ايمان التي تبعد شارع واحد عن سكنهم
, دخل الصيدليه ليجد ايمان تجلس علي مكتبها وهي تضع راسها بين يديها وكانها نائمه
, وسلمي جالسه بجوارها تكتب واجباتها
, رحب عماد مساعد ايمان بالدكتور مصطفي وهرع الي الخارج ليخضر له مشروب ليحيه احدثت سلمي سكساتي وهي تصيح بابي حبيبي.
,
, رفعت ايمان راسها ببطئ ونظرت بحزن الي زوجها الذي اقترب منها وقال
, ينفع ال عملتيه ده يا ايمان
, ايمان: لو سمحت متكلمنيش
, مصطفي، يا ايمان انتي ازاي تقارني نفسك ببنت بتشتغل عندي وانتي مراتي انتي كده يا ايمان بتقللي من قيمتك يا حبيبتي
, ايمان بغضب، بس متقولش حبيبتي.
,
, مصطفي، بس انتي حبيبتي ومراتي بس عقلك صغير يا ايمان
, دخل عماد يحمل علبة عصير و يقدمها لمصطفي
, مصطفي، شكرا يا عماد ونظر الي زوجته وقال
, يلا يا دكتوره يلا يا سلومي
, همست ايمان، مش جايه معاك انت هنتني يا مصطفي
, مصطفي، انا اقدر
, ايمان، قدرت يا مصطفي
, مصطفي، حقك عليا مع انك غلطانه
, يلا علشان نروح نتعشي بره بما ان الهانم ما طبختش
, ابتسمت ايمان بمكر وقالت، تستاهل.
,
, جلس سعيد مع زوجته سهام يتحدثان
, سعيد، انا قابلت عاصم وهوا خارج شاب محترم قوي
, سهام، ومكافح يا سعيد كفايه انه كمل تعليمه رغم ان ابوه مات وهوا *** صغير وبعدموته بفتره قصيره اتجوزت امه وسافرت عاشت في بلد بعيده مع جوزها وسابته هوا و اخواته البنات في رعاية جدتهم المسنه
, عارف يا سعيد هوا جوز اخته من كفاحه وتعبه وبيجهز اخته التانيه دلوقتي بجد شاب مكافح.
,
, سعيد، بس تحسي الحزن في عنيه يا سهام اكيد مر بحاجات صعبه كتير
, سهام، اه مع انه في عز شبابه يا عيني
, سعيد، **** يكرمه.
,
, عاد مصطفي وزوجته و ابنتهم سلمي الي البيت بعد ان تناولوا طعام العشاء في احدي المطاعم
, مصطفي، اعمل لك ايه يا ايمان جيت لك وخدتكم تتعشوا وصالحتك وطول القاعده لاويه بوزك
, ايمان، ايوه متفتكرش تضحك عليه بعشوه لو سمحت مالكش دعوه بيه
, انا هنام مع سلمي
, مصطفي بغضب، انتي حره
, دخلت ايمان لتنام بجوار ابنتها في سريرها الصغير بغرفتها.
,
, شعر مصطفي بالضيق ودخل غرفته ليبدل ثيابه ويرتدي بيجامه من القماش الناعم ونام علي سريره وفجأة ابتسم وكانه لاحت له فكره
, قام من سريره وذهب لحجرة سلمي التي كانت امها تحتضنها، اقترب من السرير الصغير وانحني لينام بجوار ايمان ويحتضن ظهرها هامسا
, اظن من حقي انام في أوضة بنتي اصل سلمي وحشتني قوي بيني وبينك هيه مزوداها بس بحبها اعمل ايه
, ابتسمت ايمان رغما عنها علي مداعبة زوجها.
,
, فصاح مصطفي، ضحكتي و**** العظيم ضحكتي وشوفتك في المرايه ال علي الحيطه
, ايمان، بس يا مصطفي هتصحي البنت
, مصطفي، طب بصيلي بقي، وأدارها لتنظر اليه باسمه
, اقترب منها ليعانقها ثم قبلها بشوق وحب
, ولكنهما افاقا علي صوت سلمي وهي تقول
, انتوا بتعملوا ايه اصلا عيب ولد يبوس بنت
, انتفضت ايمان وابتعد مصطفي وقال مرتبكاً، اصل مامي كانت زعلانه وبصالحها يا سلومه
, ثم جذب ايمان من يدها وقال، يلا نامي يا سلمي. انا ومامي هنروح اوضتنا.
,
, اعترضت سلمي صارخه، لأ روح انت مامي هتنام جنبي هيه وعدتني
, احتضنت إيمان إبنتها وقالت ضاحكه: معلش هنام جنبها النهارده يا مصطفي
, زمجر مصطفي وهو يصر على أسنانه وتوجه إلى الخارج وهو يهمهم ويقول: نكدتي عليا يا سلمي ماشي يا بنت اللذين٣ نقطة
الفصل الثالث
ذهبت اسرة سعيد الي بيت اخيه محمود علي الميعاد المحدد للعزومه
, كانت ساره سعيده لانها ستري اميره ابنة عمها الاقرب لقلبها
, كذلك كان هشام الذي يحمل مشاعر خفيه لابنة عمه الصغيره ولكنها مشاعر لا يشعر بها احد سواه فما زالت اميره صغيره وفي الوقت المناسب سيبوح بما تكنه نفسه اليها
, جلست العائلتان علي مائده عامره بما لذ وطاب من الاطعمه
, وظلت نجيه ترحب بهم طوال الوقت.
,
, بعد تناول الطعام جلس محمود وشقيقه وهشام وسالم في حجرة الضيوف وجلست سهام مع نجيه في الصاله تحتسيان الشاي
, جلست معهن ساره التي شعرت بالملل وقالت انا داخله للبنات
, دخلت حجرة بنات عمها لتجد امل تقوم برسم هندسي فهي طالبه في الفرقه الثالثه بكلية الهندسة جامعة المنصوره ولا يشغلها سوي دراستها وتفوقها ولان امل قليلة الكلام كعادتها فقد شعرت ساره بالملل.
,
, بعد ان جلست فتره قصيره فقالت
, هيه اميره اختفت فين
, امل، تلاقيها في الجنينه قاعده تقرأ في روايه من ال هتلحس مخها
, ساره، طب انا نازله لها الجنينه
, رات ساره اميره تجلس وهي تسند ظهرها لجذع شجره كبيره وتقرأ روايه رومانسية
, ساره، امل كان عندها حق
, اميره، قصدك الشاويش امل
, ضحكت ساره وقالت، بتقرئي ايه
, اميره، روايه جميله قوي يا ساره ولا البطل يجنن اسمراني وطويل وتقيل قوي وكمان متدين
, ساره، كانك بتوصفي المستر عاصم.
,
, اميره، معقول
, ساره، اه و**** يا ميرو مستر عاصم طويل واسمراني وعيونه سمرا كحيله برموش طويله ومتدين وبيضحك بالاطاره كمان
, اميره، كلميني عنه يا ساره كمان
, اخذت ساره ببراءه تقص مواقف عاصم معهن في درسه وتحكي وتحكي واميره منصته
, انصرفت ساره ولم تدرك ان اميره اصبحت متعلقه بعاصم حتي من دون ان تراه هل يعقل ان الصغيره البريئه تحب شخصاً دون رؤ يته
, احبته اميره واخذت تتخيله كابطال رواياتها التي لم تعرف في الواقع غيرهم.
,
, شعرت انه بطلها الاوحد وبدلا من التفكير في ابطال الروايات اصبح كل تفكيرها في عاصم
, لدرجة انها راته في احلامها انها بريئه نقيه
, مثل الزهره البيضاء التي تعلوها قطرات الندي فتزيدها حسنا وجمالآ.
,
, في الصباح ارتدت اميره زي المدرسه الرسمي وهو بدله جميله باللون الرصاصي وحملت حقيبتها علي ظهرها
, ثم اتصلت بصديقتها المقربه نجمه والتي تدرس معها في الصف الثالث الثانوي وقالت.
,
, انا نازله يا نجمه استني عند الكوبري نمشي سوا، يلا سلام
, ثم اخذت ساندوتش اعدته لها والدتها ووضعته في حقيبتها واتجهت للباب ولكنها سمعت صوت والدها من خلفها يناديها
, نظرت للخلف وقالت، نعم يا بابا
, محمود، ما تمشيش خلي ادريس يوصلك
, اميره، انا همشي مع نجمه يابابا المدرسه قريبه مش محتاجه عربيه خلي عم ادريس يمكن امل تحتاجه يوصلها للكليه
, محمود، هيه لسه عامله زعلانه ومش عاوزه تيجي تعتذر.
,
, اميره، معرفش يا بابا بس هيه بتقول انها الكبيره وكدا
, محمود، طيب يلا علشان متتا خريش.
,
, صاحت نجيه. يا محمود تعالي شوف سالم مش راضي يصحي ولا يروح المدرسه
, محمود، ما تقلقيش يا نجيه انا جايب له مدرسين لكل المواد وهخليهم معاه لحد الامتحانات انا ماليش بركه ال سلومي
, خرجت امل من غرفتها وهي تحمل ادواتها الهندسيه ذاهبه الي جامعتها
, رات والدها فتجاهلته ومشت متجهه للباب
, صاح محمود، عامله نفسك مش شايفاني يا امل
, ، نظرت امل اليه بعتاب ولم تتكلم
, اقترب منها والدها واحتضنها ثم قال.
,
, ما تزعليش يا امل مني بس اخوكي يا بنتي ما ينفعش تضربيه وتهينيه انا عاوزكم تحبو بعض
, ردت امل، هنحب بعض يا بابا لما يحترمنا ويعرف ان فيه كبير وصغير
, محمود، اخرج مبلغ من النقود وقال
, طب خدي يا امل دول مصاريفك ومينفعش بنت تخاصم ابوها حتى لو مد ايده عليها
, امل بحزن، حاضر يا بابا عن اذنك.
,
, خرجت نجيه من المطبخ واستمعت لحوار محمود مع امل وقالت مبتسمه
, طب بتزعلها ليه بدال مش قادر علي خصامها
, محمود، امل جدعه وعندها شخصيه وبت راجل كده وما بتحبش المياعه وانا بحبها بس لم حد بيزعل سالم مببقاش في وعي يا نجيه دا ال كنت بتمناه من **** وال هيحمل. اسمي من بعدي وبعدين مالو ش اخ يا نجيه ولازم البنات يعرفو ان اخوهم دا ديك البرابر ال هيحميهم من بعدي
, هنيه، **** يديك الصحه يا حاج.
,
, فوجئت أميره بصديقتها نجمه ترتدي عباءه ه طويله وخمار علي غير عادتها فهي تلبس بدله مثل اميره
, اميره، **** **** شلاه يا حجه نجمه
, نجمه، الحمد *** يا اميره **** هداني والتزمت وبقيت احافظ على الصلوات واقرأ قرآن وجبت خمارات كل الالوان علشان دا هيبقي لبسي علي طول وممكن اتنقب في الجامعه كمان ان شاء ****.
,
, اميره، ايوه بس امتي حصل التغيير دا وايه السبب دا هوا اسبوع واحد ال مشفناش بعض فيه وقلنا هنقعد نذاكر في البيت
, نجمه، **** رزقنا بساكنه في شقه عندنا هيه من المنصوره واتجوزت مهندس متدين من عندنا وعايشين هنا في البلد
, بس ايه يا ميرو علامه في الدين لو شفتيها مش هتحبي تسيبيها ابدا بتدي دروس **** وكل بنات الشارع عندنا اتحجبوا بسببها
, اميره، للدرجه دي.
,
, نجمه، تعالي معا يا وانا اعرفك عليها ولو مش عارفه تفسير حاجه هيه بتدرس تفسير
, اميره، هيه دارسه ايه
, نجمه، معاها ليسانس حقوق ومعهد اعداد دعاه بس ما شاء **** عليها
, اميره، خلاص انا هقول لبابا وماما واجي عندها درس **** وتحفيظ قران
, نجمه، اتفقنا يا ميرو.
,
, خرجت امل مسرعه وهي تصيح يا عم ادريس يلا اتاخرت علي الجامعه
, ادريس السواق، حاضر يا ست امل اتفضلي اركبي
, صعدت امل الي السياره وحثته علي السير بسرعه
, اتصلت بصديقتها وفاء
, فقالت وفاء، اتاخرتي ليه يا امل السكيشن هيبد أ والدكتور عبد العزيز ما عندوش يلا ارحميني
, امل: انا في الطريق اهو يلا بسرعه يا عم ادريس
, وصلت امل لجامعة المنصوره ودخلت من بوابة كلية الهندسة واخذت تهرول مسرعه.
,
, ولاول مره تقصد الاسانسير لتقتصد في الوقت
, وصلت لباب الاسانسير فاذا بشاب يهم بغلقه فصاحت استني
, دخلت غاضبه، وقالت ايه دا مش شايفني
, عمر، و**** ال اعرفه ان الاسانسير ده مش للطلاب
, امل بغيظ، اه علي اساس انك عميد الكلية ولا علي راسك ريشه
, ولا تكون انت ال بل الندي طرطور ك ان شاء****
, عمر، ايه يا انسه السوقيه دي ريشة ايه وطرطور ايه اتكلمي باسلوب محترم احسن من كده.
,
, امل بغضب، انا محترمه واحسن منك ايه البلاوي ال ع الصبح دي
, وقف الاسانسير فخرجت مسرعه وهي تقول، عديني مش فاضيلك وجرت مسرعه
, دخلت امل القاعه بعد ان طرقت الباب وقالت، انا اسفه اصل
, لما تكمل عباراتها حيث صاح الدكتور، برررررررررااااااااا
, خرجت وهي تشعر بالحزن لتجد نفس الشاب الذي ركب معها الاسانسير
, يمر من امام القاعه وهو يحمل حقيبه وتعمد ان ينظر له نظرات شامته فقد سمع الدكتور وهو يطردها.
,
, اغتاظت امل من ابتسامته الماكره فصاحت وهي تشير بيدها اليه.، ما هو من وشك الفقر علي الصبح
, عمر وهو يسير متجاهلا لها، مجنونه.
,
, خرجت وفاء بعد انتهاء السيكشن لتجد امل غاصبه
, وفا ء، ايه يا امولا مالك واتاخرتي ليه
, امل، اصطبحت بوش انسان رزل فور دمي مش كده وبس دا سمع الدكتور بيطردني
, وفاء، واحد مين
, امل، واحد رخم تلاقيه في البكالوريوس فاكر نفسه كبير المهندسين وهوا حتت عيل
, مر عمر من امامهم فقالت امل وطي صوتك لحسن هوا ده بتقل دمه
, وفا ء، دا عسل يا امل حرام عليكي
, امل، وفاء انا بقول عليكي مؤ دبه بلا عسل بلا بصل.
,
, وفاء، فعلا ليها حق اميره تسميكي شاويش امل.
,
, في المساء حملت اميره التليفون واخذت تكلم صديقتها نجمه
, اميره، وبعدين يا نجمه البطل عمل ايه
, دخلت امل الحجره وقالت، لأ بقي انا مبحبش المياعه دي و**** ما انتو فالحين هي دي المذاكره
, قالت اميره، خلاص يا نجمه اقفلي دلوقتي لحسن امل اختي جت وقاعده تزعق ابقي كمليلي الصبح
, دخل سالم حجرة اخواته واخذ يضايقهن ويمسك ادوات امل للمره الثانيه
, صاحت امل، ولما اضربك تاني ابقي روح عيط لابوك.
,
, سالم وهو يغيظها، ما هو ضربك علشاني
, دخلت نجيه وصاحت، انت بتعمل ايه عندك يا سالم ما يصحش تكلم اختك الكبيرة كده
, امل، ما هو له حق يا ماما البيه فاكر ان معاه حصانه بس اقسم ب**** يا سالم لاكون ضرباك تاني فاهم انا بقي هربيك يا سالم
, سالم، سا معه يا ماما
, نجيه، يلا يا واد اطلع بره بلاش جرجره
, اقتربت امل من سالم وهي تحمل مسطرتها فخرج يجري من الحجره.
,
, ضحكت اميره ونجيه لخوف سالم من امل وقالت اميره، اشمعني انا مبيخفش مني كده
, قالت نجيه، امل ايدها طارشه
, ثم استئنفت انا خارجه عاوزين حاجه يا بنات
, ردت امل، اه يا ماما خلي سمره تعمل لنا شاي
, بعد خروج نجيه اخرجت اميره روايه من درج مكتبها وهمت بقرائتها
, ولكن امل اقتربت منها وشدتها من يدها بعنف وصاحت باميره
, دا وقت مذاكره يا اميره مش وقت قصص وروايات فهمتي، اتفضلي ذاكري لحسن اقطعهالك ميت حته.
,
, قالت اميره بتوسل، لأ خلاص يا امل هذاكر بس سبيها متقطعيهاش لحسن دي بتاعت نجمه
, قذفتها امل في الدرج وهي تهمهم، بنات ساذجه وتافهه، يا بنتي انتي ثانويه عامه حرام عليكي تضيعي وقتك يلا ذاكري.
,
, جلست امل مره اخري علي مكتبها تذاكر
, وكذلك فعلت اميره
, وبعد قليل قالت اميره بصوت منخفض لشقيقتها
, امل انتي عمرك ما قريتي روايه ابدا ولا حتي لما كنتي في ثانوي
, نظرت امل بحنان لاميره وقالت يا اميره دي حاجه بتعطلك عن دراستك ومستقبلك.
,
, يا حبيبتي اهم حاجه للبنت تعليمها وبعد تعليمها شغلها دا ال هيعمل لها قيمه وكيان فهمتي انما الحب والتفاهات دي بتعطل ثم انا عاوزه ابقي قويه ومعتمده علي **** ثم علي نفسي وانتي كمان افهمي ما فيش حاجة اسمها حب وهيام وغرام دا شغل روايات مثلا بابا وماما وعمو سعيد وطنط سهام عايشين كويس بس بتسمعيهم يقعدو يقولوكلام حب
, اميره بحزن، ابدا ما بيتكلموش غير جد عادي يعني.
,
, امل بابتسامه، بس كده هيه دي الحياه هات وخد مش زي الروايات فهمتي يلا ذاكري. ومتفكريش غير في مذاكرتك. ومستقبلك. وبس ثم استئنفت
, حتي صاحبتك نجمه مخها ضارب زيك
, اميره بغضب، متقوليش كده علي نجمه
, دخلت سمره تحمل صينيه عليها شاي وطبق به بعض الساندوتشات وقالت مبتسمه
, الشاي والاكل للعرايس الحلوين
, شكروها وما ان استدارت الا واخذت الفتيات تضحكا بشده فقد علق سالم لسمره ذيلا ورقيا علي جلبابها من الخلف يهتز كلما مشت.
,
, قالت امل وهي تضحك، شيلي الديل يا سمره دي اكيد عمايل سالم
, غضبت سمره وهي تشد الذيل الورقي وقالت
, و**** لاكون شاكياه للست نجيه هوا انا اده علشان يركب لي ديل و**** ما انا ساكته
, خرجت تهرول لتشكيه الي والدته
, سمره في الخامسه والثلاثون من عمرها ريفيه بسيطه هادئة الملامح تعمل منذ سنوات عديده في منزل الحاج محمود وافراد العائله بدورهم اعتبروها فردا منهم٢ نقطة
الفصل الرابع
في الجامعه التقت أمل وصديقتها وفاء التي قالت لها
, اسكتي يا اموله عندي خبر مش حلو
, املل بتساؤل: خير
, وفاء بهدوء، الدكتور عادل معيد مادة الرياضيات ال بتحبي شرحه قوي جت له بعثه ومسافر وهتكمل معانا الدكتوره الفت
, امل بغيظ، دا انتي وقعتي قلبي يا وفاء منك *** ما ال يمشي يمشي وال يجي يجي
, وفاء ضاحكه، وانا ال قلت هتزعلي
, امل بلا مبالاه، ازعل علي ايه يا هبله المهم نذاكر كويس وخلاص.
,
, دلفا الأثنان ثم جلست امل بجوار اميره في المدرج
, ينتظرا دخول الدكتوره الفت ولكن الذي دخل عميد الكلية بصحبة ذلك الشاب عمر الذي كان يحمل حقيبته وقال بعد ان حيي الطلاب وصمت الجميع
, انا جاي النهارده علشان اقول لكم ترحبو بالدكتور عمر عز الدين ان شاء**** هيدرس لكم بعد سفر الدكتور عادل عن اذنك يا دكتر
, ثم ترك عمر معهم في المدرج وانصرف.
,
, بهتت امل حينما راته وحمدت **** انها تجلس في الخلف وحاولت ان تخفض راسها حتي لاتراه ولا يراها
, حتي سمعت تهامس الفتيات
, منهن من تقول، واو دا قمر
, واخري تشيد بشياكته واناقته
, وهمست وفاء بت يا امل شوفتي المز دا
, امل بسخريه، بس يا وفاء متعمليش زي الهايفين دول دا دمه يلطش علي فكره
, وفاء بإستغراب، هو ال دمه يلطش ولا انتي ال معقده
, انتهت المحاضره وحمدت امل ربها انه لم يراها
, وعزمت علي ان تتجاهله تماما.
,
, وفي اليوم التالي
, ظنت امل انها ستنجو من مواجهة الدكتور عمر في كل مره
, وفي محاضرته الثانيه تعمدت ايضا الجلوس في اخر المدرج
, كانت تفكر انه من سوء الحظ ان يكون ذلك الشاب بالذات والذي اهانته اكثر من مره هو من يدرسها
, بالنسبه لعمر فقد جاب بنظره في المدرج في محاضرته الاولي ولم يراها فقد كانت تخفض راسها طوال المحاضره
, لكن تلك المره لم تكن كالسابقه فقد وقف الدكتور عمر. في البدايه امام مكتبه المخصص له وقال:.
,
, المره ال فاتت انتو اتعرفتوا عليه المره دي احب اتعرف عليكم
, كل طالب وطالبه يتفضل يقف ثواني يقول اسمه
, بدا الطلاب يفعلون وبدأ عمر يتجول في القاعه
, همست امل بضيق، **** يخرب بيتك
, سرحت قليلا الي ان سمعت وفاء وهي تقول اسمها بسعاده وابتسامه
, ولم تدرك الا ان عليها الدور الا حينما مال عليها وقال، والانسه
, نظرت له مرتبكه وقالت، امل محمود
, عمر رافعاً حاجبه، طب والباشمهندسه مبتقومش ليه زي زمايلها.
,
, ثم قال بصوت ساخر، والا والا انتي ال بل الندي طرطورك
, امل باحراج، ايه دا الكلام دا يادكتر
, عمر بجديه، دا الكلام ال اتعلمته من واحده لسانها طويل وعلي راسها ريشه
, ما ان اتم جملته حتي تعالت الضحكات وكادت الدموع تنهمر من عين امل٣ نقطة
, بينما قال عمر بتشفي: عموما اتفضلي اقعدي كفايه كده عليكي النهارده
, جلست وقد ازدادت كراهيتها لعمر لقد جعل جميع من في المدرج يسخرون منها.
,
, همست وفاء، فيه ايه يا امل بيعمل معاكي كده له انتي تعرفيه
, لم ترد امل وانما اشارت لها لتصمت.
,
, اخذت اميره رغما عنها كلما فتحت كتاب لتذاكر تذكرت كلام ساره عن عاصم ورسمت له صورة في مخيلتها وتمنت لقائه
, تمنت ان تلتقي بذلك المعلم الذي يدرس تلاميذه السلوكيات الدينيه ويبهرهم باسلوبه لا بل ويحكون عن وسامته.
,
, في شقة مصطفي وايمان
, صاحت ايمان قائله، دي مش عيشه يا مصطفي احنا بقينا زي الاغراب انت بتقعد في المستشفي من الصبح للضهر والعياده من الضهر لباقي النهار وتيجي مرهق وتنام انا مليت بجد انا بقيت بكلم الحيطان
, مصطفي بصوت عالِ بعض الشئ، اعمل ايه يا ايمان كله علشانكم انا بتعب علشان مين ثم عندك الصيدليه ما انتي فيها علي طول وبتزعلي لما اقولك بلاش تروحي.
,
, صرخت ايمان قائله: انا متجوزاك انت مش متجوزه الصيدليه انا عاوزه اخرج نسافر نغير جو
, مصطفي محاولا ضبط أعصابه، بصي يا ايمان روحي البلد عندكم غيري جو اقولك روحي زوري ابتهال اختي
, ايمان، مش هروح لوحدي ولا عاوز تفضل مع الزفته ال ف العياده
, احمرت اوداج مصطفي من الغضب وقال، زودتيها يا ايمان صبري عليكي خلاكي تتجاوزي حدودك وقسماً ب**** هزعلك جامد بعد كده٣ نقطة
,
, شعرت ايمان بخطئها فغيرت نبرة صوتها وقالت بدلال: ما انا بحبك يا درش وبغير عليك لازم تراعي مشاعري
, لم يجيب عليها مصطفي بل مسح وجهه بكفيه حتي يزول ذاك الغضب بداخله حتي همست له إيمان وهي تقول برقه: حبيبي أسفه
, سرعان ما إبتسم مصطفي وقال مازحاً: طب تعالي بقا أشوف حكايه مشاعيرك دي ايه!
, أنهي جملته وهو يجذبها إليه لتستقر في أحضانه ويحلقا معا في سماء العشق٣ نقطة
,
, انتهت المحاضره في كليه الهندسه حتي قالت امل لوفاء: يا بت ما هو دا ال ورتهولك وقلت لك انه ركب معايا الاسانسير
, وفاء، اه معرفتوش اصله بصراحه النهارده شيك قوي كده ويجنن المره ال فاتت كان لابس نظاره مخبيه وشه
, امل بغيظ، يا ريته يخبيه علي طول دا وشه عكر اصلا.
,
, في المساء، عم ظلام الليل، فعاود مصطفي إلي عيادته ليتابع مرضاه ما ان دخل حتي هبت علا واقفه للترحيب به وتحمل عنه حقيبته
, دخل مصطفي المكتب ليجد باقه من الزهور الطبيعيه علي مكتبه فتعجب وقال:
, مين جاب الورد دا يا علا
, علا، انا مش حضرتك بتحب الورد
, مصطفي، اه بحبه طبعا بس ما فيش داعي تكرريها لما احب اجيب ورد هشتريه
, خرجت علا وهي مكتئبه، و جلست علي مكتبها وقالت، ماشي يا دكتور مصطفى انا وانت والزمن طويل.
,
, لاحظ مصطفي التغير الملحوظ في علا لقد اصبحت اكثر اناقه من قبل وملابسها اصبحت ضيقه تحدد تفاصيل جسدها الملفوف بشكل مبالغ فيه لم تكن علا جميله بمعني الكلمة ولكنها وضعت الكثير من المساحيق لتبدو اجمل مع العطور الرخيصه التي تستطيع شرائها
, لقد تعمدت ابراز مفاتنها
, ظن مصطفي ان تكون علا قد ارتبطت بشخص ما وان ذلك سبب تغيرها وتجاهلها ولكنه كان في بعض الأحيان ينصحها بالاحتشام.
,
, ومرت الأيام
, وفي ذات يوم تأخر مصطفي في العياده حيث كانت مزدحمه بالمرضي وتفاجئ بعلا تدخل له وهي تحمل صينيه عليها ساندوتشات اعدتها في منزلها وزجاجه من العصير الطازج٢ نقطة
, نظر لها مستغربا وقال: ايه ده؟
, علا بدلال: أكل ليك يا دوك عملته بايدي
, مصطفي بحديه، لأ يا علا انا هروح اكل في البيت متشكر
, علا، بس انا عملت الاكل ده علشان حضرتك
, مصطفى بخشونه، لأ ما تعمليش كده تاني يا علا.
,
, خرجت علا تحمل الصينيه وهي تشعر بالاسف و
, عاد مصطفي من عمله وهو يشعر بالتعب والانهاك والجوع فوجد ايمان تغط في النوم فهزها برفق وهو يقول:
, ايمان، ايمان قومي حطي العشا انا جعان
, قالت ايمان ولازالت عيناها مغمضتين بكسل، معلهش يا حبيبي انا مجهزه الاكل في المطبخ
, سخن وكل يا حبيبي عشان مش قادره
, مصطفي بغيظ، وانا ال مرضتش اكل ال علشان ناكل سوا
, وجلس ياكل الطعام بدون اي شهيه.
,
, في صبيحة اليوم التالي
, دخل محمود علي زوجته نجيه ومعه احد العمال يحمل خروف كبيروضعه في الحديقه الداخلية وانصرف
, نجيه بتساؤل: ايه دا يا حاج
, محمود، خروف واحد جه يبيعه ليه في المصنع قلت اجيبه ندبحه ونوزعه علشان **** يحمي سالم ويبارك فيه
, نجيه، ويحمي البنات كمان.
,
, محمود، انا قلت جايبه علشان **** يحمي سالم فاهمه سالم دا حته من قلبي ونور عيني وولد وحيد لو راح مش هعوضه لكن انا عندي بدال البنت تلاته يا نجيه فهمتي سالم دا الحيله
, انا راجع المصنع وهبعت لك الجزاز والعمال يدبحه ويوزعوه ماشي
, نجيه، ماشي وابعتلي اكياس يا حاج محمود
, محمود، ما تسبيش منه ولا حتت لحمه للبيت يا نجيه
, نجيه، اللحمه ماليه التلاجه يا حاج.
,
, فعلا حضر العمال وتم تقطيع اللحم وتكيسه واخذها العمال ليوزعوها علي زملائهم في المصنع
, قالت نجيه: هاتو كيس كويس نبعته لبيت سعيد
, سمعت اميره فهبت مسرعه، هاتي يا ماما انا هوديه لعيلة عمي
, نجيه، **** يجازيكي خير يا بنتي خدي وسلمي لي علي سهام
, اميره، حاضر يا ماما.
,
, ذهبت اميره الي بيت عمها وهي تتمني ان يكون هذا الوقت هو ميعاد درس ساره
, رحبت سهام باميره وشكرتها علي الهديه
, قالت اميره، امال فين هشام وساره يا طنط
, سهام، هشام مع ابوه في المصنع وسارة جوا بتاخد الدرس
, فرحت اميره وقالت طيب يا طنط انا هقعد استناها
, تعجبت سهام فاميره عادة تاتي علي عجل وتمشي بسرعه
, انصتت اميره لتسمع شرح مستر عاصم للفتيات وتمنت ان تدخل عليهم الغرفه ولكنها خجلت ان تفعل ذلك.
,
, وسمعته يهم بالانصراف فسلطت عيناها علي باب الغرفه لتراه
, لكنها رات ساره تدخل وترحب بها وتصيح
, ميرو، انتي هنا
, اميره، اه امال زميلاتك ما خرجوش ليه
, ساره، لأ ما هو مستر عاصم وزميلاتي بيطلعو من الباب التاني
, شعرت اميره بخيبة الامل وحاولت ان تداري فقالت
, ماشي انا ماشيه انتو بقي خدتو ايه النهارده في الدرس
, ساره، نحو كان عندنا حصة نحو علي فكره المستر عنده مكتبه صغيره اسلاميه فيها كتب وسديهات.
,
, اميره، طب خدي يا ساره واخرجت من جيبها مبلغ صغير من المال
, هاتي لي منه كتاب ففروا الي **** سمعت انه حلو قوي وانا بحب كتب الرقائق دي ال بترقق القلب
, ساره، هتبقي رقيقه اكتر من كده يا ميرا دا انتي عسل
, اميره، تسلمي يا ساره انا ماشيه.
,
, دخل عمر القاعه وجلست امل في مكانها المعتاد في الدرج الاخير وتمنت الا يستهزأ بها هذه المره ايضا لكنه القي محاضرته وهو يتجاهلها تماما
, وفي نهاية المحاضره قال، ودلوقتي الورق ده فيه اسمائكم
, انا قسمتكم مجموعات كل مجموعه تعمل البحث المطلوب منهم وكمان مشروع مشترك
, وبناء علي شغل المجموعه في اديكم الدرجات
, دا بيعلمكم ازاي تشتغلو بشكل جماعي مفهوم
, رد الطلاب، مفهوم يا دكتر.
,
, بعد ان انصرف ألقت امل الورقه من يدها وهي تصيح:
, لا انا مبشتغلش مع ولاد
, قال زميلها، الدكتور عمر مقسمنا كل مجموعه تلت ولاد وبنتين
, امل، لأ ما ليش دعوه دا ظلم
, زميلها، انتي كده هتعطلينا يا انسه
, مش عاجبك تعالي نروح للدكتور مكتبه
, قالت امل، ايوه نروح انا ما بخفش من حد
, طرق طالب من الطلاب باب المكتب واذن لهم عمر بالدخول
, لتدخل امل ووفاء وثلاثه من الشباب مشتركين معهن
, عمر بوقار: خير.
,
, نظرت امل الي الارض واخذت تدعك كفا يديها بتوتر
, قال احد الشباب، الباشمهندسه رافضه تشتغل معانا وكده هنتعطل يا دكتر عن زمايلنا
, نظر عمر لامل بتحدي وقال، في الحاله دي اعملو انتو الاربعه الشغل والانسه اكيد هتشيل الماده ونظر الي وفاء وقال، ولا انتي معترضه انتي كمان
, وفاء، لأ لأ طبعا يا دكتر انا معاهم ان شاء ****
, نظر الي امل وقال، انتي تقديرك ايه السنين اللي فاتت يا انسه
, امل بفخر، امتياز والاولي علي الدفعه.
,
, عمر باستغراب، مش باين عليكي
, امل، ولا حضرتك كان باين عليك انك معيد
, عمر بحده وقد هب واقفاً: إلزمي حدودك يا طالبه وأعرفي انك بتتكلمي مع الدكتر بتاعك
, صمتت أمل مذهوله بإحراج بينما تابع عمر بعد ذلك بهدوء، اتفضلو اخرجو انا قلت ال عندي
, خرجو جميعا وبدات وفاء مع الشباب يتباحثون في كيفية اعداد المطلوب
, وشعرت امل بالوحده والظلم فقررت ان تدخل مره اخري لتحاول اقناع الدكتور عمر
, اقتربت من الباب لتطرقه بتردد.
,
, كان الدكتور عمر يحمل حقيبته وعلي وشك الانصراف
, فتحت الباب ليجد امل في وجهه
, عمر بجديه، خير يا انسه
, امل برجاء، عاوزه اتكلم معاك
, دخل ليجلس علي مكتبه مره اخري وقالت امل
, يا دكتر انا مبقدرش اشتغل مع ولاد بجد انا مش بدلع و****
, عمر بتعجب، يعني عمرك ما كلمتي ولد بلسانك المترين دا
, امل ببراءه، و**** ما كلمت حد الا لو كنت بوبخه بس لو حاول يضايقني.
,
, ابتسم عمر وقال، اه بس بوبخه دي رقيقه قوي عليكي قولي بهزئه، بشتمه، بمسح بكرامته الارض
, امل، لو سمحت خليني في مجموعه بنات
, عمر، ما ينفعش اغير النظام بس
, امل، بس ايه
, عمر: بس في حل تاني
, امل، حل ايه
, عمر، الشغل ال هيعمله خمسه سوا تعمليه لوحدك وتقدمي بحثك في نفس الوقت معاهم
, امل، ايوه لكن
, عمر، ما عنديش حل تاني
, امل، موافقه.
,
, اخرج عمر ورقه ثم اخذ يكتب عليها الطلبات المتفرقه ويحاول ان يصعب عليها العمل اكثر من زملائها وقال، اتفضلي.
,
, عاود عمر إلي منزله وأخذ يتحدث مع والدته فاطمه
, فاطمه: حرام عليك يا عمر انت كده ظلمت البنت دي
, عمر، لو شفتي يا ماما طولت لسانها في الاسانسير ما تشوفهاش وهيه داخله تتحايل عليا بنت غريبه فعلا دي ما فيش ولد في الجامعه يقدر يقرب منها، شرسه قوي
, فاطمه، ايه يا دكتر عموره مش ملاحظ انك بتتكلم عن البنت دي كتير
, عمر، ابدا يا ماما بس نموذج عجيب مش اكتر٣ نقطة
الفصل الخامس
أي رجل مهما كانت مقاومته وجديته من الممكن يضعف أمام إغواء أنثي تحاول لفت نظره وتدليله فهل سيضعف مصطفي أمام علا تلك الفتاه الوصوليه التي تريد الهرب من بيئتها الفقيره والارتقاء الي مكانه اعلي في المجتمع
, اصبحت علا كالحرباء المتلونه تحاول ان تغير في ملابسها وصوتها وذاتها من اجل الوصول إلى حلمها المنشود٣ نقطة
,
, دلفت الي مكتب مصطفي وقالت بصوت أنثوي:
, هتكسفني تاني يا دكتر مصطفي ولا هتقبل تتغدي معايا
, ووضعت اصناف شهيه من الطعام امامه وقالت:
, دول ساندوتشات بانيه ومخ عملتهم بايديه علشان خاطري اجبر بخاطري وكل يا دكتر دا انا نضيفه و****
, ثم أخذت ساندوتش. ومدت يدها له ف اخذه منها وقال، ماشي ياعلا المرادي بس عشان خاطرك
, علا بإبتسامه، شكرا يا دوك.
,
, إسبوعان من العمل المتواصل امل لا تاكل ولا تنام الا قليلا
, همست تحدث نفسها: هتحداك ايها المتعجرف.
,
, في البيت اما تجلس علي حاسوبها لتنهي البحث او علي منضدتها لترسم المشروع الخاص بها
, وخارج البيت اما بالمكتبه او الجامعة
, تذهب إلى الجامعه وفوق عيناها منتفخ من السهر
, لا تتحدث مع احد فليس لديها وقت
, في الجامعه الجميع يعمل في مجموعات وهي وحيده عليها واجبات تفعلها وحدها في حين يجتمع خمسه من الاشخاص ليعملوا معا.
,
, وقف ادريس بالسياره امام الجامعه
, وحاولت امل ان تعبر الطريق الي البوابه وسارت وهي مرهقه من عدم النوم
, فاذا بسياره مسرعه كادت ان تصطدم بها وهي تسير مرهقه وشارده
, لم تشعر الا بايدي قويه تحيط خصرها وتجذبها ليسقطا ارضا وهو يصيح حاااااااسبي
, انه هوا الدكتور عمر فتحت عيناها لتكتشف انها نائمه علي الارض بين احضانه حيث يحيط خصرها بذراعيه
, ما ان إنتبهت لنفسها حتي صاحت قائله، شيل ايدك انت اتجننت.
,
, عمر بغيظ وهو يقف وينفض الغبار عن ملابسه، ايوه اتجننت اني ما سبتكيش تموتي وانتي ماشيه زي المسطوله
, امل بتأفف وإرهاق، كله بسببك فاهم
, اشفق عمر عليها ولكنه تركها وانصرف مسرعا ليدخل من البوابه وتقوم هي وهي تشعر بالالام في جميع انحاء جسدها
, لم تدخل الجامعه لكنها عادت الى البيت وهي ساخطه.
,
, بعد اسبوعين من العمل والمشقه بالنسبه لامل جلست في المدرج بجوار وفاء فقامت طالبه زميله لهن واقتربت من الميكرفون وقالت
, الزملا والزميلات، لو سمحتم كله يجمع الابحاث عندي هنا علشان النهارده اخر ميعاد والدكتور عمر طلبهم هنوديهم مكتبه
, قامت المجموعات بتسليم الملفات الخاصة بها وقامت امل لتضع ابحاثها وسط الملفات
, لتاخذهم الطالبه ومعها زميل الي مكتب الدكتور عمر
, قالت امل لوفاء، اكيد هيخسف بيه الارض.
,
, وفاء، لأ يا أمل اكيد الدكتور عمر ميعملش كده كل الطلبه بيحبوه ويشكرو فيه
, امل بغيظ، مخدوعين.
,
, ذهل عمر وهو يري ما فعلته امل لقد تفوقت علي الجميع
, وقدمت، بحثا علميا متميزا وكذلك ابدعت في المشروع الهندسي الخاص بها
, جلس الجميع في القاعه بانتظار دخول الدكتور عمر
, الذي دخل وحياهم
, ثم اخذ يعلن عن نتيجة كل طلب
, وانتهي ولم يذكر اسم امل٢ نقطة
, قامت امل وقالت، حضرتك مقولتش إسمي
, عمر، بحثك وشغلك من احسن ال شوفته بس للاسف هتنقصي درجات لانك رفضتي تشتغلي مع زمايلك
, صاحت امل، ظلم دا ظلم انا تعبت اكتر منهم.
,
, وخرجت غاضبه تاركه قاعة المحاضرات وسط همهمات الطلبه والطالبات.
,
, طوال طريق أمل وهي لم تتوقف لحظه عن البكاء، كانت تبكي بشده والدموع تتساقط فوق وجنتيها، حتي أصبحت عينيها منتفختان، وما ان دلفت إلي المنزل حتي هبت نجيه واقفه لتقول بلهفه:
, - يالهوي مالك يا أمل
, أمل ببكاء: مفيش يا ماما مفيش
, نجيه بحده: مفيش إزاي، انتي بتعيطي ليه
, ركضت أمل الي الغرفه، بينما اتبعتها نجيه وهي تقول بذعر: يابت انطقي في ايه
, إعتدلت أمل في جلستها ثم مسحت دموعها بأناملها وهي تقول بتشنج:.
,
, البحث الي فضلت سهرانه عليه كل يوم مبنمش ولا كأني عملت حاجه والدكتور مقليش النتيجه وقالي يعتبر ملغي عشان عملته لوحدي
, تنهدت نجيه بارتياح، ثم قالت: يوه خضتيني انا قولت حد اتعرضلك ولا حاجه.
,
, ظلت امل تبكي في حين قالت نجيه: ولا يهمك يا امل كله فداكي ياحبيبتي اما اروح احضر الأكل لحسن زمان الحاج علي وصول وكمان سالم وأميره، ومن ثم تركتها وتوجهت الي المطبخ في حين حدقت أمل بالفراغ وهي تقول بغضب: بكرهكم بكرهكم كلكم.
,
, علي جانب آخر بنفس القريه التي تقطن بها عائله الحاج محمود في أحد البيوت البسيطه التي تكون مبنيه بالطوب اللبني، نسمع صوته الرجولي العالِ وهو يقول بحده: كنتي فين لحد دلوقتي يا حنان؟
, إزدردت ريقها بخوف ثم تابعت قائله:
, - كان عندي درس يا عاصم و****
, اقترب عاصم منها ليقول بغضب جلي: من النهارده مفيش دروس من البيت للمدرسه ومن المدرسه للبيت
, عقدت حاجبيها لتقول باعتراض: مينفعش يا٣ نقطة
,
, قاطعها وهو يقبض علي ذراعها ليقول بعصبيه: لا هينفع ولا وقسما ب**** هخليكي تعدي في البيت لحد اما اجوزك انا مش ناقص وجع دماغ وكلام الناس مبيرحمش
, ادمعت عينا حنان من هذه الطريقه التي دوما يعاملها بها أخيها لتقول بصوت باكي ؛. ماشي يا عاصم.
,
, أرخي عاصم قبضته عن شقيقته ليقول بعد ذلك بصوت هادي: ياحنان متخلنيش اتعصب عليكي وأنتي عارفه غلاوتك عندي اد ايه، انا بشقي وبنحت في الصخر عشان احوش تمن جهازك واسترك زي أختك، أرجوكي إسمعي كلامي وبلاش تأخير تاني عشان انا بقلق عليكي
, أومأت برأسها بينما قال هو بجديه: يلا ادخلي اغسلي وشك وحضري الأكل عشان نتغدي.
,
, سارت حنان إلي المرحاض ومن ثم أبدلت ملابسها بينما خرج عاصم ليقف في شرفه هذا المنزل التي تطل علي الشارع وتكون بالدور الأرضي حيث كانت بالطوب اللبني أيضا وبها تشققات عديده،.
,
, (عاصم عبد الرحمن، توفي والده منذ أن كان *** صغير يبلغ من العمر ١٠ سنوات وكانت شقيقاته أصغر منه سناً ولم يمر عاما واحدا حتي تزوجت والدته وهاجرت إلي محافظه دمنهور، وتزوجت وأصبح لديها ولد وفتاه، وتأقلمت مع حياتها الجديده وتركت الأصفال الصغار برعاية جدتهم التي كانت خير معين لهم علي الحياه فكان عاصم يحبها بشده وكذلك الفتاتان شقيقاته حتي توفيت وأصبح عاصم هو المسؤول الوحيد عن شقيقاته حيث كان لهن أبا وأخا في آن واحد، شقي لأجلهم بدون سند أو معين، كما أنه حُرم من حنان الأب والأم أيضا في آن واحد، فلم يكن لديه الوقت في المزاح أو المرح فكان شاغله هن شقيقاته يدرس ويعمل في آن واحد حتي دخل كليه التربيه قسم اللغه العربيه، ومن ثم أصبح معلماً يحترمه الكثير له أخلاق جيده وحميده، ولكنه ٱذا غضب يتحول إلي شخص آخر، شخصا مرعبا للغايه من الممكن أن يكون بشخصيتان رغم أنه متدين ملتزم يصلي فروضه ويخشي خالقه، كما أنه زوج شقيقته منال، وحمد ربه أنها تزوجت ليكون لها إستقرار، والآن هو يجاهد حتي تنتهي حنان من دراستها ومن ثم تتزوج مثل شقيقتها، وأيضا عاصم ً يكن في قلبه حزن دفين لا يعلمه أحد فهو إنحرم من أشياء كثيره لم يقف بجانبه أحد ولم يساعده أحد ولكنه تحامل علي نفسه حقق ذاته رغم فقره ورغم أنه إبن خادمه جعل كل من يراه يحترمه ويهابه.
,
, مرت عدة أيام علي أبطالنا
, وفي ذات يوم، عاد مصطفي إلي منزله بعد إنتهاء يومه الشاق، دلف إلي غرفة النوم ليجد زوجته نائمه كعادتها في الأيام الأخيره، فزفر بضيق وأخذ يبدل ملابسه بحنق في حين شعرت إيمان بحركته ففتحت عينيها ببطئ شديد لتقول بصوت يتغلب عليه النعاس، :
, أنت جيت يا مصطفي
, أومأ مصطفي برأسه وهو يقول بضيق: ايوه جيت
, نهضت إيمان بتكاسل وهي تتثائب ثم قالت بخفوت:
, طيب ياحبيبي هحضرلك الأكل.
,
, ذهل مصطفي من هذه الطريقه فدوما كانت تهمله ف الايام الاخيره، ولكنه تنهد بارتياح وظن بأنها شعرت باهمالها له، بينما توجهت إيمان إلي المطبخ، ودلف مصطفي إلي المرحاض ليغسل يديه، ثم خرج بعد ذلك ليجففها بالمنشفه، ثم ذهب إلي غرفة إبنته الصغيره لينحني إلي فراشها الصغير ويقبلها بعاطفه أبويه، ثم دثرها جيدا بالغطاء وخرج عائدا إلي غرفته ليجلس علي الفراش بإنهاك شديد أغمض عينيه ليأخذ نفسا ومن ثم زفره علي مهل، وبينما دلفت إيمان وهي ممسكه بالطعام ووضعت الصينيه أمامه، لتنتصب في وقفتها بعد ذلك، فنظر لها مصطفي بذهول وتابع قائلا: هو أنا هاكل لوحدي؟
,
, أومأت إيمان برأسها ثم قالت بلا مبالاه: أصل أنا كلت من بدري أنا وسلمي، كل أنت بقي
, صر مصطفي علي أسنانه ليقول بحزم: علي طول كنتي بتستني يا ايمان ناكل مع بعض ايه الي جري؟
, إيمان مبتسمه: معلش ياحبيبي عشان بس تعبانه اليومين دول في الشغل حقك عليا ما بصدق أكل وأنام
, تنهد مصطفي وقال: طيب يا ايمان اعدي معايا علي الأقل.
,
, إبتسمت وجلست بجواره وبدأ مصطفي في تناول الطعام بينما كانت ايمان تتثائب بكسل غير مباليه بزوجها وغير مهتمه به، مما جعل مصطفي يحزن لإهمالها، فبعد قليل إنتهي من الطعام وقامت ايمان بجذب الصحون إلي المطبخ ومن ثم عادت سريعا لتلقي بجسدها علي الفراش، فتسطح مصطفي جوارها وجذبها من خصرها باشتياق ولكنها قالت سريعاً: معلش يا مصطفي أنا تعبانه وعايزه أنام.
,
, صر مصطفي علي أسنانه ومن ثم نهض جالسا ليقول بغضب: لا دي مبقتش عيشه أبدا أنتي جرالك ايه علي طول تعبانه علي طول مهمله فيا، أنتي مبقتيش ايمان مراتي الي بتحبني
, زفرت ايمان بضيق لتقول بحنق: يا مصطفي بليز عاوزه أنام عندي شغل الصبح تصبح علي خير وبكره نتكلم.
,
, ومن ثم أولته ظهرها متجاهله اياه تماما، في حين ظل مصطفي ينظر إليها بحزن وغضب شديد فنهض متجها إلي الشرفه، ليستنشق ذلك الهواء الرباني لعله يريح ما في صدره٣ نقطة
الفصل السادس
في صباح اليوم التالي٢ نقطة
,
, ذهبت أمل إلي جامعتها، ودلفت إلي المدرج وجلست بهدوء بينما دلف خلفها الدكتور عمر ليقف ينظر لها لبرهه، ثم تنحنح ووقف يشرح بتشتت تاره يشرح وتاره يشرد في وجهها الحزين دائما ما يشعر بتأنيب الضمير فحقا كانت تستحق الفوز بما فعلته من إجتهاد ولكن لم يكن عادلا معها وكان سبب في هذا الحزن الذي يرتسم علي ملامحها التي أصبحت باهته وشاحبه، ومما جعلها تزداد كرها له وتنظر له نظرات إستحقاريه، كانت نظرتها قادره علي إشتعال الغضب بداخله لا يعلم لماذا يشعر بهذا الشعور! ولماذا مهتم بتغيرها إلي هذا الحد!
,
, ما ان إنتهت المحاضره حتي خرج الطلاب جميعا وكادت أمل أن تخرج ولكن استوقفه صوتها وهو يقول بجديه: أمل
, إلتفتت له بدهشه تمتزج بالغضب لتقول بثبات: نعم؟
, ٱتجه إليها ليقول بهدوء: أنا هعيد النتيجه من تاني لأن الظاهر ان حدث خطأ
, رمقته بنظرات حاده لتتابع بعد ذلك: وليه ما هو أنت الي عامل الخطأ ده عموما متعدش حاجه المهم يكون ضميرك مرتاح يا دكتور.
,
, صر علي أسنانه ليقول بحده: أنتي ازاي بتكلمني بالاسلوب ده؟ يا ريت تلزمي حدودك يا آنسه وتعرفي اني الدكتور بتاعك مش زميلك
, لوت أمل فمها ورمقته بازدراء ثم خرجت دون أن تنطق بكلمه واحده ليزداد غضب عمر ويصر علي أسنانه بشده فمن هذه لتتعامل بكل هذا الغرور!
,
, عادت أميره إلي المنزل بعد يوم دراسي طويل، وما ان دلفت حتي توجهت إلي المطبخ لتبحث عن والدتها ولكن لم تجدها فعقدت حاجبيها باستغراب ومن ثم تجولت في أنحاء المنزل لكن لم تجدها فدلفت إلي غرفة سالم الجالس يلعب بالبيلستيشن دون إكتراث، فسألته بجديه وهي تقول: فين ماما؟
, سالم وهو منتبه لما يفعله: راحت السوق
, تنهدت أميره وأمأت برأسها ولكنها قالت باهتمام: وانت موراكش مذاكره؟ علي طول قاعد بتلعب كده.
,
, سالم بلا مبالاه: وأنتي مالك، بابا هيجبلي مدرسين وهينجحوني
, أميره بغضب: انت قليل الادب اصلا، جتك البلي، ثم خرجت من الغرفه بعد ان صفعت الباب، ثم حدثت نفسها لتقول بحنق: و**** يا بابا هتبوظوا بالدلع بتاعك ده
, ثم وقفت لثانيه لتري هاتفها يرن فأجابت علي الفور قائله بلهفه:
, - ايوه يا ماما أنتي فين
, نجيه: أنا عند بيت عمك يا اميره معلش ياحبيبتي اصل جبت حاجات كتيره من السوق تعالي شيلي معايا.
,
, أومأت أميره برأسها قائله: حاضر يا ماما جايه علي طول، ومن ثم أغلقت الخط متجهه إلي الخارج، حتي وصلت إلي بيت عمها وما ان اقتربت من مدخل المنزل حتي إصطدمت بجسده الضخم فجعلها تشهق وهي تضع يدها علي فمها وتبتعد عنه،
, رفع عاصم نظره اليها كاد أن يغرق في عينيها الخضراويتين، ولكن سرعان ما أخفض بصره وهو يقول بصوت رجولي: أسف!
,
, ابتلعت ريقها بصعوبه بالغه وهي تنظر له بعدم تصديق: ما هذا بالطبع قد يكون من أبطال تلك الروايات التي تقرأها دوما، ولكنها أخفضت بصرها سريعا هي الآخري، لتتجه إلي مدخل المنزل سريعا وقلبها يخفق بشده فتفاجئت به يدلف خلفها، فازداد خفقان قلبها بشده ومن ثم دقت الجرس سريعا لتفتح ساره ومن ثم ترحب بها وما ان وجدت عاصم حتي قالت: اتفضل يا مستر
, دلف عاصم علي استيحاء ليقول: السلام عليكم.
,
, رمشت أميره بعينيها غير مصدقه هل هذا ما حكت عنه ساره! يا إلهي هذا هو الذي تمنته، وما هذه الأخلاق أيضا إنه لم يرفع عيناه وينظر إليهن، في حين قالت ساره بابتسامه: أميره بنت عمي يا مستر
, إبتسم عاصم بخفه ليقول ولا زال مخفض عينيه: اهلا وسهلا
, ثم سار مع ساره إلي حيث توجد الفتيات ليبدأ في الدرس والشرح لتستمع أميره إلي صوته الرجولي ولا زالت في حاله من الهيمان.
,
, ، بينما توجهت نجيه إليها وهي تقول بتساؤل: ايه يا اميره مالك واقفه كده ليه؟
, تنحنحت أميره لتجيب عليها باحراج: ها لا ابدا يا ماما انا لسه داخله
, تحدثت سهام وهي تقول بابتسامه: ازيك ياحبيبتي
, ابتسمت أميره قائله: الحمد*** يا طنط
, تابعت نجيه وهي تقول: يلا ياحبيبتي شيلي معايا
, عقدت أميره حاجبيها وهي تقول بتذمر: ليه يا ماما مش بتبعتي سمره تجبلك كل حاجه بدل ما تتعبي نفسك كده.
,
, نجيه بهدوء: سمره روحت النهارده تشوف عيالها يا بنتي، وانا مبحبش القعده اروح اجيب حاجتي بنفسي يلا بينا بقا
, تنهدت أميره ثم ألقت نظره أخيره علي تلك الغرفه المنبعث منها صوته الرجولي وكأنها تحبسه بداخلها حتي يظل يتردد دائما إلي مسامعها بينما قالت نجيه مكرره: يابت يا اميره انتي مالك النهارده يلا شيلي.
,
, رمشت أميره بعينيها ومن ثم إنحنت لتجذب الأشياء التي قامت والدتها بشرائها، ومن ثم ساعدتها نجيه وهي تقول بابتسامه: يلا سلام عليكم
, ردت عليها سهام: وعليكم السلام نورتيني يانجيه
, إبتسمت لها وهي تقول: تعيشي
, ثم إنصرفت هي وإبنتها متجهن إلي المنزل.
,
, بينما وعاصم يشرح لتلاميذه شرد قليلا عندما نظر إلي عينيها الساحرتين بخضارها الجذاب، إبتلع ريقه ولقد إنتبه إلي نفسه وأكمل شرحه للفتيات٣ نقطة
,
, ألقت أميره بجسدها علي الفراش بعد أن عادت إلي منزلها، بصحبة والدتها، ثم حدقت في الفراغ مبتسمه، وهي تتذكر ملامحه الرجوليه وذقنه النابته، وبشرته القمحيه المائله إلي السمار، وفوق كل هذا الأخلاق التي لطالما تمنتها وتقرأ عنها في عالم الروايات، كما تمنت، تجد فيه كل ما تمنته شكلا وموضعاً، ها هي قد أخذت بالمظهر هل تعلم هي ما يختبئ بداخله! بالطبع لا فهي مثل الكثير، ينخدعن دائما في المظاهر٣ نقطة
,
, في المساء٣ نقطة
, تحديدا في عيادة الدكتور مصطفي، جلس علي مقعده بعد إنتهاء أخر كشف، بإنهاك شديد، ليغلق عينيه لبضع دقائق وما ان فتحهما بعد ذلك تفاجئ بعلا تقترب منه، ببطئ ورائحتها تفوح المكان، ليعقد حاجبيه باستغراب وهو يقول بجديه: في حاجه يا علا؟
, علا بهدوء وقد تحدثت بصوت أنثوي مائل للميوعه: أنت شكلك تعبان أوي النهارده، يا دكتر
, تنهد بقوه ثم تابع مغلقاً عيناه: اه فعلا مرهق جدا.
,
, صمت، صمت ساد المكان، إنتفض فزعاً بعد ذلك حين شعر بلمستها، تمرر أصابعها علي ذراعه بإغراء بينما هب واقفا وهو يقول بغضب: أنتي اتجننتي ولا ايه
, إبتسمت علا بلا مبالاه لتجيب عليه قائله:
, كنت عاوزه أعملك مساج يا دكتور
, مصطفي بصرامه: ابعدي عني أنا مش ناقص بلا مساج بلا زفت
, ترقرقت الدموع الخادعه في عينيها المزينتان بالكحل، لتقول بدلال خادع: آسفه أنا مقصدش يا دكتور، عشان أنت تعبان بس مش أكتر.
,
, إزدرد مصطفي ريقه، ليتابع قائلا بهدوء عكس ما بداخله: حصل خير
, إقتربت منه وقد إتسعت إبتسامتها: طب ايه رأيك نتعشي مع بعض بص أنا معايا سندوتشات برجر، حلوه اوي وعصير فريش يلا ناكل سوا عشان يبقي عيش وملح، ولا انت برضو هتكسفني النهارده؟
, صمت مصطفي وقد تذكر زوجته بالتأكيد هي نائمه الآن لم تحضر له طعام وهو يشعر حقاً بالجوع وبعد عدة دقائق كان الصمت هو سيد الموقف تفوه قائلا بتردد: احم اوك.
,
, قفزت علا بسعاده وهي تقول بفرحه: آخيرا
, ثم بدأت في وضع الطعام أمامه علي المكتب ووضعت أيضاً العصائر، ثم أخذ مصطفي يلتهم الطعام بشهيه، ويتناول معه العصير الطازج بينما كانت علا تنظر له بإبتسامه منتصره وقد خطت أول خطوه للوصول إلي مُناها.
,
, في منزل سعيد
, حدق هشام النائم علي فراشه في سقف الغرفه وظل يتذكر وجهها الملائكي البرئ، يبتسم تاره ويحزن تاره، يبتسم لبرائتها ويحزن عندما يشعر أن الحب الكبير الذي بداخه ما هو إلا حب من طرف واحد وأنها لم تحبه بل تعتبره شقيقها وهذا هو يعلمه، ولكنه متمسكاً بالأمل والدعاء طالباً من **** أن تكون هذه الأميره من نصيبه وحلاله، التي لم يري غيرها ولم تسكن قلبه أي أنثي سواها٣ نقطة
,
, عاد مصطفي إلي المنزل، وكعادة كل يوم وجد زوجته نائمه، شعر بأنه يختنق وبركان ينهار بداخله، لماذا أصبحت الحياه ممله إلي هذا الحد ألم تشتاق زوجته إليه، أصبحت لا تهتم به فشاغلها الأكبر هو عملها بالصيدليه، ومن ثم إبنتها وثم زوجها حين تتفرغ، ولكن هذا خاطئ، فلنعكس الموضوع أن البيت والزوج أولي من العمل فليكن هو بالمقدمه ومن ثم العمل، وإذا وجد الحب دون إهتمام أصبح لا طعم له ولا لون، فالحب الحقيقي ما هو إلا إحتواء وإهتمام٣ نقطة
,
, إقترب مصطفي منها ليفيقها بصوت صارم:
, إيمان إيمان قومي
, تقلبت في الفراش ثم نهضت وهي تقول بنعاس:
, ايوه ايوه يا مصطفي في ايه
, مصطفي محاولا السيطره علي أعصابه: اصحي عشان عايزك في موضوع
, رمشت بعيناها عدة مرات محاولا الافاقه لتعتدل في جلستها وهي تقول:
, - ايوه خير يا حبيبي
, تحدث مصطفي ليقول ساخرا: حبيبك!
, إيمان بعدم إستيعاب: في ايه يا مصطفي.
,
, نظر مصطفي في عينيها ليقول بجديه وعيناه بدت صارمه للغايه: الشغل، لازم تسيبي الشغل وتتفرغي لبيتك وجوزك وبنتك وبس
, صُدمت إيمان من ذاك الحديث المفاجئ، ثم قالت بحده: نعم؟ لا طبعا ليه هو أنا مقصره معاكم في حاجه
, ضحك مصطفي بسخريه وقال: لا ياشيخه، قولي كلام غير ده، أنتي مش حاسه بنفسك ولا ايه؟
, هبت إيمان واقفه لتقول باعتراض: لا مش ممكن ابدا، ده شغلي الي بحبه ازاي عايزني أسيبه بالبساطه دي؟
,
, هب مصطفي واقفا هو الآخر ليقول بحزم؛
, بيتك أهم يا هانم من الشغل
, ايمان بلا مبالاه: أنا مش مقصره في البيت طلباتك كلها مجابه
, رفع مصطفي حاجبيه ليقول: فين؟ قوليلي فين، انا كل يوم باجي الاقيكي نايمه! والاكل بتقوليلي عندك ف المطبخ ونفس الحكايه الصبح بتنزلي بسرعه او تنامي مبقتش اشوفك علي طول نايمه نايمه ايه كل ده ومش مقصره؟
,
, لم تقتنع إيمان بكلامه لتقول بحده: كل ده عشان باجي مجهده من الشغل، هو انا مش من حقي أرتاح؟
, انفعل مصطفي قائلا: وأنا! أنا فين راحتي
, زفرت إيمان بضيق وهي تقول باعتراض: أنا مش هسيب الشغل يا مصطفي مهما عملت
, وضع مصطفي كلتي يديه في جيب بنطاله ليقول بهدوء: ده اخر كلام عندك يا ايمان؟
, هزت رأسها لتقول بجديه: ومعنديش غيره.
,
, أومأ مصطفي برأسه قائلا: تمام، اعملي الي يريحك وخليكي علي كيفك، ثم سار بهدوء ليبدل ملابسه بينما إقتربت منه لتقول بدلال: مصطفي
, ابعدها عنه بقوه وهو يقول بحده: ولا كلمه معايا ابعدي عني
, ذهلت إيمان وترقرقت الدموع في عينيها بينما تابع مصطفي ليقول بجديه: لما تحطي عقلك في راسك ابقي كلميني غير كده لسانك ميخاطيش لساني ويا أنا يا الشغل يا ايمان.
,
, مسحت ايمان دموعها التي انسابت ثم قالت بخفوت: انا بحب شغلي يا مصطفي وبحبك انت ك٣ نقطة
, لم يمهلها فرصه حيث قال وهو يتجه إلي الفراش. : انا الي عندي قولته وبراحتك خالص تصبحي علي خير٣ نقطة
, إنغلقت الإضاءه لتتألم القلوب، قلبان يتألمان، هل قرار مصطفي من الحق، أم أنه ظلم وتسلط منه! ولكن هو يريد زوجته حتي لا يقع في ما لايحمد عقباه بعد ذلك٣ نقطة
,
, ظلت ايمان الليل بأكمله لم يغمض لها جفن
, ظلت تفكر فيما طلبه منها مصطفي
, وتتحدث مع نفسها
, تاره تقول، هوا مصطفي برده دكتور واكيد بيدخل عنده ستات كتير ومحتاج زوجه متفرغه شغله صعب ومحتاج يرجع يلاقي زوجته مستنياه
, وتعود لتقول، لأ لأ دا انانيه منه انه يطلب مني كده
, انا درست ست سنين صيدله علشان في الاخر اقعد في البيت مش كفايه ما رضاش يخليني استلم التكليف بتاعي واتعين في مستشفي زي زميلاتي.
,
, كمان عاوزني اسيب الصيدليه ال بحقق فيها ذاتي واسيبها لناس اغراب يديروها
, لأ لأ مصطفي مش من حقه يعمل كده ليه عاوز يكبر وانا افضل زي ما انا
, لانا هفضل في شغلي بس هحاول ارضيه مصطفي طيب وشويه وهينسي
, وبالفعل كان هذا قرارها الذي اتخذته ستعمل ولكنها ستكون اكثر اهتماما بزوجها.
,
, و مر يومان
, منذ ان رأت أميره عاصم وهي تفكر فيه
, كلما فتحت كتاب لتذاكر رات ذلك الوجه الاسمر الجميل بتلك الابتسامه الجذابه انها صغيره رقيقه تنظر الي الحياه من منظور الروايات الرومانسيه التي تحبها وتعشقها وتخيلت ان عاصم هو البطل الحنون ذو الشخصيه الخلابه
, افاقت من شرودها علي صوت امل التي نظرت اليها بغضب وقالت
, انتي يا اميره سرحانه في ايه يا بنتي
, اميره، ايه ولا حاجه يا امل.
,
, امل، ولا حاجه ايه فاتحه الكتاب وراحه في عالم تاني
, يا اميره شغل الروايات والتفاهات دي هتضيعك
, اميره، بس متقوليش تفاهات هيه الرومانسيه تفاهه
, امل، اه لما تتعطلي عن مذاكرتك تبقي تفاهه لما تقرئي عن بطل وتسرحي فيه تبقي تفاهه
, اميره، طب وابطال المسلسلات كمان تفاهه
, امل، اكبر خدعه يا بنتي يا اميره فوقي الممثلين دول بيضحكو عليكي لما هما بيمثلو السعاده والحب فاشلين في حياتهم الشخصيه ليه وكل يو م جواز وطلاق.
,
, اميره، مش عارفه
, امل، لأن دا وهم يا حبيبتي افهمي لازم تبقي واقعيه شويه يلا ذاكري
, اميره، حاضر يا شاويش امل
, امل: شاويش في عينك ابقي قابليني لو جبتي مجموع
, اميره بهيام: مش مهم مجموع المهم فارس الاحلام
, مصمصت امل شفتاها وقالت بهمس: تفاهه٣ نقطة
الفصل السابع
اخذت كلا منهن تذاكر الي ان شعرت امل بانها تريد ان تنام فقامت الي سريرها لتنام
, قالت اميره، انا كمان هقوم انام واغلقت الاضواء
, وصعدت علي فراشها ثم نظرت تجاه امل التي تنام علي السرير المقابل لها
, وقالت، امولا ممكن اسالك سؤال
, امل بجديه، لأ عاوزه انام
, اميره. بالالحاح: علشان خاطري
, امل: قولي
, اميره بهيام، عمرك في حياتك ما حسيتي كده انك معجبه بحد بتحبي حد.
,
, امل باهتمام: بصي يا اميره ولو اني مبحبش النوعيه دي من الكلام بس هجوبك
, الحب من غير ارتباط شرعي يا اميره يبقي حرام وذنوب وما فيهوش بركه
, الحب هو ا ال **** قال عليه موده ورحمه يعني دخول البيت من بابه غير كده يبقي شغل لصوص وانا محبش ابقي لصه فهمتي يعني جوزك ممكن يبقي حبيبك لكن حبيبك متضمنيش يبقي جوزك لو من غير ارتباط والعلاقه ال **** ميرضهاش متكملش وبالعكس بتعذب اصحابها فهمتي.
,
, اميره وهي تضحك اه فهمت بس انتي قايله مش هتتجوزي ابدا يبقي عمرك ما هتحبي
, امل: نامي يا اميره تصبحي على خير
, اميره وانتي من اهل
, نامت امل سريعا اما اميره فظلت تفكر في كلام شقيقتها ساعه واكثر ثم غلبها النوم.
,
, جلس مصطفي علي مكتبه عابسآ علي غير عادته فهو منذ استيقظ من نومه وهو كذلك حتي انه رفض في الصباح ان يتناقش ثانية مع ايمان
, لكنه جلس يفكر تراها اطاعته وفعلت ما يريد ام تحدته وتجاهلت رغبته سيعلم عندما يعود إلى البيت لكنه كان يشعر بالتوتر
, انه يشعر انه يقاوم ويقاوم من اجل اسرته علي ايمان ان تفعل شيئا من اجله
, دخلت علا واقتربت من مكتبه ثم قالت: خلاص يا دكتر ما عدش حد بره
, هجيب الاكل بقي ونتعشا.
,
, صاح مصظفي: لأ متجبيش حاجه احنا مش في كافتريا فهمتي انا جاملتك مره علشان اجبر بخاطرك لكن متاخديش عليها فهمتي انتي هنا علشان شغلك بس اكلي بقي وشربي مش اختصاصك مفهوم
, وياريت تشوفي لك مكان تاني تشتغلي فيه هديكي فرصه لباقي الشهر. لانك زودتيها يا علا ونسيتي نفسك
, اصطنعت علا البكاء والحزن وقالت، لا ارجوك يا دكتور مصطفى ما تقطعش عيشي انا عندي عيله بصرف عليها ومش سهل الاقي شغل ارجوك.
,
, رد مصطفي بحده وقال، يبقي راسك تحطيها في شغلك وبس وتعرفي حدودك كده هاخد عنك فكره انك مش كويسه وانا مشغلك لاني اعتقدت انك محترمه
, علا بضعف، ارجوك يا دكتور مصطفى انا عملت كده بحسن نيه حصرتك غالي عندي وبعد كده مش هخليك تضايف مني بس سيبني في شغلي
, مصطفي بجديه، انا هسيبك علشان عيلتك واخواتك وعلشان مقطعش عيشك بس تكرري اخطائك تاني يبقي تعتبري نفسك مرفوده.
,
, نظرت اليه وهي تتصنع البكاء وقالت بصوت منخفض، حاضر
, ثم هرولت بسرعه لتخرج من مكتبه الي الصاله لتاخذ حقيبتها من فوق مكتبها وتركض من العياده بسرعه لتنزل السلم المؤدي الي الشارع
, ابتسمت ابتسامه ماكره وهمست لنفسها
, انا عارفه انك بتقاوم بس لازم ف النهايه تستسلم يا حبيبي دا انا علا.
,
, عاد مصطفي الي بيته منهكا نفسيآ وجسديآ.
, وجد ايمان مستيقظه وقد صنعت له عشاء رومانسي واطفأ ء ت الانوار واشعلت الشموع في منتصف المنضده
, وارتدت قميصا جميلا باللون الأحمر الذي يعشقه عليها مصطفي
, وما ان ادار مصطفي المفتاح في كالون الباب ليفتحه الا وشعر بباب البيت يفتح ويد ايمان تمتد لتشده للداخل
, ثم تحتضنه
, مصطفي: انتي لسه صاحيه
, ايمان: بستناك يا حبيبي يلا نتعشي
, مصطفي: سلمي فين
, ايمان: نايمه.
,
, جلسا لياكلا الطعام اللذيذ والعصير الطازج الذي صنعته ايمان
, وما ان انتهوا حتي احتضنته ايمان وقالت: وحشتني يا حبيبي
, مصطفي: وانتي كمان يا ايمان وحشاني قوي يا حياتي يعني خلاص سمعتي كلامي ومروحتيش الصيدليه
, ايمان، اممم لأ رحت بس اديني اهو مش مقصره معاك وهبقي كده علي طول
, ثار مصطفي وصاح: يعني كل ده بتضحكي عليه يا ايمان فاكراني عيل صغير
, ايمان بتوسل: اديني فرصه ولو حسيت مني بالتقصير يبقي لك الكلام.
,
, تركها ودخل ليبدل ثيابه وينام ولكنها لم تتركه ظلت تخاوره وتتوسل اليه الي ان قال
, ماشي يا ايمان بس لو رجعتي زي الاول يبقي تنفذي كلامي
, ايمان: موافقه
, مصظفي: طب طفي النور
, ايمان بخجل: ماشي.
,
, في الصباح فعلت ايمان كما فعلت بالمساء فقد اسعدت مصطفي ايضا
, حيث استيقظت قبل ميعاد انصرافه للعمل وبعد ان اغتسلت وصلت
, قامت بعمل افطار مميز لمصطفي واعدت بعض الساندوتشات التي يحبها ليتناولها في منتصف اليوم بالعياده
, وايقظت سلمي واخذتها لتيقظ والدها الذي شعر بسعاده كبيره من تغير ايمان الملحوظ
, وقام من نومه وهو يشعر بالراحه اخذ يدغدغ سلمي ويلعب معها الا ان نادته ايمان ليتناول افطاره.
,
, فقال، روحي لمامي يا سلمي وانا هدخل الحمام واحصلك
, وبعد قليل خرج وهو يرتدي ثيابه الانيقه لكي يذهب الي عمله
, جلسو جميعا يتناولون الافطار وسط ضحكات سلمي مع ابويها
, وبعد ذلك وضعت له ايمان الطعام في حقيبته ووقفت هي وسلمي لتوديعه عند الباب قبل كلا منهن وانصرف وهو سعيد
, وما ان انصرف حتي قفزت ايمان وهي تصيح يلا يا سلومي هنتاخر ع الصيدليه.
,
, عاد عمر من الجامعه وهو يشعر بالاجهاد والحيره لماذا يفكر كثير آ في امل ولماذا اراد رؤ يتها بل انه تعمد ان يراها دون غيرها لقد شغلت تفكيره هو يشعر انها تختلف عن الاخريات وهذا ما يجذبه اليها
, من ان فتح الباب بالمفتاح حتي اقبل عليه الصغير عمر ابن اخته ايناس واخذ يحتض قدميه لانه ما زال صغير وقصير
, انحني عمر وحمل الصغير واخذ يحتضنه وقال
, عموره انتو هنا
, قال الصغير، انا ومامي وبابي وهنتغدي معاكم كمان.
,
, دخل عمر يحمل الصغير لتصيح اخته ايناس
, عمر جه يا ماما
, احتضنت ايناس اخيها بشوق
, وصافحه زوجها احمد الذي يعمل محامي
, وقالت ايناس، ايه رايك في المفاحاه دي بقي عموره قال عاوز اروح لخالو
, عمر، و**** مفاجاه حلوه يا نوسه فين ماما
, ايناس، في المطبخ طبعا بتعملي ورق العنب ال بحبه
, وبابا
, حضرة المهندس عز الدين دخل ينام بعد ما لعب ما عمور لحد ما هبط
, دخل عمر ليبدل ثيابه فطرقت ايناس باب غرفته.
,
, بعد ان ارتدي ترينج مريح قال، ادخل يا عمور
, دخلت ايناس وقالت، لأ انا ايناس
, وحشاني يا نوسه
, ايناس، لو وحشاك كنت جيت زرتني ايه يعني نص ساعة من المنصوره للمحله
, معلهش يا نوسه انتي عارفه بقي الجامعه واحنا في امتحانات
, ايناس، طب مش هنفرح بيك قريب انا عاوزه ابقي عمه اشمعنا انت خال
, عمر، مش باين
, امل. مبتسمه، يعني ما فيش واحده كده ولا كده
, عمر. بتردد، بصراحة يا ايناس في بنت لا فته نظري بس
, ايناس، بس ايه.
,
, عمر. بياس، انا مش لافت نظرها
, ايناس، معقول عمر القمر ما يلفتش نظر حد
, عمر، اصلها مختلفه
, ايناس، ازاي
, عمر، ضخك وقال ستي بتكره الرجاله
, ايناس باستغراب، ايه الكلام الفارغ دا يا عمر مش معقول الكلام ده
, اخذ عمر يقص عليها ما فعلته امل معه منذ ان راها وموقفها يوم البحث
, ثم اضاف
, دا الشباب بيترهنوا مين يقدر يكلمها من زمايلاها
, ايناس. بذهول، للدرجه دي
, وعموما هوا دا ال جاب اخويا حبيبي علي بوزه.
,
, عمر، طول عمري نفسي في واحده ما عرفتش حد قبلي
, ما فيش غيرها يا ايناس بس مش عارف اعمل ايه
, ايناس بجديه، النوع ده ما لوش غير سكه واحده يا عمور
, عمر، تفتكري
, ايناس، اه افتكر ويلا علشان ماما بتنادي علينا علشان الغدا
, عمر، ماشي بس الكلام ده سر
, ايناس ضاحكه، عيب يا كبير سرك في بير
, جلسو جميعا علي مائدة الطعام يتضاحكون
, ويتصايحون الا عمر فقد كان شارد الذهن٢ نقطة
الفصل الثامن
في منزل عاصم.
,
, شعرت حنان بالملل الشديد، فتركت مذاكرتها ونهضت لتدلف إلي الشرفه، ثم وقفت تتابع الماره بشرود، فهي الآن تعتبر وحيده، توفي الأب وتركتهم الأم، والأخت قد تزوجت وتزورهما كل حين، وعاصم دائما في عمله منشغلاً، وتظل هي في المنزل تذاكر أو تنام أو تقوم بالأعمال المنزليه لم تجرأ علي الخروج بناءاً علي تعليمات أخيها، تخرج فقط للذهاب إلي مدرستها ثم تعود بعد ذلك إلي ذلك البيت الذي يكون خالي دائما لا يوجد فيه سواها، ٣ نقطة
,
, ظلت واقفه فخطر ببالها أن تخرج لتشتري حلوي حتي ترفه عن نفسها قليلا قبل أن يأتي أخيها، بالفعل، خرجت من الشرفه سريعا ثم إرتدت عباءتها السمراء ولفت طرحه بطريقه عشوائيه، ثم خرجت تسير بهدوء وتستمتع بذلك الهواء النقي وتأخذ نفسا عميقا وعيناها تزوغ يميناً ويساراً، ظلت هكذا، إلي أن وصلت، إلي سوبر ماركت ما يسمي بالعاميه (بقال)، وقفت تنتقي أنواع الشيبسي المفضله لديها وبعض البسكوتات، بينما كان يراقبها ذلك الشاب باهتمام وعلي وجهه إبتسامه، إتسعت إبتسامته تدريجيا حين أقبلت عليه وهي تقول بصوت رقيق أنثوي:.
,
, - كده كام لو سمحت؟
, نظر ذلك الشاب يس في عينيها الجميلتين ليسرح فيهما، بينما توترت حنان بشده وهي تراه يحدق بها هكذا فقالت بصوت مرتعش: آآ لو سمحت!
, إنتبه يس وتنحنح بإحراج وقال بهدوء: أؤمري يا ست البنات
, إبتلعت حنان ريقها ثم قالت بارتباك شديد: آآ كام دول لو سمحت
, إبتسم يس وقال: ببلاش عشان خاطرك خلي بقا
, حركت رأسها نافيه وقالت: شكرا، كام لو سمحت
, تنهد يس بعمق وقال: ٥ جنيه بس.
,
, أعطته حنان النقود بيدين مرتجفتان من شده الخجل والإرتباك وسارت سريعاً مبتعده عنه بينما ظل يس يتابعها بعينيه إلي أن إختفي ظلها من أمام عينيه، ثم تنهد بحراره وإبتسم ليحدث نفسه:
, - زي القمر بنت الأيه.
,
, نهض الحاج محمود بصعوبه بالغه عن الفراش وهو يسعل بشده، بينما أسرعت الست نجيه وهي تقول بلهفه: مالك ياحاج أنت تعبان يا اخويا ولا حاجه
, إلتقط الحاج محمود أنفاسه وهو يقول بارهاق:
, - مش عارف يا نجيه مبقتش قادر آخد نفسي، وقلبي بقيت بحس أنه في ألم بيوجعني ديما
, نجيه بقلق: لازم نروح نكشف يا حاج ضروري.
,
, أومأ محمود برأسه قائلا: ان شاء **** يا نجيه، بس إبعتيلي حد لبيت أخويا سعيد يجبلي للدوا الي جابهولي أصله مستورد
, نجيه بايجاب: حاضر ياحاج ارتاح أنت بس وأنا هبعت أي حد يجيبه
, محمود: ماشي يانجيه
, تحركت نجيه من أمامه ثم توجهت خارج الغرفه، بينما كانت أميره تتشاجر مع شقيقها سالم، فصاحت بهماو٢ نقطة
, نجيه وهي تقول:
, - في ايه بتعملوا ايه
, سالم بدلال: يا ماما كل شويه يغلسوا عليا
, أميره بتذمر: ده واد قليل الادب يا ماما.
,
, نجيه بجديه: بس بس أنتوا الاتنين بلاش قله أدب، واد يا سالم روح لحد بيت عمك قوله هات الدوا الي ابويا قالك عليه
, سالم بلا مبالاه: لا أنا خارج ألعب مع صحابي، ثم ركض سريعاً خارج البيت وظلت تصيح أمه وتهتف باسمه الا أنه لم يأبي بندائها وكأن شيئاً لم يكن
, وبينما قالت أميره بقلق: هو بابا تعبان ولا حاجه ياماما
, نجيه بتنهيده: اه شويه أنا هقول لسمره تروح تجيبه.
,
, أميره مسرعه: لا اأنا هروح يا ماما، وبالمره أعد مع ساره شويه أصل كنت عايزاها تجبلي كتب دينيه وكده
, نجيه بنفاذ صبر: ماشي بس بسرعه متتأخريش
, أومأت أميره برأسها ومن ثم سارت سريعاً لتبدل ملابسها.
,
, وصلت الي بيت عمها ثم دقت الجرس ودلفت لتصافح زوجه عمها وساره، وبعد ذلك علمت أن عمها لم يأتي ولا زال في العمل، فعزمت علي أن تنتظره بصحبه ساره
, أميره بتساؤل: اخبارك ايه يا سو أنتي خارجه ولا ايه
, ساره بابتسامه: لا ده أنا عندي درس وصحباتي جوه مستنين مستر عاصم
, خفق قلب أميره بشده ثم قالت بتوتر: هو جاي قصدي أنتي قولتيلوا علي الكتب الي طلبتها منه
, ساره: لا بجد نسيت عموما لما يجي هقوله.
,
, تنهدت أميره بتوتر وعدلت من حجابها الطويل، وبعد قليل دق الجرس معلنا عن وصول عاصم، فهبت ساره واقفه لتقول بسرعه: بقولك ايه هروح ألبس ال**** بسرعه وافتحي أنتي،
, أميره بارتباك: استني بس٣ نقطة
,
, لم تمهلها ساره فرصه حيث ركضت الي الداخل، بينما ابتلعت أميره ريقها وعضت علي شفتها السفلي وتوجهت بخطوات متمهله إلي الباب وفتحت بهدوء وعينيها تنظران في الأرض، في حين تسمر عاصم مكانه حين نظر إليها، خفق قلبه بشده لأدبها وجمالها وحجابها الطويل، ولكنه أخفض بصره سريعا وهو يستغفر بخفوت وقال بثبات: السلام عليكم
, فركت أميره كلتي يديها في بعضهما وقالت بخجل: عليكم السلام، آآ اتفضل.
,
, دلف بهدوء فأقبلت ساره عليهما وهي تقول: اتفضل يا مستر، مستر لو سمحت أميره بنت عمي كانت عاوزه كتب دينيه من حضرتك
, رفع بصره إليها وقلبه لا زال يزداد دقاته وقال بصوت رجولي: كتب ايه يا آنسه أميره، يعني في حاجه معينه عايزاها
, رفعت أميره بصرها أخيرا وهي ترمش بعينيها عدة مرات، حتي قالت بصوتها الناعم: آآ أنا كنت عاوزه قصص الأنبياء، ونساء *****
, عاصم بهدوء: تمام ان شاء **** أبعتهملك مع ساره.
,
, إبتلعت أميره ريقها وهي تقول بتوتر: طيب ممكن أعرف بكام
, منحها عاصم إبتسامه عذبه وهو يقول سريعا:
, - خليها هديه مني وكفايه عليا الثواب الي هاخده لما تقريهم، ولم ينتظر ردها حيث قال سريعاً:
, - يلا يا ساره
, دلفت ساره معه إلي حيث توجد الفتيات بينما جلست أميره علي المقعد وقلبها يكاد أن يخرج من مكانه، بسبب هذه الإبتسامه الحذابه التي ارتسمت علي شفتيه٣ نقطة
,
, عادت أميره إلي المنزل وطوال الطريق كانت في حاله من الهيمان، صورته وهيئته الرجوليه لم تبعد عن خيالها أبدا، لم تعرف ما الذي بها وما هذا الشعور الغريب عليها الذي يجتاحها كلما رأت ذلك العاصم او حتي اذا ذُكر أسمه، مشاعر تتخبط داخلها وقلبها يخفق بشده ولكنها تشعر بشئ من السعاده٣ نقطة
,
, تنهدت بعمق ودلفت إلي المنزل سريعاً ومن ثم أعطت لوالدتها الدواء، ودلفت إلي غرفتها فوجدت أمل جالسه تذاكر كعادتها، فقالت بتذمر:
, أنتي ايه يا بنتي مبتتعبيش دحيحه
, أمل بلا مبالاه: ششش أخرسي خليني أركز.
,
, جلست أميره علي الفراش وشردت في عالم تاني، عالم يجمعها مع ذاك البطل الأسمر، ولكنها لم تعرف عواقب ذلك الشئ الذي تفكر هي فيه لم تدري هي بالفرق الاجتماعي الذي بينهما ولم تعرف أيضا ما هي طباع عاصم كل ما هنالك أنه الأسمر الوسيم الذي لطالما قرأت عنه في الروايات وتمنته في أحلامها.
,
, استيقظت امل مبكره لصلاة الفجر وايقظت اميره لتصلي ايضا
, ادت اميره صلاتها واسرعت لتستأنف نومها
, أما أمل فجلست تقرأ القرآن الكريم بخشوع إلي ان ان اصبحت الساعه السادسه والنصف فصلت الضحي
, وخرجت الي المطبخ اعدت لنفسها كوبا من الشاي بالحليب احتسته علي عجل ومعه ساندوتش من الجبن
, ثم دخلت حجرتها لترتدي ملابسها للذهاب الي الجامعه وهي لا تعلم لماذا لا تشعر بحماس.
,
, ما زالت تشعر بالقهر والظلم مما فعله معها عمر وخصوصا انها اجتهدت لتتفوق كالعاده لكنه خذلها
, ركبت السياره التي قادها ادريس الذي تعجب ان امل لا تستعجله كالعاده فقال
, انتي ليه النهارده مش بتستعجليني يا باشمهندسه
, ردت امل بسخريه، ال بيروح بدري زي ال بيروح متاخر وال بيتعب زي ال مبيتعبش يا عم ادريس.
,
, ابتسم الرجل الطيب وظل صامتا الي ان وصل امام بوابة الجامعة فنزلت امل من السياره وتمشي بهدوء الي ان تصعد الي القاعه وتجلس بجوار وفاء٣ نقطة
, انتهت محاضره تلو الأخرى وانتظر الجميع المحاضره الاخيره لهذا اليوم لمادة الدكتور عمر
, دخل عمر وحيا الجميع، ثم القي نظره الي حيث تجلس امل عابسه كعادتها الدائمه اثنا ء محاضرته
, وبعد ان انتهي عمله مع الطلاب قال
, احمممم يا شباب كنت عاوز اقول لكم حاجه.
,
, انا اعلنت النتيجه المره ال فاتت بس مقلتش مين ال طلع الاول، وعمل احسن مشروع واحسن بحث
, نظر اليه الجميع باهتمام الا امل التي كانت تشعر بالاستياء مما فعله معها سابقا
, استئنف عمر، زميلتكم امل محمود هيه ال انا بقصدها
, لانها اشتغلت لوحدها وعملت مجهود كبير فتستحق التقدير
, هلل الجميع والتفت الانظار الي امل التي تفاجئت بما حدث لتعلو الابتسامه وجهها
, فقد شعرت بسعاده عارمه لانها نالت ما تستحقه لانها اعتادت علي التفوق.
,
, حياهم عمر لينصرف ولكن قبل ان يفعل ذلك القي نظره علي امل التي تتلقي التهاني بسعاده ليبتسم بهدوء ثم ينصرف
, دخل عمر الي حجرة مكتبه وجلس علي المكتب الخاص به وجلس وهو ما زال مبتسما ووجه امل الضاحك مرسوم امام عينيه.
,
, في عيادة الدكتور مصطفي٣ نقطة
, دلفت علا إلي مكتبه ووقفت قبالته وقالت مُخفضة الرأس:
, أدخل الي بعده يا دكتور
, تنهد مصطفي بإرهاق شديد وقال: لا هاخد إستراحه لأني مش قادر أركز في أي حاجه دلوقتي
, أومأت علا برأسها وهي تقول بجديه: ألف سلامة عليك يا دكتور تحب أعملك حاجه تشربها
, نظر لها مصطفي ليقول بحده: لا متشكر إتفضلي بره لو سمحتي.
,
, صُدمت علا ولكنها أومأت برأسها وهرولت إلي الخارج، ما ان خرجت حتي إصطدمت بإيمان التي نظرت لها بإستحقار من أسفل قدميها حتى رأسها، وقالت بإذدراء: الدكتور معاه حد؟
, حركت علا رأسها نافيه قائله بخفوت: لا يا د. إيمان إتفضلي
, ألقت إيمان عليها نظره إحتقاريه أخيره ودلفت بصحبة إبنتها سلمي الي داخل مكتب مصطفي، حتي تفاجئ مصطفي ونهض وهو يقول بإستغراب: إيمان!، معقول إيه الي جابك دلوقتي.
,
, حاولت ايمان أن تكتم غيرتها داخلها حين وجدت وجه مصطفي مُجهد للغايه، فقالت بإبتسامه حانيه: حبيت أعملك مفاجأة وجبت حلويات وعصير من الي أنت بتحبهم وجيت عشان نعد مع بعض شويه وبعدين نروح سوا
, رددت سلمي خلف والدتها وقالت: ايوه يا بابي جبنالك حلويات
, إنحني مصطفي وقبل جبين إبنته بحنان وهو يقول: حبيبة بابي يا لوما
, بينما عبست ايمان بوجهها وهي تقول بمرح: طب وأم سلمي ملهاش من الحب؟
,
, ضحك ومصطفي وإقترب مطوقاً خصرها بذراعه، وطبع قبله متمهله علي وجنتها وقال بغزل: الحب كله لأم سلمي
, إحمرت وجنتيها خجلا وقالت بإرتباك: طب بطل بقا لوما هنا
, إنتبه مصطفي وقال؛ احم اه نسيت
, ضحكت ٱيمان وقالت: طب يلا بقا يا حبيبي كل الحلويات
, وضعت الحلوي علي سطح المكتب ثم جلسوا ثلاثتهم يتناولوا الحلوي وسط ضحكاتهم ومزاحهم المستمر لدقائق حتي خبط مصطفي علي رأسه وهو يقول: اخ ياخبر الناس بره مستنيه زمانهم حمضوا.
,
, ضحكت ٱيمان وقالت: طب خلاص يلا يا حبيبي شوف شغلك أما هعد شاطره بره في الاستراحه ومش هعمل حاجه
, ضحك مصطفي قائلا: شطوره.
,
, جلس عاصم مع ساره وزميلاتها في منزل سعيد لكي يشرح لهم الدرس
, وبينما تتصايح الطالبات وتتناقش معه فيما شرحه شرد عاصم تماما اذ ارتسم وجه اميره البرئ امام عينيه
, فنظر الي ساره بشرود وقال
, ساره هيه اميره بنت عمك قرت الكتب ولا لسه
, ساره بعدم مبالاه، معرفش و**** يا مستر
, عاصم، طب ابقي اساليها كده يمكن تكون عاوزه كتب تانيه
, ساره بتعجب، حاضر يا مستر بس الامتحانات قربت واكيد معندهاش وقت لانها في ثانويه عامه.
,
, عاصم باهتمام، علمي ولا ادبي
, ساره، لا يا مستر ادبي اصلها بتحب الروايات وا لقراءه وعاوزه تدخل كلية الاداب
, ابتسم عاصم وقال، **** يوفقها، امممم يلا خلينا في الدرس
, كل واحده توريني حلت ايه٢ نقطة
الفصل التاسع
إقتربت إلامتحانات وبدأت أمل بالمذاكره ليلا مع نهارا دون توقف وكانت ساعات النوم قليلة جدا، وكذلك أميرة التي كانت خائفة للغاية وتذاكر بتوتر، ويظل سالم يلعب بلا مبالاه لطالما يتلقي التشجيع من والده٣ نقطة
,
, توالت الأيام إلي أن جاء أول يوم من إمتحانات أمل٣ نقطة
,
, جلست أمل علي مقعدها وبدأت في حل ورقه الأسئله بتركيز بينما كان الدكتور عمر يسير بجانبها بدوره المراقب لهذه اللجنه، ظل يتابعها وهو يراها تكتب دون توقف مما أثار اندهاشه انها بالفعل كما تقول شقيقتها (دحيحه)٣ نقطة
, توقفت فجأه عن حل الأسئله بينما قال عمر ساخرا:
, ايه يا ست الدحيحه، نسيتي الأجابه ولا ايه.
,
, رمقته بنظرات حاده دون ان تتحدث فشعرت بدوار خفيف فوضعت يدها علي مقدمه رأسها، إستغرب عمر من هزيانها وقال بقلق: مالك؟
, لم تشعر بحالها الا حين وقعت علي خشبه المدرج فأنتفض قلبه عليها وأسرع ليجذبها للخلف بينما تجمع سريعا الطالبات والطلاب فهدر بهم عمر وهو يقول: شفولي ميه بسرعه
, أعطته زميله لها الماء فأخذ يفيقها بقلق حتي فتحت عينيها تدريجيا وهي تتنفس ببطئ، حتي تنهد عمر بارتياح وهو يقول: أنتي كويسه.
,
, نظرت له وقالت بخفوت: اه الحمد *** بس راسي تقيله اصلي طول الليل مانمتش
, عمر بقلق: كنتي بتذاكري طول الليل علشان الامتحان
, وكأنه ذكرها فقالت برعب الامتحان الوقت هيخلص ما فيش وقت
, واخذت تكتب بسرعه في ورقتها
, لم يستطيع عمر ان يكتم ضحكاته
, فوجد أن امل شخصيه عجيبه بالنسبه له ليست ككل البنات.
,
, وقف برهه بجوارها ثم انصرف حتي لايلفت انظار زملائها وخصوصا انه تعمد ان يقوم بدور المراقب في تلك اللجنه رغم انه مشغول بتصحيح مادته ولكنه يحاول ان يراها بقدر الامكان
, انتهي وقت الامتحان وقالت امل: الحمد *** تمام
, كانت تجلس في الدرج الاخير من القاعه التي تمتحن بها
, السكرتيره التي كانت تراقب مع عمر اخذت تجمع اوراق الاجابه
, اما عمر فاخذت عيناه تراقبان امل وكانه يخشي انصرافها.
,
, بينما انصرف معظم الطلاب وهمت امل بالانصراف فقال عمر
, احممم اوعي تكوني نسيتي امتحان الشفوي يا باشمهندسه
, امل بهدوء، لأ فكراه طبعا مش الساعه تلاته حضرتك
, عمر. ايوه ثم انصرف
, خرجت فوجدت وفاء عند باب اللجنه تنتظرها
, ما ان راتها حتي قالت، امل مالك
, امل، ولا حاجه يا وفاء
, وفاء، سمعت الشباب بيقولو ان امل محمود اغمي عليها في الامتحان كانو فرحانين فيكي وبيقولو من كتر السهر والدح
, امل، دح في عينهم.
,
, يلا نراحع الرياضه علشان الشفوي
, دكتور غريب في كل حاجة مش عارفه ما عملوش ورا التحريري علي طول ليه الواحد نسي ال ذاكره
, وفاء، يا شيخه عيني في عينك كدا
, يلا نروح نشرب حاجه من الكنتين
, امل، لا الساعه اتنين وربع لحسن اسامينا تتنده واحنا بعيد وننقص درجات دول عشرين درجه٣ نقطة
,
, جلست اميره تذاكر وهي خائفه فغدا اول ايام امتحاناتها وهي تشعر انها نسيت كل ما ذاكرته طوال العام
, اخبرتها امها انها ستذهب مع والدها وعمها الي مدينة المنصورة حيث تم الحجز عند طبيب مشهور حتي يتم الكشف علي والدها
, نجيه، معلش يا ميرا عارفه ان صابح عليكي امتحان بس ابوكي تعب بزياده الاكل في المطبخ وسمره عندك هتمشي العصر بعد ما تخلص ال وراها
, وكما اخبرت نجيه اميره اخبرت سالم ايضا٢ نقطة
,
, حضر سعيد بسيارته واخذ يسند شقيقه الذي كان يبدو عليه الارهاق والتعب ليوصله الي مقعد السياره الامامي بجواره
, وركبت نجيه بالخلف وانطلقت السياره الي وجهتها
, جلست اميره تذاكر مادة اللغة العربية والتي ستبدأ بها الامتحانات في يومها الأول
, ما ان شعر سالم ان السياره ابتعدت الا وقرر ان يضايق شقيقته
, فدخل عليها الغرفه فصاحت اميره
, اخرج يا سالم مش فايقه لك
, سالم، اومي حطي لي الاكل انا جعان.
,
, اميره. قول لسمره حرام عليك يا سالم امتحاني بكره
, سالم، ماليش دعوه قومي حطي الاكل يلا
, نهضت اميره وهي غاضبه ولكنها تريد اسكاته حتي لا يتمادي معها
, قامت ووضعت له الغداء وطلبت من سمره ان تصنع له الشاي وتقدم له الفاكهه
, فقالت سمره، دا بيطلع عيني
, اميره، معلش استحمليه علشان عندي امتحان
, دعت لها سمره بالنجاح وفعلت لسالم ما طلبت منها ثم استاذنتها وانصرفت
, فتح سالم التلفاز وقام برفع صوته بشكل مبالغ فيه.
,
, خرجت اميره من غرفتها مره اخري واخذت تصيح
, انت ما عندكش ددمم ما بتحسش حرام عليك انت راجل انت
, سالم، راجل غصبن عنك
, اميره، انت حتت عيل قليل الاب وبليد وعاوز الكل يفشل زيك
, ثم حملت كتبها وقالت، انا هروح عند طنط سهام لحد ما ماما وبا با يرجعو
, سالم، احسن
, حملت كتبها وخرجت باكيه الي منزل عمها
, وما ان دخلت هناك حتي اخذت تشكو لزوجة عمها وهشام وساره
, قالت سهام، خلاص يا حبيبتي ادخلي ذاكري في اوضة ساره.
,
, دخلت اميره الي غرفة ساره وحاولت ان تهدأ وتذاكر
, قال هشام لوالدته بإبتسامه:
, بقولك يا ماما ما فيش عصير كده ولا حاجه حلوه لاميره
, ضحكت سهام وقالت، اظن انت مبسوط من سالم
, هشام، عاوز اروح ابوسه وارجع. يلا بقي اعملي عصير
, سهام، حاضر يا هشام
, صنعت سهام لاميره عصير المانجو الذي تحبه
, وحاولت ساره ان تاخذه اليها ولكن هشام قال
, بلاش غلاسه يا سو
, طرق الباب ودخل الي الحجره
, فوجد اميره منهمكه في مراجعة دروسها
, قال. اتفضلي.
,
, اميره، شكرا يا هشام تاعب نفسك ليه
, نظر لها بحنان وقال، انا بسعد نفسي يا اميره لما اجيبلك العصير
, اميره، شكرا
, هشام، لو عوزتي حاجه اندهي عليه
, ثم استأ نف كلامه قائلا
, اميره انا عارف انو مش وقته بس نفسي اسالك سؤال
, اميره، خير يا هشام
, هشام، انتي حاسه بيه
, احمر وجه اميره وشعرت بحراره تخرج من وجنتيها فلم تعتاد من هشام ولا غيره مثل هذا الكلام
, اميره، انا مش فاهمه بجد مش فاهمه انت عاوز تقول ايه احس بايه.
,
, هشام. : انا يا اميره ناوي اول ما تخلصي الثانويه اتقدم لك وعاوز اعرف رايك
, نظرت اليه اميره بغصب وقالت، ده وقت كلام من ده انا عندي بكره امتحان
, ثم حملت كتبها وخرجت تركض وقالت
, انا هرجع البيت بقي سلامو عليكو.
,
, جلست امل تنتظر دورها ولكن لم ينده الدكتور عمر عليها الابعد كل زملائها حيث كانت الاسم الاخير
, دخلت وفاء وخرجت وهي تقول لامل:
, الحمد*** جالي سؤال كويس استناكي ولا امشي
, امل، هوانا عرفه دوري امتي امشي علشان متتعطليش.
,
, وبعد ان انهي الجميع اختباره نادي العامل علي اسم امل التي كلنت تجلس وحيده
, دخلت امل وقالت السلام عليكم
, إستند عمر بظهره علي المقعد وقال: وعليكم السلام واشار لها ان تجلس علي كرسي مقابل لمكتبه وقال:
, الاسم، امل محمود كامل
, السن، عشرين سنة
, مهنة الوالد، صاحب مصانع الكامل
, عددالاخوات٣ نقطة
, نظرت له امل بتعجب شديد وقالت بس هوا حضرتك بتسال دا ليه انا مش هتسال رياضه.
,
, عمر محاولا كتم ضحكاته، يا انسه ال بعمله دا نوع من انواع الاحصا جاوبي لوسمحتي
, امل، ولد وبتين غيري
, عمر: طيب اسم بلدكم
, اخبرته امل بغيظ وحيره
, لاحظ عمر وجومها فقال:
, انا بس بشوفك فقتي ولا لسه تعبانه
, امل، انا كويسه
, عمر، طيب سؤال سرعة بديهه، انتي بتكرهيني
, امل باستغراب، ولا بكرهك ولا بحبك
, عمر بهمس، ليه
, امل بنفاذ صبر، حضرتك انا هقوم امشي ولا هتسالني
, عمر، منا بسالك
, امل، لأ في المنهج.
,
, عمر، طب بتذاكري كام ساعه في اليوم، رياضه اهو
, امل، طول اليوم الا مواعيد الصلاه
, عمر، طب
, امل، ايه
, عمر، مين
, امل، مين ايه
, عمر، مين عذبك بتخلصو فيه (مقطع اغنيه)
, غضبت امل ووقفت وهي تشير له باصبعها
, لأ انت كده بقي اتجاوزت حدك مش علشان المعيد بتاعي بقي تضايقني ولعلمك كلها سنتين وابقي زميله ليك ان شاء****
, منحها عمر ورقه بها سؤال رياضي
, جاوبته امل بسرعه وقالت: امشي
, عمر، مع السلامه يا امل
, امل، ودرجتي كام.
,
, عمر، انتي فوق ياامل
, امل، هوا ايه ال فوق جبت كام
, عمر، عاوزه كام
, امل، عشرين من عشرين
, عمر، تستاهليهم
, امل، عن اذنك
, خرجت امل من مكتبه وهي متعجبه مما فعله ولكنها رغما عنها ابتسمت وقالت: مجنون.
,
, في عيادة الطبيب اتم الكشف علي محمود ثم قال له
, بصراحة الوضع ال شايفه مش عاجبني
, بس مش هقول حاجه غير لما تعملو الاشعه والتحاليل دي وتيجوا تاني بعد يومين اتنين ما فيش داعي للتاخير
, محمود، ممكن تقولي٢ نقطة
, قاطعه الدكتور، بعد الاشعه والتحاليل
, ودا دوا مؤقت لحد ما تيجئ تاني
, انصرف الجميع ليقوموا بما امر به الطبيب وكلا منهم يشعر بالقلق.
,
, عادت امل الي البيت ووجدت اميره وسالم يتشاجران ولكن بمجرد دخولها. وما ان راها سالم حتي اسرع بالدخول إلى حجرته
, اخذت اميره تشكو اليها وتخبرها بما فعله فيها وبسفر والديها
, فقالت امل، طيب اقعدي ذاكري انتي ومتشغليش بالك بحاجه انا هتصل اطمن علي بابا
, اتصلت فاخبرتها امها انهم في طريق العودة واخبرتها كذلك ما قاله الطبيب.
,
, بدلت امل ثيابها وتوضات ثم صلت فرضها وقررت ان تنام قليلا فهي تشعر بالارهاق
, ما ان وضعت راسها علي الوساده الا وتذكرت اسئلة عمر العجيبه
, فقامت ووأمسكت الهاتف وطلبت وفاء
, وسالتها بعد ان حيتها
, بقولك يا وفاء
, الدكتور عمر سالك عن ايه
, وفاء، سؤال واحد بس
, امل، ماشي
, وفاء، وسالك ايه
, ا مل، امممم زيك برده مع السلامه بقي.
,
, اخذت تتعحب مما فعله ولكنه استطاع لفت نظرها ربما لاول مرة فلم تفكر فيه من قبل
, ولكنها قالت لنفسها، لأ يا امل كلهم زي بعض زي بابا وسالم
, لا انا بعد كده مش هسكت له.
,
, وصل محمود وزوجته الي منزلهم بعد ان وصله شقيقه الي باب المنزل ثم انصرف مسرعا لبيته
, خرجت البنتان وسالم لمقابلة ابيهم والاطمئنان عليه
, وبعد ان قضوا معه القليل من الوقت تركوه ليرتاح ويخلد الي النوم
, ونامت نجيه هي الاخري بعد شعوررها بالارهاق.
,
, قالت امل لاميره، كفايه مذاكره ونامي علشان ترتاحي يا اميره
, اميره وهي تتثائب، انا فعلا محتاجه انام وان شاء **** هصلي الفجر وابقي اقعد اراجع
, قالت امل مازحه معها، متنساش يا ليمبي مطوتك في جيبك معلوماتك في راسك وال يقولك غششيني غزيه
, اميره وهي تضحك، لما تبقي مرحه كده بتبقي عسل يا مولا
, امل، طب نامي
, نامت اميره علي الفور
, اما امل فلا تدري ما سبب تذكرها لكلام عمر.
,
, وتعجبت لما تعمد ان يسالها عن عائلتها داخليا بدات امل تشعر بوجوده كانت تسمع زميلاتها ينتظرن محاضرته
, ومنهن من تقول عليه وسيم
, او شخصيه جذابه
, ولكنها اابدا لم تلاحظ ذلك بداخلها شئ يمنعها ان تبدي مجرد الاعجاب برجل
, لقد اصبحت فعلا شبه معقده وكل طاقتها وتفكيرها تبقيه نقيآ للاستذكار والتفوق اعتادت ان تكون ف المقدمه
, واسلوب الحياه التي اتخذته منهجآ ساعدها علي ذلك
, حاولت ان تدفعه عن ذاكرتها بشده.
,
, فهل يستطيع ان يجتاز حصون قلبها المنيعه
, انتبهت امل من شرودها علي همهمة اميره التي كانت تحلم
, وسمعتها تقول، اتفضل يا مستر
, ضحكت امل وقالت يا خيبتك بتفكري في الاساتذه وانت نايمه ال يعني البت مقطعه الكتب
, بينما في الواقع كانت اميره تري عاصم في احلامها
, تراه يدخل الي بيتهم وتمد اليه يدها ليسيرا معا في طريق ملئ بالمنحنيات والحفر٣ نقطة
, فماذا تخبئ لها الأقدار.
الفصل العاشر
في مدينة البحيره في شقه بالمساكن الشعبيه جلست حكمت والدة عاصم السيده الشقراء البدينه
, والتي يبدو وجهها طفولي رغم بلوغها سن الخمسين من العمر
, جلست لتشاهد التلفاز يحيط بها ابنائها من زوجها الثاني احمد والذي كان يعمل مدرسا في مدرسه ابتدائيه يدرس بها عاصم في القريه حينما كان *** ورٱهايوم اصطحبته الي تلك المدرسه لتشكو مدرس ضرب ابنها بسبب عدم دفعه للمصروفات الدراسيه.
,
, وقابلها حينها احمد المدرس الشاب الذي تم تعينه في تلك القريه لان القدر خبئ له شيئا خفيا فيها عرفه فيما بعد ان
, تعددت لقاءات حكمت باحمد بحجة الاهتمام باولادها
, ثم طلب الزواج منها فواقت رأته معلما ووسيم وهي اميه لا تقرأ ولا تكتب ولم تحصل على اي مؤهلات
, كان شاب لم يتزوج من قبل وهي امراه ارمله تعول ثلاثة اولاد ومع كل ذلك فتن بها ربما لجمالها في ذلك الحين.
,
, وشعر ان لديها جاذبيه خاصه وبعد زواجه منها بشهور كان عاصم في السادسه من عمره واخته منال في الرابعه والصغيره حنان في عامها الثاني
, ***** حُرموا من ابيهم وبزواج امهم واصرار زوجها علي العوده لبلده.
,
, قال احمد لزوجته، فاضل معاكي كام من المرتب ال اديتهولك
, حكمت، سبعه جنيه يا احمد
, احمد بضيق: ومصاريف العيال ده الواد خالد بياخد مصروف اد كده وهو رايح الثانويه والبت أخته زيه
, حكمت، منا قلت لك نسافر البلد لاخوهم عاصم مدرس اد الدنيا وأهو يساعدنا بدل بهدلتنا في المصاريف.
,
, وافق احمد مضطرا لضيق يده وقرر ان يذهب وزوجته واولاده في الاجازه الصيفيه ليقوم عاصم بمهمة المساعدة في المصاريف لابنائه شيماء التي تدرس بالصف الأول الاعدادي وخالد بالصف الثالث الثانوي
, وهاتفت حكمت إبنتها حنان لتعلمها انها واسرتها سيأتون الي القريه عندهما بمجرد العطله الصيفيه.
,
, كادت حنان ان تطير من الفرح عندما علمت بذاك الخبر انها تفتقد امها وحضورها سيمنحهما الاحساس بالجوالعائلي الذي تفتقده ويفتقده عاصم كذلك.
,
, كان احمد لا يرحب كثيرا بالذهاب الي عاصم ولكنه يري انه سيستفيد من ذلك
, خصوصا انه حتي وهو في بلده محروم من اهله اللذين قاطعوه بسبب زواجه من حكمت
, فأمه تعجبت حينما علمت ان ابنها الشاب مغرم بارمله تعول ثلاثة ***** وارادت ان يتركها ويتزوج فتاه عذراء لم يسبق لها الزواج لكنه رفض وتمسك بحكمت مما اوغر قلب امه عليه كذلك اخوته.
,
, ربما شعر احمد ان امه كانت محقه ولكن حدث ذلك بعد ان خاض التجربه ودبت المشاكل بينه وبين زوجته بسبب انها تريد ان تذهب لزيارة ابنائها وهو لا يشعر ان ذلك مهم ودائما كان يرفض
, لم يقبل الا حينما اصبح عاصم رجلا يعمل ويتحمل مسئولية اخواته بشجاعه ورجوله ولا يمنع ذلك من احساسه الداخلي بالالم والحرمان.
,
, في منزل عاصم٣ نقطة
, عاد إلي المنزل منهكاً، ثم جلس علي الأريكه بارهاق شديد، بينما أقبلت حنان إليه وهي تقول بابتسامه:
, - حمدلله علي السلامه يا عاصم
, عاصم بهدوء: **** يسلمك، يا حنان
, حنان بتردد: ماما كلمتني النهارده، وقالت انها هتيجي تعد معانا يومين هي و٣ نقطة
, عاصم مقاطعا بحده: تعد فين؟ ومين قالها تيجي، طبعا أنتي منا عارفك، اكيد كلمتيها وزنيتي عليها لحد اما قالتلك جايه، استغفر **** العظيم ياربي، انا زهقت بجد.
,
, حنان بخوف: اهدي يا عاصم، دي مهما كان أمنا
, هب عاصم واقفا ليقول بصوت حزين:
, - للأسف، للأسف الشديد أمنا، ولولا خوفي من **** لكنت قطعت أي صله بيني وبنها، لكن قطع صله الرحم من الكبائر وعشان **** بس أنا مش همنعها عنك يا حنان ولا همنعها تيجي هنا
, تنهدت حنان بثقل، ثم اقتربت لتربت علي كتف أخيها وهي تقول بحنان:
, - معلش يا عاصم عشان خاطري متزعلش يلا ادخل غير هدومك عشان نتغدي مع بعض.
,
, أومأ عاصم برأسه، ثم اتجه إلي غرفته، وأخذ يبدل ملابسه بينما بعد قليل أحضرت حنان الطعام وجلسا سويا علي طاوله الطعام، بدأ عاصم في تناول الطعام فيما إزدردت حنان ريقها وهي تنظر له بحذر، وتابعت قائله بارتباك:
, عاصم ممكن أطلب منك طلب
, نظر لها بثبات ثم قال بجديه: اتفضلي ياحنان
, رمشت بعيناها، وقالت بخفوت:.
,
, - آآ أنا خلاص إمتحاناتي هتخلص بعد أسبوع وبما أني مش هشوف صحباتي تاني فقررنا، اننا نخرج مع بعض شويه بعد الامتحان، ايه رأيك؟
, عاصم بدون مقدمات: مش موافق
, حنان بضيق: ليه يا عاصم
, عاصم متنهدا: عشان مينفعش تخرجي لوحدك مع صحابك ممكن حد يتعرضلكم اديكي شايفه التحرش والارف الي بقينا فيه
, حنان باعتراض: عاصم أنا٣ نقطة
,
, عاصم مقاطعا بحده: حنان انا خايف عليكي أرجوكي اسمعي الكلام أنا مش حمل مناهده أنا تعبان من الشغل قفلي بقا علي المواضيع التافهه دي.
,
, كظمت حنان غيظها، وحبست دموعها داخل عينيها الحزينتين دائما، فهي لا تشعر معني الحياه، لم تعيش سنها كبقيه زميلاتها، من قال أن الفتاه تحتبس حريتها بهذا الشكل، أليست هي بشر له طاقه إستحمال؟! أم يفكر البعض أن لا إحساس لديها، ليس عيباً أبدا أن تخرج وتمرح لطالما لم تتعدي حدود الأدب والأخلاق٣ نقطة
,
, شعر عاصم بحزنها الدفين ولكنه نهض بهدوء ليغسل يده ومن ثم سار إلي غرفته ليرتاح قليلا، يعلم أنه دائما ما يحبسها داخل المنزل، ولا يلبي طلباتها وظن أن بذلك يحافظ عليها٣ نقطة
,
, ألقي بجسده علي الفراش ليحدق في سقف الغرفه، فأتت صورتها أمام عينيه وكأنه يراها، تلك الصغيره البريئه، ذات ال**** الشرعي، ما ان رأها وجد فيها مواصفاته التي تمناها فلم يلفت نظره أي فتاه، فهو دائما كان يتمني فتاه محتشمه، إذا عندما رأها وجد تلك الصفات فيها تري ما يخبئ القدر لهما؟!
,
, مر أسبوعان، وقد إنتهن كل من أميره وأمل من إختبارتهن، وإنتهي أيضا سالم الذي لم يجيد حل مواده، ولكنه لا يبالي، وكيف يبالي، فإذا كان الأب يشجعه علي إستكمال هذه الفوضي فلن نلومه، أنه تربي علي شئ فسوف يشيب عليه٣ نقطة
, وكذلك كان عمر في حالة من الملل، إنتهت الامتحانات ولم يري أمل لا يعلم لماذا يشعر بهذا الشعور الغريب عليه، هو يريد فقط ان يراها كل يوم أمام عينيه.
,
, وظلت حياة مصطفي وإيمان، عاديه إلي حد ما، تاره يتشاجرا وتاره يتصالحا ويظل مصطفي دائماٌ يتحمل أكثر.
,
, وكما أن الحاج محمود يتدهور كل يوم صحياً عندما علم أن قلبه ضعيف للغايه، ولابد من عمليه قلب مفتوح بأسرع وقت، فحزن علي نفسه كثيرا مما زاده مرض علي مرضه، وتظل الزوجه الأصيله نجيه بجواره دائما، تراعاه وتفعل كل ما يريد بحنان٣ نقطة
,
, علي مائدة الطعام جلس عمر مع والديه لتناول الطعام
, قالت امه، البت نوسه وعموره كانو مليين علينا البيت
, عز الدين، اه و**** كفايه عمور دا ولد ظريف بشكل
, نظرت فاطمه الي ابنها وقالت:
, عاوزين نشوف ولادك انت كمان ياعمر
, عمر: ولاد علي طول يا بطه مش اما اجيب امهم الاول
, ضحك عز الدين وقال، البنات الكويسه كتير يا عمور
, اشارت نحيه براسها لعمر
, فقال عز الدين، ايه انتو مخبيين ايه عني.
,
, عمر: بعد الاكل يا بابا هنقعد سوا احكيلك. علي موضوع كده عاوز اخد رايك فيه
, ابتسمت فاطمه وشعرت بالراحه فهي تعلم ذلك الموضوع الذي يشغل ابنها ليلا نهارا ولم يعد يستطيع كتمانه
, اخذ عمر يلتهم طعامه بدون شهيه لقد كان يفكر في امل التي لم يعد يراها منذ انتهاء الامتحانات
, ابتسم حينما تذكر انه بحث عن ورقة اجابة الامتحان لمادته ليقوم بتصحيحها اولا
, ليشعر بروح امل في كلامها.
,
, وبالفعل وجد اجابتها نموذجيه كما تخيل انها لا يوجد لديها اهتمامات تلهيها عن المذاكره والتحصيل
, لمحت امه الابتسامة العريضه علي شفتيه فقالت
, طب ما تضحكنا معاك يا عمر
, عمر، اه بتقولي ايه يا ماما
, فاطمه، بقول كل يا حبيبي صحيح الحب قندله
, ضحك عز الدين علي تعليق زوجته وقال:
, لا كده بقي لازم نعمل مباحثات سريعه الموضوع كبير بقي وانا مش واخد بالي.
,
, وبعد إنتهائهم من تناول الطعام٣ نقطة
, جلس عمر قبالة، والده عز الدين ليقول بمرح:
, إزيك يا ابو العز اخبارك ايه
, إبتسم والده وقال: بخير يا عم قولي في ايه
, رفع عمر حاجبيه وقال مازحاً: خير ان شاء **** وكل خير هو أنا عمري جت حاجه غير الخير؟
, عز الدين ضاحكا: طب يا سيدي قول يلا يا أبو الخير
, تنهد عمر وقال: بصراحه يا بابا في بنت لفتت نظري في الأيام الأخيره وأنا عاوز اتقدم.
,
, اتسعت ابتسامه عز ثم قال: ومين دي بقا الي استحوذت علي اعجاب الدكتور عمر
, عمر: بنت كده لمضه جدا وميعجبهاش العجب وأنا مش عارف الخطوه دي صح ولا لاء
, عز باستغراب: يعني ايه صح ولا لاء وضحلي أكتر؟
, أخذ عمر نفسا عميقا وزفره علي مهل ليتابع قائلا:
, - هي فيها حاجه غريبه مش قادر أفهم ايه هي بالظبط، مبتحبش تسمع سيره الرجاله ولا بطيقهم وأنا قلقان من الخطوه دي يعني لو رفضت هيكون احراج كبير.
,
, عز الدين بتفهم: ممم وأنت ليه متدهاش نبذه الاول وبعدين اما هي كده ايه الي عاجبك فيها
, عمر بشرود: داخله دماغي أوي يا بابا
, عز متنهدا: هي مين دي طيب وعرفتها ازاي
, عمر موضحا: طالبه عندي بالكليه وسألت عليها وعرفت أصلها وفصلها وبصراحه عجباني أوي
, عز الدين: طيب يابني علي راحتك والي فيه الخير يقدمه ****، ابقي شوف هتعمل ايه وبلغني
, عمر مبتسما: ماشي يا أبو العز٣ نقطة
,
, مرت أيام أخري فقد هاتف عمر الحاج محمود ليخبره أنه يريد أن يتقدم لخطبة إبنته
, في ذات يوم دلفت نجيه إلي غرفة الفتيات لتقول ناظره إلي ابنتها أمل:
, - أمل أبوكي عاوزك قومي كلميه
, نهضت أمل وهي تقول: حاضر يا ماما، ثم اتجهت الي غرفته والدها وما ان طرقت الباب حتي أذن لها بالدخول، فدلفت لتقول بهدوء: ايوه يا بابا حضرتك عايزني
, الحاج محمود بصوت متعب للغايه: تعالي يا أمل اعدي.
,
, جلست أمل علي طرف الفراش المدد عليه والدها بينما قال محمود بخفوت:
, - في عريس إتقدملك يا بنتي
, أمل بدهشه: عريس!
, محمود مكررا بارهاق: ايوه مالك مستغربه ليه
, أمل رافعه حاجبيها: مستغربه جدا ده مين الرزل ده؟
, نظر لها والدها بانهاك ليقول: يا أمل اعقلي بقا يا بنتي، ده واحد كلمني في التلفون وبيقول أنه الدكتور بتاعك في الجامعه وهو مستني الرد عشان يجي يتقدم رسمي.
,
, اتسعت عين أمل غير مستوعبه ما قاله أبيها في التو لتهز رأسها قائله: دكتور مين؟!
, محمود متنهدا: بيقول الدكتور عمر
, طغت علامات الدهشه علي وجهه أمل وقالت بذهول: الدكتور عمر! ده اتجنن ولا ايه ازاي يتجرأ يعمل كده
, محمود باستغراب: ايه الي بتقوليه ده يا أمل الراجل داخل البيت من بابه يابنتي ودكتور اد الدنيا وأنا مبدئيا موافق
, أمل باعتراض: بس أنا مش موافقه يا بابا
, محمود بتساؤل: ليه؟
,
, أمل بنفاذ صبر: مبينزليش من زور مبطقهوش
, محمود بانفعال خفيف كاد أن يتحدث ولكنه أخذ يسعل بشده مما جعل أمل تهب واقفه متجهه إليه لتعطيه كوب الماء وما أن شربه حتي هدأ قليلا وأخذ يلتقط أنفاسه بصعوبه، حتي قال بعتاب:
, - الراجل دكتور ومن طريقه كلامه كويس في ايه بقا
, أمل: يا با٣ نقطة
, محمود مقاطعا: اسمعي يا أمل أنا خلاص مش ضامن عمري أنا حاسس اني في ايامي الأخيره، نفسي أطمن عليكي قبل ما أموت.
,
, أمل بحزن: بعد الشر عليك يا بابا **** يخليك لينا ي***
, محمود بهدوء، : خلاص نشوف الجدع لما يجي وبعدين تقولي رأيك وبلاش تجادليني يا أمل
, أمل بتصميم: أنا مش هتجوز يا بابا أنا أصلا مبحبش الرجاله
, محمود بحده: الي بقوله يتسمع يا امل الراجل هيجي أنا هكلمه وهديله معاد جهزي نفسك واستهدي ب**** كده
, نهضت أمل لتتجه الي الخارج وهي تهمهم بكلمات غير مفهومه، بينما ترقرقت الدموع في عينيها لتشهق بعد ذلك بغفرتها٣ نقطة
,
, كانت أميره بمنزل عمها تجلس بصحبة ساره التي أعطتها الكتب التي طلبتها من عاصم، أمسكت أميره بالكتب الجديدة التي قالت عليها لساره وارتسمت ابتسامه علي شفتيها، لتتذكره عندما قال لها أنه سيأخذ الثواب عندما تقرأ فيهم فأخذت تقرأ بعد من قصص الأنبياء عليهم أفضل السلام، لكي تعطيه الأجر وتأخذ هي كمان الثواب، ليتشاركا الاثنان في الحسنات، ٱنتبهت علي صوت ساره وهي تقول: ايه انتي هتقريهم هنا.
,
, أميره بهدوء: اه في مشكله
, - لا ما فيش مشكله يا أميرتنا
, قالها هشام مازحاً وهو يتجه إليهن ليجلس قبالتهن، بينما شهقت أميره بخضه وضحكت ساره بمرح فيما قال هشام مبتسما: معلش قطعت عليكم خلوتكم
, أميره بهدوء: ولا يهمك
, ساره ضاحكه: طب اسيبكم بقا عشان هخرج مع صحباتي
, هبت أميره واقفه لتقول بجديه: لا انا هروح بقا يلا سلام
, وقف هشام هو الآخر ليقول بحزن دفين: ليه كده هو اذا حضروا الشياطين ولا ايه.
,
, أميره بدهشه: لا أبدا ليه بتقول كده
, ابتسم هشام وقال: طب تعالي أوصلك
, أميره بارتباك: لا مفيش داعي
, هشام مصمما: لا طبعا فيه داعي
, سارت أميره أمامه، ليتجها الاثنان الي الخارج بينما قلب هشام يدق سريعا معلنا عن عشقه لتلك الأميره التي لم تشعر بذره من المشاعر تجاهه.
,
, سارت اميره بجوار هشام وهي تشعر بالضيق من اقترابه منها فقالت
, يا هشام ارجع هوا انا صغيره يعني هضييع
, هشام، اه صغيره
, اميره، لأ طبعا كبيره انا خلاص قربت ادخل الجامعه
, نظراليها هشام بحيره وقال، ولما انتي كبيره مردتيش عليه ليه
, اميره، مش فاهمه
, هشام، لأ يا اميره فاهمه انا قلت لك اني ناوي اكلم عمي بخصوصك بعد النتيجه ما تظهر
, اميره، تاني يا هشام قلت لك ما بحبش الكلام ده.
,
, هشام، يا اميره كل ال طالبه منك تعرفيني بتحسي بمشاعر تجاهي هتبقي فرحانه لو اتقدمت لك بس مشاعرك تجاهي مش اكتر ال عاوز اعرفه
, انتي بنت عمي يعني لحمي ودمي فهمتي يعني مستحيل ااذيكي او ضايقك وخصوصا اني٣ نقطة
, صمت قليلا ثم قال، خصوصا انك غالية عندي اميره، يا هشام انت مش بس ابن عمي انت اخويا كمان ساعات بتمني كنت تبقي انت اخويا بدال سالم
, ابتسم هشام وقال، بس انا بحمد **** ان انا مش اخوكي.
,
, ثم استئنف خلاص يا اميره اول ما النتيجه بتاعتك تبان هخلي بابا يكلم عمي محمود اتقفنا
, اميره، لأ يا هشام انا مش هتخطب الا بعد الجامعه ان شاء **** لو سمحت ما تتكلمش تاني في الموضوع ده لاني بتضايف بجد
, وصلا الي البيت فقال هشام
, آجلا ام عاجلا انتي ليه يا بنت عمي
, طرقت اميره باب البيت ودلفت مسرعه
, اقتربت نجيه من الباب وقالت، تعالي يا هشام يا حبيبي
, البت الجبانه دخلت وما قلتلكش اتفضل.
,
, هشام، عمي عامل ايه النهارده انا جاي اشوفه٣ نقطة
الفصل الحادي عشر
هتف محمود منادياًعلي زوجته نجيه وقال:
, يا نجيه اتكلمي مع بنتك لحسن راكبه راسها وانا مش قادر علي المناهده ووجع الراس
, نجيه، حاضر يا حاج متشغلش بالك بيها انا هتكلم معاها
, محمود، هما طالبين نحدد ميعاد يزرونا فيه
, اقعدي مع بنتك وشوفي كده علي بال ما كلم سعيد اخويا علشان يبقي معانا يومها هوا وهشام وانتي اطلبي الدكتور مصطفي دا راجل محترم وانا بتشرف بيه
, خليه يجيب ايمان وسلمي لانهم وحشوني قوي عاوز اشوف سلمي.
,
, نجيه، حاضر يا ابو سالم بس نام انت وارتاح انا داخله اكلم امل.
,
, في منزل مصطفي
, صاحت ايمان، بجد و**** بابا قال لك كده
, مصطفي، اه وقال ان الحاجه نجيه هتطلبك
, ايمان، دا خبر حلو قوي يا مصطفي
, ونظرت الي سلمي وقالت:
, خالتو امل هتبقي عروسه يا سوسو
, ثم استئنفت
, بس مش مصدقه يا مصطفي: امل، الشاويش امل. هتوافق بسهوله كده دي زمانها مطلعه عين ماما
, مصطفي، حضروا نفسكم بقي علشان نروح. البلد عمي محمود عاوز يشوف سلمي
, ايمان بدلال، سلمي بس
, مصطفي، سلمي وام سلمي
, ايمان، بقولك ايه يا مصطفي.
,
, مصطفي، نعم
, احنا ما زرناش بابا من لما تعب الا مره واحده زمانه واخد علي خاطره مني احنا نروح قبل الميعاد بيوم ولا اتنين انا عاوزه اشوف بابا واقعد مع البنات وماما انا برده اختهم الكبيره يا صاصا
, مصطفي، اه صاصا والدلع عند الطلبات بس وغير كده تقلبي صاصا
, ايمان، دا انت حبيبي يا مصطفي و**** مش عارفه بس ايه ال مزعلك مني.
,
, مصطفي، مش وقته يا ايمان خلاص جهزو نفسكم هوديكم بكره تقعدو كام يوم في البلد وارجع انا شغلي وابقي ارجع لما يحددو ميعاد للعريس يتقدم فيه تمام كده
, ايمان، حبيبي يا مصطفي
, سلمي، حبيبي يا بابي
, حملها مصطفي وقبلها وقال، انا هعمل كده بس علشان جدو عاوز يشوفك يا لوما
, احتصنته الصغيره بحنان بالغ.
,
, في اليوم التالي اصطحب مصطفي اسرته للذهاب الي القريه في سيارته الخاصة
, ركبت ايمان السياره بجواره
, وركبت الصغيره في المقعد الخلفي
, كانت ايمان سعيده بذهابهم الي منزل عائلتها
, اما مصطفي فكان حزين لانه اطلع علي التقرير الصحي والاوارق الخاصه بالحاج محمود وكونه طبيب فقد علم خطورة وضعه الصحي لكنه لم يخبر زوجته خوفا عليها من الحزن والقلق لكنه داخليا يخشي فقدان والد زوجته وجد سلمي الحنون.
,
, لذا انتهز فرصة ذلك العريس المنتظر ليجعل ايمان تقضي وقتا طويلا مع والدها
, فمرضه خطير لا يمن عواقبه
, رن هاتف مصطفي فرفعه ليجيب علي المتصل
, اتاه صوت عباده زوج شقيقته ابتهال غاضبا:
, انت فين يا دكتور مصطفى
, مصطفي، انا في طريقي للبلد علشان الحاج محمود تعبان شويه وموديله ايمان وسلمي
, عباده، طيب اول ماترجع انا عاوزك علشان متبقاش تزعل مني بقه لو عملت حاجه تزعلك
, مصطفي بقلق، فيه ايه يا عباده.
,
, صاح عباده، اختك يا دكتور خلاص ما بقتش طايق عمايلها تعالي انت واحكم بيننا وانا هرضي بحكمك
, مصطفي، انا سايق دلوقتي يا عباده واول ما ارجع هاجيلكم
, عباده، هترجع امتي
, مصطفي، هبات معاهم النهارده وبكره من بدري هرجع علشان العياده
, عباده، خلاص بكره بعد العياده تيجي ضروري
, اغلق مصطفي الخط مع عباده وزفر بضيق
, ايمان، فيه ايه؟
, مصطفي، ابتهال مش هتجيبها لبر وكل مشكله بروح الاقيها غلطانه وابقي مش عارف اقول ايه.
,
, ايمان، هيه عملت ايه بس
, مصطفي، ما ديه وجشعه سبحان **** مش عارف طالعه لمين دي، الراجل لا عارف ياكل لقمه حلوه ولا لا قي زوجه مريحه ولما يسبها ويتجوز عليها ان شاء **** هتبقي تفوق لحالها
, ايمان. ، . مش للدرجه دي يا مصطفي
, مصطفي، لا لاكتر من كده كمان الراجل صبر عليها كتير دروس ايه دي ال بتديها للعيال تفوق لولادهاا احسن
, الست نست دور ها ال **** خلقها علشانه ولعبت ادوار تانيه يا ايمان.
,
, وللاسف فيه ستات زي ابتهال كده مبتعرفش تعمل توازن بين عملها واسرتها
, قالت سلمي، بابي لسه كتير علي بيت جدو
, مصطفي، لأ يا حبيبتي قربنا نوصل
, كان سالم يلعب امام الباب مع بعض الصبيه من عمره حينما راي السيارة فصاح
, ايمان جت يا ماما هيه وسلمي والدكتور مصطفي
, فرحت امل واميره بشقيقتهن وبسلمي
, وقالت امل، اهلا يا ايمي وحشتينا
, غمزت ايمان وقالت، ايه يا بنتي الاخبار الحلوه دي.
,
, امل: ما تضيقنيش يا ايمان، ثم قالت تعالي يا سلمي وحشاني يا حبيبة خالتو
, قالت اميره، اتفضل يا آبيه مصطفي بابا نايم جوه
, مصطفي، طيب شوفيه كده صاحي ولا نايم
, اميره، حاضر يا آبيه
, كانت نجيه فرحه بابنتها وحفيدتها كثيرا وبعد الترحيب المتبادل
, قالت نجيه، طمني يا مصطفي يا بني الاشاعات والتحاليل ال بعتنهالك تشوفها، الحاج هيبقي كويس
, مصطفي، ان شاء **** يا ماما هيبقي كويس متقلقوش.
,
, دخلت ايمان وسلمي الي غرفة والدها لتصيح سلمي
, جدو حبيبي انا جيت
, نهض محمود متثاقلا، ليحتضن الصغيره بشوق ولهفه
, ثم ابنته التي بكت رغما عنها
, فقال محمود:
, انا كويس يا ايمان متعيطيش يا بنتي متعيطيش يا حبيبتي
, دخل مصطفي ليقول لزوجته:
, ايه دا ايمان الحاج زي الفل انتي كده هتخوفيه احنا جايين نفرح بامل مش نزعل
, محمود، قول لها يا مصطفي يا بني. عقلها صغير
, مع انها الكبيره
, ثم ضمها الي حضنه بابوه وحنان:.
,
, وبعد فتره خرج الجميع من الحجره وبينهم محمود يستند علي مصطفي ونجيه وما ان جلسو جميعا في صالة البيت الا وقال محمود:
, فين سالم
, نجيه، سالم بره مع اصحابه
, محمود، لأ ناديه يقعد معانا يا نجيه
, واخذ يحكي لهم عن ذلك العريس المنتظر ويتفقوا علي تحديد ميعاد ليستقبلوه فيه ولم يهتم احد براي امل التي كانت تهمهم:
, ايه دا هوا بالعافيه انا قلت لكم اني موافقه اصلا.
,
, اخذت نجيه ابنتها امل ودخلت بها الي حجرتها وقالت:
, يا بنتي ابوكي تعبان و*** اعلم بظروفه انتي عارفه قالي ايه
, قالي خليني اجوز امل في حياتي وكفايه اني هسيب لك اميره وسالم
, امل، لأ يا ماما متقوليش كده حرام عليكي بابا هيبقي كويس
, نجيه وهي تبكي وتنتحب: بلاش تعارضيه يا امل خلينا نقابل الناس
, ولو معجبكيش نبقي نشوف بس المهم تقابليهم كويس ومتكسفيش ابوك
, هزت امل راسها بالموافقه وهي تشعر بحزن عميق علي والدها المريض.
,
, اتفق الحاج محمود مع عزالدين هاتفياً علي ميعاد محدد ووصف له الطريق جيدا
, وجلس عز الدين سعيدا وسط عائلته
, نظر الي عمر وقال بابتسامه واسعه؛:
, خلاص يا عمور خدنا ميعاد وان شا **** هنروح بعد بكره ثم نظرالي زوجته وقال:
, ايه رايك يا بطه نقول لايناس تيجي معانا ولا دي اول مره ملوش لزوم
, ردت عليه زوجته عاتبه، ملوش لزوم ازاي دي اخته الوحيده لازم تيجي وتشوف عروسة اخوها وتقو ل رايها برده دي ايناس روحها في اخوها.
,
, انا هكلمها في التليفون اتفق معاها واعملوا حسابكم بقي ناخد معانا تورته وجاتوه وحاجات حلوه
, تعجب عز وقال، اول مره نروح وممكن نتقبل وممكن نترفض ناخد كل دا يا بطه
, فاطمه باصرار، طبعا لازم ندخل بقيمتنا يا حاج والقبول والرفض دا بتاع **** مش كده يا عمر
, عمر بسخريه، لأ الاتفاقات دي ماليش فيها يا بطايه انتي ام المعرفه
, عز باستنكار، يعني عاجبك كلامها
, نظر عمر لوالديه ضاحكاوقال، ماما دي ست الكل وعلي راسنا٣ نقطة
,
, في بيت محمود جلست امل وسط شقيقتيها في حجرتهن وهي متذمره وقالت:
, بعد بكره ليه هيقولو احنا مصدقنا وانا مبطيقوش اصلا
, انا مش عارفه طلعلي منين
, يعني الحب مولع اوي دا كل ما يشوفني يهزقني دا مره اتمسخر عليه ادام الدفعة كلها.
,
, ضحكت كل من ايمان واميره علي كلام امل وقالت ايمان وهي تضحك:
, ما محبه الا بعد عداوه
, نظرت اليها امل وقالت غاضبه، انا عمري ما هحب حد فاهمه.
,
, بعد يومين اتصلت ايمان بمصطفي وقالت غاضبه: ايه يا مصطفي الناس هيوصلوا وانت لسه ماجيتش كده ينفع عمي وهشام وصلوا وانت لا وانت جوز اختها الكبيره
, قال مصطفي، انا في الطريق يا ايمان وقربت اوصل بكلمك وانا سايق ابتهال وعباده صدعوني وكرهوني في نفسي
, ردت عليه ايمان بتفهم، طيب يا حبيبي خد بالك من الطريق توصل بالسلامة.
,
, وصلة عائلة عز الدين علي مشارف القريه وتوقف عمر بالسياره ليسال احد المارين عن بيت الحاج محمود كامل
, فرد عليه، طبعا اعرفه محمود كامل صاحب مصنع الكامل، ثم دله علي الطريق
, كانت ايناس تركب بجوار والدتها ومعهم ابنها عمر
, وعز الدين يجلس بجوار عمر٣ نقطة
, وحملت ايناس ووالدتها عدد من علب الحلوي
, توقف عمر امام البيت في نفس الوقت الذي توقفت فيه سيارة مصطفي ايضا ليرحب بهم ويطرق الباب.
,
, ليتم التعارف بين افراد العائلتين ويجلسوا سويا
, اخدت نظرات عمر تدور رغم عنه تبحث عن امل كان يتمني ان يعرف رد فعلها عما اقدم عليه.
,
, اخبرهم عز انهم يقيمون بمنزل خاص بمدينة المنصورة وان امل ستعيش مستقله في شقه خاصه بالبيت مع عمر٣ نقطة
, قال محمود بضعف، وبخصوص تعليمها انت عارف ان امل متفوقه وبطلع الاولي وكانت رافضه الارتباط خوفا علي تعليمها ومستقبلها
, هم عز الدين بالحديث ولكن عمر قال: بعد اذنك يا بابا انا هرد علي عمي
, اوعدك يا عمي اني اساعدها واقف جنبها لحد ماتخلص السنتين ال فاضلين لها انا مرضاش ان بنت متفوقه زي امل ما تكملش جامعه.
,
, نظر الجميع باعجاب الي الدكتور عمر الذي يمتلك حضور وجاذبيه
, وبعد قليل قالت فاطمه، امال فين العروسه بقي عاوزه اشوف ال خلت الدكتور عمر مبهور بيها
, نادي محمود علي زوجته التي اقبلت وحيت الضيوف
, وقال، نادي علي امل يا حاجه ام سالم واندهي سالم واخوتها علشان يتعرفو علي الجماعه.
,
, دخلت نجيه فوجدت امل تجلس بجوار اختيها وهي غاضبه وترتدي بيجامة منزليه
, قالت ايمان، مش راضيه تلبس يا ماما
, اقتربت نجيه من امل غاضبه وصاحت ايه الدلع ده يلا البسي عاوزه تصغري بابوكي يا امل ونظرت لايمان وقالت اديها صينيه بالفواكه والعصير ودخليها ايمان
, وانا هروح اقول لابوكي انها جايه ورايه
, ثم همهمت وهي في طريقها للباب، انا عرفي بتتقطمي علي دا ضفره برقابتك
, امل بغضب، سامعه بتقول ايه يا ايمان.
,
, ايمان برفق، يلا يا حبيبتي البسي بقي وحطي كحل حتى
, صاحت امل، بقولك ايه يا ايمان ما هو حافظ شكلي وعارف اني لا بتاعت كحل ولا روج ولا المساخه دي
, ضحكت اميره وقالت، ايوه فعلا اوعي تغيري مبادئك و**** المسكين جاي يتجوز واحده ارجل منه
, نظرت اليهم امل غاصبه، اطلعو بره مش ناقصه تريقه كفايه ال انا فيه.
,
, بعد قليل اتمت امل ارتداء فستان بسيط لكنه جميل ورقيق رغم تلك البساطه و**** باللون الروز الفاتح يناسب تلك الوردات الصغيره في الفستان
, وجدت ايمان تنتظرها هي وسمره وهن يحملان صواني مليئه بالفواكه والعصائر
, واخري عليها شاي مع قطع الكيك الهشه التي تجيد ايمان صنعها
, نظرت امل الي الصواني وقالت ايه انا هشيل دول كلهم ان شاء****
, وبعدين ايه دا كله
, قالت ايمان، لا شيلي انتي العصير وانا سمره هندخل بالباقي.
,
, دخلت امل تحمل صينية العصير فرات الجميع تشرئب اعناقهم ينظرون اليها.
,
, اهتزت يدها وكادت ان تقع الصينيه لولا ايدي عمر التي امتدت سريعا ليحمله عنها هامسا:
, هاتي مش ناقصين كوارث
, فهمست، انت ايه ال جايبك
, لم يرد عليها انما ابتسم ووضع العصير علي المنضده ليتصايح الجميع يرحبون بامل التي لم تستطع الحديث
, فقالت فاطمه، ايه يا أمل مابتتكلميش خالص ليه انتي بتتكسفي
, همس عمر، دي لسانها مترين
, ضربته امه في قدمه برقه وهي تضحك: عيب يا عمر ما تكسفهاش بس و**** زي القمر.
,
, قال لها والدها الدكتور عمر اتفق معايا تتجوزو علي طول يا امل وتكملي دراسه وانتي معاه
, هنا صاحت امل بغضب، لأ يا بابا معلهش حضرتك انا لازم اعرفه الاول وبعدين دراستي مهمه
, قال عمها سعيد، خلاص يا جماعه، نعمل شبكه وكتب كتاب وبعد االدراسه الجايه يكون امل فاضل لها سنه واحده تتجوز وتكملها وهيه متجوزه موافق يا باشمهنذس عز موافق يا دكتور عمر.
,
, اتفق الجميع علي ذلك ودخلت ايمان وسمره تحملان الصواني وتبعتهم اميره وسالم وتمت قراءة الفاتحة وسط فرحه عارمه من الجميع الا امل التي كانت تشعر بالذهول مما يحدث وتم الاتفاق علي حفلة عقد القران بعد اسبوع واحد بنا ء علي رغبة عمر الذي اصر علي ذلك.
,
, قال الدكتور مصطفى لأمل بعد قراءة الفاتحة
, خدي الدكتور عمر يا امل فرجيه علي الجنينه
, نظرت اليه بسذاجه وقالت، ما تروح معاه انت تفرجه
, ضحك الجميع من تصرف امل
, واصرو ان تذهب مع خطيبها لقضاء دقائق سويا قبل انصرافه.
,
, في الحديقه
, عمر بابتسامه، مبروك
, نظرت اليه غاضبه وقالت، انت طلعت لي منين لو سمحت تفض الموضوع ده انا مبحبكش
, نظر عمر اليها وقال بهدوء، هتحبيني
, امل بغيظ، ايه البرود دا
, عمر وهو يشد انفها، بلاش قلة ادب
, امل وهي تنفض يده عنها، دا انت غريب
, اقترب عمر منها وقال برقه:
, حد يقول لجوزو غريب
, امل بتهكم، جوزو
, ضحك عمر وتركها في طريقه ليعوود الي عائلته وقال بخفوت:
, اسبوعين واخليك تحترمي نفسك يا امل كلها اسبوعين.
الفصل الثاني عشر
نام عمر علي سريره وهو يضع يديه تحت راسه وينظر لسقف الحجره ويبتسم ابتسامه جميله
, تذكز كل همسه وكل نظره لامل
, واحيانا يضحك بصوت عالي حينما يتذكر حركاتها الغاضبه
, طرقت امه باب الغرفه برفق ولكنه لم ينتبه ففتحت الباب ودخلت
, نظرت اليه نظرات مبتسمه ماكره وقالت
, يا سلام ولا انت هنا للدرجه دي امل واخده عقلك
, نهض عمر وجلس ثم قال وهو مرتبك وقال
, ابدا يا ماما عادي.
,
, فاطمه بابتسامه، بذمتك عادي بتحبها قوي كده انت لسه عارفها اول السنه دي
, عموما هيه قمر بس
, عمر باهتمام، بس ايه
, فاطمه بتحفظ، غشيمه شويه
, ضحك عمر رقال، غشيمه شويتين تلاته بس عارفه يا ماما دا ال عاجبني فيها
, انا ال هعلمها الحب فاهماني
, يا ماما، ال زي امل دي يا ماما لابسه قناع وخدت عليه وانا بقي ناوي اشيل القناع ده واعلمها تحبني ازاي
, ال عمرها محبت حد لما تحب هتحب بجد.
,
, فاطمه، يا سلام عليك يا عمر وعلي افكارك يا بختها بيك يا بني
, عمر، لا يا ماما يا بختي انا بيها امل دي ال زيها قليلات مجتهده ومتفوقه بتصلي وتقرأ قرآن وانا مش عارف ليه انجذبت لها
, قالت فاطمه، الحمد *** يا بني **** يسعدك
, بس لازم تروح زياره قبل كتب الكتاب البنت لازم تاخد عليك شويه يا عمر
, عمر، ان شاء**** هزورها بس هتصل بعمي محمود اقوله.
,
, نظرت فاطمه بحنان لابنها وقالت، وخد لها معاك هديه حلوه البنات بيفرحوا لما حد يهتم بيهم ويدلعهم علشان كده ديما البنات بيحلو بعد ما بيتخطبو علشان احساسهم بالاهتمام يا بني
, قبل عمر يد والدته وقال، **** يخليكي لينا يا ماما
, فاطمه بحنان، يلا تصبح على خير يا حبيبي
, وانتي من اهله يا ماما
, لم تكن امل بنفس حالة عمر المطمئنه.
,
, لكنها كانت قلقه للغايه لم تتخيل امل ان ترتبط بشخص بتلك السرعه وخصوصا عمر الذي كانت تتشاجر معه كلما قابلته
, استيقظت اميره فشعرت ان اختها ما زالت مستيقظه قامت وانارت الغرفه ثم اقتربت من امل وسالتها
, ايه لسه صاحيه ليه
, امل، ولا حاجه مجاليش نوم
, اميره مبتسمه بتفكري في عمر
, قالت امل وهي تزفر.
,
, بفكر في نفسي انا مش مرتاحه يا اميره الموضوع جه بسرعه وانا رضيت علشان بابا محبتش ازعله وهو تعبان بس انا مبحبش عمر دا ولا طيقاه
, اميره، يا امل مظنش انك بتكرهيه ابدا بصراحة هوا مميز جدا بس انتي ال قافله قلبك
, قالت امل بحده، لازم انبه عليه ان في الجامعه محدش يعرف حاجة اه انا متفوقه من نفسي ومش عاوزه حد ينسب تفوقي دا ليه ايوه انا مش محتاجة له في ايه حاجه
, انا مش محتاجة لاي راجل في الدنيا اساسا.
,
, ضحكت اميره بشده من كلام اختها وقالت بهمس
, امل ب**** عليكي توعديني
, امل بتساؤل، اوعدك بايه
, اميره وهي تضحك بشده، لو اطبيتي علي بوزك وحبيتي عمر تبقي تقوليلي اصل كل الروايات ال بقراها بيقي البطل والبطله عاملين اكشن مع بعض زيك انتي وعمر كده وبعدين يطبو يا حلوه
, نظرت لها امل بسخريه وقالت، طب روحي اطفي ا لنور واتخمدي عاوزه انام انا غلطانه اني بتكلم مع واحده مخها ضارب من كتر الروايات زيك.
,
, ذهبت اميره لتطفئ النور وقالت، عموما لو مش جاي لك نوم هتلاقي في الدرج روايات حلوه خديلك روايه اتسلي فيها.
,
, جلس محمود مع زوجته يبثها همه وحزنه وهي تواسيه وتمنحه الامل في الشفاء وتذكره برحمة **** ومقدرته
, قالت، **** هيشفيك وتعيش وتفرح بالبنتين وسالم وولادهم كمان
, نظر اليها محمود باسي وقال، الحمد *** على كل شيء بس قلقان علي سالم قوي خايف عليه البنات مستواهم في التعليم كويس وكلهم هياخدو شهادات عاليه انا عارف ان سالم مبيحبش التعليم يعني لو خد دبلوم يبقي من **** يا نجيه.
,
, وبصراحه بفكر إني لازم أءمن له مستقبله لو سبت الاراضي والمصنع والبيت والفلوس ال في البنك وكل حاجه هيختلفو لو جري لي حاجة
, وبعدين ارض محمود ابو كامل ميدخلها ش ناس غريبه
, نجيه بتساؤل، بتقصد مين
, محمود، بقصد اجواز البنات طلعو ولا نزلو مبيحملوش اسمي ال بيحمل اسمي سالم فاهمه سالم وبس
, نجيه بتعجب، والبنات كمان بيحملو اسمك يا حاج.
,
, محمود بغضب، لأ يا نجيه كل بنت ولادها هيحملو اسم جوزها لكن ولاد سالم بس ال هيشيلو اسم العيله انا بحب البنات لكن سالم ابني الوحيد ومش هخلي حد احسن منه حتي لو اخته اوجوزها
, ثم اشار لها وقال، قربي مني يا نجيه عاوز اقولك علي سر فاهمه يا نجيه سر
, اقتربت منه نجيه وقالت، خير يا ابوسالم.
,
, قال هامسا، انا باذن **** ناول اكتب كل املاكي لسالم وهراضي البنات برده يعني كل بنت اسيب لها ميت الف جنيه باسمها وهخلي سعيد اخويا يشيل الاوراق عنده ويساعدني علي تنفيذ الوصيه وسعيد اخويا وحبيبي وانا اتكلمت معاه قبل كده وقال ان انا عندي حق ولو سبت الميراث سداح مداح كده البنات واجوازهم هيذلو سالم فهمتي يا نجيه
, نجيه بسداجه، عداك العيب يا حاج انت ما بتعملش الا الصالح.
,
, شجعته نجيه ولم تخالفه او تثنيه عن تلك الجريمه نعم انها جريمه ولما لا فإن **** سبحانه وتعالى جعل ر*** **** يفسر كل احكام الدين مثل الصلاه والعبادات الا المواريث فقد حددها **** في كتابه الكريم بنفسه فقال سبحانه وتعالى
, بسم **** الرحمن الرحيم.
,
, يوصيكم **** في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين فان كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ماترك وان كانت واحدة فلها النصف ولابويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولدفإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلامه الثلث فان كان له إخوه فالأمه السدس من بعد وصية يوصي بها اودين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من **** إن **** كان عليما حكيما (11) سورة النساء.
,
, **** بعظمته وحكمته وعلمه يعلم بضعف نفوس بعض البشر فانزل ايات محكمات تبين احكام الميراث الذي هو مال **** يهبه لمن يشاء
, ولكن بعض النفوس الضعيفه تتلاعب باحكام الشريعه فتمنح من تشاء وتمنع من تشاء
, سبحان **** رب العالمين أأنتم اكثر حكمه وعدلا من ****، معاذ **** بل انتم اكثر جهلآ وغبا ء تحملون اوزارا ليستفيد غيركم ولن تجنو شيئا وربما الذي تحرمونه من حقه اكثر برآ لكم من ذلك الغاصب الذي ياخد حق غيره.
,
, ومن قال انه يوجد ما يسمي مراضية البنات بل يوجد لهم حق كفله لهن الشرع
, لياخذنه بكرامه مثلهن مثل شقيقهن الذكر
, ورغم ان **** جعل للذكر مثل حق الانثيين لكن بعض الذكور تريد كل شئ. لا يكفيهم ان جعل **** لهم ضعف شقيقتهم ولا يرضيهم ذلك
, ونسو ان من يتعدي حدود **** له عذاب اليم.
,
, هكذا وضع محمود تلك الخطه التي قبلتها نجيه ارضاء لزوجها وخوفا علي ابنها الصغير وساعده شقيقه الذي يحمل نفس افكاره السخيفه عن تميز الذكر عن الانثي واتفق جميعهم الا يعلم احد عن تلك الوصيه الجائره الا في حالة وفاة محمود فقط.
,
, استا ذن عمر محمود هاتفيا ان يزور امل لمره قبل عقد القران فوافق محمود ورحب به
, وفي الموعد المحدد للزياره كان سالم يلعب مع اصدقائه كرة قدم بجوار المنزل
, وجلست امل من النوم وجلست بصالة البيت وفي يدها جزره كبيره تقضمها وهي ترتدي بيجامه بيضاء بورود حمراء وصفراء وتترك شعرها الطويل الناعم بتجاعيد خفيفه ملقي باهمال وراء ظهرها دون تصفيف
, خرجت نجيه من المطبخ التي تقف فيه هيه وسمرا الخادمه.
,
, لتصيح بها، ما تقومي يا بت يا امل تلبسي بدال ما انتي قاعده زي الغوله كده
, قالت امل بغيظ وهي تشير بالجزره التي بيدها لامها
, غوله غوله لو مش عاجبه يغور.
,
, سمعت صوت ياتي من خلفها يقول، لأ عاجبني
, نظرت للخلف وصعقت حينما رات عمر بصحبة اخيها سالم
, نظرت لامها وهي تكاد تبكي ثم انطلقت وهي تجري كالريح باتجاه غرفتها
, اخذعمر يضحك بصوت عالي وشاركته نجيه الضحك وقالت
, و**** يا بني امل دي طيبه قوي بس لما تاخد عليك شويه وتتعود هتتغير
, نظر عمر لنجيه مطمئنا وقال، انا مبتضيقش منها و**** بالعكس
, سالها عن محمود واخبرته انه نائم وسيستيقظ لتناول الغداء معه.
,
, وقالت، روح يا سالم نادي اختك
, قال سالم ببراءه، لأ يا ختي امل دي مبتتفهمش وكل ما تشوفني داخل اوضتها تضربني انادي اميره احسن
, قامت نجيه وهي تهمس، عيل غبي قوي هتناديله اميره ليه يا اهبل
, دخلت لتجد امل نائمه في فراشها فاقتربت منها وعنفتها قائله
, انتي يا بت معندكيش ددمم ما تقومي تلبسي وتطلعي للراجل ال قاعد بره دا يلا اعملي له عصير ودخليهوله عقبال ما الغدا يجهز
, امل، ما تخلي سمره تعمله.
,
, نجيه، ادخلي قولي لها ولا اعمليه المهم هاتيه وتعالي
, يلاالبسي حاجه عدله
, ارتدت امل فستان و**** طويل وذهبت الي المطبخ
, امرت سمره ان تعد لعمر كوب من عصير الموز باللبن
, وحينما رأت سمره علي وشك وضع السكر علي الخليط فقالت مبتسمه
, بقولك ايه يا سمره، شوفي انتي الاكل انا هضرب العصير بالخلاط وعمدا وضعت كميه كبيره من الملح في العصير وهي تضحك بمكر
, ثم حملته ودخلت غرفة الصالون التي يجلس بها عمر ونجيه وقالت مبتسمه.
,
, السلام عليكم
, عمر. باستغراب، وعليكم السلام
, جلست علي كرسي مجاور لعمر وقالت، اتفضل العصير
, قالت نجيه، اشرب يا دكتور عمر دي امل عملاه لك مخصوص
, رفع عمر الكوب علي فمه وارتشف منه رشفه صغيره واخذ يسعل
, ناولته امل منديل وقالت، اتفضل يا دكتر
, اخذه منها ونظر الي نجيه وقال لامل
, لا بجد تسلم ايديكي لذيذ قوي
, ثم استئنف، تسمحي لي يا ماما اسقي امل بايدي من العصير
, نجيه بابتسامه كبيره، يا تكو ايه يا ولاد اه يابني **** يهنيكو.
,
, وضع عمر العصير علي فم امل وقال وهو يجز علي اسنانه
, اشربي
, امل. بتوسل، لأ اصل انا مبحبوش
, عمر بتصميم، لأ و**** هتشربي
, نجيه، خدي يا امل من ايده متكسفيهوس
, ياماما لم يترك لها عمر الفرصه ولكن وضع العصيرفي فمها بكميه كبيره فاخذت تسعل وانتثر العصير من فمها علي الكوب وعلي عمر
, نهضت نجيه مسرعه، للاحضار فوطه
, وقالت ايه ال جرالك يا امل كده يا بنتي تغرقي االدنبا
, مسحت امل فمها بيدها و قالت
, عجبك كده
, عمر بتهكم، انتي ال بداتي.
,
, امل. بغيظ، غلطه حطيت الملح بالغلط
, عمر، بسخريه وانا كمان سقيتك بالغلط خالصين
, مش كفايه راضي بيكي وانتي
, وانتي زي الغوله
, امل بغضب، غوله انا غوله
, عمر. بابتسامه، اه غوله بشعر منكوش
, بعد ان حضرت نجيه واخذ تنظف المكان اقترحت عليهم ان ينزلو الي الحديقه
, فنزلت امل معه مرغمه
, مد عمر يده في جيبه واخرج علبه صغيره وقال بابتسامه جميله.
,
, اتفضلي
, امل، ايه دا
, عمر، خاتم يا ريت يعجبك
, حاول ان يمسك يدها ليضع الخاتم في اصبعها ولكنها شدت يدها وقالت، ما ينفعش
, عمر، ليه
, امل بتصميم، تمسك ايدي ليه يعني
, عمر، عندك حق اتفضلي البسيه انتي ان شاء بعد كتب الكتاب همسك ايدك واكسرهالك كمان
, امل، انت انسان مستفز
, عمر، يا صبر ايوب البنات القمرات ماليه الجامعه ايه ال جابني للغوله دي يا ربي
, امل، ومين قالك تيجي روح للقمرات.
,
, اقترب عمر منها براسه وقال، لأ انا بحب الغوله
, امل، غوله في عينك
, عمر مبتسم، المره الجايه هجيب لك هديه مشط لحد ما تبقي في بيتي بقي وساعتها
, امل، ساعتها ايه
, عمر، هساعدك ونسرحه سوا
, امل بغيظ، يوووووه
, ثم قالت، علي فكره مش هنقول في الجامعه علي الخطوبه ولا كانك تعرفني
, عمر، ليه يا مجنونه
, امل، هوا كدا دا شرطي علشان كتب الكتاب موافق ولا لأ
, عمر وهو يمسك راسه، موافق يا مثبت العقل والدين يا رب
, في منزل مصطفي.
,
, جلس مصطفي وايمان يتشاجران من جديد
, مصطفي بغضب، يعني ايه اجي القيكي لسه في الصيدليه انا يا هانم باجي مرهق وتعبان انا قلت لك قبل كدا يا انا يا شغلك
, ظبتي الدنيا يومين واديكي اهو بقيتي اسو ء من الاول
, ايمان وهي تبكي، يا مصطفي انا بحبك وانت عارف انت عندي ايه بس دا شغلي ومش كل يوم بتاخر بس النهارده واحد من ال بيشتغلو عنده ظروف وكان لازم حد ياخد ورديته.
,
, مصطفي، انا مش مخليكي محتاجه حاجه يا ايمان كل شغلي وتعبي ليكي انتي وبنتي وبصراحه انا عاوز اخلف سلمي كبرت والسنه الجايه هتدخل المدرسه ليه مصممه انه مش دلوقتي
, ايمان، انا تعبت وذاكرت وبقيت دكتوره يا.
,
, مصطفي مش هرمي كل دا ورا ضهري وابقي ست بيت قاعده تخلف وتربي وتستني المصروف من ايد جوزها فاهم
, فاهم لازم تقدر انا كمان ليه طموح واحلام
, اقترب منها مصطفي وقال وهو في قمة ضيقه، انت خلاص معدش فيكي امل يا ايمان
, ثم خرج وصفع الباب ورائه عائدا الي عيادته مره اخري
, جلست ايمان تبكي
, وعند سلم العياده كانت علا قد اغلقت العياده وتنزل السلم لتغادر المكان
, ولكنها رات مصطفي يدخل من البوابه فصعدت مره اخري بسرعه.
,
, وفتحت باب العياده ودخلت غرفته ونامت علي سرير الكشف ونامت لتدعي انها مستغرقه في النوم
, تعجب مصطفي حينما وجد الباب ما زال مفتوح ودخل لينادي علي علا لم ترد
, وحينما دخل غرفة مكتبه وجلس علي المكتب وهو غاضبا يتذكر ما حدث منذ قليل بينه وبين زوجته
, جال بنظره في المكان فلمح علا مستغرقه في النوم وقد انخذت وضع مثير
, اقترب منها. وقال. علا
, علا، يا علا
, فتحت علا عيناها ببطئ وقالت، انت بجد مش مصدقه اكيد بحلم.
,
, صاح مصطفي بغلظه، لا ما بتحلميش اتفضلي قومي روحي بيتكم ايه ال منيمك هنا ما ينفعش كده
, علا بنعومه، اااا معلهش اصلي كنت مرهقه شويه عاوز حاجه اعملها لحضرتك قبل ما امشي
, مصطفي بصوت اجش، لا مش عاوز حاجه انا اصلي نسيت حاجه هاخدها ونازل علي طول
, فتح درج مكتبه ثم اغلقه وخرج مسرعا وصفع ورائه الباب بعنف.
مقدمة الرواية
, أحبته دون أن تراه ، مجرد سماعها أخلاقه تمنت أن يكون فارسها الذي لطالما حلمت به وتمنته في أحلامها، وعند التلاقي كانت الصعاب ولكن عزيمتها تحدت كل الصعاب لتتخطاها وتصل إلي مرادها رغم أنه إبن خادمه وهي سليلة عائله ، ولكن٣ نقطة
,
, ولكن هي لا تعرف أنها وقعت في براثنه ، ليذيقها العذاب ، ويمتلكها إمتلاك، ليجعلها تندم ألاف المرات أنها في يوم تحدت كل شئ في سبيله ولكن هل سيدوم العذاب ؟؟!
,
, الفصل الأول
,
, في قريه ريفيه بسيطه يتميز أهلها بالبساطه والكرم وعندما ننظر إلي الوجوه نري الإبتسامه رغم مافيهم من آلام ولكنهم دائما يسيرون علي حديث رسولنا الكريم أن الإبتسامه في وجه أخيك صدقه ومن بين بيوت هذه القريه يوجد منزل كبير فخم إلي حد ما يعتبر من أكبر منازل هذه المحافظه البسيطه حيث كان منعزلا عن البقيه به ثلاث طوابق وبه حديقه واسعه نجد فيها الزهور تتمايل مع بعضها البعض بشكل جذاب أثر مداعبة الهواء النقي لهم وحين ندقق النظر نجد فتاه جالسه يداعب الهواء خصلات شعرها الأسمر الحريري ويلفح وجهها ذو البشره البيضاء والعيون الخضراء الواسعه وأهدابها الكثيفه حيث كانت أميره حقاً فتاه جميله من عليها **** بنعمه الجمال٢ نقطة
,
, تغيرت قسمات وجهها للحزن عندما جاء مشهد مُحزن في تلك الروايه التي بيدها تقرءها بتركيز وشرود تتفاعل مع الأحداث حيث كان قلبها يخفق عندما يأتي مشهد رومانسي وعيناها تحزن عندما يأتي مشهد قاسي لأنها تكره القسوه ورومانسيه إلي حد كبير٣ نقطة
, ظلت شارده مع أحداث الروايه ولم تنتبه إلا عندما إقتربت منها شقيقتها أمل وهي تنتشل منها الروايه وتركض لتنهض أميره تركض خلفها وهي تضحك بعفويه ومن ثم قالت بغيظ:.
,
, -بقي كده يا أمل طب و**** ما هسيبك
, أمل من بين ضحكاتها: خلاص خلاص حرمت ياميرو
, ثم وقفت تلهث بشده وتلتقط أنفاسها بصعوبه وهي تقول: حرام عليكي ياشيخه قطعتي نفسي
, وكزتها أميره في ذراعها بخفه وتابعت قائله:
, -أحسن عشان تحرمي تقطعي عليا اللحظات الحلوه
, تنهدت أمل قائله: يابنتي إرحمي نفسك من الروايات الي هتبوظ نفوخك دي!
, عقدت أميره ما بين حاجبيها وهي تقول: ملكيش دعوه ياه نفسي أوي ألاقي واحد زي بطل الروايه دي.
,
, أمل بتساؤل: ليه عامل ازاي ياحبيبتي؟
, أميره بتنهيده: متدين أوي وحنين أوي أوي وراجل كده وحمش في نفس الوقت
, لوت أمل فمها لتقول ساخره: بلاش تحلمي كتير ياحبيبتي إنزلي علي أرض الواقع
, ضربتها أميره بخفه قائله بمزاح: رخمه أوي يلا ندخل عشان جوعت.
,
, سارت أمل معها ليدلفا الأختان معا إلي ذلك المنزل الكبير حيث كان به قطع أثاث فخمه مكون من صاله كبيره وأربع غرف كل منهن بها فراش وخزانه ملابس ومكتب المذاكره وكل هذا غير غرفه كبيره تخص الوالدين وهما نجيه و محمود.
,
, بينما كانت تقف الأم نجيه التي تكون قصيره القامه بملامح حنونه ذات عيون خضراء والتي ورثتها إلي أولادها الأربعه كانت في المطبخ ذو المساحه الكبيره تعد وجبه الغداء فيما هتفت قائله بصوت عال:
, - سمره سمره
, أسرعت سمره الخادمه إليها وهي تقول:
, - ايوه ياست نجيه
, نجيه وهي توضع الطعام في الصحون: روحي ياسمره نادي علي البنات واندهيلي ايمان عشان تغرف وأروح انا أصحي الحاج.
,
, أومأت سمره برأسها ومن ثم توجهت إلي الخارج بينما بعد قليل دلفت إيمان ذات القوام الرشيق والعيون الخضراء والتي تشبه إخواتها إلي حد كبير
, تحدثت نجيه وهي تقول: معلش يا ايمان تغرفي علي ما أصحي ابوكي
, إيمان بايجاب: حاضر ياماما
, نجيه بتساؤل: صحيح هو جوزك مش هيجي يتغدي معانا؟
, أومأت برأسها وقالت:
, اه ياماما زمانه جاي هو إتأخر بس عشان عنده شغل كتير.
,
, إبتسمت نجيه قائله: **** يعينه، ومن ثم إتجهت خارج المطبخ ودلفت إلي غرفه النوم وهي تقول بهدوء: محمود قوم ياحاج الغدا جاهز
, آفاق الحاج محمود من غفلته ونهض بتكاسل وهو يقول: تسلم ايديك يانجيه أنا جاي اهو.
,
, ومن ثم نهض حيث كان الحاج محمود رجل وقور شعره أشيب وعيناه واسعه باللون الأسمر وملامح رجوليه وقمحي البشره فهو يتخطي الخمسون عاما من عمره ويتمتع بالحاله الميسوره حيث يمتلك مصنع بلاستك وهذا المنزل الكبير، ولديه أربعه أبناء، ثلاث فتيات وولد واحد، يتقي **** في فتياته ولكن الولد له محبه خاصه في قلبه، ويميزه عن إخواته الفتيات كونه الولد الوحيد، كما يفعل الكثير من الرجال ويعتقدون أن الولد هو كل شئ والفتاه لا قيمه لها، ونسوا أنها هي التي تحمل الرجل في أحشائها وتنجبه فبأي منطق يتحدثون!
,
, بعد قليل جسلوا أفراد أسره الحاج محمود حول مائدة الطعام، ومن ضمنهم الدكتور مصطفي زوج إيمان، الذي كان يتميز بروح رياضيه أضاف جوا من المرح، وحيث كان مصطفي شاب في الثلاثون من عمره، يتميز بالوسامه فكان طويل القامه ونحيف الي حد ما ذو بشره بيضاء وعينان سمراء تتزين بنظاره طبيه تجعله أكثر وقار وأناقه، جلس يمزح معهم في حين كان سالم الأبن الأصغر للحاج محمود وهو الولد المدلل الذي كان أبيض الوجه وله أعين عسلي ممزوجه بالخضار وشعر أسمر قاتم فحقا كان وسيم للغايه، يبلغ من العمر خمسة عشر عاما، ٣ نقطة
,
, كان صامتا لا يتناول طعامه حتي قال الحاج محمود بتساؤل:
, - مالك يا سالم يابني مبتاكلش ليه؟
, عقد سالم ما بين حاجبيه ليقول بتذمر: مش عاجبني الأكل يا بابا أنا مبحبش البط والمحشي
, هتفت الست نجيه قائله بجديه: ماله المحشي يا سالم ما انت بتاكله علي طول و٣ نقطة
, الحاج محمود مقاطعا: اعمليله الي هو عايزو يا نجيه، ثم نظر لولده ليقول بهدوء: عاوز تاكل ايه يا سالم؟
, سالم بدلال: مكرونه وبانيه.
,
, هتفت أمل وهي ترمقه بنظرات مغتاظه: ما حنا بناكل اهو ولا هو سالم طلباته اوامر يا بابا مينفعش كده لازم يتعود ان مش كل حاجه مجابه ليه يا بابا
, الحاج محمود بحده: اسكتي يا أمل ده اخوكي الصغير يا بنتي
, تدخلت إيمان في الحوار وهي تقول: يا بابا أمل معاها حق سالم فعلا متدلع أوي.
,
, صر الحاج محمود علي أسنانه وقال: هو أنتوا هتغيرو من أخوكم الصغير ولا ايه وبعدين يا ايمان بدل ما تنحازي لاختك عرفيها ان ده اخوكم الوحيد الصبي الي هيكون سند ليكم من بعدي ويا تتكلمي كويس يا تسكتي تخليكي في حالك
, تجمعت الدموع في عين إيمان التي هبت واقفه قائله بهدوء وصوت مختنق: ماشي يا بابا
, بينما نهض مصطفي وهو يقول: صلوا علي ***** يا جماعه في ايه بس
, الحاج محمود بهدوء: عقل مراتك يا دكتور.
,
, بينما سارت إيمان سريعاً متجهه إلي الخارج واتبعها مصطفي وهو يهتف باسمها بينما نظرت الست هنيه إلي الحاج محمود بعتاب لتقول بجديه: كده ياحاج تزعلها وتمشيها معيطه
, نهض الحاج محمود وهو يقول بغضب: شوفي سالم ياكل ايه واعملهوله، بلاش تيجوا علي الواد الي حلتي، ثم سار باتجاه غرفه النوم مره اخري، وفيما نظرت أمل إلي أخيها بغيظ وكذلك أميره التي كانت تستمع إلي الحوار بصمت فهي هادئه وتحتفظ برأيها لذاتها دائما٣ نقطة
,
, بعد قليل قد اقنع مصطفي باسلوبه الرقيق ايمان ان تتجاوز عن ذلك الموقف وتقضي يومها مع الاسره بسلام
, دلفت مره أخري الي البيت وجلست تضحك مع شقيقاتها وامها وقضت وقت جميل معهن
, وفي المساء بعد عودتها مع زوجها الي مدينة المنصورة حيث يقيمون في شقه جميله علي المشايه وهو مكان مميز بالمنصوره
, جلست مع زوجها امام التلفاز في غرفه مريحه يتناقشان
, قالت ايمان، يعني عاجبك يا مصطفي تدليل بابا الزايد لسالم.
,
, مصطفي، طبعاً لا بس كلامك مش هيغير حاجه انت عارفه عقلية ابوكي وكلامه عن الولد ال بيشيل اسم الاب من بعده
, ايمان، واحنا يعني شايلين اسم مين و**** امل اختي لما بتكلم معاها بحس انها معقده بتقعد تقول بكره اي راجل في الدنيا علشان حب بابا لسالم ال كل ميزته انه ذكر بتصعب عليه قوي يا مصطفي
, مصطفي. بقولك ايه احنا هنقعد طول الليل نتكلم عن سالم
, ماتيجي ندخل ننام عاوزك في كلمه سر.
,
, ضحكت ايمان وقالت، لأ انا مش عاوزه اسرارك دي انا جايه من البلد هلكانه
, جذبها مصطفي من يدها وقال، انا هعلجك انتي ناسيه ان انا دكتور ولا ايه
, يلا قبل ما سلمي تصحي تنكد علينا.
,
, في صباح اليوم التاني
, خرجت امل من الغرفه وهي تصيح يا ماما يا ماما المسطره الهندسيه بتاعتي مش لا قيها
, نجيه، بتزعقي ليه يا امل
, امل، مش لا قيه المسطره
, نجيه ومين هياخدها
, امل، مش عارفه
, نادت نجيه على سمره الخادمه وسالتها ف
, قالت. كانت مع سالم
, امل، برده سالم
, خرجت امل الي الحديقه لتجد سالم مع صديق له يحاولا اسقاط اعشاش الطيور من الشجر بمسطرتها
, صاحت امل قائله بغضب، انت يا سالم ازاي تاخد حاجتي هات المسطره.
,
, اخذت تشد منه المسطره فاغتاظ وقسمها إلي نصفين لم تتمالك امل اعصابها فصفعته بقوه ليصرخ ويصيح ثم ركض سالم الي مصنع والده وهو يهدد ايمان
, و**** لاكون قايل لبابا.
,
, وبعد قليل٣ نقطة
, وقف سالم أمام مكتب والده وهو يبكي فيما إنتفض الحاج محمود وهب واقفاً قائلا بلهفه:
, ايه ياسالم يابني فيك ايه
, سالم من وسط بكاؤه:
, أمل يابابا أمل ضربتني بالقلم
, إتسعت عين محمود قائلا بصرامه:
, ايه ضربتك إزاي ده أنت عملتلها ايه
, سالم بنفي: ولا حاجه يا بابا
, صر الحاج محمود علي أسنانه وهو يتوعد لإبنته علي فعلتها ومن ثم أخذ ولده وتوجه إلي الخارج ليستقل سيارته هو وولده منطلقاً بها إلي منزلهم.
,
, جلست أميره جوار شقيقتها أمل وهي تقول:
, أمل بابا مش هيعديها علي خير أنا خايفه اوي
, أمل بلا مبالاه: ولا يهمني ده ولد قليل الادب ولازم يتربي
, تنهدت أميره قائله: **** يستر
, ثوانِ معدوده وسمعا صوت صياح والدهن وهو يهتف بغضب قائلا بصياح: أمل أمل تعالي هنا
, إنتفض كل من أمل وأميره علي صياح والدهن فيما قالت أميره بخوف: يالهوووي بابا جه
, تحدثت أمل بثبات وهي تتجه إلي الخارج وقالت: اهدي يا اميره.
,
, إقترب منها قائلا بصوت حاد:
, ايه الي عملتيه ده ازاي تمدي ايدك علي اخوكي؟
, أمل بجديه: أسأله عمل ايه يا بابا
, صاح الحاج محمود قائلا بغضب:
, مهما كان الي عمله أوعي تمدي ايدك عليه
, أمل باعتراض: لا كان لازم أعمل كده طالما قليل الادب
, قاطعها والدها وهو يقول بحزم:
, إخرسي يابت بلاش قله ادب اياكي تقولي علي أخوكي كده
, تدخلت أميره في الحوار وقالت: اهدي يا بابا بصراحه سالم غلط وأمل انفعلت من تصرفه
, الأب متجاهل حديث ابنته:.
,
, إتفضلي اعتذري لاخوكي
, إتسعت عين أمل قائله بزهول: نعم؟
, الأب مكرراً: إعتذري لاخوكي حالا والي عملتيه ده ميتكررش تاني
, أمل باعتراض: لا يمكن أبدا هو كل حاجه نطلع احنا الغلطانين ده حرام وظلم
, لم تتخيل أبدا أمل ذلك التصرف من والدها حين رفع يده للأعلي لتهبط علي وجنتها بصفعه قويه جعلتها تتراجع للخلف
, شهقت كل من نجيه وأميره وإقتربن من أمل لتقول نجيه بلهفه:
, يالهوي يابنتي ليه كده ياحاج حرام عليك.
,
, الحاج محمود بغضب: ولو قلت أدبها تاني علي أخوها هتضرب تاني أنتوا عايزين تعملوا راسكوا براس الواد الي طلعت بيه من الدنيا ولا ايه
, أميره بانفعال: يا بابا بجد حرام كده لازم سالم يعرف أنه غلطان أنت كده بت٣ نقطة
, قاطعها والدها وهو يتجه إلي الداخل ويقول: أسكتي أنتي التانيه واياك أسمع حس واحده فيكم تزعل أخوها بعد كده.
,
, أطلقت أمل المجال لدموعها أن تنهمر بغزاره فيما قالت نجيه محاوله التهوين علي ابنتها: معلش ياحبيبتي معلش أبوكي بس عصبي شويه أنتي عارفه
, أمل من بين دموعها: أسكتي ياماما كفايه كفايه بقا، ومن ثم ركضت إلي الداخل وهي تشهق بمراره فيما إبتسم ذاك المدلل سالم بانتصار مما جعل نجيه تستشاط غضبا وتقول:
, أنت ياواد مش كل حاجه تقولها لابوك عيب كده واحترم اخواتك الاكبر منك متبقاش قليل الادب.
,
, عبس سالم بوجه وهو يقول: ياماما هي الي ضربتني وانا كسرت المسطره غصب عني
, نجيه: وماله اختك الكبيره ولازم تحترمها برضو
, تأفف سالم وهو يقول: أووف متزهقونيش بقا
, وكزته نجيه في ذراعه وهي تقول بنفاذ صبر: أمشي ياواد أمشي أتنيل ذاكر بلا قله أدب
, ركض سالم إلي غرفته وهو يتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومه.
,
, بينما كانت أميره تهون علي شقيقتها وتمسد علي شعرها وهي تبكي بحرقه فيما قالت أميره بهدوء: معلش يا أمل أكيد بابا هيصالحك أنتي عارفه بس غلاوه سالم عنده قد ايه
, إنفعلت أمل وهي تقول ببكاء: الولد الولد يخربيت الولاد كلها ده ايه العنصريه دي واحنا يعني نبقي ايه لا وكمان عايزني اعتذر لحته العيل ده لا ده ظلم.
,
, أميره بتنهيده: معلش يا أموله حقك عليا أضحكي بقا عشان خاطري ولا أقولك ايه رأيك تقري روايه رومانسيه حلوه كده؟
, صرت أمل علي أسنانها قائله: أمشي يا أميره من قدامي
, ضحكت أميره قائله: طب اضحكي بقا
, إبتسمت أمل بحزن وهي تمسح دموعها متنهده بألم٣ نقطة
,
, دلفت الست نجيه إلي داخل غرفتهما وإقتربت من زوجها الجالس يزفر بضيق فيما قالت وهي تجلس قبالته:
, - ملكش حق يا حاج في الي عملته بقا هان عليك تمد ايدك علي بنتك ده أنت أول مره تعملها
, تنهد الحاج محمود وهو ينظر إلي زوجته قائلا: أنتي عارفه يانجيه إن مبحبش حد يجي علي سالم أنا معرفش هما حاطين نقرهم من نقره ليه
, نجيه بهدوء: مش معقوله ده أخوهم وبيحبوه بس أنت ديما محسسهم أنه أغلي منهم عندك وده مينفعش.
,
, محمود: لا يانجيه دول ولادي وبحبهم بس ده الولد ده الي إتمنيته من الدنيا وهو الي هيكون سندهم من بعدي
, نجيه: بس بالطريقه دي ياحاج لا هيطلع ميحبهمش ويبقي فاهم أنه الكل في الكل عشان خاطري ياحاج حاول تعدل بينهم وعامل بناتك كويس وزيهم زي سالم وبرضو تشد علي سالم لما يغلط مش معني انه الولد الوحيد يبقي ندلعه كده
, تنهد محمود قائلا: حاضر يانجيه٣ نقطة
الفصل الثاني
في عيادة الدكتور مصطفي
, كان منشغلا في عمله مع مرضاه بينما آتاه إتصال من زوجته ولكن وضع الهاتف علي الصامت، حتي ينتهي مما يفعله ومن ثم يهاتفها هو، بعد قليل من محاولة إيمان للإتصال عليه، زفرت بضيق ثم إتصلت علي الهاتف الخاص بالعياده، فأجابت عليها علا الممرضه وهي تقول بصوت أنثوي مائل للميوعه: ألو
, صرت إيمان علي أسنانها لتقول بنبره مغتاظه: هو الدكتور مصطفي فين؟
, علا بهدوء: معاه حاله جوه يا فندم.
,
, إيمان بغضب: ادخلي قوليله اني عاوزاه
, علا بنفاذ صبر: يا فندم خلينا نشوف شغلنا، لو حابه تحجزي ياريت تقولي انما لو عايزه الدكتر يبقي كلميه بعد الشغل
, صاحت ايمان بها قائله: انتي ازاي تكلميني كده أنتي٣ نقطة
, لم تكمل حديثها حيث أغلقت الهاتف في وجهها لتشتعل النيران بداخلها وتهب واقفه من مكانها متوعدا لهذه الفتاه و زوجها٣ نقطة
,
, بعد ما يقارب النصف ساعه، دلفت ايمان الي العياده، ونظرت إلي علا قائله بنبره قويه:
, - أنتي البتاعه الي كانت بتكلمني ف التلفون؟
, هبت علا واقفه لتقول بذهول: بتاعه؟ أنتي مين وازاي تكلميني كده
, صاحت بها ايمان وهي تقول بحده: أخرسي، أنا الدكتوره ايمان مرات الدكتور مصطفي ولما اتكلم تتكلمي معايا بأدب أنتي فاهمه ولا لاء؟
,
, إتسعت عين علا وتجمعت العبرات في عينيها بينما ذهل جميع الجالسين من مرضي من تلك الطريقه التي تتحدث بها ايمان وفيما فتح مصطفي الباب ليخرج قائلا بتساؤل: ايه ده في ايه يا إيمان؟ ايه الي جابك دلوقتي وبتزعقي ليه!
, رمقته إيمان بنظرات تحمل الغيره الشديده ثم قالت غاضبه:
, - شوف الي أنت مشغلها بتكلمني إزاي
, هتفت علا قائله من بين دموعها: و**** يا دكتر مكنت اعرف انها مرات حضرتك هي الي زعقت بطريقه غريبه.
,
, إيمان ناظره إليها بازدراء:
, ايوه اتمسكني و٣ نقطة
, قاطعها مصطفي وهو يجذبها من يدها إلي الداخل ومن ثم أغلق الباب بعد أن دفعها بقوه وهو يقول بعصبيه: أنتي إتجننتي يا إيمان صح؟ ايه الي أنتي بتعمليه ده.
,
, أدمعت عين إيمان ثم قالت: أنت كمان هتزعقلي، ماشي يا مصطفي أنا ماشيه، ثم سارت في إتجاه الباب ولكنه لحق بها وأمسكها بقوه من ذراعها وهو يقول بجديه: راحه فين لما أكلمك تكلميني عدل والي حصل ده ميتكررش تاني، ده شغلي وعلا ممرضه هنا فقط لا غير، ياريت تهدي كده وتعقلي.
,
, تنهدت إيمان وهي تقول: أنا هروح عشان أجيب سلمي من المدرسه سلام، ثم تملصت منه لتركض في إتجاه الباب بينما هتف هو قائلا بعصبيه: ايمان، ايمان استني، ولكنها لم تجيب عليه بل ركضت إلي الخارج بينما دلفت علا علي الفور وهي تقول ورأسها منخفض: و**** ما كنت أعرف انها مرات حضرتك
, جلس مصطفي علي كرسيه ليقول بجديه: ولا يهمك حصل خير، دخليلي الكشف الي عليه الدور
, أومأت علا برأسها، ثم توجهت إلي الخارج٣ نقطة
,
, في منزل كبير مجاور لمنزل الحاج محمود والذي يكون ملك لأخيه الأصغر وعم أولاده، حيث كان فخم لا يقل عن منزل محمود شيئاً بحديقه واسعه وأثاث فخم به أربع غرف ومطبخ وحمامان وصاله كبيره واسعه٣ نقطة
, دق جرس المنزل فتوجهت الخادمه لتفتح الباب لتدلف تلك الفتاه ذات الأثني عشر عاما حيث كانت ساره ذات بشره ما بين الخمري والبيضاء بملامح هادئه وعيون سوداء واسعه وشعر باللون الأسمر أيضا قصيره القامه.
,
, إقتربت منها سهام والدتها وهي تقول: حمدلله علي السلامه يا سوسو
, إبتسمت ساره قائله: **** يسلمك ياماما عملتوا الأكل أصل أنا هموت من الجوع
, سهام: علي ما تغيري هدومك يكون الأكل جاهز وأبوكي كمان علي وصول ماشي
, أومأت ساره برأسها وتوجهت إلي الداخل بينما بعد قليل دق جرس المنزل مره ثانيه معلنا عن وصول سعيد
, دلف وهو يلقي التحيه قائلا: السلام عليكم
, ردت سهام قائله: عليكم السلام يا سعيد
, سعيد بتساؤل: الولاد جم يا سهام.
,
, سهام؛ ساره بس الي جت لسه هشام مجاش زمانه علي وصول
, أومأ برأسه قائلا وهو يتجه إلي الداخل: يجي بالسلامه
, ثوان وكان الطعام قد تجهز وطاوله الطعام أصبحت جاهزه وإلتف الجميع حولها وقد آتي هشام ذلك الشاب الوقور ذو البشره السمره رغم أنه أسمر إلا أنه يمتلك من الوسامه قدر كبير والطيبه أيضا فحقا هو شاب يحمل صفات حميده وأخلاق عاليه
, تحدث سعيد موجها حديثه لابنه:
, أخبارك ايه في الشغل يا هشام يابني.
,
, إبتلع هشام الطعام الذي بفمه. ومن ثم قال: الحمد*** ماشي الحال يا بابا
, سعيد: المصنع ماشي كويس والعمال وكله تمام
, هشام: اه الحمد*** كله ع ما يرام يا حاج
, (يعمل هشام في مصنع والده سعيد وهو الذي يدير هذا المصنع بأكمله بينما والده يدير مصنع آخر ومن ضمن أملاكه أيضا)
, تحدثت ساره قائله بدلال: أنا عايزه أشتغل في المصنع يابابا
, سعيد: معندناش بنات تشتغل يابت ياساره وبعدين أنتي صغيره لسه علي الشغل.
,
, ساره بتذمر: وايه يعني منا عندي صحباتي بتشتغل وبيدرسوا عادي ف نفس الوقت
, سعيد: صحابك دول محتاجين انما انتي طلباتك كلها مجابه وبعدين أما تكبري يحلها **** يلا كلي بقا
, سهام بجديه: لا كلام علي طعام يلا بقا كلوا وسموا ب****
, تناول الجميع طعامه بينما تحدث سعيد مره أخري قائلا: صحيح نسيت أقولكم أن عمكم عازمنا عنده يوم الجمعه!
, ساره بسعاده: بجد يا بابا طب كويس.
,
, سهام: يلا يا ساره عشان تلحقي تجهزي نفسك قبل ما الأستاذ بتاعك يجي.
,
, ساره: حاضر يا ماما، أنهت ساره طعامها ومن ثم نهضت وقد أبدلت ملابسها وبعد قليل دق جرس المنزل لتتوجه الخادمه لتفتح ويدلف ذلك الشاب الجادي ذو الشخصيه القويه حيث كان عاصم شاب في أواخر عقده الثالث بمعني أنه يبلغ من العمر تسعة وعشرون عاماً يتميز بطول القامه والجسد العريض وحيث البشره الخمريه والعينان السوداء الواسعه كما أن له شعر أسمر كثيف ولحيه خفيفه تزيده جمالا وإشراق، أنه عاصم معلم اللغه العربيه بالمدرسه الإعداديه بنات، والذي يكون إبن الخادمه التي كانت تعمل منذ زمن في هذا البيت الذي يخطو له قدميه الآن ليعلم إبنتهم اللغه العربيه٣ نقطة
,
, تحدث عاصم بصوت رجولي وهو يقول: السلام عليكم
, ردت سهام وهي تقول: وعليكم السلام أهلا يا عاصم إتفضل
, دلف عاصم ومن ثم إتبعه مجموعه من الفتيات ليدلفوا جميعا إلي الداخل حيث توجد ساره التي وقفت قائله: إتفضل يا مستر
, جلس عاصم ومن ثم جلسن الفتيات حول الطاوله ليقول بصوت جاد:
, كل واحده توريني ال واجب بتاعها عشان نبدأ في الجديد.
,
, بدأت الفتيات في عرض، ما فعلت من إجتهاد فيما بعد قليل، وهو يشرح بعد التفاصيل في اللغه العربيه وحيث جاء جزء عن الدين عن غض البصر للنساء والرجال فقالت إحدي الفتيات:
, - يعني المفروض غض البصر ده للرجاله بس يا مستر
, عاصم بهدوء: مين قال كده، غض البصر ينطبق علي البنات كمان، وزي ما الراجل يغض بصره، الست كمان
, تحدثت ساره قائله: طب يا مستر لو بنحب مطرب معين ونفضل نبصله كتير ده يبقي حرام.
,
, أومأ عاصم برأسه وهو يقول بتأكيد: حرام مش هو راجل زي أي راجل حرام نفضل نسبل ونسرح في شكله الحلو كنا هتلموا سيئات
, ردت فتاه أخري وقالت: يعني يا مستر لو انا بصالك دلوقتي حرام.
,
, ضحك عاصم ومن ثم قال: لا التسبيل والسرحان في الي قدامك هو الي حرام، إنما لما تتعاملي معايا عشان أنا بدرسلك بس وعشان تفهمي فده شئ طبيعي، وأي تعامل بين رجل وإمرآه، خالي من النظرات الغراميه وللعمل فقط فده مش حرام، زي ما قولت الحرام هو السرحان والتسبيل والهيام فهمتوني!
, أومأت الفتيات برأسها ليقولن: فهمنا يا مستر.
,
, انهي مصطفي عمله وعاد الي البيت ليكتشف عدم وجود ايمان و سلمي
, نزل مسرعا وركب سيارته وتوجه الي صيدلية ايمان التي تبعد شارع واحد عن سكنهم
, دخل الصيدليه ليجد ايمان تجلس علي مكتبها وهي تضع راسها بين يديها وكانها نائمه
, وسلمي جالسه بجوارها تكتب واجباتها
, رحب عماد مساعد ايمان بالدكتور مصطفي وهرع الي الخارج ليخضر له مشروب ليحيه احدثت سلمي سكساتي وهي تصيح بابي حبيبي.
,
, رفعت ايمان راسها ببطئ ونظرت بحزن الي زوجها الذي اقترب منها وقال
, ينفع ال عملتيه ده يا ايمان
, ايمان: لو سمحت متكلمنيش
, مصطفي، يا ايمان انتي ازاي تقارني نفسك ببنت بتشتغل عندي وانتي مراتي انتي كده يا ايمان بتقللي من قيمتك يا حبيبتي
, ايمان بغضب، بس متقولش حبيبتي.
,
, مصطفي، بس انتي حبيبتي ومراتي بس عقلك صغير يا ايمان
, دخل عماد يحمل علبة عصير و يقدمها لمصطفي
, مصطفي، شكرا يا عماد ونظر الي زوجته وقال
, يلا يا دكتوره يلا يا سلومي
, همست ايمان، مش جايه معاك انت هنتني يا مصطفي
, مصطفي، انا اقدر
, ايمان، قدرت يا مصطفي
, مصطفي، حقك عليا مع انك غلطانه
, يلا علشان نروح نتعشي بره بما ان الهانم ما طبختش
, ابتسمت ايمان بمكر وقالت، تستاهل.
,
, جلس سعيد مع زوجته سهام يتحدثان
, سعيد، انا قابلت عاصم وهوا خارج شاب محترم قوي
, سهام، ومكافح يا سعيد كفايه انه كمل تعليمه رغم ان ابوه مات وهوا *** صغير وبعدموته بفتره قصيره اتجوزت امه وسافرت عاشت في بلد بعيده مع جوزها وسابته هوا و اخواته البنات في رعاية جدتهم المسنه
, عارف يا سعيد هوا جوز اخته من كفاحه وتعبه وبيجهز اخته التانيه دلوقتي بجد شاب مكافح.
,
, سعيد، بس تحسي الحزن في عنيه يا سهام اكيد مر بحاجات صعبه كتير
, سهام، اه مع انه في عز شبابه يا عيني
, سعيد، **** يكرمه.
,
, عاد مصطفي وزوجته و ابنتهم سلمي الي البيت بعد ان تناولوا طعام العشاء في احدي المطاعم
, مصطفي، اعمل لك ايه يا ايمان جيت لك وخدتكم تتعشوا وصالحتك وطول القاعده لاويه بوزك
, ايمان، ايوه متفتكرش تضحك عليه بعشوه لو سمحت مالكش دعوه بيه
, انا هنام مع سلمي
, مصطفي بغضب، انتي حره
, دخلت ايمان لتنام بجوار ابنتها في سريرها الصغير بغرفتها.
,
, شعر مصطفي بالضيق ودخل غرفته ليبدل ثيابه ويرتدي بيجامه من القماش الناعم ونام علي سريره وفجأة ابتسم وكانه لاحت له فكره
, قام من سريره وذهب لحجرة سلمي التي كانت امها تحتضنها، اقترب من السرير الصغير وانحني لينام بجوار ايمان ويحتضن ظهرها هامسا
, اظن من حقي انام في أوضة بنتي اصل سلمي وحشتني قوي بيني وبينك هيه مزوداها بس بحبها اعمل ايه
, ابتسمت ايمان رغما عنها علي مداعبة زوجها.
,
, فصاح مصطفي، ضحكتي و**** العظيم ضحكتي وشوفتك في المرايه ال علي الحيطه
, ايمان، بس يا مصطفي هتصحي البنت
, مصطفي، طب بصيلي بقي، وأدارها لتنظر اليه باسمه
, اقترب منها ليعانقها ثم قبلها بشوق وحب
, ولكنهما افاقا علي صوت سلمي وهي تقول
, انتوا بتعملوا ايه اصلا عيب ولد يبوس بنت
, انتفضت ايمان وابتعد مصطفي وقال مرتبكاً، اصل مامي كانت زعلانه وبصالحها يا سلومه
, ثم جذب ايمان من يدها وقال، يلا نامي يا سلمي. انا ومامي هنروح اوضتنا.
,
, اعترضت سلمي صارخه، لأ روح انت مامي هتنام جنبي هيه وعدتني
, احتضنت إيمان إبنتها وقالت ضاحكه: معلش هنام جنبها النهارده يا مصطفي
, زمجر مصطفي وهو يصر على أسنانه وتوجه إلى الخارج وهو يهمهم ويقول: نكدتي عليا يا سلمي ماشي يا بنت اللذين٣ نقطة
الفصل الثالث
ذهبت اسرة سعيد الي بيت اخيه محمود علي الميعاد المحدد للعزومه
, كانت ساره سعيده لانها ستري اميره ابنة عمها الاقرب لقلبها
, كذلك كان هشام الذي يحمل مشاعر خفيه لابنة عمه الصغيره ولكنها مشاعر لا يشعر بها احد سواه فما زالت اميره صغيره وفي الوقت المناسب سيبوح بما تكنه نفسه اليها
, جلست العائلتان علي مائده عامره بما لذ وطاب من الاطعمه
, وظلت نجيه ترحب بهم طوال الوقت.
,
, بعد تناول الطعام جلس محمود وشقيقه وهشام وسالم في حجرة الضيوف وجلست سهام مع نجيه في الصاله تحتسيان الشاي
, جلست معهن ساره التي شعرت بالملل وقالت انا داخله للبنات
, دخلت حجرة بنات عمها لتجد امل تقوم برسم هندسي فهي طالبه في الفرقه الثالثه بكلية الهندسة جامعة المنصوره ولا يشغلها سوي دراستها وتفوقها ولان امل قليلة الكلام كعادتها فقد شعرت ساره بالملل.
,
, بعد ان جلست فتره قصيره فقالت
, هيه اميره اختفت فين
, امل، تلاقيها في الجنينه قاعده تقرأ في روايه من ال هتلحس مخها
, ساره، طب انا نازله لها الجنينه
, رات ساره اميره تجلس وهي تسند ظهرها لجذع شجره كبيره وتقرأ روايه رومانسية
, ساره، امل كان عندها حق
, اميره، قصدك الشاويش امل
, ضحكت ساره وقالت، بتقرئي ايه
, اميره، روايه جميله قوي يا ساره ولا البطل يجنن اسمراني وطويل وتقيل قوي وكمان متدين
, ساره، كانك بتوصفي المستر عاصم.
,
, اميره، معقول
, ساره، اه و**** يا ميرو مستر عاصم طويل واسمراني وعيونه سمرا كحيله برموش طويله ومتدين وبيضحك بالاطاره كمان
, اميره، كلميني عنه يا ساره كمان
, اخذت ساره ببراءه تقص مواقف عاصم معهن في درسه وتحكي وتحكي واميره منصته
, انصرفت ساره ولم تدرك ان اميره اصبحت متعلقه بعاصم حتي من دون ان تراه هل يعقل ان الصغيره البريئه تحب شخصاً دون رؤ يته
, احبته اميره واخذت تتخيله كابطال رواياتها التي لم تعرف في الواقع غيرهم.
,
, شعرت انه بطلها الاوحد وبدلا من التفكير في ابطال الروايات اصبح كل تفكيرها في عاصم
, لدرجة انها راته في احلامها انها بريئه نقيه
, مثل الزهره البيضاء التي تعلوها قطرات الندي فتزيدها حسنا وجمالآ.
,
, في الصباح ارتدت اميره زي المدرسه الرسمي وهو بدله جميله باللون الرصاصي وحملت حقيبتها علي ظهرها
, ثم اتصلت بصديقتها المقربه نجمه والتي تدرس معها في الصف الثالث الثانوي وقالت.
,
, انا نازله يا نجمه استني عند الكوبري نمشي سوا، يلا سلام
, ثم اخذت ساندوتش اعدته لها والدتها ووضعته في حقيبتها واتجهت للباب ولكنها سمعت صوت والدها من خلفها يناديها
, نظرت للخلف وقالت، نعم يا بابا
, محمود، ما تمشيش خلي ادريس يوصلك
, اميره، انا همشي مع نجمه يابابا المدرسه قريبه مش محتاجه عربيه خلي عم ادريس يمكن امل تحتاجه يوصلها للكليه
, محمود، هيه لسه عامله زعلانه ومش عاوزه تيجي تعتذر.
,
, اميره، معرفش يا بابا بس هيه بتقول انها الكبيره وكدا
, محمود، طيب يلا علشان متتا خريش.
,
, صاحت نجيه. يا محمود تعالي شوف سالم مش راضي يصحي ولا يروح المدرسه
, محمود، ما تقلقيش يا نجيه انا جايب له مدرسين لكل المواد وهخليهم معاه لحد الامتحانات انا ماليش بركه ال سلومي
, خرجت امل من غرفتها وهي تحمل ادواتها الهندسيه ذاهبه الي جامعتها
, رات والدها فتجاهلته ومشت متجهه للباب
, صاح محمود، عامله نفسك مش شايفاني يا امل
, ، نظرت امل اليه بعتاب ولم تتكلم
, اقترب منها والدها واحتضنها ثم قال.
,
, ما تزعليش يا امل مني بس اخوكي يا بنتي ما ينفعش تضربيه وتهينيه انا عاوزكم تحبو بعض
, ردت امل، هنحب بعض يا بابا لما يحترمنا ويعرف ان فيه كبير وصغير
, محمود، اخرج مبلغ من النقود وقال
, طب خدي يا امل دول مصاريفك ومينفعش بنت تخاصم ابوها حتى لو مد ايده عليها
, امل بحزن، حاضر يا بابا عن اذنك.
,
, خرجت نجيه من المطبخ واستمعت لحوار محمود مع امل وقالت مبتسمه
, طب بتزعلها ليه بدال مش قادر علي خصامها
, محمود، امل جدعه وعندها شخصيه وبت راجل كده وما بتحبش المياعه وانا بحبها بس لم حد بيزعل سالم مببقاش في وعي يا نجيه دا ال كنت بتمناه من **** وال هيحمل. اسمي من بعدي وبعدين مالو ش اخ يا نجيه ولازم البنات يعرفو ان اخوهم دا ديك البرابر ال هيحميهم من بعدي
, هنيه، **** يديك الصحه يا حاج.
,
, فوجئت أميره بصديقتها نجمه ترتدي عباءه ه طويله وخمار علي غير عادتها فهي تلبس بدله مثل اميره
, اميره، **** **** شلاه يا حجه نجمه
, نجمه، الحمد *** يا اميره **** هداني والتزمت وبقيت احافظ على الصلوات واقرأ قرآن وجبت خمارات كل الالوان علشان دا هيبقي لبسي علي طول وممكن اتنقب في الجامعه كمان ان شاء ****.
,
, اميره، ايوه بس امتي حصل التغيير دا وايه السبب دا هوا اسبوع واحد ال مشفناش بعض فيه وقلنا هنقعد نذاكر في البيت
, نجمه، **** رزقنا بساكنه في شقه عندنا هيه من المنصوره واتجوزت مهندس متدين من عندنا وعايشين هنا في البلد
, بس ايه يا ميرو علامه في الدين لو شفتيها مش هتحبي تسيبيها ابدا بتدي دروس **** وكل بنات الشارع عندنا اتحجبوا بسببها
, اميره، للدرجه دي.
,
, نجمه، تعالي معا يا وانا اعرفك عليها ولو مش عارفه تفسير حاجه هيه بتدرس تفسير
, اميره، هيه دارسه ايه
, نجمه، معاها ليسانس حقوق ومعهد اعداد دعاه بس ما شاء **** عليها
, اميره، خلاص انا هقول لبابا وماما واجي عندها درس **** وتحفيظ قران
, نجمه، اتفقنا يا ميرو.
,
, خرجت امل مسرعه وهي تصيح يا عم ادريس يلا اتاخرت علي الجامعه
, ادريس السواق، حاضر يا ست امل اتفضلي اركبي
, صعدت امل الي السياره وحثته علي السير بسرعه
, اتصلت بصديقتها وفاء
, فقالت وفاء، اتاخرتي ليه يا امل السكيشن هيبد أ والدكتور عبد العزيز ما عندوش يلا ارحميني
, امل: انا في الطريق اهو يلا بسرعه يا عم ادريس
, وصلت امل لجامعة المنصوره ودخلت من بوابة كلية الهندسة واخذت تهرول مسرعه.
,
, ولاول مره تقصد الاسانسير لتقتصد في الوقت
, وصلت لباب الاسانسير فاذا بشاب يهم بغلقه فصاحت استني
, دخلت غاضبه، وقالت ايه دا مش شايفني
, عمر، و**** ال اعرفه ان الاسانسير ده مش للطلاب
, امل بغيظ، اه علي اساس انك عميد الكلية ولا علي راسك ريشه
, ولا تكون انت ال بل الندي طرطور ك ان شاء****
, عمر، ايه يا انسه السوقيه دي ريشة ايه وطرطور ايه اتكلمي باسلوب محترم احسن من كده.
,
, امل بغضب، انا محترمه واحسن منك ايه البلاوي ال ع الصبح دي
, وقف الاسانسير فخرجت مسرعه وهي تقول، عديني مش فاضيلك وجرت مسرعه
, دخلت امل القاعه بعد ان طرقت الباب وقالت، انا اسفه اصل
, لما تكمل عباراتها حيث صاح الدكتور، برررررررررااااااااا
, خرجت وهي تشعر بالحزن لتجد نفس الشاب الذي ركب معها الاسانسير
, يمر من امام القاعه وهو يحمل حقيبه وتعمد ان ينظر له نظرات شامته فقد سمع الدكتور وهو يطردها.
,
, اغتاظت امل من ابتسامته الماكره فصاحت وهي تشير بيدها اليه.، ما هو من وشك الفقر علي الصبح
, عمر وهو يسير متجاهلا لها، مجنونه.
,
, خرجت وفاء بعد انتهاء السيكشن لتجد امل غاصبه
, وفا ء، ايه يا امولا مالك واتاخرتي ليه
, امل، اصطبحت بوش انسان رزل فور دمي مش كده وبس دا سمع الدكتور بيطردني
, وفاء، واحد مين
, امل، واحد رخم تلاقيه في البكالوريوس فاكر نفسه كبير المهندسين وهوا حتت عيل
, مر عمر من امامهم فقالت امل وطي صوتك لحسن هوا ده بتقل دمه
, وفا ء، دا عسل يا امل حرام عليكي
, امل، وفاء انا بقول عليكي مؤ دبه بلا عسل بلا بصل.
,
, وفاء، فعلا ليها حق اميره تسميكي شاويش امل.
,
, في المساء حملت اميره التليفون واخذت تكلم صديقتها نجمه
, اميره، وبعدين يا نجمه البطل عمل ايه
, دخلت امل الحجره وقالت، لأ بقي انا مبحبش المياعه دي و**** ما انتو فالحين هي دي المذاكره
, قالت اميره، خلاص يا نجمه اقفلي دلوقتي لحسن امل اختي جت وقاعده تزعق ابقي كمليلي الصبح
, دخل سالم حجرة اخواته واخذ يضايقهن ويمسك ادوات امل للمره الثانيه
, صاحت امل، ولما اضربك تاني ابقي روح عيط لابوك.
,
, سالم وهو يغيظها، ما هو ضربك علشاني
, دخلت نجيه وصاحت، انت بتعمل ايه عندك يا سالم ما يصحش تكلم اختك الكبيرة كده
, امل، ما هو له حق يا ماما البيه فاكر ان معاه حصانه بس اقسم ب**** يا سالم لاكون ضرباك تاني فاهم انا بقي هربيك يا سالم
, سالم، سا معه يا ماما
, نجيه، يلا يا واد اطلع بره بلاش جرجره
, اقتربت امل من سالم وهي تحمل مسطرتها فخرج يجري من الحجره.
,
, ضحكت اميره ونجيه لخوف سالم من امل وقالت اميره، اشمعني انا مبيخفش مني كده
, قالت نجيه، امل ايدها طارشه
, ثم استئنفت انا خارجه عاوزين حاجه يا بنات
, ردت امل، اه يا ماما خلي سمره تعمل لنا شاي
, بعد خروج نجيه اخرجت اميره روايه من درج مكتبها وهمت بقرائتها
, ولكن امل اقتربت منها وشدتها من يدها بعنف وصاحت باميره
, دا وقت مذاكره يا اميره مش وقت قصص وروايات فهمتي، اتفضلي ذاكري لحسن اقطعهالك ميت حته.
,
, قالت اميره بتوسل، لأ خلاص يا امل هذاكر بس سبيها متقطعيهاش لحسن دي بتاعت نجمه
, قذفتها امل في الدرج وهي تهمهم، بنات ساذجه وتافهه، يا بنتي انتي ثانويه عامه حرام عليكي تضيعي وقتك يلا ذاكري.
,
, جلست امل مره اخري علي مكتبها تذاكر
, وكذلك فعلت اميره
, وبعد قليل قالت اميره بصوت منخفض لشقيقتها
, امل انتي عمرك ما قريتي روايه ابدا ولا حتي لما كنتي في ثانوي
, نظرت امل بحنان لاميره وقالت يا اميره دي حاجه بتعطلك عن دراستك ومستقبلك.
,
, يا حبيبتي اهم حاجه للبنت تعليمها وبعد تعليمها شغلها دا ال هيعمل لها قيمه وكيان فهمتي انما الحب والتفاهات دي بتعطل ثم انا عاوزه ابقي قويه ومعتمده علي **** ثم علي نفسي وانتي كمان افهمي ما فيش حاجة اسمها حب وهيام وغرام دا شغل روايات مثلا بابا وماما وعمو سعيد وطنط سهام عايشين كويس بس بتسمعيهم يقعدو يقولوكلام حب
, اميره بحزن، ابدا ما بيتكلموش غير جد عادي يعني.
,
, امل بابتسامه، بس كده هيه دي الحياه هات وخد مش زي الروايات فهمتي يلا ذاكري. ومتفكريش غير في مذاكرتك. ومستقبلك. وبس ثم استئنفت
, حتي صاحبتك نجمه مخها ضارب زيك
, اميره بغضب، متقوليش كده علي نجمه
, دخلت سمره تحمل صينيه عليها شاي وطبق به بعض الساندوتشات وقالت مبتسمه
, الشاي والاكل للعرايس الحلوين
, شكروها وما ان استدارت الا واخذت الفتيات تضحكا بشده فقد علق سالم لسمره ذيلا ورقيا علي جلبابها من الخلف يهتز كلما مشت.
,
, قالت امل وهي تضحك، شيلي الديل يا سمره دي اكيد عمايل سالم
, غضبت سمره وهي تشد الذيل الورقي وقالت
, و**** لاكون شاكياه للست نجيه هوا انا اده علشان يركب لي ديل و**** ما انا ساكته
, خرجت تهرول لتشكيه الي والدته
, سمره في الخامسه والثلاثون من عمرها ريفيه بسيطه هادئة الملامح تعمل منذ سنوات عديده في منزل الحاج محمود وافراد العائله بدورهم اعتبروها فردا منهم٢ نقطة
الفصل الرابع
في الجامعه التقت أمل وصديقتها وفاء التي قالت لها
, اسكتي يا اموله عندي خبر مش حلو
, املل بتساؤل: خير
, وفاء بهدوء، الدكتور عادل معيد مادة الرياضيات ال بتحبي شرحه قوي جت له بعثه ومسافر وهتكمل معانا الدكتوره الفت
, امل بغيظ، دا انتي وقعتي قلبي يا وفاء منك *** ما ال يمشي يمشي وال يجي يجي
, وفاء ضاحكه، وانا ال قلت هتزعلي
, امل بلا مبالاه، ازعل علي ايه يا هبله المهم نذاكر كويس وخلاص.
,
, دلفا الأثنان ثم جلست امل بجوار اميره في المدرج
, ينتظرا دخول الدكتوره الفت ولكن الذي دخل عميد الكلية بصحبة ذلك الشاب عمر الذي كان يحمل حقيبته وقال بعد ان حيي الطلاب وصمت الجميع
, انا جاي النهارده علشان اقول لكم ترحبو بالدكتور عمر عز الدين ان شاء**** هيدرس لكم بعد سفر الدكتور عادل عن اذنك يا دكتر
, ثم ترك عمر معهم في المدرج وانصرف.
,
, بهتت امل حينما راته وحمدت **** انها تجلس في الخلف وحاولت ان تخفض راسها حتي لاتراه ولا يراها
, حتي سمعت تهامس الفتيات
, منهن من تقول، واو دا قمر
, واخري تشيد بشياكته واناقته
, وهمست وفاء بت يا امل شوفتي المز دا
, امل بسخريه، بس يا وفاء متعمليش زي الهايفين دول دا دمه يلطش علي فكره
, وفاء بإستغراب، هو ال دمه يلطش ولا انتي ال معقده
, انتهت المحاضره وحمدت امل ربها انه لم يراها
, وعزمت علي ان تتجاهله تماما.
,
, وفي اليوم التالي
, ظنت امل انها ستنجو من مواجهة الدكتور عمر في كل مره
, وفي محاضرته الثانيه تعمدت ايضا الجلوس في اخر المدرج
, كانت تفكر انه من سوء الحظ ان يكون ذلك الشاب بالذات والذي اهانته اكثر من مره هو من يدرسها
, بالنسبه لعمر فقد جاب بنظره في المدرج في محاضرته الاولي ولم يراها فقد كانت تخفض راسها طوال المحاضره
, لكن تلك المره لم تكن كالسابقه فقد وقف الدكتور عمر. في البدايه امام مكتبه المخصص له وقال:.
,
, المره ال فاتت انتو اتعرفتوا عليه المره دي احب اتعرف عليكم
, كل طالب وطالبه يتفضل يقف ثواني يقول اسمه
, بدا الطلاب يفعلون وبدأ عمر يتجول في القاعه
, همست امل بضيق، **** يخرب بيتك
, سرحت قليلا الي ان سمعت وفاء وهي تقول اسمها بسعاده وابتسامه
, ولم تدرك الا ان عليها الدور الا حينما مال عليها وقال، والانسه
, نظرت له مرتبكه وقالت، امل محمود
, عمر رافعاً حاجبه، طب والباشمهندسه مبتقومش ليه زي زمايلها.
,
, ثم قال بصوت ساخر، والا والا انتي ال بل الندي طرطورك
, امل باحراج، ايه دا الكلام دا يادكتر
, عمر بجديه، دا الكلام ال اتعلمته من واحده لسانها طويل وعلي راسها ريشه
, ما ان اتم جملته حتي تعالت الضحكات وكادت الدموع تنهمر من عين امل٣ نقطة
, بينما قال عمر بتشفي: عموما اتفضلي اقعدي كفايه كده عليكي النهارده
, جلست وقد ازدادت كراهيتها لعمر لقد جعل جميع من في المدرج يسخرون منها.
,
, همست وفاء، فيه ايه يا امل بيعمل معاكي كده له انتي تعرفيه
, لم ترد امل وانما اشارت لها لتصمت.
,
, اخذت اميره رغما عنها كلما فتحت كتاب لتذاكر تذكرت كلام ساره عن عاصم ورسمت له صورة في مخيلتها وتمنت لقائه
, تمنت ان تلتقي بذلك المعلم الذي يدرس تلاميذه السلوكيات الدينيه ويبهرهم باسلوبه لا بل ويحكون عن وسامته.
,
, في شقة مصطفي وايمان
, صاحت ايمان قائله، دي مش عيشه يا مصطفي احنا بقينا زي الاغراب انت بتقعد في المستشفي من الصبح للضهر والعياده من الضهر لباقي النهار وتيجي مرهق وتنام انا مليت بجد انا بقيت بكلم الحيطان
, مصطفي بصوت عالِ بعض الشئ، اعمل ايه يا ايمان كله علشانكم انا بتعب علشان مين ثم عندك الصيدليه ما انتي فيها علي طول وبتزعلي لما اقولك بلاش تروحي.
,
, صرخت ايمان قائله: انا متجوزاك انت مش متجوزه الصيدليه انا عاوزه اخرج نسافر نغير جو
, مصطفي محاولا ضبط أعصابه، بصي يا ايمان روحي البلد عندكم غيري جو اقولك روحي زوري ابتهال اختي
, ايمان، مش هروح لوحدي ولا عاوز تفضل مع الزفته ال ف العياده
, احمرت اوداج مصطفي من الغضب وقال، زودتيها يا ايمان صبري عليكي خلاكي تتجاوزي حدودك وقسماً ب**** هزعلك جامد بعد كده٣ نقطة
,
, شعرت ايمان بخطئها فغيرت نبرة صوتها وقالت بدلال: ما انا بحبك يا درش وبغير عليك لازم تراعي مشاعري
, لم يجيب عليها مصطفي بل مسح وجهه بكفيه حتي يزول ذاك الغضب بداخله حتي همست له إيمان وهي تقول برقه: حبيبي أسفه
, سرعان ما إبتسم مصطفي وقال مازحاً: طب تعالي بقا أشوف حكايه مشاعيرك دي ايه!
, أنهي جملته وهو يجذبها إليه لتستقر في أحضانه ويحلقا معا في سماء العشق٣ نقطة
,
, انتهت المحاضره في كليه الهندسه حتي قالت امل لوفاء: يا بت ما هو دا ال ورتهولك وقلت لك انه ركب معايا الاسانسير
, وفاء، اه معرفتوش اصله بصراحه النهارده شيك قوي كده ويجنن المره ال فاتت كان لابس نظاره مخبيه وشه
, امل بغيظ، يا ريته يخبيه علي طول دا وشه عكر اصلا.
,
, في المساء، عم ظلام الليل، فعاود مصطفي إلي عيادته ليتابع مرضاه ما ان دخل حتي هبت علا واقفه للترحيب به وتحمل عنه حقيبته
, دخل مصطفي المكتب ليجد باقه من الزهور الطبيعيه علي مكتبه فتعجب وقال:
, مين جاب الورد دا يا علا
, علا، انا مش حضرتك بتحب الورد
, مصطفي، اه بحبه طبعا بس ما فيش داعي تكرريها لما احب اجيب ورد هشتريه
, خرجت علا وهي مكتئبه، و جلست علي مكتبها وقالت، ماشي يا دكتور مصطفى انا وانت والزمن طويل.
,
, لاحظ مصطفي التغير الملحوظ في علا لقد اصبحت اكثر اناقه من قبل وملابسها اصبحت ضيقه تحدد تفاصيل جسدها الملفوف بشكل مبالغ فيه لم تكن علا جميله بمعني الكلمة ولكنها وضعت الكثير من المساحيق لتبدو اجمل مع العطور الرخيصه التي تستطيع شرائها
, لقد تعمدت ابراز مفاتنها
, ظن مصطفي ان تكون علا قد ارتبطت بشخص ما وان ذلك سبب تغيرها وتجاهلها ولكنه كان في بعض الأحيان ينصحها بالاحتشام.
,
, ومرت الأيام
, وفي ذات يوم تأخر مصطفي في العياده حيث كانت مزدحمه بالمرضي وتفاجئ بعلا تدخل له وهي تحمل صينيه عليها ساندوتشات اعدتها في منزلها وزجاجه من العصير الطازج٢ نقطة
, نظر لها مستغربا وقال: ايه ده؟
, علا بدلال: أكل ليك يا دوك عملته بايدي
, مصطفي بحديه، لأ يا علا انا هروح اكل في البيت متشكر
, علا، بس انا عملت الاكل ده علشان حضرتك
, مصطفى بخشونه، لأ ما تعمليش كده تاني يا علا.
,
, خرجت علا تحمل الصينيه وهي تشعر بالاسف و
, عاد مصطفي من عمله وهو يشعر بالتعب والانهاك والجوع فوجد ايمان تغط في النوم فهزها برفق وهو يقول:
, ايمان، ايمان قومي حطي العشا انا جعان
, قالت ايمان ولازالت عيناها مغمضتين بكسل، معلهش يا حبيبي انا مجهزه الاكل في المطبخ
, سخن وكل يا حبيبي عشان مش قادره
, مصطفي بغيظ، وانا ال مرضتش اكل ال علشان ناكل سوا
, وجلس ياكل الطعام بدون اي شهيه.
,
, في صبيحة اليوم التالي
, دخل محمود علي زوجته نجيه ومعه احد العمال يحمل خروف كبيروضعه في الحديقه الداخلية وانصرف
, نجيه بتساؤل: ايه دا يا حاج
, محمود، خروف واحد جه يبيعه ليه في المصنع قلت اجيبه ندبحه ونوزعه علشان **** يحمي سالم ويبارك فيه
, نجيه، ويحمي البنات كمان.
,
, محمود، انا قلت جايبه علشان **** يحمي سالم فاهمه سالم دا حته من قلبي ونور عيني وولد وحيد لو راح مش هعوضه لكن انا عندي بدال البنت تلاته يا نجيه فهمتي سالم دا الحيله
, انا راجع المصنع وهبعت لك الجزاز والعمال يدبحه ويوزعوه ماشي
, نجيه، ماشي وابعتلي اكياس يا حاج محمود
, محمود، ما تسبيش منه ولا حتت لحمه للبيت يا نجيه
, نجيه، اللحمه ماليه التلاجه يا حاج.
,
, فعلا حضر العمال وتم تقطيع اللحم وتكيسه واخذها العمال ليوزعوها علي زملائهم في المصنع
, قالت نجيه: هاتو كيس كويس نبعته لبيت سعيد
, سمعت اميره فهبت مسرعه، هاتي يا ماما انا هوديه لعيلة عمي
, نجيه، **** يجازيكي خير يا بنتي خدي وسلمي لي علي سهام
, اميره، حاضر يا ماما.
,
, ذهبت اميره الي بيت عمها وهي تتمني ان يكون هذا الوقت هو ميعاد درس ساره
, رحبت سهام باميره وشكرتها علي الهديه
, قالت اميره، امال فين هشام وساره يا طنط
, سهام، هشام مع ابوه في المصنع وسارة جوا بتاخد الدرس
, فرحت اميره وقالت طيب يا طنط انا هقعد استناها
, تعجبت سهام فاميره عادة تاتي علي عجل وتمشي بسرعه
, انصتت اميره لتسمع شرح مستر عاصم للفتيات وتمنت ان تدخل عليهم الغرفه ولكنها خجلت ان تفعل ذلك.
,
, وسمعته يهم بالانصراف فسلطت عيناها علي باب الغرفه لتراه
, لكنها رات ساره تدخل وترحب بها وتصيح
, ميرو، انتي هنا
, اميره، اه امال زميلاتك ما خرجوش ليه
, ساره، لأ ما هو مستر عاصم وزميلاتي بيطلعو من الباب التاني
, شعرت اميره بخيبة الامل وحاولت ان تداري فقالت
, ماشي انا ماشيه انتو بقي خدتو ايه النهارده في الدرس
, ساره، نحو كان عندنا حصة نحو علي فكره المستر عنده مكتبه صغيره اسلاميه فيها كتب وسديهات.
,
, اميره، طب خدي يا ساره واخرجت من جيبها مبلغ صغير من المال
, هاتي لي منه كتاب ففروا الي **** سمعت انه حلو قوي وانا بحب كتب الرقائق دي ال بترقق القلب
, ساره، هتبقي رقيقه اكتر من كده يا ميرا دا انتي عسل
, اميره، تسلمي يا ساره انا ماشيه.
,
, دخل عمر القاعه وجلست امل في مكانها المعتاد في الدرج الاخير وتمنت الا يستهزأ بها هذه المره ايضا لكنه القي محاضرته وهو يتجاهلها تماما
, وفي نهاية المحاضره قال، ودلوقتي الورق ده فيه اسمائكم
, انا قسمتكم مجموعات كل مجموعه تعمل البحث المطلوب منهم وكمان مشروع مشترك
, وبناء علي شغل المجموعه في اديكم الدرجات
, دا بيعلمكم ازاي تشتغلو بشكل جماعي مفهوم
, رد الطلاب، مفهوم يا دكتر.
,
, بعد ان انصرف ألقت امل الورقه من يدها وهي تصيح:
, لا انا مبشتغلش مع ولاد
, قال زميلها، الدكتور عمر مقسمنا كل مجموعه تلت ولاد وبنتين
, امل، لأ ما ليش دعوه دا ظلم
, زميلها، انتي كده هتعطلينا يا انسه
, مش عاجبك تعالي نروح للدكتور مكتبه
, قالت امل، ايوه نروح انا ما بخفش من حد
, طرق طالب من الطلاب باب المكتب واذن لهم عمر بالدخول
, لتدخل امل ووفاء وثلاثه من الشباب مشتركين معهن
, عمر بوقار: خير.
,
, نظرت امل الي الارض واخذت تدعك كفا يديها بتوتر
, قال احد الشباب، الباشمهندسه رافضه تشتغل معانا وكده هنتعطل يا دكتر عن زمايلنا
, نظر عمر لامل بتحدي وقال، في الحاله دي اعملو انتو الاربعه الشغل والانسه اكيد هتشيل الماده ونظر الي وفاء وقال، ولا انتي معترضه انتي كمان
, وفاء، لأ لأ طبعا يا دكتر انا معاهم ان شاء ****
, نظر الي امل وقال، انتي تقديرك ايه السنين اللي فاتت يا انسه
, امل بفخر، امتياز والاولي علي الدفعه.
,
, عمر باستغراب، مش باين عليكي
, امل، ولا حضرتك كان باين عليك انك معيد
, عمر بحده وقد هب واقفاً: إلزمي حدودك يا طالبه وأعرفي انك بتتكلمي مع الدكتر بتاعك
, صمتت أمل مذهوله بإحراج بينما تابع عمر بعد ذلك بهدوء، اتفضلو اخرجو انا قلت ال عندي
, خرجو جميعا وبدات وفاء مع الشباب يتباحثون في كيفية اعداد المطلوب
, وشعرت امل بالوحده والظلم فقررت ان تدخل مره اخري لتحاول اقناع الدكتور عمر
, اقتربت من الباب لتطرقه بتردد.
,
, كان الدكتور عمر يحمل حقيبته وعلي وشك الانصراف
, فتحت الباب ليجد امل في وجهه
, عمر بجديه، خير يا انسه
, امل برجاء، عاوزه اتكلم معاك
, دخل ليجلس علي مكتبه مره اخري وقالت امل
, يا دكتر انا مبقدرش اشتغل مع ولاد بجد انا مش بدلع و****
, عمر بتعجب، يعني عمرك ما كلمتي ولد بلسانك المترين دا
, امل ببراءه، و**** ما كلمت حد الا لو كنت بوبخه بس لو حاول يضايقني.
,
, ابتسم عمر وقال، اه بس بوبخه دي رقيقه قوي عليكي قولي بهزئه، بشتمه، بمسح بكرامته الارض
, امل، لو سمحت خليني في مجموعه بنات
, عمر، ما ينفعش اغير النظام بس
, امل، بس ايه
, عمر: بس في حل تاني
, امل، حل ايه
, عمر، الشغل ال هيعمله خمسه سوا تعمليه لوحدك وتقدمي بحثك في نفس الوقت معاهم
, امل، ايوه لكن
, عمر، ما عنديش حل تاني
, امل، موافقه.
,
, اخرج عمر ورقه ثم اخذ يكتب عليها الطلبات المتفرقه ويحاول ان يصعب عليها العمل اكثر من زملائها وقال، اتفضلي.
,
, عاود عمر إلي منزله وأخذ يتحدث مع والدته فاطمه
, فاطمه: حرام عليك يا عمر انت كده ظلمت البنت دي
, عمر، لو شفتي يا ماما طولت لسانها في الاسانسير ما تشوفهاش وهيه داخله تتحايل عليا بنت غريبه فعلا دي ما فيش ولد في الجامعه يقدر يقرب منها، شرسه قوي
, فاطمه، ايه يا دكتر عموره مش ملاحظ انك بتتكلم عن البنت دي كتير
, عمر، ابدا يا ماما بس نموذج عجيب مش اكتر٣ نقطة
الفصل الخامس
أي رجل مهما كانت مقاومته وجديته من الممكن يضعف أمام إغواء أنثي تحاول لفت نظره وتدليله فهل سيضعف مصطفي أمام علا تلك الفتاه الوصوليه التي تريد الهرب من بيئتها الفقيره والارتقاء الي مكانه اعلي في المجتمع
, اصبحت علا كالحرباء المتلونه تحاول ان تغير في ملابسها وصوتها وذاتها من اجل الوصول إلى حلمها المنشود٣ نقطة
,
, دلفت الي مكتب مصطفي وقالت بصوت أنثوي:
, هتكسفني تاني يا دكتر مصطفي ولا هتقبل تتغدي معايا
, ووضعت اصناف شهيه من الطعام امامه وقالت:
, دول ساندوتشات بانيه ومخ عملتهم بايديه علشان خاطري اجبر بخاطري وكل يا دكتر دا انا نضيفه و****
, ثم أخذت ساندوتش. ومدت يدها له ف اخذه منها وقال، ماشي ياعلا المرادي بس عشان خاطرك
, علا بإبتسامه، شكرا يا دوك.
,
, إسبوعان من العمل المتواصل امل لا تاكل ولا تنام الا قليلا
, همست تحدث نفسها: هتحداك ايها المتعجرف.
,
, في البيت اما تجلس علي حاسوبها لتنهي البحث او علي منضدتها لترسم المشروع الخاص بها
, وخارج البيت اما بالمكتبه او الجامعة
, تذهب إلى الجامعه وفوق عيناها منتفخ من السهر
, لا تتحدث مع احد فليس لديها وقت
, في الجامعه الجميع يعمل في مجموعات وهي وحيده عليها واجبات تفعلها وحدها في حين يجتمع خمسه من الاشخاص ليعملوا معا.
,
, وقف ادريس بالسياره امام الجامعه
, وحاولت امل ان تعبر الطريق الي البوابه وسارت وهي مرهقه من عدم النوم
, فاذا بسياره مسرعه كادت ان تصطدم بها وهي تسير مرهقه وشارده
, لم تشعر الا بايدي قويه تحيط خصرها وتجذبها ليسقطا ارضا وهو يصيح حاااااااسبي
, انه هوا الدكتور عمر فتحت عيناها لتكتشف انها نائمه علي الارض بين احضانه حيث يحيط خصرها بذراعيه
, ما ان إنتبهت لنفسها حتي صاحت قائله، شيل ايدك انت اتجننت.
,
, عمر بغيظ وهو يقف وينفض الغبار عن ملابسه، ايوه اتجننت اني ما سبتكيش تموتي وانتي ماشيه زي المسطوله
, امل بتأفف وإرهاق، كله بسببك فاهم
, اشفق عمر عليها ولكنه تركها وانصرف مسرعا ليدخل من البوابه وتقوم هي وهي تشعر بالالام في جميع انحاء جسدها
, لم تدخل الجامعه لكنها عادت الى البيت وهي ساخطه.
,
, بعد اسبوعين من العمل والمشقه بالنسبه لامل جلست في المدرج بجوار وفاء فقامت طالبه زميله لهن واقتربت من الميكرفون وقالت
, الزملا والزميلات، لو سمحتم كله يجمع الابحاث عندي هنا علشان النهارده اخر ميعاد والدكتور عمر طلبهم هنوديهم مكتبه
, قامت المجموعات بتسليم الملفات الخاصة بها وقامت امل لتضع ابحاثها وسط الملفات
, لتاخذهم الطالبه ومعها زميل الي مكتب الدكتور عمر
, قالت امل لوفاء، اكيد هيخسف بيه الارض.
,
, وفاء، لأ يا أمل اكيد الدكتور عمر ميعملش كده كل الطلبه بيحبوه ويشكرو فيه
, امل بغيظ، مخدوعين.
,
, ذهل عمر وهو يري ما فعلته امل لقد تفوقت علي الجميع
, وقدمت، بحثا علميا متميزا وكذلك ابدعت في المشروع الهندسي الخاص بها
, جلس الجميع في القاعه بانتظار دخول الدكتور عمر
, الذي دخل وحياهم
, ثم اخذ يعلن عن نتيجة كل طلب
, وانتهي ولم يذكر اسم امل٢ نقطة
, قامت امل وقالت، حضرتك مقولتش إسمي
, عمر، بحثك وشغلك من احسن ال شوفته بس للاسف هتنقصي درجات لانك رفضتي تشتغلي مع زمايلك
, صاحت امل، ظلم دا ظلم انا تعبت اكتر منهم.
,
, وخرجت غاضبه تاركه قاعة المحاضرات وسط همهمات الطلبه والطالبات.
,
, طوال طريق أمل وهي لم تتوقف لحظه عن البكاء، كانت تبكي بشده والدموع تتساقط فوق وجنتيها، حتي أصبحت عينيها منتفختان، وما ان دلفت إلي المنزل حتي هبت نجيه واقفه لتقول بلهفه:
, - يالهوي مالك يا أمل
, أمل ببكاء: مفيش يا ماما مفيش
, نجيه بحده: مفيش إزاي، انتي بتعيطي ليه
, ركضت أمل الي الغرفه، بينما اتبعتها نجيه وهي تقول بذعر: يابت انطقي في ايه
, إعتدلت أمل في جلستها ثم مسحت دموعها بأناملها وهي تقول بتشنج:.
,
, البحث الي فضلت سهرانه عليه كل يوم مبنمش ولا كأني عملت حاجه والدكتور مقليش النتيجه وقالي يعتبر ملغي عشان عملته لوحدي
, تنهدت نجيه بارتياح، ثم قالت: يوه خضتيني انا قولت حد اتعرضلك ولا حاجه.
,
, ظلت امل تبكي في حين قالت نجيه: ولا يهمك يا امل كله فداكي ياحبيبتي اما اروح احضر الأكل لحسن زمان الحاج علي وصول وكمان سالم وأميره، ومن ثم تركتها وتوجهت الي المطبخ في حين حدقت أمل بالفراغ وهي تقول بغضب: بكرهكم بكرهكم كلكم.
,
, علي جانب آخر بنفس القريه التي تقطن بها عائله الحاج محمود في أحد البيوت البسيطه التي تكون مبنيه بالطوب اللبني، نسمع صوته الرجولي العالِ وهو يقول بحده: كنتي فين لحد دلوقتي يا حنان؟
, إزدردت ريقها بخوف ثم تابعت قائله:
, - كان عندي درس يا عاصم و****
, اقترب عاصم منها ليقول بغضب جلي: من النهارده مفيش دروس من البيت للمدرسه ومن المدرسه للبيت
, عقدت حاجبيها لتقول باعتراض: مينفعش يا٣ نقطة
,
, قاطعها وهو يقبض علي ذراعها ليقول بعصبيه: لا هينفع ولا وقسما ب**** هخليكي تعدي في البيت لحد اما اجوزك انا مش ناقص وجع دماغ وكلام الناس مبيرحمش
, ادمعت عينا حنان من هذه الطريقه التي دوما يعاملها بها أخيها لتقول بصوت باكي ؛. ماشي يا عاصم.
,
, أرخي عاصم قبضته عن شقيقته ليقول بعد ذلك بصوت هادي: ياحنان متخلنيش اتعصب عليكي وأنتي عارفه غلاوتك عندي اد ايه، انا بشقي وبنحت في الصخر عشان احوش تمن جهازك واسترك زي أختك، أرجوكي إسمعي كلامي وبلاش تأخير تاني عشان انا بقلق عليكي
, أومأت برأسها بينما قال هو بجديه: يلا ادخلي اغسلي وشك وحضري الأكل عشان نتغدي.
,
, سارت حنان إلي المرحاض ومن ثم أبدلت ملابسها بينما خرج عاصم ليقف في شرفه هذا المنزل التي تطل علي الشارع وتكون بالدور الأرضي حيث كانت بالطوب اللبني أيضا وبها تشققات عديده،.
,
, (عاصم عبد الرحمن، توفي والده منذ أن كان *** صغير يبلغ من العمر ١٠ سنوات وكانت شقيقاته أصغر منه سناً ولم يمر عاما واحدا حتي تزوجت والدته وهاجرت إلي محافظه دمنهور، وتزوجت وأصبح لديها ولد وفتاه، وتأقلمت مع حياتها الجديده وتركت الأصفال الصغار برعاية جدتهم التي كانت خير معين لهم علي الحياه فكان عاصم يحبها بشده وكذلك الفتاتان شقيقاته حتي توفيت وأصبح عاصم هو المسؤول الوحيد عن شقيقاته حيث كان لهن أبا وأخا في آن واحد، شقي لأجلهم بدون سند أو معين، كما أنه حُرم من حنان الأب والأم أيضا في آن واحد، فلم يكن لديه الوقت في المزاح أو المرح فكان شاغله هن شقيقاته يدرس ويعمل في آن واحد حتي دخل كليه التربيه قسم اللغه العربيه، ومن ثم أصبح معلماً يحترمه الكثير له أخلاق جيده وحميده، ولكنه ٱذا غضب يتحول إلي شخص آخر، شخصا مرعبا للغايه من الممكن أن يكون بشخصيتان رغم أنه متدين ملتزم يصلي فروضه ويخشي خالقه، كما أنه زوج شقيقته منال، وحمد ربه أنها تزوجت ليكون لها إستقرار، والآن هو يجاهد حتي تنتهي حنان من دراستها ومن ثم تتزوج مثل شقيقتها، وأيضا عاصم ً يكن في قلبه حزن دفين لا يعلمه أحد فهو إنحرم من أشياء كثيره لم يقف بجانبه أحد ولم يساعده أحد ولكنه تحامل علي نفسه حقق ذاته رغم فقره ورغم أنه إبن خادمه جعل كل من يراه يحترمه ويهابه.
,
, مرت عدة أيام علي أبطالنا
, وفي ذات يوم، عاد مصطفي إلي منزله بعد إنتهاء يومه الشاق، دلف إلي غرفة النوم ليجد زوجته نائمه كعادتها في الأيام الأخيره، فزفر بضيق وأخذ يبدل ملابسه بحنق في حين شعرت إيمان بحركته ففتحت عينيها ببطئ شديد لتقول بصوت يتغلب عليه النعاس، :
, أنت جيت يا مصطفي
, أومأ مصطفي برأسه وهو يقول بضيق: ايوه جيت
, نهضت إيمان بتكاسل وهي تتثائب ثم قالت بخفوت:
, طيب ياحبيبي هحضرلك الأكل.
,
, ذهل مصطفي من هذه الطريقه فدوما كانت تهمله ف الايام الاخيره، ولكنه تنهد بارتياح وظن بأنها شعرت باهمالها له، بينما توجهت إيمان إلي المطبخ، ودلف مصطفي إلي المرحاض ليغسل يديه، ثم خرج بعد ذلك ليجففها بالمنشفه، ثم ذهب إلي غرفة إبنته الصغيره لينحني إلي فراشها الصغير ويقبلها بعاطفه أبويه، ثم دثرها جيدا بالغطاء وخرج عائدا إلي غرفته ليجلس علي الفراش بإنهاك شديد أغمض عينيه ليأخذ نفسا ومن ثم زفره علي مهل، وبينما دلفت إيمان وهي ممسكه بالطعام ووضعت الصينيه أمامه، لتنتصب في وقفتها بعد ذلك، فنظر لها مصطفي بذهول وتابع قائلا: هو أنا هاكل لوحدي؟
,
, أومأت إيمان برأسها ثم قالت بلا مبالاه: أصل أنا كلت من بدري أنا وسلمي، كل أنت بقي
, صر مصطفي علي أسنانه ليقول بحزم: علي طول كنتي بتستني يا ايمان ناكل مع بعض ايه الي جري؟
, إيمان مبتسمه: معلش ياحبيبي عشان بس تعبانه اليومين دول في الشغل حقك عليا ما بصدق أكل وأنام
, تنهد مصطفي وقال: طيب يا ايمان اعدي معايا علي الأقل.
,
, إبتسمت وجلست بجواره وبدأ مصطفي في تناول الطعام بينما كانت ايمان تتثائب بكسل غير مباليه بزوجها وغير مهتمه به، مما جعل مصطفي يحزن لإهمالها، فبعد قليل إنتهي من الطعام وقامت ايمان بجذب الصحون إلي المطبخ ومن ثم عادت سريعا لتلقي بجسدها علي الفراش، فتسطح مصطفي جوارها وجذبها من خصرها باشتياق ولكنها قالت سريعاً: معلش يا مصطفي أنا تعبانه وعايزه أنام.
,
, صر مصطفي علي أسنانه ومن ثم نهض جالسا ليقول بغضب: لا دي مبقتش عيشه أبدا أنتي جرالك ايه علي طول تعبانه علي طول مهمله فيا، أنتي مبقتيش ايمان مراتي الي بتحبني
, زفرت ايمان بضيق لتقول بحنق: يا مصطفي بليز عاوزه أنام عندي شغل الصبح تصبح علي خير وبكره نتكلم.
,
, ومن ثم أولته ظهرها متجاهله اياه تماما، في حين ظل مصطفي ينظر إليها بحزن وغضب شديد فنهض متجها إلي الشرفه، ليستنشق ذلك الهواء الرباني لعله يريح ما في صدره٣ نقطة
الفصل السادس
في صباح اليوم التالي٢ نقطة
,
, ذهبت أمل إلي جامعتها، ودلفت إلي المدرج وجلست بهدوء بينما دلف خلفها الدكتور عمر ليقف ينظر لها لبرهه، ثم تنحنح ووقف يشرح بتشتت تاره يشرح وتاره يشرد في وجهها الحزين دائما ما يشعر بتأنيب الضمير فحقا كانت تستحق الفوز بما فعلته من إجتهاد ولكن لم يكن عادلا معها وكان سبب في هذا الحزن الذي يرتسم علي ملامحها التي أصبحت باهته وشاحبه، ومما جعلها تزداد كرها له وتنظر له نظرات إستحقاريه، كانت نظرتها قادره علي إشتعال الغضب بداخله لا يعلم لماذا يشعر بهذا الشعور! ولماذا مهتم بتغيرها إلي هذا الحد!
,
, ما ان إنتهت المحاضره حتي خرج الطلاب جميعا وكادت أمل أن تخرج ولكن استوقفه صوتها وهو يقول بجديه: أمل
, إلتفتت له بدهشه تمتزج بالغضب لتقول بثبات: نعم؟
, ٱتجه إليها ليقول بهدوء: أنا هعيد النتيجه من تاني لأن الظاهر ان حدث خطأ
, رمقته بنظرات حاده لتتابع بعد ذلك: وليه ما هو أنت الي عامل الخطأ ده عموما متعدش حاجه المهم يكون ضميرك مرتاح يا دكتور.
,
, صر علي أسنانه ليقول بحده: أنتي ازاي بتكلمني بالاسلوب ده؟ يا ريت تلزمي حدودك يا آنسه وتعرفي اني الدكتور بتاعك مش زميلك
, لوت أمل فمها ورمقته بازدراء ثم خرجت دون أن تنطق بكلمه واحده ليزداد غضب عمر ويصر علي أسنانه بشده فمن هذه لتتعامل بكل هذا الغرور!
,
, عادت أميره إلي المنزل بعد يوم دراسي طويل، وما ان دلفت حتي توجهت إلي المطبخ لتبحث عن والدتها ولكن لم تجدها فعقدت حاجبيها باستغراب ومن ثم تجولت في أنحاء المنزل لكن لم تجدها فدلفت إلي غرفة سالم الجالس يلعب بالبيلستيشن دون إكتراث، فسألته بجديه وهي تقول: فين ماما؟
, سالم وهو منتبه لما يفعله: راحت السوق
, تنهدت أميره وأمأت برأسها ولكنها قالت باهتمام: وانت موراكش مذاكره؟ علي طول قاعد بتلعب كده.
,
, سالم بلا مبالاه: وأنتي مالك، بابا هيجبلي مدرسين وهينجحوني
, أميره بغضب: انت قليل الادب اصلا، جتك البلي، ثم خرجت من الغرفه بعد ان صفعت الباب، ثم حدثت نفسها لتقول بحنق: و**** يا بابا هتبوظوا بالدلع بتاعك ده
, ثم وقفت لثانيه لتري هاتفها يرن فأجابت علي الفور قائله بلهفه:
, - ايوه يا ماما أنتي فين
, نجيه: أنا عند بيت عمك يا اميره معلش ياحبيبتي اصل جبت حاجات كتيره من السوق تعالي شيلي معايا.
,
, أومأت أميره برأسها قائله: حاضر يا ماما جايه علي طول، ومن ثم أغلقت الخط متجهه إلي الخارج، حتي وصلت إلي بيت عمها وما ان اقتربت من مدخل المنزل حتي إصطدمت بجسده الضخم فجعلها تشهق وهي تضع يدها علي فمها وتبتعد عنه،
, رفع عاصم نظره اليها كاد أن يغرق في عينيها الخضراويتين، ولكن سرعان ما أخفض بصره وهو يقول بصوت رجولي: أسف!
,
, ابتلعت ريقها بصعوبه بالغه وهي تنظر له بعدم تصديق: ما هذا بالطبع قد يكون من أبطال تلك الروايات التي تقرأها دوما، ولكنها أخفضت بصرها سريعا هي الآخري، لتتجه إلي مدخل المنزل سريعا وقلبها يخفق بشده فتفاجئت به يدلف خلفها، فازداد خفقان قلبها بشده ومن ثم دقت الجرس سريعا لتفتح ساره ومن ثم ترحب بها وما ان وجدت عاصم حتي قالت: اتفضل يا مستر
, دلف عاصم علي استيحاء ليقول: السلام عليكم.
,
, رمشت أميره بعينيها غير مصدقه هل هذا ما حكت عنه ساره! يا إلهي هذا هو الذي تمنته، وما هذه الأخلاق أيضا إنه لم يرفع عيناه وينظر إليهن، في حين قالت ساره بابتسامه: أميره بنت عمي يا مستر
, إبتسم عاصم بخفه ليقول ولا زال مخفض عينيه: اهلا وسهلا
, ثم سار مع ساره إلي حيث توجد الفتيات ليبدأ في الدرس والشرح لتستمع أميره إلي صوته الرجولي ولا زالت في حاله من الهيمان.
,
, ، بينما توجهت نجيه إليها وهي تقول بتساؤل: ايه يا اميره مالك واقفه كده ليه؟
, تنحنحت أميره لتجيب عليها باحراج: ها لا ابدا يا ماما انا لسه داخله
, تحدثت سهام وهي تقول بابتسامه: ازيك ياحبيبتي
, ابتسمت أميره قائله: الحمد*** يا طنط
, تابعت نجيه وهي تقول: يلا ياحبيبتي شيلي معايا
, عقدت أميره حاجبيها وهي تقول بتذمر: ليه يا ماما مش بتبعتي سمره تجبلك كل حاجه بدل ما تتعبي نفسك كده.
,
, نجيه بهدوء: سمره روحت النهارده تشوف عيالها يا بنتي، وانا مبحبش القعده اروح اجيب حاجتي بنفسي يلا بينا بقا
, تنهدت أميره ثم ألقت نظره أخيره علي تلك الغرفه المنبعث منها صوته الرجولي وكأنها تحبسه بداخلها حتي يظل يتردد دائما إلي مسامعها بينما قالت نجيه مكرره: يابت يا اميره انتي مالك النهارده يلا شيلي.
,
, رمشت أميره بعينيها ومن ثم إنحنت لتجذب الأشياء التي قامت والدتها بشرائها، ومن ثم ساعدتها نجيه وهي تقول بابتسامه: يلا سلام عليكم
, ردت عليها سهام: وعليكم السلام نورتيني يانجيه
, إبتسمت لها وهي تقول: تعيشي
, ثم إنصرفت هي وإبنتها متجهن إلي المنزل.
,
, بينما وعاصم يشرح لتلاميذه شرد قليلا عندما نظر إلي عينيها الساحرتين بخضارها الجذاب، إبتلع ريقه ولقد إنتبه إلي نفسه وأكمل شرحه للفتيات٣ نقطة
,
, ألقت أميره بجسدها علي الفراش بعد أن عادت إلي منزلها، بصحبة والدتها، ثم حدقت في الفراغ مبتسمه، وهي تتذكر ملامحه الرجوليه وذقنه النابته، وبشرته القمحيه المائله إلي السمار، وفوق كل هذا الأخلاق التي لطالما تمنتها وتقرأ عنها في عالم الروايات، كما تمنت، تجد فيه كل ما تمنته شكلا وموضعاً، ها هي قد أخذت بالمظهر هل تعلم هي ما يختبئ بداخله! بالطبع لا فهي مثل الكثير، ينخدعن دائما في المظاهر٣ نقطة
,
, في المساء٣ نقطة
, تحديدا في عيادة الدكتور مصطفي، جلس علي مقعده بعد إنتهاء أخر كشف، بإنهاك شديد، ليغلق عينيه لبضع دقائق وما ان فتحهما بعد ذلك تفاجئ بعلا تقترب منه، ببطئ ورائحتها تفوح المكان، ليعقد حاجبيه باستغراب وهو يقول بجديه: في حاجه يا علا؟
, علا بهدوء وقد تحدثت بصوت أنثوي مائل للميوعه: أنت شكلك تعبان أوي النهارده، يا دكتر
, تنهد بقوه ثم تابع مغلقاً عيناه: اه فعلا مرهق جدا.
,
, صمت، صمت ساد المكان، إنتفض فزعاً بعد ذلك حين شعر بلمستها، تمرر أصابعها علي ذراعه بإغراء بينما هب واقفا وهو يقول بغضب: أنتي اتجننتي ولا ايه
, إبتسمت علا بلا مبالاه لتجيب عليه قائله:
, كنت عاوزه أعملك مساج يا دكتور
, مصطفي بصرامه: ابعدي عني أنا مش ناقص بلا مساج بلا زفت
, ترقرقت الدموع الخادعه في عينيها المزينتان بالكحل، لتقول بدلال خادع: آسفه أنا مقصدش يا دكتور، عشان أنت تعبان بس مش أكتر.
,
, إزدرد مصطفي ريقه، ليتابع قائلا بهدوء عكس ما بداخله: حصل خير
, إقتربت منه وقد إتسعت إبتسامتها: طب ايه رأيك نتعشي مع بعض بص أنا معايا سندوتشات برجر، حلوه اوي وعصير فريش يلا ناكل سوا عشان يبقي عيش وملح، ولا انت برضو هتكسفني النهارده؟
, صمت مصطفي وقد تذكر زوجته بالتأكيد هي نائمه الآن لم تحضر له طعام وهو يشعر حقاً بالجوع وبعد عدة دقائق كان الصمت هو سيد الموقف تفوه قائلا بتردد: احم اوك.
,
, قفزت علا بسعاده وهي تقول بفرحه: آخيرا
, ثم بدأت في وضع الطعام أمامه علي المكتب ووضعت أيضاً العصائر، ثم أخذ مصطفي يلتهم الطعام بشهيه، ويتناول معه العصير الطازج بينما كانت علا تنظر له بإبتسامه منتصره وقد خطت أول خطوه للوصول إلي مُناها.
,
, في منزل سعيد
, حدق هشام النائم علي فراشه في سقف الغرفه وظل يتذكر وجهها الملائكي البرئ، يبتسم تاره ويحزن تاره، يبتسم لبرائتها ويحزن عندما يشعر أن الحب الكبير الذي بداخه ما هو إلا حب من طرف واحد وأنها لم تحبه بل تعتبره شقيقها وهذا هو يعلمه، ولكنه متمسكاً بالأمل والدعاء طالباً من **** أن تكون هذه الأميره من نصيبه وحلاله، التي لم يري غيرها ولم تسكن قلبه أي أنثي سواها٣ نقطة
,
, عاد مصطفي إلي المنزل، وكعادة كل يوم وجد زوجته نائمه، شعر بأنه يختنق وبركان ينهار بداخله، لماذا أصبحت الحياه ممله إلي هذا الحد ألم تشتاق زوجته إليه، أصبحت لا تهتم به فشاغلها الأكبر هو عملها بالصيدليه، ومن ثم إبنتها وثم زوجها حين تتفرغ، ولكن هذا خاطئ، فلنعكس الموضوع أن البيت والزوج أولي من العمل فليكن هو بالمقدمه ومن ثم العمل، وإذا وجد الحب دون إهتمام أصبح لا طعم له ولا لون، فالحب الحقيقي ما هو إلا إحتواء وإهتمام٣ نقطة
,
, إقترب مصطفي منها ليفيقها بصوت صارم:
, إيمان إيمان قومي
, تقلبت في الفراش ثم نهضت وهي تقول بنعاس:
, ايوه ايوه يا مصطفي في ايه
, مصطفي محاولا السيطره علي أعصابه: اصحي عشان عايزك في موضوع
, رمشت بعيناها عدة مرات محاولا الافاقه لتعتدل في جلستها وهي تقول:
, - ايوه خير يا حبيبي
, تحدث مصطفي ليقول ساخرا: حبيبك!
, إيمان بعدم إستيعاب: في ايه يا مصطفي.
,
, نظر مصطفي في عينيها ليقول بجديه وعيناه بدت صارمه للغايه: الشغل، لازم تسيبي الشغل وتتفرغي لبيتك وجوزك وبنتك وبس
, صُدمت إيمان من ذاك الحديث المفاجئ، ثم قالت بحده: نعم؟ لا طبعا ليه هو أنا مقصره معاكم في حاجه
, ضحك مصطفي بسخريه وقال: لا ياشيخه، قولي كلام غير ده، أنتي مش حاسه بنفسك ولا ايه؟
, هبت إيمان واقفه لتقول باعتراض: لا مش ممكن ابدا، ده شغلي الي بحبه ازاي عايزني أسيبه بالبساطه دي؟
,
, هب مصطفي واقفا هو الآخر ليقول بحزم؛
, بيتك أهم يا هانم من الشغل
, ايمان بلا مبالاه: أنا مش مقصره في البيت طلباتك كلها مجابه
, رفع مصطفي حاجبيه ليقول: فين؟ قوليلي فين، انا كل يوم باجي الاقيكي نايمه! والاكل بتقوليلي عندك ف المطبخ ونفس الحكايه الصبح بتنزلي بسرعه او تنامي مبقتش اشوفك علي طول نايمه نايمه ايه كل ده ومش مقصره؟
,
, لم تقتنع إيمان بكلامه لتقول بحده: كل ده عشان باجي مجهده من الشغل، هو انا مش من حقي أرتاح؟
, انفعل مصطفي قائلا: وأنا! أنا فين راحتي
, زفرت إيمان بضيق وهي تقول باعتراض: أنا مش هسيب الشغل يا مصطفي مهما عملت
, وضع مصطفي كلتي يديه في جيب بنطاله ليقول بهدوء: ده اخر كلام عندك يا ايمان؟
, هزت رأسها لتقول بجديه: ومعنديش غيره.
,
, أومأ مصطفي برأسه قائلا: تمام، اعملي الي يريحك وخليكي علي كيفك، ثم سار بهدوء ليبدل ملابسه بينما إقتربت منه لتقول بدلال: مصطفي
, ابعدها عنه بقوه وهو يقول بحده: ولا كلمه معايا ابعدي عني
, ذهلت إيمان وترقرقت الدموع في عينيها بينما تابع مصطفي ليقول بجديه: لما تحطي عقلك في راسك ابقي كلميني غير كده لسانك ميخاطيش لساني ويا أنا يا الشغل يا ايمان.
,
, مسحت ايمان دموعها التي انسابت ثم قالت بخفوت: انا بحب شغلي يا مصطفي وبحبك انت ك٣ نقطة
, لم يمهلها فرصه حيث قال وهو يتجه إلي الفراش. : انا الي عندي قولته وبراحتك خالص تصبحي علي خير٣ نقطة
, إنغلقت الإضاءه لتتألم القلوب، قلبان يتألمان، هل قرار مصطفي من الحق، أم أنه ظلم وتسلط منه! ولكن هو يريد زوجته حتي لا يقع في ما لايحمد عقباه بعد ذلك٣ نقطة
,
, ظلت ايمان الليل بأكمله لم يغمض لها جفن
, ظلت تفكر فيما طلبه منها مصطفي
, وتتحدث مع نفسها
, تاره تقول، هوا مصطفي برده دكتور واكيد بيدخل عنده ستات كتير ومحتاج زوجه متفرغه شغله صعب ومحتاج يرجع يلاقي زوجته مستنياه
, وتعود لتقول، لأ لأ دا انانيه منه انه يطلب مني كده
, انا درست ست سنين صيدله علشان في الاخر اقعد في البيت مش كفايه ما رضاش يخليني استلم التكليف بتاعي واتعين في مستشفي زي زميلاتي.
,
, كمان عاوزني اسيب الصيدليه ال بحقق فيها ذاتي واسيبها لناس اغراب يديروها
, لأ لأ مصطفي مش من حقه يعمل كده ليه عاوز يكبر وانا افضل زي ما انا
, لانا هفضل في شغلي بس هحاول ارضيه مصطفي طيب وشويه وهينسي
, وبالفعل كان هذا قرارها الذي اتخذته ستعمل ولكنها ستكون اكثر اهتماما بزوجها.
,
, و مر يومان
, منذ ان رأت أميره عاصم وهي تفكر فيه
, كلما فتحت كتاب لتذاكر رات ذلك الوجه الاسمر الجميل بتلك الابتسامه الجذابه انها صغيره رقيقه تنظر الي الحياه من منظور الروايات الرومانسيه التي تحبها وتعشقها وتخيلت ان عاصم هو البطل الحنون ذو الشخصيه الخلابه
, افاقت من شرودها علي صوت امل التي نظرت اليها بغضب وقالت
, انتي يا اميره سرحانه في ايه يا بنتي
, اميره، ايه ولا حاجه يا امل.
,
, امل، ولا حاجه ايه فاتحه الكتاب وراحه في عالم تاني
, يا اميره شغل الروايات والتفاهات دي هتضيعك
, اميره، بس متقوليش تفاهات هيه الرومانسيه تفاهه
, امل، اه لما تتعطلي عن مذاكرتك تبقي تفاهه لما تقرئي عن بطل وتسرحي فيه تبقي تفاهه
, اميره، طب وابطال المسلسلات كمان تفاهه
, امل، اكبر خدعه يا بنتي يا اميره فوقي الممثلين دول بيضحكو عليكي لما هما بيمثلو السعاده والحب فاشلين في حياتهم الشخصيه ليه وكل يو م جواز وطلاق.
,
, اميره، مش عارفه
, امل، لأن دا وهم يا حبيبتي افهمي لازم تبقي واقعيه شويه يلا ذاكري
, اميره، حاضر يا شاويش امل
, امل: شاويش في عينك ابقي قابليني لو جبتي مجموع
, اميره بهيام: مش مهم مجموع المهم فارس الاحلام
, مصمصت امل شفتاها وقالت بهمس: تفاهه٣ نقطة
الفصل السابع
اخذت كلا منهن تذاكر الي ان شعرت امل بانها تريد ان تنام فقامت الي سريرها لتنام
, قالت اميره، انا كمان هقوم انام واغلقت الاضواء
, وصعدت علي فراشها ثم نظرت تجاه امل التي تنام علي السرير المقابل لها
, وقالت، امولا ممكن اسالك سؤال
, امل بجديه، لأ عاوزه انام
, اميره. بالالحاح: علشان خاطري
, امل: قولي
, اميره بهيام، عمرك في حياتك ما حسيتي كده انك معجبه بحد بتحبي حد.
,
, امل باهتمام: بصي يا اميره ولو اني مبحبش النوعيه دي من الكلام بس هجوبك
, الحب من غير ارتباط شرعي يا اميره يبقي حرام وذنوب وما فيهوش بركه
, الحب هو ا ال **** قال عليه موده ورحمه يعني دخول البيت من بابه غير كده يبقي شغل لصوص وانا محبش ابقي لصه فهمتي يعني جوزك ممكن يبقي حبيبك لكن حبيبك متضمنيش يبقي جوزك لو من غير ارتباط والعلاقه ال **** ميرضهاش متكملش وبالعكس بتعذب اصحابها فهمتي.
,
, اميره وهي تضحك اه فهمت بس انتي قايله مش هتتجوزي ابدا يبقي عمرك ما هتحبي
, امل: نامي يا اميره تصبحي على خير
, اميره وانتي من اهل
, نامت امل سريعا اما اميره فظلت تفكر في كلام شقيقتها ساعه واكثر ثم غلبها النوم.
,
, جلس مصطفي علي مكتبه عابسآ علي غير عادته فهو منذ استيقظ من نومه وهو كذلك حتي انه رفض في الصباح ان يتناقش ثانية مع ايمان
, لكنه جلس يفكر تراها اطاعته وفعلت ما يريد ام تحدته وتجاهلت رغبته سيعلم عندما يعود إلى البيت لكنه كان يشعر بالتوتر
, انه يشعر انه يقاوم ويقاوم من اجل اسرته علي ايمان ان تفعل شيئا من اجله
, دخلت علا واقتربت من مكتبه ثم قالت: خلاص يا دكتر ما عدش حد بره
, هجيب الاكل بقي ونتعشا.
,
, صاح مصظفي: لأ متجبيش حاجه احنا مش في كافتريا فهمتي انا جاملتك مره علشان اجبر بخاطرك لكن متاخديش عليها فهمتي انتي هنا علشان شغلك بس اكلي بقي وشربي مش اختصاصك مفهوم
, وياريت تشوفي لك مكان تاني تشتغلي فيه هديكي فرصه لباقي الشهر. لانك زودتيها يا علا ونسيتي نفسك
, اصطنعت علا البكاء والحزن وقالت، لا ارجوك يا دكتور مصطفى ما تقطعش عيشي انا عندي عيله بصرف عليها ومش سهل الاقي شغل ارجوك.
,
, رد مصطفي بحده وقال، يبقي راسك تحطيها في شغلك وبس وتعرفي حدودك كده هاخد عنك فكره انك مش كويسه وانا مشغلك لاني اعتقدت انك محترمه
, علا بضعف، ارجوك يا دكتور مصطفى انا عملت كده بحسن نيه حصرتك غالي عندي وبعد كده مش هخليك تضايف مني بس سيبني في شغلي
, مصطفي بجديه، انا هسيبك علشان عيلتك واخواتك وعلشان مقطعش عيشك بس تكرري اخطائك تاني يبقي تعتبري نفسك مرفوده.
,
, نظرت اليه وهي تتصنع البكاء وقالت بصوت منخفض، حاضر
, ثم هرولت بسرعه لتخرج من مكتبه الي الصاله لتاخذ حقيبتها من فوق مكتبها وتركض من العياده بسرعه لتنزل السلم المؤدي الي الشارع
, ابتسمت ابتسامه ماكره وهمست لنفسها
, انا عارفه انك بتقاوم بس لازم ف النهايه تستسلم يا حبيبي دا انا علا.
,
, عاد مصطفي الي بيته منهكا نفسيآ وجسديآ.
, وجد ايمان مستيقظه وقد صنعت له عشاء رومانسي واطفأ ء ت الانوار واشعلت الشموع في منتصف المنضده
, وارتدت قميصا جميلا باللون الأحمر الذي يعشقه عليها مصطفي
, وما ان ادار مصطفي المفتاح في كالون الباب ليفتحه الا وشعر بباب البيت يفتح ويد ايمان تمتد لتشده للداخل
, ثم تحتضنه
, مصطفي: انتي لسه صاحيه
, ايمان: بستناك يا حبيبي يلا نتعشي
, مصطفي: سلمي فين
, ايمان: نايمه.
,
, جلسا لياكلا الطعام اللذيذ والعصير الطازج الذي صنعته ايمان
, وما ان انتهوا حتي احتضنته ايمان وقالت: وحشتني يا حبيبي
, مصطفي: وانتي كمان يا ايمان وحشاني قوي يا حياتي يعني خلاص سمعتي كلامي ومروحتيش الصيدليه
, ايمان، اممم لأ رحت بس اديني اهو مش مقصره معاك وهبقي كده علي طول
, ثار مصطفي وصاح: يعني كل ده بتضحكي عليه يا ايمان فاكراني عيل صغير
, ايمان بتوسل: اديني فرصه ولو حسيت مني بالتقصير يبقي لك الكلام.
,
, تركها ودخل ليبدل ثيابه وينام ولكنها لم تتركه ظلت تخاوره وتتوسل اليه الي ان قال
, ماشي يا ايمان بس لو رجعتي زي الاول يبقي تنفذي كلامي
, ايمان: موافقه
, مصظفي: طب طفي النور
, ايمان بخجل: ماشي.
,
, في الصباح فعلت ايمان كما فعلت بالمساء فقد اسعدت مصطفي ايضا
, حيث استيقظت قبل ميعاد انصرافه للعمل وبعد ان اغتسلت وصلت
, قامت بعمل افطار مميز لمصطفي واعدت بعض الساندوتشات التي يحبها ليتناولها في منتصف اليوم بالعياده
, وايقظت سلمي واخذتها لتيقظ والدها الذي شعر بسعاده كبيره من تغير ايمان الملحوظ
, وقام من نومه وهو يشعر بالراحه اخذ يدغدغ سلمي ويلعب معها الا ان نادته ايمان ليتناول افطاره.
,
, فقال، روحي لمامي يا سلمي وانا هدخل الحمام واحصلك
, وبعد قليل خرج وهو يرتدي ثيابه الانيقه لكي يذهب الي عمله
, جلسو جميعا يتناولون الافطار وسط ضحكات سلمي مع ابويها
, وبعد ذلك وضعت له ايمان الطعام في حقيبته ووقفت هي وسلمي لتوديعه عند الباب قبل كلا منهن وانصرف وهو سعيد
, وما ان انصرف حتي قفزت ايمان وهي تصيح يلا يا سلومي هنتاخر ع الصيدليه.
,
, عاد عمر من الجامعه وهو يشعر بالاجهاد والحيره لماذا يفكر كثير آ في امل ولماذا اراد رؤ يتها بل انه تعمد ان يراها دون غيرها لقد شغلت تفكيره هو يشعر انها تختلف عن الاخريات وهذا ما يجذبه اليها
, من ان فتح الباب بالمفتاح حتي اقبل عليه الصغير عمر ابن اخته ايناس واخذ يحتض قدميه لانه ما زال صغير وقصير
, انحني عمر وحمل الصغير واخذ يحتضنه وقال
, عموره انتو هنا
, قال الصغير، انا ومامي وبابي وهنتغدي معاكم كمان.
,
, دخل عمر يحمل الصغير لتصيح اخته ايناس
, عمر جه يا ماما
, احتضنت ايناس اخيها بشوق
, وصافحه زوجها احمد الذي يعمل محامي
, وقالت ايناس، ايه رايك في المفاحاه دي بقي عموره قال عاوز اروح لخالو
, عمر، و**** مفاجاه حلوه يا نوسه فين ماما
, ايناس، في المطبخ طبعا بتعملي ورق العنب ال بحبه
, وبابا
, حضرة المهندس عز الدين دخل ينام بعد ما لعب ما عمور لحد ما هبط
, دخل عمر ليبدل ثيابه فطرقت ايناس باب غرفته.
,
, بعد ان ارتدي ترينج مريح قال، ادخل يا عمور
, دخلت ايناس وقالت، لأ انا ايناس
, وحشاني يا نوسه
, ايناس، لو وحشاك كنت جيت زرتني ايه يعني نص ساعة من المنصوره للمحله
, معلهش يا نوسه انتي عارفه بقي الجامعه واحنا في امتحانات
, ايناس، طب مش هنفرح بيك قريب انا عاوزه ابقي عمه اشمعنا انت خال
, عمر، مش باين
, امل. مبتسمه، يعني ما فيش واحده كده ولا كده
, عمر. بتردد، بصراحة يا ايناس في بنت لا فته نظري بس
, ايناس، بس ايه.
,
, عمر. بياس، انا مش لافت نظرها
, ايناس، معقول عمر القمر ما يلفتش نظر حد
, عمر، اصلها مختلفه
, ايناس، ازاي
, عمر، ضخك وقال ستي بتكره الرجاله
, ايناس باستغراب، ايه الكلام الفارغ دا يا عمر مش معقول الكلام ده
, اخذ عمر يقص عليها ما فعلته امل معه منذ ان راها وموقفها يوم البحث
, ثم اضاف
, دا الشباب بيترهنوا مين يقدر يكلمها من زمايلاها
, ايناس. بذهول، للدرجه دي
, وعموما هوا دا ال جاب اخويا حبيبي علي بوزه.
,
, عمر، طول عمري نفسي في واحده ما عرفتش حد قبلي
, ما فيش غيرها يا ايناس بس مش عارف اعمل ايه
, ايناس بجديه، النوع ده ما لوش غير سكه واحده يا عمور
, عمر، تفتكري
, ايناس، اه افتكر ويلا علشان ماما بتنادي علينا علشان الغدا
, عمر، ماشي بس الكلام ده سر
, ايناس ضاحكه، عيب يا كبير سرك في بير
, جلسو جميعا علي مائدة الطعام يتضاحكون
, ويتصايحون الا عمر فقد كان شارد الذهن٢ نقطة
الفصل الثامن
في منزل عاصم.
,
, شعرت حنان بالملل الشديد، فتركت مذاكرتها ونهضت لتدلف إلي الشرفه، ثم وقفت تتابع الماره بشرود، فهي الآن تعتبر وحيده، توفي الأب وتركتهم الأم، والأخت قد تزوجت وتزورهما كل حين، وعاصم دائما في عمله منشغلاً، وتظل هي في المنزل تذاكر أو تنام أو تقوم بالأعمال المنزليه لم تجرأ علي الخروج بناءاً علي تعليمات أخيها، تخرج فقط للذهاب إلي مدرستها ثم تعود بعد ذلك إلي ذلك البيت الذي يكون خالي دائما لا يوجد فيه سواها، ٣ نقطة
,
, ظلت واقفه فخطر ببالها أن تخرج لتشتري حلوي حتي ترفه عن نفسها قليلا قبل أن يأتي أخيها، بالفعل، خرجت من الشرفه سريعا ثم إرتدت عباءتها السمراء ولفت طرحه بطريقه عشوائيه، ثم خرجت تسير بهدوء وتستمتع بذلك الهواء النقي وتأخذ نفسا عميقا وعيناها تزوغ يميناً ويساراً، ظلت هكذا، إلي أن وصلت، إلي سوبر ماركت ما يسمي بالعاميه (بقال)، وقفت تنتقي أنواع الشيبسي المفضله لديها وبعض البسكوتات، بينما كان يراقبها ذلك الشاب باهتمام وعلي وجهه إبتسامه، إتسعت إبتسامته تدريجيا حين أقبلت عليه وهي تقول بصوت رقيق أنثوي:.
,
, - كده كام لو سمحت؟
, نظر ذلك الشاب يس في عينيها الجميلتين ليسرح فيهما، بينما توترت حنان بشده وهي تراه يحدق بها هكذا فقالت بصوت مرتعش: آآ لو سمحت!
, إنتبه يس وتنحنح بإحراج وقال بهدوء: أؤمري يا ست البنات
, إبتلعت حنان ريقها ثم قالت بارتباك شديد: آآ كام دول لو سمحت
, إبتسم يس وقال: ببلاش عشان خاطرك خلي بقا
, حركت رأسها نافيه وقالت: شكرا، كام لو سمحت
, تنهد يس بعمق وقال: ٥ جنيه بس.
,
, أعطته حنان النقود بيدين مرتجفتان من شده الخجل والإرتباك وسارت سريعاً مبتعده عنه بينما ظل يس يتابعها بعينيه إلي أن إختفي ظلها من أمام عينيه، ثم تنهد بحراره وإبتسم ليحدث نفسه:
, - زي القمر بنت الأيه.
,
, نهض الحاج محمود بصعوبه بالغه عن الفراش وهو يسعل بشده، بينما أسرعت الست نجيه وهي تقول بلهفه: مالك ياحاج أنت تعبان يا اخويا ولا حاجه
, إلتقط الحاج محمود أنفاسه وهو يقول بارهاق:
, - مش عارف يا نجيه مبقتش قادر آخد نفسي، وقلبي بقيت بحس أنه في ألم بيوجعني ديما
, نجيه بقلق: لازم نروح نكشف يا حاج ضروري.
,
, أومأ محمود برأسه قائلا: ان شاء **** يا نجيه، بس إبعتيلي حد لبيت أخويا سعيد يجبلي للدوا الي جابهولي أصله مستورد
, نجيه بايجاب: حاضر ياحاج ارتاح أنت بس وأنا هبعت أي حد يجيبه
, محمود: ماشي يانجيه
, تحركت نجيه من أمامه ثم توجهت خارج الغرفه، بينما كانت أميره تتشاجر مع شقيقها سالم، فصاحت بهماو٢ نقطة
, نجيه وهي تقول:
, - في ايه بتعملوا ايه
, سالم بدلال: يا ماما كل شويه يغلسوا عليا
, أميره بتذمر: ده واد قليل الادب يا ماما.
,
, نجيه بجديه: بس بس أنتوا الاتنين بلاش قله أدب، واد يا سالم روح لحد بيت عمك قوله هات الدوا الي ابويا قالك عليه
, سالم بلا مبالاه: لا أنا خارج ألعب مع صحابي، ثم ركض سريعاً خارج البيت وظلت تصيح أمه وتهتف باسمه الا أنه لم يأبي بندائها وكأن شيئاً لم يكن
, وبينما قالت أميره بقلق: هو بابا تعبان ولا حاجه ياماما
, نجيه بتنهيده: اه شويه أنا هقول لسمره تروح تجيبه.
,
, أميره مسرعه: لا اأنا هروح يا ماما، وبالمره أعد مع ساره شويه أصل كنت عايزاها تجبلي كتب دينيه وكده
, نجيه بنفاذ صبر: ماشي بس بسرعه متتأخريش
, أومأت أميره برأسها ومن ثم سارت سريعاً لتبدل ملابسها.
,
, وصلت الي بيت عمها ثم دقت الجرس ودلفت لتصافح زوجه عمها وساره، وبعد ذلك علمت أن عمها لم يأتي ولا زال في العمل، فعزمت علي أن تنتظره بصحبه ساره
, أميره بتساؤل: اخبارك ايه يا سو أنتي خارجه ولا ايه
, ساره بابتسامه: لا ده أنا عندي درس وصحباتي جوه مستنين مستر عاصم
, خفق قلب أميره بشده ثم قالت بتوتر: هو جاي قصدي أنتي قولتيلوا علي الكتب الي طلبتها منه
, ساره: لا بجد نسيت عموما لما يجي هقوله.
,
, تنهدت أميره بتوتر وعدلت من حجابها الطويل، وبعد قليل دق الجرس معلنا عن وصول عاصم، فهبت ساره واقفه لتقول بسرعه: بقولك ايه هروح ألبس ال**** بسرعه وافتحي أنتي،
, أميره بارتباك: استني بس٣ نقطة
,
, لم تمهلها ساره فرصه حيث ركضت الي الداخل، بينما ابتلعت أميره ريقها وعضت علي شفتها السفلي وتوجهت بخطوات متمهله إلي الباب وفتحت بهدوء وعينيها تنظران في الأرض، في حين تسمر عاصم مكانه حين نظر إليها، خفق قلبه بشده لأدبها وجمالها وحجابها الطويل، ولكنه أخفض بصره سريعا وهو يستغفر بخفوت وقال بثبات: السلام عليكم
, فركت أميره كلتي يديها في بعضهما وقالت بخجل: عليكم السلام، آآ اتفضل.
,
, دلف بهدوء فأقبلت ساره عليهما وهي تقول: اتفضل يا مستر، مستر لو سمحت أميره بنت عمي كانت عاوزه كتب دينيه من حضرتك
, رفع بصره إليها وقلبه لا زال يزداد دقاته وقال بصوت رجولي: كتب ايه يا آنسه أميره، يعني في حاجه معينه عايزاها
, رفعت أميره بصرها أخيرا وهي ترمش بعينيها عدة مرات، حتي قالت بصوتها الناعم: آآ أنا كنت عاوزه قصص الأنبياء، ونساء *****
, عاصم بهدوء: تمام ان شاء **** أبعتهملك مع ساره.
,
, إبتلعت أميره ريقها وهي تقول بتوتر: طيب ممكن أعرف بكام
, منحها عاصم إبتسامه عذبه وهو يقول سريعا:
, - خليها هديه مني وكفايه عليا الثواب الي هاخده لما تقريهم، ولم ينتظر ردها حيث قال سريعاً:
, - يلا يا ساره
, دلفت ساره معه إلي حيث توجد الفتيات بينما جلست أميره علي المقعد وقلبها يكاد أن يخرج من مكانه، بسبب هذه الإبتسامه الحذابه التي ارتسمت علي شفتيه٣ نقطة
,
, عادت أميره إلي المنزل وطوال الطريق كانت في حاله من الهيمان، صورته وهيئته الرجوليه لم تبعد عن خيالها أبدا، لم تعرف ما الذي بها وما هذا الشعور الغريب عليها الذي يجتاحها كلما رأت ذلك العاصم او حتي اذا ذُكر أسمه، مشاعر تتخبط داخلها وقلبها يخفق بشده ولكنها تشعر بشئ من السعاده٣ نقطة
,
, تنهدت بعمق ودلفت إلي المنزل سريعاً ومن ثم أعطت لوالدتها الدواء، ودلفت إلي غرفتها فوجدت أمل جالسه تذاكر كعادتها، فقالت بتذمر:
, أنتي ايه يا بنتي مبتتعبيش دحيحه
, أمل بلا مبالاه: ششش أخرسي خليني أركز.
,
, جلست أميره علي الفراش وشردت في عالم تاني، عالم يجمعها مع ذاك البطل الأسمر، ولكنها لم تعرف عواقب ذلك الشئ الذي تفكر هي فيه لم تدري هي بالفرق الاجتماعي الذي بينهما ولم تعرف أيضا ما هي طباع عاصم كل ما هنالك أنه الأسمر الوسيم الذي لطالما قرأت عنه في الروايات وتمنته في أحلامها.
,
, استيقظت امل مبكره لصلاة الفجر وايقظت اميره لتصلي ايضا
, ادت اميره صلاتها واسرعت لتستأنف نومها
, أما أمل فجلست تقرأ القرآن الكريم بخشوع إلي ان ان اصبحت الساعه السادسه والنصف فصلت الضحي
, وخرجت الي المطبخ اعدت لنفسها كوبا من الشاي بالحليب احتسته علي عجل ومعه ساندوتش من الجبن
, ثم دخلت حجرتها لترتدي ملابسها للذهاب الي الجامعه وهي لا تعلم لماذا لا تشعر بحماس.
,
, ما زالت تشعر بالقهر والظلم مما فعله معها عمر وخصوصا انها اجتهدت لتتفوق كالعاده لكنه خذلها
, ركبت السياره التي قادها ادريس الذي تعجب ان امل لا تستعجله كالعاده فقال
, انتي ليه النهارده مش بتستعجليني يا باشمهندسه
, ردت امل بسخريه، ال بيروح بدري زي ال بيروح متاخر وال بيتعب زي ال مبيتعبش يا عم ادريس.
,
, ابتسم الرجل الطيب وظل صامتا الي ان وصل امام بوابة الجامعة فنزلت امل من السياره وتمشي بهدوء الي ان تصعد الي القاعه وتجلس بجوار وفاء٣ نقطة
, انتهت محاضره تلو الأخرى وانتظر الجميع المحاضره الاخيره لهذا اليوم لمادة الدكتور عمر
, دخل عمر وحيا الجميع، ثم القي نظره الي حيث تجلس امل عابسه كعادتها الدائمه اثنا ء محاضرته
, وبعد ان انتهي عمله مع الطلاب قال
, احمممم يا شباب كنت عاوز اقول لكم حاجه.
,
, انا اعلنت النتيجه المره ال فاتت بس مقلتش مين ال طلع الاول، وعمل احسن مشروع واحسن بحث
, نظر اليه الجميع باهتمام الا امل التي كانت تشعر بالاستياء مما فعله معها سابقا
, استئنف عمر، زميلتكم امل محمود هيه ال انا بقصدها
, لانها اشتغلت لوحدها وعملت مجهود كبير فتستحق التقدير
, هلل الجميع والتفت الانظار الي امل التي تفاجئت بما حدث لتعلو الابتسامه وجهها
, فقد شعرت بسعاده عارمه لانها نالت ما تستحقه لانها اعتادت علي التفوق.
,
, حياهم عمر لينصرف ولكن قبل ان يفعل ذلك القي نظره علي امل التي تتلقي التهاني بسعاده ليبتسم بهدوء ثم ينصرف
, دخل عمر الي حجرة مكتبه وجلس علي المكتب الخاص به وجلس وهو ما زال مبتسما ووجه امل الضاحك مرسوم امام عينيه.
,
, في عيادة الدكتور مصطفي٣ نقطة
, دلفت علا إلي مكتبه ووقفت قبالته وقالت مُخفضة الرأس:
, أدخل الي بعده يا دكتور
, تنهد مصطفي بإرهاق شديد وقال: لا هاخد إستراحه لأني مش قادر أركز في أي حاجه دلوقتي
, أومأت علا برأسها وهي تقول بجديه: ألف سلامة عليك يا دكتور تحب أعملك حاجه تشربها
, نظر لها مصطفي ليقول بحده: لا متشكر إتفضلي بره لو سمحتي.
,
, صُدمت علا ولكنها أومأت برأسها وهرولت إلي الخارج، ما ان خرجت حتي إصطدمت بإيمان التي نظرت لها بإستحقار من أسفل قدميها حتى رأسها، وقالت بإذدراء: الدكتور معاه حد؟
, حركت علا رأسها نافيه قائله بخفوت: لا يا د. إيمان إتفضلي
, ألقت إيمان عليها نظره إحتقاريه أخيره ودلفت بصحبة إبنتها سلمي الي داخل مكتب مصطفي، حتي تفاجئ مصطفي ونهض وهو يقول بإستغراب: إيمان!، معقول إيه الي جابك دلوقتي.
,
, حاولت ايمان أن تكتم غيرتها داخلها حين وجدت وجه مصطفي مُجهد للغايه، فقالت بإبتسامه حانيه: حبيت أعملك مفاجأة وجبت حلويات وعصير من الي أنت بتحبهم وجيت عشان نعد مع بعض شويه وبعدين نروح سوا
, رددت سلمي خلف والدتها وقالت: ايوه يا بابي جبنالك حلويات
, إنحني مصطفي وقبل جبين إبنته بحنان وهو يقول: حبيبة بابي يا لوما
, بينما عبست ايمان بوجهها وهي تقول بمرح: طب وأم سلمي ملهاش من الحب؟
,
, ضحك ومصطفي وإقترب مطوقاً خصرها بذراعه، وطبع قبله متمهله علي وجنتها وقال بغزل: الحب كله لأم سلمي
, إحمرت وجنتيها خجلا وقالت بإرتباك: طب بطل بقا لوما هنا
, إنتبه مصطفي وقال؛ احم اه نسيت
, ضحكت ٱيمان وقالت: طب يلا بقا يا حبيبي كل الحلويات
, وضعت الحلوي علي سطح المكتب ثم جلسوا ثلاثتهم يتناولوا الحلوي وسط ضحكاتهم ومزاحهم المستمر لدقائق حتي خبط مصطفي علي رأسه وهو يقول: اخ ياخبر الناس بره مستنيه زمانهم حمضوا.
,
, ضحكت ٱيمان وقالت: طب خلاص يلا يا حبيبي شوف شغلك أما هعد شاطره بره في الاستراحه ومش هعمل حاجه
, ضحك مصطفي قائلا: شطوره.
,
, جلس عاصم مع ساره وزميلاتها في منزل سعيد لكي يشرح لهم الدرس
, وبينما تتصايح الطالبات وتتناقش معه فيما شرحه شرد عاصم تماما اذ ارتسم وجه اميره البرئ امام عينيه
, فنظر الي ساره بشرود وقال
, ساره هيه اميره بنت عمك قرت الكتب ولا لسه
, ساره بعدم مبالاه، معرفش و**** يا مستر
, عاصم، طب ابقي اساليها كده يمكن تكون عاوزه كتب تانيه
, ساره بتعجب، حاضر يا مستر بس الامتحانات قربت واكيد معندهاش وقت لانها في ثانويه عامه.
,
, عاصم باهتمام، علمي ولا ادبي
, ساره، لا يا مستر ادبي اصلها بتحب الروايات وا لقراءه وعاوزه تدخل كلية الاداب
, ابتسم عاصم وقال، **** يوفقها، امممم يلا خلينا في الدرس
, كل واحده توريني حلت ايه٢ نقطة
الفصل التاسع
إقتربت إلامتحانات وبدأت أمل بالمذاكره ليلا مع نهارا دون توقف وكانت ساعات النوم قليلة جدا، وكذلك أميرة التي كانت خائفة للغاية وتذاكر بتوتر، ويظل سالم يلعب بلا مبالاه لطالما يتلقي التشجيع من والده٣ نقطة
,
, توالت الأيام إلي أن جاء أول يوم من إمتحانات أمل٣ نقطة
,
, جلست أمل علي مقعدها وبدأت في حل ورقه الأسئله بتركيز بينما كان الدكتور عمر يسير بجانبها بدوره المراقب لهذه اللجنه، ظل يتابعها وهو يراها تكتب دون توقف مما أثار اندهاشه انها بالفعل كما تقول شقيقتها (دحيحه)٣ نقطة
, توقفت فجأه عن حل الأسئله بينما قال عمر ساخرا:
, ايه يا ست الدحيحه، نسيتي الأجابه ولا ايه.
,
, رمقته بنظرات حاده دون ان تتحدث فشعرت بدوار خفيف فوضعت يدها علي مقدمه رأسها، إستغرب عمر من هزيانها وقال بقلق: مالك؟
, لم تشعر بحالها الا حين وقعت علي خشبه المدرج فأنتفض قلبه عليها وأسرع ليجذبها للخلف بينما تجمع سريعا الطالبات والطلاب فهدر بهم عمر وهو يقول: شفولي ميه بسرعه
, أعطته زميله لها الماء فأخذ يفيقها بقلق حتي فتحت عينيها تدريجيا وهي تتنفس ببطئ، حتي تنهد عمر بارتياح وهو يقول: أنتي كويسه.
,
, نظرت له وقالت بخفوت: اه الحمد *** بس راسي تقيله اصلي طول الليل مانمتش
, عمر بقلق: كنتي بتذاكري طول الليل علشان الامتحان
, وكأنه ذكرها فقالت برعب الامتحان الوقت هيخلص ما فيش وقت
, واخذت تكتب بسرعه في ورقتها
, لم يستطيع عمر ان يكتم ضحكاته
, فوجد أن امل شخصيه عجيبه بالنسبه له ليست ككل البنات.
,
, وقف برهه بجوارها ثم انصرف حتي لايلفت انظار زملائها وخصوصا انه تعمد ان يقوم بدور المراقب في تلك اللجنه رغم انه مشغول بتصحيح مادته ولكنه يحاول ان يراها بقدر الامكان
, انتهي وقت الامتحان وقالت امل: الحمد *** تمام
, كانت تجلس في الدرج الاخير من القاعه التي تمتحن بها
, السكرتيره التي كانت تراقب مع عمر اخذت تجمع اوراق الاجابه
, اما عمر فاخذت عيناه تراقبان امل وكانه يخشي انصرافها.
,
, بينما انصرف معظم الطلاب وهمت امل بالانصراف فقال عمر
, احممم اوعي تكوني نسيتي امتحان الشفوي يا باشمهندسه
, امل بهدوء، لأ فكراه طبعا مش الساعه تلاته حضرتك
, عمر. ايوه ثم انصرف
, خرجت فوجدت وفاء عند باب اللجنه تنتظرها
, ما ان راتها حتي قالت، امل مالك
, امل، ولا حاجه يا وفاء
, وفاء، سمعت الشباب بيقولو ان امل محمود اغمي عليها في الامتحان كانو فرحانين فيكي وبيقولو من كتر السهر والدح
, امل، دح في عينهم.
,
, يلا نراحع الرياضه علشان الشفوي
, دكتور غريب في كل حاجة مش عارفه ما عملوش ورا التحريري علي طول ليه الواحد نسي ال ذاكره
, وفاء، يا شيخه عيني في عينك كدا
, يلا نروح نشرب حاجه من الكنتين
, امل، لا الساعه اتنين وربع لحسن اسامينا تتنده واحنا بعيد وننقص درجات دول عشرين درجه٣ نقطة
,
, جلست اميره تذاكر وهي خائفه فغدا اول ايام امتحاناتها وهي تشعر انها نسيت كل ما ذاكرته طوال العام
, اخبرتها امها انها ستذهب مع والدها وعمها الي مدينة المنصورة حيث تم الحجز عند طبيب مشهور حتي يتم الكشف علي والدها
, نجيه، معلش يا ميرا عارفه ان صابح عليكي امتحان بس ابوكي تعب بزياده الاكل في المطبخ وسمره عندك هتمشي العصر بعد ما تخلص ال وراها
, وكما اخبرت نجيه اميره اخبرت سالم ايضا٢ نقطة
,
, حضر سعيد بسيارته واخذ يسند شقيقه الذي كان يبدو عليه الارهاق والتعب ليوصله الي مقعد السياره الامامي بجواره
, وركبت نجيه بالخلف وانطلقت السياره الي وجهتها
, جلست اميره تذاكر مادة اللغة العربية والتي ستبدأ بها الامتحانات في يومها الأول
, ما ان شعر سالم ان السياره ابتعدت الا وقرر ان يضايق شقيقته
, فدخل عليها الغرفه فصاحت اميره
, اخرج يا سالم مش فايقه لك
, سالم، اومي حطي لي الاكل انا جعان.
,
, اميره. قول لسمره حرام عليك يا سالم امتحاني بكره
, سالم، ماليش دعوه قومي حطي الاكل يلا
, نهضت اميره وهي غاضبه ولكنها تريد اسكاته حتي لا يتمادي معها
, قامت ووضعت له الغداء وطلبت من سمره ان تصنع له الشاي وتقدم له الفاكهه
, فقالت سمره، دا بيطلع عيني
, اميره، معلش استحمليه علشان عندي امتحان
, دعت لها سمره بالنجاح وفعلت لسالم ما طلبت منها ثم استاذنتها وانصرفت
, فتح سالم التلفاز وقام برفع صوته بشكل مبالغ فيه.
,
, خرجت اميره من غرفتها مره اخري واخذت تصيح
, انت ما عندكش ددمم ما بتحسش حرام عليك انت راجل انت
, سالم، راجل غصبن عنك
, اميره، انت حتت عيل قليل الاب وبليد وعاوز الكل يفشل زيك
, ثم حملت كتبها وقالت، انا هروح عند طنط سهام لحد ما ماما وبا با يرجعو
, سالم، احسن
, حملت كتبها وخرجت باكيه الي منزل عمها
, وما ان دخلت هناك حتي اخذت تشكو لزوجة عمها وهشام وساره
, قالت سهام، خلاص يا حبيبتي ادخلي ذاكري في اوضة ساره.
,
, دخلت اميره الي غرفة ساره وحاولت ان تهدأ وتذاكر
, قال هشام لوالدته بإبتسامه:
, بقولك يا ماما ما فيش عصير كده ولا حاجه حلوه لاميره
, ضحكت سهام وقالت، اظن انت مبسوط من سالم
, هشام، عاوز اروح ابوسه وارجع. يلا بقي اعملي عصير
, سهام، حاضر يا هشام
, صنعت سهام لاميره عصير المانجو الذي تحبه
, وحاولت ساره ان تاخذه اليها ولكن هشام قال
, بلاش غلاسه يا سو
, طرق الباب ودخل الي الحجره
, فوجد اميره منهمكه في مراجعة دروسها
, قال. اتفضلي.
,
, اميره، شكرا يا هشام تاعب نفسك ليه
, نظر لها بحنان وقال، انا بسعد نفسي يا اميره لما اجيبلك العصير
, اميره، شكرا
, هشام، لو عوزتي حاجه اندهي عليه
, ثم استأ نف كلامه قائلا
, اميره انا عارف انو مش وقته بس نفسي اسالك سؤال
, اميره، خير يا هشام
, هشام، انتي حاسه بيه
, احمر وجه اميره وشعرت بحراره تخرج من وجنتيها فلم تعتاد من هشام ولا غيره مثل هذا الكلام
, اميره، انا مش فاهمه بجد مش فاهمه انت عاوز تقول ايه احس بايه.
,
, هشام. : انا يا اميره ناوي اول ما تخلصي الثانويه اتقدم لك وعاوز اعرف رايك
, نظرت اليه اميره بغصب وقالت، ده وقت كلام من ده انا عندي بكره امتحان
, ثم حملت كتبها وخرجت تركض وقالت
, انا هرجع البيت بقي سلامو عليكو.
,
, جلست امل تنتظر دورها ولكن لم ينده الدكتور عمر عليها الابعد كل زملائها حيث كانت الاسم الاخير
, دخلت وفاء وخرجت وهي تقول لامل:
, الحمد*** جالي سؤال كويس استناكي ولا امشي
, امل، هوانا عرفه دوري امتي امشي علشان متتعطليش.
,
, وبعد ان انهي الجميع اختباره نادي العامل علي اسم امل التي كلنت تجلس وحيده
, دخلت امل وقالت السلام عليكم
, إستند عمر بظهره علي المقعد وقال: وعليكم السلام واشار لها ان تجلس علي كرسي مقابل لمكتبه وقال:
, الاسم، امل محمود كامل
, السن، عشرين سنة
, مهنة الوالد، صاحب مصانع الكامل
, عددالاخوات٣ نقطة
, نظرت له امل بتعجب شديد وقالت بس هوا حضرتك بتسال دا ليه انا مش هتسال رياضه.
,
, عمر محاولا كتم ضحكاته، يا انسه ال بعمله دا نوع من انواع الاحصا جاوبي لوسمحتي
, امل، ولد وبتين غيري
, عمر: طيب اسم بلدكم
, اخبرته امل بغيظ وحيره
, لاحظ عمر وجومها فقال:
, انا بس بشوفك فقتي ولا لسه تعبانه
, امل، انا كويسه
, عمر، طيب سؤال سرعة بديهه، انتي بتكرهيني
, امل باستغراب، ولا بكرهك ولا بحبك
, عمر بهمس، ليه
, امل بنفاذ صبر، حضرتك انا هقوم امشي ولا هتسالني
, عمر، منا بسالك
, امل، لأ في المنهج.
,
, عمر، طب بتذاكري كام ساعه في اليوم، رياضه اهو
, امل، طول اليوم الا مواعيد الصلاه
, عمر، طب
, امل، ايه
, عمر، مين
, امل، مين ايه
, عمر، مين عذبك بتخلصو فيه (مقطع اغنيه)
, غضبت امل ووقفت وهي تشير له باصبعها
, لأ انت كده بقي اتجاوزت حدك مش علشان المعيد بتاعي بقي تضايقني ولعلمك كلها سنتين وابقي زميله ليك ان شاء****
, منحها عمر ورقه بها سؤال رياضي
, جاوبته امل بسرعه وقالت: امشي
, عمر، مع السلامه يا امل
, امل، ودرجتي كام.
,
, عمر، انتي فوق ياامل
, امل، هوا ايه ال فوق جبت كام
, عمر، عاوزه كام
, امل، عشرين من عشرين
, عمر، تستاهليهم
, امل، عن اذنك
, خرجت امل من مكتبه وهي متعجبه مما فعله ولكنها رغما عنها ابتسمت وقالت: مجنون.
,
, في عيادة الطبيب اتم الكشف علي محمود ثم قال له
, بصراحة الوضع ال شايفه مش عاجبني
, بس مش هقول حاجه غير لما تعملو الاشعه والتحاليل دي وتيجوا تاني بعد يومين اتنين ما فيش داعي للتاخير
, محمود، ممكن تقولي٢ نقطة
, قاطعه الدكتور، بعد الاشعه والتحاليل
, ودا دوا مؤقت لحد ما تيجئ تاني
, انصرف الجميع ليقوموا بما امر به الطبيب وكلا منهم يشعر بالقلق.
,
, عادت امل الي البيت ووجدت اميره وسالم يتشاجران ولكن بمجرد دخولها. وما ان راها سالم حتي اسرع بالدخول إلى حجرته
, اخذت اميره تشكو اليها وتخبرها بما فعله فيها وبسفر والديها
, فقالت امل، طيب اقعدي ذاكري انتي ومتشغليش بالك بحاجه انا هتصل اطمن علي بابا
, اتصلت فاخبرتها امها انهم في طريق العودة واخبرتها كذلك ما قاله الطبيب.
,
, بدلت امل ثيابها وتوضات ثم صلت فرضها وقررت ان تنام قليلا فهي تشعر بالارهاق
, ما ان وضعت راسها علي الوساده الا وتذكرت اسئلة عمر العجيبه
, فقامت ووأمسكت الهاتف وطلبت وفاء
, وسالتها بعد ان حيتها
, بقولك يا وفاء
, الدكتور عمر سالك عن ايه
, وفاء، سؤال واحد بس
, امل، ماشي
, وفاء، وسالك ايه
, ا مل، امممم زيك برده مع السلامه بقي.
,
, اخذت تتعحب مما فعله ولكنه استطاع لفت نظرها ربما لاول مرة فلم تفكر فيه من قبل
, ولكنها قالت لنفسها، لأ يا امل كلهم زي بعض زي بابا وسالم
, لا انا بعد كده مش هسكت له.
,
, وصل محمود وزوجته الي منزلهم بعد ان وصله شقيقه الي باب المنزل ثم انصرف مسرعا لبيته
, خرجت البنتان وسالم لمقابلة ابيهم والاطمئنان عليه
, وبعد ان قضوا معه القليل من الوقت تركوه ليرتاح ويخلد الي النوم
, ونامت نجيه هي الاخري بعد شعوررها بالارهاق.
,
, قالت امل لاميره، كفايه مذاكره ونامي علشان ترتاحي يا اميره
, اميره وهي تتثائب، انا فعلا محتاجه انام وان شاء **** هصلي الفجر وابقي اقعد اراجع
, قالت امل مازحه معها، متنساش يا ليمبي مطوتك في جيبك معلوماتك في راسك وال يقولك غششيني غزيه
, اميره وهي تضحك، لما تبقي مرحه كده بتبقي عسل يا مولا
, امل، طب نامي
, نامت اميره علي الفور
, اما امل فلا تدري ما سبب تذكرها لكلام عمر.
,
, وتعجبت لما تعمد ان يسالها عن عائلتها داخليا بدات امل تشعر بوجوده كانت تسمع زميلاتها ينتظرن محاضرته
, ومنهن من تقول عليه وسيم
, او شخصيه جذابه
, ولكنها اابدا لم تلاحظ ذلك بداخلها شئ يمنعها ان تبدي مجرد الاعجاب برجل
, لقد اصبحت فعلا شبه معقده وكل طاقتها وتفكيرها تبقيه نقيآ للاستذكار والتفوق اعتادت ان تكون ف المقدمه
, واسلوب الحياه التي اتخذته منهجآ ساعدها علي ذلك
, حاولت ان تدفعه عن ذاكرتها بشده.
,
, فهل يستطيع ان يجتاز حصون قلبها المنيعه
, انتبهت امل من شرودها علي همهمة اميره التي كانت تحلم
, وسمعتها تقول، اتفضل يا مستر
, ضحكت امل وقالت يا خيبتك بتفكري في الاساتذه وانت نايمه ال يعني البت مقطعه الكتب
, بينما في الواقع كانت اميره تري عاصم في احلامها
, تراه يدخل الي بيتهم وتمد اليه يدها ليسيرا معا في طريق ملئ بالمنحنيات والحفر٣ نقطة
, فماذا تخبئ لها الأقدار.
الفصل العاشر
في مدينة البحيره في شقه بالمساكن الشعبيه جلست حكمت والدة عاصم السيده الشقراء البدينه
, والتي يبدو وجهها طفولي رغم بلوغها سن الخمسين من العمر
, جلست لتشاهد التلفاز يحيط بها ابنائها من زوجها الثاني احمد والذي كان يعمل مدرسا في مدرسه ابتدائيه يدرس بها عاصم في القريه حينما كان *** ورٱهايوم اصطحبته الي تلك المدرسه لتشكو مدرس ضرب ابنها بسبب عدم دفعه للمصروفات الدراسيه.
,
, وقابلها حينها احمد المدرس الشاب الذي تم تعينه في تلك القريه لان القدر خبئ له شيئا خفيا فيها عرفه فيما بعد ان
, تعددت لقاءات حكمت باحمد بحجة الاهتمام باولادها
, ثم طلب الزواج منها فواقت رأته معلما ووسيم وهي اميه لا تقرأ ولا تكتب ولم تحصل على اي مؤهلات
, كان شاب لم يتزوج من قبل وهي امراه ارمله تعول ثلاثة اولاد ومع كل ذلك فتن بها ربما لجمالها في ذلك الحين.
,
, وشعر ان لديها جاذبيه خاصه وبعد زواجه منها بشهور كان عاصم في السادسه من عمره واخته منال في الرابعه والصغيره حنان في عامها الثاني
, ***** حُرموا من ابيهم وبزواج امهم واصرار زوجها علي العوده لبلده.
,
, قال احمد لزوجته، فاضل معاكي كام من المرتب ال اديتهولك
, حكمت، سبعه جنيه يا احمد
, احمد بضيق: ومصاريف العيال ده الواد خالد بياخد مصروف اد كده وهو رايح الثانويه والبت أخته زيه
, حكمت، منا قلت لك نسافر البلد لاخوهم عاصم مدرس اد الدنيا وأهو يساعدنا بدل بهدلتنا في المصاريف.
,
, وافق احمد مضطرا لضيق يده وقرر ان يذهب وزوجته واولاده في الاجازه الصيفيه ليقوم عاصم بمهمة المساعدة في المصاريف لابنائه شيماء التي تدرس بالصف الأول الاعدادي وخالد بالصف الثالث الثانوي
, وهاتفت حكمت إبنتها حنان لتعلمها انها واسرتها سيأتون الي القريه عندهما بمجرد العطله الصيفيه.
,
, كادت حنان ان تطير من الفرح عندما علمت بذاك الخبر انها تفتقد امها وحضورها سيمنحهما الاحساس بالجوالعائلي الذي تفتقده ويفتقده عاصم كذلك.
,
, كان احمد لا يرحب كثيرا بالذهاب الي عاصم ولكنه يري انه سيستفيد من ذلك
, خصوصا انه حتي وهو في بلده محروم من اهله اللذين قاطعوه بسبب زواجه من حكمت
, فأمه تعجبت حينما علمت ان ابنها الشاب مغرم بارمله تعول ثلاثة ***** وارادت ان يتركها ويتزوج فتاه عذراء لم يسبق لها الزواج لكنه رفض وتمسك بحكمت مما اوغر قلب امه عليه كذلك اخوته.
,
, ربما شعر احمد ان امه كانت محقه ولكن حدث ذلك بعد ان خاض التجربه ودبت المشاكل بينه وبين زوجته بسبب انها تريد ان تذهب لزيارة ابنائها وهو لا يشعر ان ذلك مهم ودائما كان يرفض
, لم يقبل الا حينما اصبح عاصم رجلا يعمل ويتحمل مسئولية اخواته بشجاعه ورجوله ولا يمنع ذلك من احساسه الداخلي بالالم والحرمان.
,
, في منزل عاصم٣ نقطة
, عاد إلي المنزل منهكاً، ثم جلس علي الأريكه بارهاق شديد، بينما أقبلت حنان إليه وهي تقول بابتسامه:
, - حمدلله علي السلامه يا عاصم
, عاصم بهدوء: **** يسلمك، يا حنان
, حنان بتردد: ماما كلمتني النهارده، وقالت انها هتيجي تعد معانا يومين هي و٣ نقطة
, عاصم مقاطعا بحده: تعد فين؟ ومين قالها تيجي، طبعا أنتي منا عارفك، اكيد كلمتيها وزنيتي عليها لحد اما قالتلك جايه، استغفر **** العظيم ياربي، انا زهقت بجد.
,
, حنان بخوف: اهدي يا عاصم، دي مهما كان أمنا
, هب عاصم واقفا ليقول بصوت حزين:
, - للأسف، للأسف الشديد أمنا، ولولا خوفي من **** لكنت قطعت أي صله بيني وبنها، لكن قطع صله الرحم من الكبائر وعشان **** بس أنا مش همنعها عنك يا حنان ولا همنعها تيجي هنا
, تنهدت حنان بثقل، ثم اقتربت لتربت علي كتف أخيها وهي تقول بحنان:
, - معلش يا عاصم عشان خاطري متزعلش يلا ادخل غير هدومك عشان نتغدي مع بعض.
,
, أومأ عاصم برأسه، ثم اتجه إلي غرفته، وأخذ يبدل ملابسه بينما بعد قليل أحضرت حنان الطعام وجلسا سويا علي طاوله الطعام، بدأ عاصم في تناول الطعام فيما إزدردت حنان ريقها وهي تنظر له بحذر، وتابعت قائله بارتباك:
, عاصم ممكن أطلب منك طلب
, نظر لها بثبات ثم قال بجديه: اتفضلي ياحنان
, رمشت بعيناها، وقالت بخفوت:.
,
, - آآ أنا خلاص إمتحاناتي هتخلص بعد أسبوع وبما أني مش هشوف صحباتي تاني فقررنا، اننا نخرج مع بعض شويه بعد الامتحان، ايه رأيك؟
, عاصم بدون مقدمات: مش موافق
, حنان بضيق: ليه يا عاصم
, عاصم متنهدا: عشان مينفعش تخرجي لوحدك مع صحابك ممكن حد يتعرضلكم اديكي شايفه التحرش والارف الي بقينا فيه
, حنان باعتراض: عاصم أنا٣ نقطة
,
, عاصم مقاطعا بحده: حنان انا خايف عليكي أرجوكي اسمعي الكلام أنا مش حمل مناهده أنا تعبان من الشغل قفلي بقا علي المواضيع التافهه دي.
,
, كظمت حنان غيظها، وحبست دموعها داخل عينيها الحزينتين دائما، فهي لا تشعر معني الحياه، لم تعيش سنها كبقيه زميلاتها، من قال أن الفتاه تحتبس حريتها بهذا الشكل، أليست هي بشر له طاقه إستحمال؟! أم يفكر البعض أن لا إحساس لديها، ليس عيباً أبدا أن تخرج وتمرح لطالما لم تتعدي حدود الأدب والأخلاق٣ نقطة
,
, شعر عاصم بحزنها الدفين ولكنه نهض بهدوء ليغسل يده ومن ثم سار إلي غرفته ليرتاح قليلا، يعلم أنه دائما ما يحبسها داخل المنزل، ولا يلبي طلباتها وظن أن بذلك يحافظ عليها٣ نقطة
,
, ألقي بجسده علي الفراش ليحدق في سقف الغرفه، فأتت صورتها أمام عينيه وكأنه يراها، تلك الصغيره البريئه، ذات ال**** الشرعي، ما ان رأها وجد فيها مواصفاته التي تمناها فلم يلفت نظره أي فتاه، فهو دائما كان يتمني فتاه محتشمه، إذا عندما رأها وجد تلك الصفات فيها تري ما يخبئ القدر لهما؟!
,
, مر أسبوعان، وقد إنتهن كل من أميره وأمل من إختبارتهن، وإنتهي أيضا سالم الذي لم يجيد حل مواده، ولكنه لا يبالي، وكيف يبالي، فإذا كان الأب يشجعه علي إستكمال هذه الفوضي فلن نلومه، أنه تربي علي شئ فسوف يشيب عليه٣ نقطة
, وكذلك كان عمر في حالة من الملل، إنتهت الامتحانات ولم يري أمل لا يعلم لماذا يشعر بهذا الشعور الغريب عليه، هو يريد فقط ان يراها كل يوم أمام عينيه.
,
, وظلت حياة مصطفي وإيمان، عاديه إلي حد ما، تاره يتشاجرا وتاره يتصالحا ويظل مصطفي دائماٌ يتحمل أكثر.
,
, وكما أن الحاج محمود يتدهور كل يوم صحياً عندما علم أن قلبه ضعيف للغايه، ولابد من عمليه قلب مفتوح بأسرع وقت، فحزن علي نفسه كثيرا مما زاده مرض علي مرضه، وتظل الزوجه الأصيله نجيه بجواره دائما، تراعاه وتفعل كل ما يريد بحنان٣ نقطة
,
, علي مائدة الطعام جلس عمر مع والديه لتناول الطعام
, قالت امه، البت نوسه وعموره كانو مليين علينا البيت
, عز الدين، اه و**** كفايه عمور دا ولد ظريف بشكل
, نظرت فاطمه الي ابنها وقالت:
, عاوزين نشوف ولادك انت كمان ياعمر
, عمر: ولاد علي طول يا بطه مش اما اجيب امهم الاول
, ضحك عز الدين وقال، البنات الكويسه كتير يا عمور
, اشارت نحيه براسها لعمر
, فقال عز الدين، ايه انتو مخبيين ايه عني.
,
, عمر: بعد الاكل يا بابا هنقعد سوا احكيلك. علي موضوع كده عاوز اخد رايك فيه
, ابتسمت فاطمه وشعرت بالراحه فهي تعلم ذلك الموضوع الذي يشغل ابنها ليلا نهارا ولم يعد يستطيع كتمانه
, اخذ عمر يلتهم طعامه بدون شهيه لقد كان يفكر في امل التي لم يعد يراها منذ انتهاء الامتحانات
, ابتسم حينما تذكر انه بحث عن ورقة اجابة الامتحان لمادته ليقوم بتصحيحها اولا
, ليشعر بروح امل في كلامها.
,
, وبالفعل وجد اجابتها نموذجيه كما تخيل انها لا يوجد لديها اهتمامات تلهيها عن المذاكره والتحصيل
, لمحت امه الابتسامة العريضه علي شفتيه فقالت
, طب ما تضحكنا معاك يا عمر
, عمر، اه بتقولي ايه يا ماما
, فاطمه، بقول كل يا حبيبي صحيح الحب قندله
, ضحك عز الدين علي تعليق زوجته وقال:
, لا كده بقي لازم نعمل مباحثات سريعه الموضوع كبير بقي وانا مش واخد بالي.
,
, وبعد إنتهائهم من تناول الطعام٣ نقطة
, جلس عمر قبالة، والده عز الدين ليقول بمرح:
, إزيك يا ابو العز اخبارك ايه
, إبتسم والده وقال: بخير يا عم قولي في ايه
, رفع عمر حاجبيه وقال مازحاً: خير ان شاء **** وكل خير هو أنا عمري جت حاجه غير الخير؟
, عز الدين ضاحكا: طب يا سيدي قول يلا يا أبو الخير
, تنهد عمر وقال: بصراحه يا بابا في بنت لفتت نظري في الأيام الأخيره وأنا عاوز اتقدم.
,
, اتسعت ابتسامه عز ثم قال: ومين دي بقا الي استحوذت علي اعجاب الدكتور عمر
, عمر: بنت كده لمضه جدا وميعجبهاش العجب وأنا مش عارف الخطوه دي صح ولا لاء
, عز باستغراب: يعني ايه صح ولا لاء وضحلي أكتر؟
, أخذ عمر نفسا عميقا وزفره علي مهل ليتابع قائلا:
, - هي فيها حاجه غريبه مش قادر أفهم ايه هي بالظبط، مبتحبش تسمع سيره الرجاله ولا بطيقهم وأنا قلقان من الخطوه دي يعني لو رفضت هيكون احراج كبير.
,
, عز الدين بتفهم: ممم وأنت ليه متدهاش نبذه الاول وبعدين اما هي كده ايه الي عاجبك فيها
, عمر بشرود: داخله دماغي أوي يا بابا
, عز متنهدا: هي مين دي طيب وعرفتها ازاي
, عمر موضحا: طالبه عندي بالكليه وسألت عليها وعرفت أصلها وفصلها وبصراحه عجباني أوي
, عز الدين: طيب يابني علي راحتك والي فيه الخير يقدمه ****، ابقي شوف هتعمل ايه وبلغني
, عمر مبتسما: ماشي يا أبو العز٣ نقطة
,
, مرت أيام أخري فقد هاتف عمر الحاج محمود ليخبره أنه يريد أن يتقدم لخطبة إبنته
, في ذات يوم دلفت نجيه إلي غرفة الفتيات لتقول ناظره إلي ابنتها أمل:
, - أمل أبوكي عاوزك قومي كلميه
, نهضت أمل وهي تقول: حاضر يا ماما، ثم اتجهت الي غرفته والدها وما ان طرقت الباب حتي أذن لها بالدخول، فدلفت لتقول بهدوء: ايوه يا بابا حضرتك عايزني
, الحاج محمود بصوت متعب للغايه: تعالي يا أمل اعدي.
,
, جلست أمل علي طرف الفراش المدد عليه والدها بينما قال محمود بخفوت:
, - في عريس إتقدملك يا بنتي
, أمل بدهشه: عريس!
, محمود مكررا بارهاق: ايوه مالك مستغربه ليه
, أمل رافعه حاجبيها: مستغربه جدا ده مين الرزل ده؟
, نظر لها والدها بانهاك ليقول: يا أمل اعقلي بقا يا بنتي، ده واحد كلمني في التلفون وبيقول أنه الدكتور بتاعك في الجامعه وهو مستني الرد عشان يجي يتقدم رسمي.
,
, اتسعت عين أمل غير مستوعبه ما قاله أبيها في التو لتهز رأسها قائله: دكتور مين؟!
, محمود متنهدا: بيقول الدكتور عمر
, طغت علامات الدهشه علي وجهه أمل وقالت بذهول: الدكتور عمر! ده اتجنن ولا ايه ازاي يتجرأ يعمل كده
, محمود باستغراب: ايه الي بتقوليه ده يا أمل الراجل داخل البيت من بابه يابنتي ودكتور اد الدنيا وأنا مبدئيا موافق
, أمل باعتراض: بس أنا مش موافقه يا بابا
, محمود بتساؤل: ليه؟
,
, أمل بنفاذ صبر: مبينزليش من زور مبطقهوش
, محمود بانفعال خفيف كاد أن يتحدث ولكنه أخذ يسعل بشده مما جعل أمل تهب واقفه متجهه إليه لتعطيه كوب الماء وما أن شربه حتي هدأ قليلا وأخذ يلتقط أنفاسه بصعوبه، حتي قال بعتاب:
, - الراجل دكتور ومن طريقه كلامه كويس في ايه بقا
, أمل: يا با٣ نقطة
, محمود مقاطعا: اسمعي يا أمل أنا خلاص مش ضامن عمري أنا حاسس اني في ايامي الأخيره، نفسي أطمن عليكي قبل ما أموت.
,
, أمل بحزن: بعد الشر عليك يا بابا **** يخليك لينا ي***
, محمود بهدوء، : خلاص نشوف الجدع لما يجي وبعدين تقولي رأيك وبلاش تجادليني يا أمل
, أمل بتصميم: أنا مش هتجوز يا بابا أنا أصلا مبحبش الرجاله
, محمود بحده: الي بقوله يتسمع يا امل الراجل هيجي أنا هكلمه وهديله معاد جهزي نفسك واستهدي ب**** كده
, نهضت أمل لتتجه الي الخارج وهي تهمهم بكلمات غير مفهومه، بينما ترقرقت الدموع في عينيها لتشهق بعد ذلك بغفرتها٣ نقطة
,
, كانت أميره بمنزل عمها تجلس بصحبة ساره التي أعطتها الكتب التي طلبتها من عاصم، أمسكت أميره بالكتب الجديدة التي قالت عليها لساره وارتسمت ابتسامه علي شفتيها، لتتذكره عندما قال لها أنه سيأخذ الثواب عندما تقرأ فيهم فأخذت تقرأ بعد من قصص الأنبياء عليهم أفضل السلام، لكي تعطيه الأجر وتأخذ هي كمان الثواب، ليتشاركا الاثنان في الحسنات، ٱنتبهت علي صوت ساره وهي تقول: ايه انتي هتقريهم هنا.
,
, أميره بهدوء: اه في مشكله
, - لا ما فيش مشكله يا أميرتنا
, قالها هشام مازحاً وهو يتجه إليهن ليجلس قبالتهن، بينما شهقت أميره بخضه وضحكت ساره بمرح فيما قال هشام مبتسما: معلش قطعت عليكم خلوتكم
, أميره بهدوء: ولا يهمك
, ساره ضاحكه: طب اسيبكم بقا عشان هخرج مع صحباتي
, هبت أميره واقفه لتقول بجديه: لا انا هروح بقا يلا سلام
, وقف هشام هو الآخر ليقول بحزن دفين: ليه كده هو اذا حضروا الشياطين ولا ايه.
,
, أميره بدهشه: لا أبدا ليه بتقول كده
, ابتسم هشام وقال: طب تعالي أوصلك
, أميره بارتباك: لا مفيش داعي
, هشام مصمما: لا طبعا فيه داعي
, سارت أميره أمامه، ليتجها الاثنان الي الخارج بينما قلب هشام يدق سريعا معلنا عن عشقه لتلك الأميره التي لم تشعر بذره من المشاعر تجاهه.
,
, سارت اميره بجوار هشام وهي تشعر بالضيق من اقترابه منها فقالت
, يا هشام ارجع هوا انا صغيره يعني هضييع
, هشام، اه صغيره
, اميره، لأ طبعا كبيره انا خلاص قربت ادخل الجامعه
, نظراليها هشام بحيره وقال، ولما انتي كبيره مردتيش عليه ليه
, اميره، مش فاهمه
, هشام، لأ يا اميره فاهمه انا قلت لك اني ناوي اكلم عمي بخصوصك بعد النتيجه ما تظهر
, اميره، تاني يا هشام قلت لك ما بحبش الكلام ده.
,
, هشام، يا اميره كل ال طالبه منك تعرفيني بتحسي بمشاعر تجاهي هتبقي فرحانه لو اتقدمت لك بس مشاعرك تجاهي مش اكتر ال عاوز اعرفه
, انتي بنت عمي يعني لحمي ودمي فهمتي يعني مستحيل ااذيكي او ضايقك وخصوصا اني٣ نقطة
, صمت قليلا ثم قال، خصوصا انك غالية عندي اميره، يا هشام انت مش بس ابن عمي انت اخويا كمان ساعات بتمني كنت تبقي انت اخويا بدال سالم
, ابتسم هشام وقال، بس انا بحمد **** ان انا مش اخوكي.
,
, ثم استئنف خلاص يا اميره اول ما النتيجه بتاعتك تبان هخلي بابا يكلم عمي محمود اتقفنا
, اميره، لأ يا هشام انا مش هتخطب الا بعد الجامعه ان شاء **** لو سمحت ما تتكلمش تاني في الموضوع ده لاني بتضايف بجد
, وصلا الي البيت فقال هشام
, آجلا ام عاجلا انتي ليه يا بنت عمي
, طرقت اميره باب البيت ودلفت مسرعه
, اقتربت نجيه من الباب وقالت، تعالي يا هشام يا حبيبي
, البت الجبانه دخلت وما قلتلكش اتفضل.
,
, هشام، عمي عامل ايه النهارده انا جاي اشوفه٣ نقطة
الفصل الحادي عشر
هتف محمود منادياًعلي زوجته نجيه وقال:
, يا نجيه اتكلمي مع بنتك لحسن راكبه راسها وانا مش قادر علي المناهده ووجع الراس
, نجيه، حاضر يا حاج متشغلش بالك بيها انا هتكلم معاها
, محمود، هما طالبين نحدد ميعاد يزرونا فيه
, اقعدي مع بنتك وشوفي كده علي بال ما كلم سعيد اخويا علشان يبقي معانا يومها هوا وهشام وانتي اطلبي الدكتور مصطفي دا راجل محترم وانا بتشرف بيه
, خليه يجيب ايمان وسلمي لانهم وحشوني قوي عاوز اشوف سلمي.
,
, نجيه، حاضر يا ابو سالم بس نام انت وارتاح انا داخله اكلم امل.
,
, في منزل مصطفي
, صاحت ايمان، بجد و**** بابا قال لك كده
, مصطفي، اه وقال ان الحاجه نجيه هتطلبك
, ايمان، دا خبر حلو قوي يا مصطفي
, ونظرت الي سلمي وقالت:
, خالتو امل هتبقي عروسه يا سوسو
, ثم استئنفت
, بس مش مصدقه يا مصطفي: امل، الشاويش امل. هتوافق بسهوله كده دي زمانها مطلعه عين ماما
, مصطفي، حضروا نفسكم بقي علشان نروح. البلد عمي محمود عاوز يشوف سلمي
, ايمان بدلال، سلمي بس
, مصطفي، سلمي وام سلمي
, ايمان، بقولك ايه يا مصطفي.
,
, مصطفي، نعم
, احنا ما زرناش بابا من لما تعب الا مره واحده زمانه واخد علي خاطره مني احنا نروح قبل الميعاد بيوم ولا اتنين انا عاوزه اشوف بابا واقعد مع البنات وماما انا برده اختهم الكبيره يا صاصا
, مصطفي، اه صاصا والدلع عند الطلبات بس وغير كده تقلبي صاصا
, ايمان، دا انت حبيبي يا مصطفي و**** مش عارفه بس ايه ال مزعلك مني.
,
, مصطفي، مش وقته يا ايمان خلاص جهزو نفسكم هوديكم بكره تقعدو كام يوم في البلد وارجع انا شغلي وابقي ارجع لما يحددو ميعاد للعريس يتقدم فيه تمام كده
, ايمان، حبيبي يا مصطفي
, سلمي، حبيبي يا بابي
, حملها مصطفي وقبلها وقال، انا هعمل كده بس علشان جدو عاوز يشوفك يا لوما
, احتصنته الصغيره بحنان بالغ.
,
, في اليوم التالي اصطحب مصطفي اسرته للذهاب الي القريه في سيارته الخاصة
, ركبت ايمان السياره بجواره
, وركبت الصغيره في المقعد الخلفي
, كانت ايمان سعيده بذهابهم الي منزل عائلتها
, اما مصطفي فكان حزين لانه اطلع علي التقرير الصحي والاوارق الخاصه بالحاج محمود وكونه طبيب فقد علم خطورة وضعه الصحي لكنه لم يخبر زوجته خوفا عليها من الحزن والقلق لكنه داخليا يخشي فقدان والد زوجته وجد سلمي الحنون.
,
, لذا انتهز فرصة ذلك العريس المنتظر ليجعل ايمان تقضي وقتا طويلا مع والدها
, فمرضه خطير لا يمن عواقبه
, رن هاتف مصطفي فرفعه ليجيب علي المتصل
, اتاه صوت عباده زوج شقيقته ابتهال غاضبا:
, انت فين يا دكتور مصطفى
, مصطفي، انا في طريقي للبلد علشان الحاج محمود تعبان شويه وموديله ايمان وسلمي
, عباده، طيب اول ماترجع انا عاوزك علشان متبقاش تزعل مني بقه لو عملت حاجه تزعلك
, مصطفي بقلق، فيه ايه يا عباده.
,
, صاح عباده، اختك يا دكتور خلاص ما بقتش طايق عمايلها تعالي انت واحكم بيننا وانا هرضي بحكمك
, مصطفي، انا سايق دلوقتي يا عباده واول ما ارجع هاجيلكم
, عباده، هترجع امتي
, مصطفي، هبات معاهم النهارده وبكره من بدري هرجع علشان العياده
, عباده، خلاص بكره بعد العياده تيجي ضروري
, اغلق مصطفي الخط مع عباده وزفر بضيق
, ايمان، فيه ايه؟
, مصطفي، ابتهال مش هتجيبها لبر وكل مشكله بروح الاقيها غلطانه وابقي مش عارف اقول ايه.
,
, ايمان، هيه عملت ايه بس
, مصطفي، ما ديه وجشعه سبحان **** مش عارف طالعه لمين دي، الراجل لا عارف ياكل لقمه حلوه ولا لا قي زوجه مريحه ولما يسبها ويتجوز عليها ان شاء **** هتبقي تفوق لحالها
, ايمان. ، . مش للدرجه دي يا مصطفي
, مصطفي، لا لاكتر من كده كمان الراجل صبر عليها كتير دروس ايه دي ال بتديها للعيال تفوق لولادهاا احسن
, الست نست دور ها ال **** خلقها علشانه ولعبت ادوار تانيه يا ايمان.
,
, وللاسف فيه ستات زي ابتهال كده مبتعرفش تعمل توازن بين عملها واسرتها
, قالت سلمي، بابي لسه كتير علي بيت جدو
, مصطفي، لأ يا حبيبتي قربنا نوصل
, كان سالم يلعب امام الباب مع بعض الصبيه من عمره حينما راي السيارة فصاح
, ايمان جت يا ماما هيه وسلمي والدكتور مصطفي
, فرحت امل واميره بشقيقتهن وبسلمي
, وقالت امل، اهلا يا ايمي وحشتينا
, غمزت ايمان وقالت، ايه يا بنتي الاخبار الحلوه دي.
,
, امل: ما تضيقنيش يا ايمان، ثم قالت تعالي يا سلمي وحشاني يا حبيبة خالتو
, قالت اميره، اتفضل يا آبيه مصطفي بابا نايم جوه
, مصطفي، طيب شوفيه كده صاحي ولا نايم
, اميره، حاضر يا آبيه
, كانت نجيه فرحه بابنتها وحفيدتها كثيرا وبعد الترحيب المتبادل
, قالت نجيه، طمني يا مصطفي يا بني الاشاعات والتحاليل ال بعتنهالك تشوفها، الحاج هيبقي كويس
, مصطفي، ان شاء **** يا ماما هيبقي كويس متقلقوش.
,
, دخلت ايمان وسلمي الي غرفة والدها لتصيح سلمي
, جدو حبيبي انا جيت
, نهض محمود متثاقلا، ليحتضن الصغيره بشوق ولهفه
, ثم ابنته التي بكت رغما عنها
, فقال محمود:
, انا كويس يا ايمان متعيطيش يا بنتي متعيطيش يا حبيبتي
, دخل مصطفي ليقول لزوجته:
, ايه دا ايمان الحاج زي الفل انتي كده هتخوفيه احنا جايين نفرح بامل مش نزعل
, محمود، قول لها يا مصطفي يا بني. عقلها صغير
, مع انها الكبيره
, ثم ضمها الي حضنه بابوه وحنان:.
,
, وبعد فتره خرج الجميع من الحجره وبينهم محمود يستند علي مصطفي ونجيه وما ان جلسو جميعا في صالة البيت الا وقال محمود:
, فين سالم
, نجيه، سالم بره مع اصحابه
, محمود، لأ ناديه يقعد معانا يا نجيه
, واخذ يحكي لهم عن ذلك العريس المنتظر ويتفقوا علي تحديد ميعاد ليستقبلوه فيه ولم يهتم احد براي امل التي كانت تهمهم:
, ايه دا هوا بالعافيه انا قلت لكم اني موافقه اصلا.
,
, اخذت نجيه ابنتها امل ودخلت بها الي حجرتها وقالت:
, يا بنتي ابوكي تعبان و*** اعلم بظروفه انتي عارفه قالي ايه
, قالي خليني اجوز امل في حياتي وكفايه اني هسيب لك اميره وسالم
, امل، لأ يا ماما متقوليش كده حرام عليكي بابا هيبقي كويس
, نجيه وهي تبكي وتنتحب: بلاش تعارضيه يا امل خلينا نقابل الناس
, ولو معجبكيش نبقي نشوف بس المهم تقابليهم كويس ومتكسفيش ابوك
, هزت امل راسها بالموافقه وهي تشعر بحزن عميق علي والدها المريض.
,
, اتفق الحاج محمود مع عزالدين هاتفياً علي ميعاد محدد ووصف له الطريق جيدا
, وجلس عز الدين سعيدا وسط عائلته
, نظر الي عمر وقال بابتسامه واسعه؛:
, خلاص يا عمور خدنا ميعاد وان شا **** هنروح بعد بكره ثم نظرالي زوجته وقال:
, ايه رايك يا بطه نقول لايناس تيجي معانا ولا دي اول مره ملوش لزوم
, ردت عليه زوجته عاتبه، ملوش لزوم ازاي دي اخته الوحيده لازم تيجي وتشوف عروسة اخوها وتقو ل رايها برده دي ايناس روحها في اخوها.
,
, انا هكلمها في التليفون اتفق معاها واعملوا حسابكم بقي ناخد معانا تورته وجاتوه وحاجات حلوه
, تعجب عز وقال، اول مره نروح وممكن نتقبل وممكن نترفض ناخد كل دا يا بطه
, فاطمه باصرار، طبعا لازم ندخل بقيمتنا يا حاج والقبول والرفض دا بتاع **** مش كده يا عمر
, عمر بسخريه، لأ الاتفاقات دي ماليش فيها يا بطايه انتي ام المعرفه
, عز باستنكار، يعني عاجبك كلامها
, نظر عمر لوالديه ضاحكاوقال، ماما دي ست الكل وعلي راسنا٣ نقطة
,
, في بيت محمود جلست امل وسط شقيقتيها في حجرتهن وهي متذمره وقالت:
, بعد بكره ليه هيقولو احنا مصدقنا وانا مبطيقوش اصلا
, انا مش عارفه طلعلي منين
, يعني الحب مولع اوي دا كل ما يشوفني يهزقني دا مره اتمسخر عليه ادام الدفعة كلها.
,
, ضحكت كل من ايمان واميره علي كلام امل وقالت ايمان وهي تضحك:
, ما محبه الا بعد عداوه
, نظرت اليها امل وقالت غاضبه، انا عمري ما هحب حد فاهمه.
,
, بعد يومين اتصلت ايمان بمصطفي وقالت غاضبه: ايه يا مصطفي الناس هيوصلوا وانت لسه ماجيتش كده ينفع عمي وهشام وصلوا وانت لا وانت جوز اختها الكبيره
, قال مصطفي، انا في الطريق يا ايمان وقربت اوصل بكلمك وانا سايق ابتهال وعباده صدعوني وكرهوني في نفسي
, ردت عليه ايمان بتفهم، طيب يا حبيبي خد بالك من الطريق توصل بالسلامة.
,
, وصلة عائلة عز الدين علي مشارف القريه وتوقف عمر بالسياره ليسال احد المارين عن بيت الحاج محمود كامل
, فرد عليه، طبعا اعرفه محمود كامل صاحب مصنع الكامل، ثم دله علي الطريق
, كانت ايناس تركب بجوار والدتها ومعهم ابنها عمر
, وعز الدين يجلس بجوار عمر٣ نقطة
, وحملت ايناس ووالدتها عدد من علب الحلوي
, توقف عمر امام البيت في نفس الوقت الذي توقفت فيه سيارة مصطفي ايضا ليرحب بهم ويطرق الباب.
,
, ليتم التعارف بين افراد العائلتين ويجلسوا سويا
, اخدت نظرات عمر تدور رغم عنه تبحث عن امل كان يتمني ان يعرف رد فعلها عما اقدم عليه.
,
, اخبرهم عز انهم يقيمون بمنزل خاص بمدينة المنصورة وان امل ستعيش مستقله في شقه خاصه بالبيت مع عمر٣ نقطة
, قال محمود بضعف، وبخصوص تعليمها انت عارف ان امل متفوقه وبطلع الاولي وكانت رافضه الارتباط خوفا علي تعليمها ومستقبلها
, هم عز الدين بالحديث ولكن عمر قال: بعد اذنك يا بابا انا هرد علي عمي
, اوعدك يا عمي اني اساعدها واقف جنبها لحد ماتخلص السنتين ال فاضلين لها انا مرضاش ان بنت متفوقه زي امل ما تكملش جامعه.
,
, نظر الجميع باعجاب الي الدكتور عمر الذي يمتلك حضور وجاذبيه
, وبعد قليل قالت فاطمه، امال فين العروسه بقي عاوزه اشوف ال خلت الدكتور عمر مبهور بيها
, نادي محمود علي زوجته التي اقبلت وحيت الضيوف
, وقال، نادي علي امل يا حاجه ام سالم واندهي سالم واخوتها علشان يتعرفو علي الجماعه.
,
, دخلت نجيه فوجدت امل تجلس بجوار اختيها وهي غاضبه وترتدي بيجامة منزليه
, قالت ايمان، مش راضيه تلبس يا ماما
, اقتربت نجيه من امل غاضبه وصاحت ايه الدلع ده يلا البسي عاوزه تصغري بابوكي يا امل ونظرت لايمان وقالت اديها صينيه بالفواكه والعصير ودخليها ايمان
, وانا هروح اقول لابوكي انها جايه ورايه
, ثم همهمت وهي في طريقها للباب، انا عرفي بتتقطمي علي دا ضفره برقابتك
, امل بغضب، سامعه بتقول ايه يا ايمان.
,
, ايمان برفق، يلا يا حبيبتي البسي بقي وحطي كحل حتى
, صاحت امل، بقولك ايه يا ايمان ما هو حافظ شكلي وعارف اني لا بتاعت كحل ولا روج ولا المساخه دي
, ضحكت اميره وقالت، ايوه فعلا اوعي تغيري مبادئك و**** المسكين جاي يتجوز واحده ارجل منه
, نظرت اليهم امل غاصبه، اطلعو بره مش ناقصه تريقه كفايه ال انا فيه.
,
, بعد قليل اتمت امل ارتداء فستان بسيط لكنه جميل ورقيق رغم تلك البساطه و**** باللون الروز الفاتح يناسب تلك الوردات الصغيره في الفستان
, وجدت ايمان تنتظرها هي وسمره وهن يحملان صواني مليئه بالفواكه والعصائر
, واخري عليها شاي مع قطع الكيك الهشه التي تجيد ايمان صنعها
, نظرت امل الي الصواني وقالت ايه انا هشيل دول كلهم ان شاء****
, وبعدين ايه دا كله
, قالت ايمان، لا شيلي انتي العصير وانا سمره هندخل بالباقي.
,
, دخلت امل تحمل صينية العصير فرات الجميع تشرئب اعناقهم ينظرون اليها.
,
, اهتزت يدها وكادت ان تقع الصينيه لولا ايدي عمر التي امتدت سريعا ليحمله عنها هامسا:
, هاتي مش ناقصين كوارث
, فهمست، انت ايه ال جايبك
, لم يرد عليها انما ابتسم ووضع العصير علي المنضده ليتصايح الجميع يرحبون بامل التي لم تستطع الحديث
, فقالت فاطمه، ايه يا أمل مابتتكلميش خالص ليه انتي بتتكسفي
, همس عمر، دي لسانها مترين
, ضربته امه في قدمه برقه وهي تضحك: عيب يا عمر ما تكسفهاش بس و**** زي القمر.
,
, قال لها والدها الدكتور عمر اتفق معايا تتجوزو علي طول يا امل وتكملي دراسه وانتي معاه
, هنا صاحت امل بغضب، لأ يا بابا معلهش حضرتك انا لازم اعرفه الاول وبعدين دراستي مهمه
, قال عمها سعيد، خلاص يا جماعه، نعمل شبكه وكتب كتاب وبعد االدراسه الجايه يكون امل فاضل لها سنه واحده تتجوز وتكملها وهيه متجوزه موافق يا باشمهنذس عز موافق يا دكتور عمر.
,
, اتفق الجميع علي ذلك ودخلت ايمان وسمره تحملان الصواني وتبعتهم اميره وسالم وتمت قراءة الفاتحة وسط فرحه عارمه من الجميع الا امل التي كانت تشعر بالذهول مما يحدث وتم الاتفاق علي حفلة عقد القران بعد اسبوع واحد بنا ء علي رغبة عمر الذي اصر علي ذلك.
,
, قال الدكتور مصطفى لأمل بعد قراءة الفاتحة
, خدي الدكتور عمر يا امل فرجيه علي الجنينه
, نظرت اليه بسذاجه وقالت، ما تروح معاه انت تفرجه
, ضحك الجميع من تصرف امل
, واصرو ان تذهب مع خطيبها لقضاء دقائق سويا قبل انصرافه.
,
, في الحديقه
, عمر بابتسامه، مبروك
, نظرت اليه غاضبه وقالت، انت طلعت لي منين لو سمحت تفض الموضوع ده انا مبحبكش
, نظر عمر اليها وقال بهدوء، هتحبيني
, امل بغيظ، ايه البرود دا
, عمر وهو يشد انفها، بلاش قلة ادب
, امل وهي تنفض يده عنها، دا انت غريب
, اقترب عمر منها وقال برقه:
, حد يقول لجوزو غريب
, امل بتهكم، جوزو
, ضحك عمر وتركها في طريقه ليعوود الي عائلته وقال بخفوت:
, اسبوعين واخليك تحترمي نفسك يا امل كلها اسبوعين.
الفصل الثاني عشر
نام عمر علي سريره وهو يضع يديه تحت راسه وينظر لسقف الحجره ويبتسم ابتسامه جميله
, تذكز كل همسه وكل نظره لامل
, واحيانا يضحك بصوت عالي حينما يتذكر حركاتها الغاضبه
, طرقت امه باب الغرفه برفق ولكنه لم ينتبه ففتحت الباب ودخلت
, نظرت اليه نظرات مبتسمه ماكره وقالت
, يا سلام ولا انت هنا للدرجه دي امل واخده عقلك
, نهض عمر وجلس ثم قال وهو مرتبك وقال
, ابدا يا ماما عادي.
,
, فاطمه بابتسامه، بذمتك عادي بتحبها قوي كده انت لسه عارفها اول السنه دي
, عموما هيه قمر بس
, عمر باهتمام، بس ايه
, فاطمه بتحفظ، غشيمه شويه
, ضحك عمر رقال، غشيمه شويتين تلاته بس عارفه يا ماما دا ال عاجبني فيها
, انا ال هعلمها الحب فاهماني
, يا ماما، ال زي امل دي يا ماما لابسه قناع وخدت عليه وانا بقي ناوي اشيل القناع ده واعلمها تحبني ازاي
, ال عمرها محبت حد لما تحب هتحب بجد.
,
, فاطمه، يا سلام عليك يا عمر وعلي افكارك يا بختها بيك يا بني
, عمر، لا يا ماما يا بختي انا بيها امل دي ال زيها قليلات مجتهده ومتفوقه بتصلي وتقرأ قرآن وانا مش عارف ليه انجذبت لها
, قالت فاطمه، الحمد *** يا بني **** يسعدك
, بس لازم تروح زياره قبل كتب الكتاب البنت لازم تاخد عليك شويه يا عمر
, عمر، ان شاء**** هزورها بس هتصل بعمي محمود اقوله.
,
, نظرت فاطمه بحنان لابنها وقالت، وخد لها معاك هديه حلوه البنات بيفرحوا لما حد يهتم بيهم ويدلعهم علشان كده ديما البنات بيحلو بعد ما بيتخطبو علشان احساسهم بالاهتمام يا بني
, قبل عمر يد والدته وقال، **** يخليكي لينا يا ماما
, فاطمه بحنان، يلا تصبح على خير يا حبيبي
, وانتي من اهله يا ماما
, لم تكن امل بنفس حالة عمر المطمئنه.
,
, لكنها كانت قلقه للغايه لم تتخيل امل ان ترتبط بشخص بتلك السرعه وخصوصا عمر الذي كانت تتشاجر معه كلما قابلته
, استيقظت اميره فشعرت ان اختها ما زالت مستيقظه قامت وانارت الغرفه ثم اقتربت من امل وسالتها
, ايه لسه صاحيه ليه
, امل، ولا حاجه مجاليش نوم
, اميره مبتسمه بتفكري في عمر
, قالت امل وهي تزفر.
,
, بفكر في نفسي انا مش مرتاحه يا اميره الموضوع جه بسرعه وانا رضيت علشان بابا محبتش ازعله وهو تعبان بس انا مبحبش عمر دا ولا طيقاه
, اميره، يا امل مظنش انك بتكرهيه ابدا بصراحة هوا مميز جدا بس انتي ال قافله قلبك
, قالت امل بحده، لازم انبه عليه ان في الجامعه محدش يعرف حاجة اه انا متفوقه من نفسي ومش عاوزه حد ينسب تفوقي دا ليه ايوه انا مش محتاجة له في ايه حاجه
, انا مش محتاجة لاي راجل في الدنيا اساسا.
,
, ضحكت اميره بشده من كلام اختها وقالت بهمس
, امل ب**** عليكي توعديني
, امل بتساؤل، اوعدك بايه
, اميره وهي تضحك بشده، لو اطبيتي علي بوزك وحبيتي عمر تبقي تقوليلي اصل كل الروايات ال بقراها بيقي البطل والبطله عاملين اكشن مع بعض زيك انتي وعمر كده وبعدين يطبو يا حلوه
, نظرت لها امل بسخريه وقالت، طب روحي اطفي ا لنور واتخمدي عاوزه انام انا غلطانه اني بتكلم مع واحده مخها ضارب من كتر الروايات زيك.
,
, ذهبت اميره لتطفئ النور وقالت، عموما لو مش جاي لك نوم هتلاقي في الدرج روايات حلوه خديلك روايه اتسلي فيها.
,
, جلس محمود مع زوجته يبثها همه وحزنه وهي تواسيه وتمنحه الامل في الشفاء وتذكره برحمة **** ومقدرته
, قالت، **** هيشفيك وتعيش وتفرح بالبنتين وسالم وولادهم كمان
, نظر اليها محمود باسي وقال، الحمد *** على كل شيء بس قلقان علي سالم قوي خايف عليه البنات مستواهم في التعليم كويس وكلهم هياخدو شهادات عاليه انا عارف ان سالم مبيحبش التعليم يعني لو خد دبلوم يبقي من **** يا نجيه.
,
, وبصراحه بفكر إني لازم أءمن له مستقبله لو سبت الاراضي والمصنع والبيت والفلوس ال في البنك وكل حاجه هيختلفو لو جري لي حاجة
, وبعدين ارض محمود ابو كامل ميدخلها ش ناس غريبه
, نجيه بتساؤل، بتقصد مين
, محمود، بقصد اجواز البنات طلعو ولا نزلو مبيحملوش اسمي ال بيحمل اسمي سالم فاهمه سالم وبس
, نجيه بتعجب، والبنات كمان بيحملو اسمك يا حاج.
,
, محمود بغضب، لأ يا نجيه كل بنت ولادها هيحملو اسم جوزها لكن ولاد سالم بس ال هيشيلو اسم العيله انا بحب البنات لكن سالم ابني الوحيد ومش هخلي حد احسن منه حتي لو اخته اوجوزها
, ثم اشار لها وقال، قربي مني يا نجيه عاوز اقولك علي سر فاهمه يا نجيه سر
, اقتربت منه نجيه وقالت، خير يا ابوسالم.
,
, قال هامسا، انا باذن **** ناول اكتب كل املاكي لسالم وهراضي البنات برده يعني كل بنت اسيب لها ميت الف جنيه باسمها وهخلي سعيد اخويا يشيل الاوراق عنده ويساعدني علي تنفيذ الوصيه وسعيد اخويا وحبيبي وانا اتكلمت معاه قبل كده وقال ان انا عندي حق ولو سبت الميراث سداح مداح كده البنات واجوازهم هيذلو سالم فهمتي يا نجيه
, نجيه بسداجه، عداك العيب يا حاج انت ما بتعملش الا الصالح.
,
, شجعته نجيه ولم تخالفه او تثنيه عن تلك الجريمه نعم انها جريمه ولما لا فإن **** سبحانه وتعالى جعل ر*** **** يفسر كل احكام الدين مثل الصلاه والعبادات الا المواريث فقد حددها **** في كتابه الكريم بنفسه فقال سبحانه وتعالى
, بسم **** الرحمن الرحيم.
,
, يوصيكم **** في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين فان كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ماترك وان كانت واحدة فلها النصف ولابويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولدفإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلامه الثلث فان كان له إخوه فالأمه السدس من بعد وصية يوصي بها اودين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من **** إن **** كان عليما حكيما (11) سورة النساء.
,
, **** بعظمته وحكمته وعلمه يعلم بضعف نفوس بعض البشر فانزل ايات محكمات تبين احكام الميراث الذي هو مال **** يهبه لمن يشاء
, ولكن بعض النفوس الضعيفه تتلاعب باحكام الشريعه فتمنح من تشاء وتمنع من تشاء
, سبحان **** رب العالمين أأنتم اكثر حكمه وعدلا من ****، معاذ **** بل انتم اكثر جهلآ وغبا ء تحملون اوزارا ليستفيد غيركم ولن تجنو شيئا وربما الذي تحرمونه من حقه اكثر برآ لكم من ذلك الغاصب الذي ياخد حق غيره.
,
, ومن قال انه يوجد ما يسمي مراضية البنات بل يوجد لهم حق كفله لهن الشرع
, لياخذنه بكرامه مثلهن مثل شقيقهن الذكر
, ورغم ان **** جعل للذكر مثل حق الانثيين لكن بعض الذكور تريد كل شئ. لا يكفيهم ان جعل **** لهم ضعف شقيقتهم ولا يرضيهم ذلك
, ونسو ان من يتعدي حدود **** له عذاب اليم.
,
, هكذا وضع محمود تلك الخطه التي قبلتها نجيه ارضاء لزوجها وخوفا علي ابنها الصغير وساعده شقيقه الذي يحمل نفس افكاره السخيفه عن تميز الذكر عن الانثي واتفق جميعهم الا يعلم احد عن تلك الوصيه الجائره الا في حالة وفاة محمود فقط.
,
, استا ذن عمر محمود هاتفيا ان يزور امل لمره قبل عقد القران فوافق محمود ورحب به
, وفي الموعد المحدد للزياره كان سالم يلعب مع اصدقائه كرة قدم بجوار المنزل
, وجلست امل من النوم وجلست بصالة البيت وفي يدها جزره كبيره تقضمها وهي ترتدي بيجامه بيضاء بورود حمراء وصفراء وتترك شعرها الطويل الناعم بتجاعيد خفيفه ملقي باهمال وراء ظهرها دون تصفيف
, خرجت نجيه من المطبخ التي تقف فيه هيه وسمرا الخادمه.
,
, لتصيح بها، ما تقومي يا بت يا امل تلبسي بدال ما انتي قاعده زي الغوله كده
, قالت امل بغيظ وهي تشير بالجزره التي بيدها لامها
, غوله غوله لو مش عاجبه يغور.
,
, سمعت صوت ياتي من خلفها يقول، لأ عاجبني
, نظرت للخلف وصعقت حينما رات عمر بصحبة اخيها سالم
, نظرت لامها وهي تكاد تبكي ثم انطلقت وهي تجري كالريح باتجاه غرفتها
, اخذعمر يضحك بصوت عالي وشاركته نجيه الضحك وقالت
, و**** يا بني امل دي طيبه قوي بس لما تاخد عليك شويه وتتعود هتتغير
, نظر عمر لنجيه مطمئنا وقال، انا مبتضيقش منها و**** بالعكس
, سالها عن محمود واخبرته انه نائم وسيستيقظ لتناول الغداء معه.
,
, وقالت، روح يا سالم نادي اختك
, قال سالم ببراءه، لأ يا ختي امل دي مبتتفهمش وكل ما تشوفني داخل اوضتها تضربني انادي اميره احسن
, قامت نجيه وهي تهمس، عيل غبي قوي هتناديله اميره ليه يا اهبل
, دخلت لتجد امل نائمه في فراشها فاقتربت منها وعنفتها قائله
, انتي يا بت معندكيش ددمم ما تقومي تلبسي وتطلعي للراجل ال قاعد بره دا يلا اعملي له عصير ودخليهوله عقبال ما الغدا يجهز
, امل، ما تخلي سمره تعمله.
,
, نجيه، ادخلي قولي لها ولا اعمليه المهم هاتيه وتعالي
, يلاالبسي حاجه عدله
, ارتدت امل فستان و**** طويل وذهبت الي المطبخ
, امرت سمره ان تعد لعمر كوب من عصير الموز باللبن
, وحينما رأت سمره علي وشك وضع السكر علي الخليط فقالت مبتسمه
, بقولك ايه يا سمره، شوفي انتي الاكل انا هضرب العصير بالخلاط وعمدا وضعت كميه كبيره من الملح في العصير وهي تضحك بمكر
, ثم حملته ودخلت غرفة الصالون التي يجلس بها عمر ونجيه وقالت مبتسمه.
,
, السلام عليكم
, عمر. باستغراب، وعليكم السلام
, جلست علي كرسي مجاور لعمر وقالت، اتفضل العصير
, قالت نجيه، اشرب يا دكتور عمر دي امل عملاه لك مخصوص
, رفع عمر الكوب علي فمه وارتشف منه رشفه صغيره واخذ يسعل
, ناولته امل منديل وقالت، اتفضل يا دكتر
, اخذه منها ونظر الي نجيه وقال لامل
, لا بجد تسلم ايديكي لذيذ قوي
, ثم استئنف، تسمحي لي يا ماما اسقي امل بايدي من العصير
, نجيه بابتسامه كبيره، يا تكو ايه يا ولاد اه يابني **** يهنيكو.
,
, وضع عمر العصير علي فم امل وقال وهو يجز علي اسنانه
, اشربي
, امل. بتوسل، لأ اصل انا مبحبوش
, عمر بتصميم، لأ و**** هتشربي
, نجيه، خدي يا امل من ايده متكسفيهوس
, ياماما لم يترك لها عمر الفرصه ولكن وضع العصيرفي فمها بكميه كبيره فاخذت تسعل وانتثر العصير من فمها علي الكوب وعلي عمر
, نهضت نجيه مسرعه، للاحضار فوطه
, وقالت ايه ال جرالك يا امل كده يا بنتي تغرقي االدنبا
, مسحت امل فمها بيدها و قالت
, عجبك كده
, عمر بتهكم، انتي ال بداتي.
,
, امل. بغيظ، غلطه حطيت الملح بالغلط
, عمر، بسخريه وانا كمان سقيتك بالغلط خالصين
, مش كفايه راضي بيكي وانتي
, وانتي زي الغوله
, امل بغضب، غوله انا غوله
, عمر. بابتسامه، اه غوله بشعر منكوش
, بعد ان حضرت نجيه واخذ تنظف المكان اقترحت عليهم ان ينزلو الي الحديقه
, فنزلت امل معه مرغمه
, مد عمر يده في جيبه واخرج علبه صغيره وقال بابتسامه جميله.
,
, اتفضلي
, امل، ايه دا
, عمر، خاتم يا ريت يعجبك
, حاول ان يمسك يدها ليضع الخاتم في اصبعها ولكنها شدت يدها وقالت، ما ينفعش
, عمر، ليه
, امل بتصميم، تمسك ايدي ليه يعني
, عمر، عندك حق اتفضلي البسيه انتي ان شاء بعد كتب الكتاب همسك ايدك واكسرهالك كمان
, امل، انت انسان مستفز
, عمر، يا صبر ايوب البنات القمرات ماليه الجامعه ايه ال جابني للغوله دي يا ربي
, امل، ومين قالك تيجي روح للقمرات.
,
, اقترب عمر منها براسه وقال، لأ انا بحب الغوله
, امل، غوله في عينك
, عمر مبتسم، المره الجايه هجيب لك هديه مشط لحد ما تبقي في بيتي بقي وساعتها
, امل، ساعتها ايه
, عمر، هساعدك ونسرحه سوا
, امل بغيظ، يوووووه
, ثم قالت، علي فكره مش هنقول في الجامعه علي الخطوبه ولا كانك تعرفني
, عمر، ليه يا مجنونه
, امل، هوا كدا دا شرطي علشان كتب الكتاب موافق ولا لأ
, عمر وهو يمسك راسه، موافق يا مثبت العقل والدين يا رب
, في منزل مصطفي.
,
, جلس مصطفي وايمان يتشاجران من جديد
, مصطفي بغضب، يعني ايه اجي القيكي لسه في الصيدليه انا يا هانم باجي مرهق وتعبان انا قلت لك قبل كدا يا انا يا شغلك
, ظبتي الدنيا يومين واديكي اهو بقيتي اسو ء من الاول
, ايمان وهي تبكي، يا مصطفي انا بحبك وانت عارف انت عندي ايه بس دا شغلي ومش كل يوم بتاخر بس النهارده واحد من ال بيشتغلو عنده ظروف وكان لازم حد ياخد ورديته.
,
, مصطفي، انا مش مخليكي محتاجه حاجه يا ايمان كل شغلي وتعبي ليكي انتي وبنتي وبصراحه انا عاوز اخلف سلمي كبرت والسنه الجايه هتدخل المدرسه ليه مصممه انه مش دلوقتي
, ايمان، انا تعبت وذاكرت وبقيت دكتوره يا.
,
, مصطفي مش هرمي كل دا ورا ضهري وابقي ست بيت قاعده تخلف وتربي وتستني المصروف من ايد جوزها فاهم
, فاهم لازم تقدر انا كمان ليه طموح واحلام
, اقترب منها مصطفي وقال وهو في قمة ضيقه، انت خلاص معدش فيكي امل يا ايمان
, ثم خرج وصفع الباب ورائه عائدا الي عيادته مره اخري
, جلست ايمان تبكي
, وعند سلم العياده كانت علا قد اغلقت العياده وتنزل السلم لتغادر المكان
, ولكنها رات مصطفي يدخل من البوابه فصعدت مره اخري بسرعه.
,
, وفتحت باب العياده ودخلت غرفته ونامت علي سرير الكشف ونامت لتدعي انها مستغرقه في النوم
, تعجب مصطفي حينما وجد الباب ما زال مفتوح ودخل لينادي علي علا لم ترد
, وحينما دخل غرفة مكتبه وجلس علي المكتب وهو غاضبا يتذكر ما حدث منذ قليل بينه وبين زوجته
, جال بنظره في المكان فلمح علا مستغرقه في النوم وقد انخذت وضع مثير
, اقترب منها. وقال. علا
, علا، يا علا
, فتحت علا عيناها ببطئ وقالت، انت بجد مش مصدقه اكيد بحلم.
,
, صاح مصطفي بغلظه، لا ما بتحلميش اتفضلي قومي روحي بيتكم ايه ال منيمك هنا ما ينفعش كده
, علا بنعومه، اااا معلهش اصلي كنت مرهقه شويه عاوز حاجه اعملها لحضرتك قبل ما امشي
, مصطفي بصوت اجش، لا مش عاوز حاجه انا اصلي نسيت حاجه هاخدها ونازل علي طول
, فتح درج مكتبه ثم اغلقه وخرج مسرعا وصفع ورائه الباب بعنف.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: