مسابقة البيت اللي بيتنفس حتى الجزء الرابع والأخير 11/11/2025 (1 المشاهدين)

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع D E N V E R
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
  • 8
  • المشاهدات المشاهدات 116
  • الوسوم الوسوم
    مسابقه
D

D E N V E R

ضيف

كان بيت قديم كده، في آخر الشارع، محدش بيقرّب منه.
الناس تقول عليه “بيت العيلة”، بس الحقيقة محدش من العيلة عايز يعيش فيه.
لحد ما ياسر قرر ينقل هناك مع مراته وولاده، بعد ما ضاقت بيهم الشقة الصغيرة اللي في المدينة.

البيت من برّه كان هادي… يمكن هادي زيادة عن اللزوم.
بس أول ما دخلوا، ليلى — مراته — قالت وهي بتشمّ الجو:
– حاسه إن في ريحة غريبة هنا.
– ريحة إيه؟
– مش عارفة… كأن المكان بيتنفس.

ضحك وقالها:
– بيتنفس؟ انتي تعبانة ولا إيه؟

بس بالليل، لما الكل نام، سمع هو كمان صوت غريب…
زي نفس خفيف، طالع من الحيطان.
مرة كأنه جاي من ناحية المطبخ، ومرة من الصالة.
صوت مش عالي، بس ثابت، كأنه حد بيتنفس جوه الجدار نفسه.

تاني يوم، لقى الحيطة اللي في أوضة الجلوس فيها شُروخ صغيرة، كأنها بتتحرك.
مسح عليها بإيده، حسّها دافيه!
سحب إيده بسرعة، وقعد يضحك لنفسه:
– يمكن حرارة الجو.

لكن الجو كان ساقع أصلًا.


الأيام عدّت، وكل واحد في البيت بقى يسمع الأصوات دي بطريقته.
البنت الصغيرة قالت إنها بتسمع الحيطان “بتتكلم”، والولد الكبير بقى يحلف إن السلم بيتنفس مع كل طلعة ونزلة.

ليلى بدأت تتغير.
ما بقتش تضحك زي الأول، وتفضل ساكتة كتير، تبصّ في السقف كأنها مستنية حاجة.
وفي يوم، وهو داخل أوضتها، لقاها بتحط ودنها على الحيطة، وتهمس بهدوء:
– خلاص… سمعتك. مش هقول لحد.


الليل ده، ياسر صحي على صوت تنفس تقيل…
مش زي الأول، المرة دي كان ورا ودنه.
فتح عينه بسرعة، لقى الحيطة اللي ورا السرير بتتحرك ببطء، كأنها صدر بيطلع وينزل!

اتجمد مكانه.
قعد يتنفس بهدوء، لحد ما الحيطه سكنت.

تاني يوم، أخد أولاده وخرجوا.
قال لليلى:
– احنا مش راجعين هنا تاني. البيت ده مش طبيعي.
بصّت له بابتسامة غريبة، وقالت:
– ليه؟ هو لسه بيتعرف علينا بس. بعد شوية… هنبقى جزء منه.

الجزء التاني
من يوم ما ليلى قالت الجملة دي: "هو لسه بيتعرف علينا بس",
وياسر ما بقاش مرتاح.
كان بيحاول يقنع نفسه إن اللي حصل مجرد أوهام… تعب وشغل كتير وخيالات، بس جوّا قلبه عارف إن في حاجة غلط.


الأولاد بدأوا يتغيروا هما كمان.
البنت الصغيرة، سلمى، بقت ترسم دايمًا بيت، بس البيت في الرسمة دايمًا بيبقى ليه وشّ.
عينين كبار في النص، وباب عامل زي بُقّ مفتوح.
ولما سألها مرة:
– دي رسمة إيه يا سلمى؟
قالت ببساطة:
– ده بيتنا… بس هو زعلان منك.


الولد الكبير بقى ما بينامش في أوضته، كل شوية ييجي يجري على أوضة أبوه وأمه ويقول:
– الحيطان بتتنفس جامد النهارده يا بابا.




ليلى بقت ساكتة أغلب الوقت، ووشها باهت.
كانت بتفضل قاعدة في الصالة، تبصّ على الحيط كأنها بتستنى منه ردّ.
وفي يوم، ياسر رجع من الشغل لقاها قاعدة على الأرض، قدامها كوباية ميه، وبتكلم الحيطة!
– ليلى! بتعملي إيه؟
بصّت له بهدوء وقالت:
– سمعته؟ كان عطشان.


وقف مذهول، مش قادر يرد.
ابتسمت له وقالت:
– ما تخافش… بعد شوية هيحبك انت كمان.




الليل ده، البيت نفسه بدأ يتغير.
الهوى بقى تقيل، والحيطان بقت تصفر كأنها بتتنهد.
وفي نص الليل، سمع ياسر خبط، خبط، خبط…
زي ما تكون الحيطان بتتحرك من جوّا.


راح بسرعة ناحية الصالة، لقى الأرض بتتهزّ، والجدران بتتنفخ وتفرغ، كأنها صدر بيتنفس!
وبصّ في وسط الحيطة…
وشاف حاجة تتحرك تحت الطلاء، كأن في وشّ بيتكوّن من تحت.


مدّ إيده وهو بيرتعش، لمّا لمس الحيطة، كانت دافية… دافية زي جلد بني آدم.
وسمع نفس الصوت اللي سمعه أول مرة، بس أوضح المرة دي:
– متخافش يا ياسر… انت بقيت مننا.




الصبح، الجيران قالوا إنهم شافوا عربية ياسر لسه قدام البيت، بس محدش فتح الباب.
ولما البوليس دخل بعد كده،
ملقوش ولا حد.
البيت فاضي تمامًا…
بس كان دافي، وكأن فيه حد لسه بيتنفس جواه.

الجزء التالت
عدّى كام سنة، والبيت القديم فضِل مقفول.
الناس كانت بتعدي من قدّامه وتسرّع في الخطوة.
كل ما حدّ يفكر يشتريه، يحصل له حاجة: واحد يغير رأيه، واحد يتعب فجأة، واحدة تحلم بحاجات غريبة.
لحد ما في يوم، ظهرت عيلة جديدة.


عيلة بسيطة كده…
حسن ومراته ناهد، وولدين صغار.
كانوا فرحانين إنهم لقوا بيت واسع ورخيص كده في الحتة دي.
السمسار قالهم وهو بيضحك:
– بس البيت قديم شوية، محتاج شوية حنية.


ناهد قالت وهي بتضحك:
– ماشي يا عم الحنية، أهم حاجة يبقى ثابت.


دخلوا البيت أول مرة، الجو كان خانق شوية، ريحته تراب وبلّة، بس عادي، بيت مقفول له سنين.
وفي أول كام يوم، كل حاجة كانت تمام.
بس بعد أسبوع… بدأت الحكاية.




في الليل، ناهد كانت تصحى على صوت خفيف جدًا،
زي نفس بطيء،
مرّة من ناحية المطبخ،
ومرّة من جوّا الحيطة ورا السرير.


قالت لنفسها: “أكيد صوت الميه في المواسير.”
بس بعد كام يوم، حسن نفسه سمعه.
قام يدور في البيت كله… مفيش حاجة.
والصوت بيزيد بالليل، كأنه حد نايم معاهم.




في مرة، الولد الصغير جه بيجري على ناهد وهو بيعيّط:
– ماما، الحيطة بتكلمني.
– بتقولك إيه يا حبيبي؟
– بتقولي ما تلعبش هنا، المكان دا بتاعنا.


ناهد قلبها وقع.
خدت الولد في حضنها، وقالت لجوزها:
– حسن، احنا لازم نخرج من هنا.


بس حسن ضحك وقال:
– يا ناهد، ده بيت! بيت عادي. الناس بس بتخاف من خيالها.




بعدها بيومين، كانت ناهد بتنضّف الصالة، وسمعت وشوشة جايه من جوّا الحيطة.
قربت… الصوت واضح جدًا، ستّ بتقول بصوت هادي:
– هو خلاص هيحبّكم… زي ما حبّنا إحنا.


الست دي كان صوتها غريب،
مش غريب قوي، بس مألوف بطريقة مرعبة.
زي صوت أم بتكلّمك من حلم بعيد.




تاني يوم، الجيران شافوا حاجة غريبة.
الشبابيك كانت مقفولة، بس كان في بخار على الإزاز…
زي ما البيت بيتنفس ببطء.


ولما دخلوا بعد كده،
ملقوش العيلة الجديدة.
ولا حتى أثر.
بس لقوا على الحيطة في الصالة، رسمة بخط *** صغير،
بيت له وشّ بيضحك.


وتحتها مكتوب:


"احنا هنا… والبيت مبسوط."

الجزء الرابع والاخير

بعد سنين من اختفاء العائلة الجديدة، بدأت الحكاية تنتشر بين الناس.
الجيران اللي كانوا قريبين من البيت قالوا إنهم سمعوا أصوات غريبة… همس، ضحك *****، وبقى في ريحة غريبة، بين التراب والرطوبة، بتطلع فجأة في نص الليل.


صحفي شاب اسمه كريم قرر يحقق في الموضوع.
دخل البيت، كاميرا في إيده، وصوت مسجّل لكل شيء.
البيت… كان ساكت.
بس كل ما يمشي في أي أوضة، الحيطان كانت بتتحرك كأنها بتنفس.
الجدران اللي في الأول كانت صلبة، دلوقتي فيها شقوق صغيرة بتتفتح وتقفل لوحدها.


راح الكاميرا على الحيطة في الصالة… شاف حاجة غريبة جدًا.
وشّ بيتكوّن من تحت الطلاء، عيونه تلمع، وكأن البيت نفسه بيبص عليه.


سمع صوت هادي، مألوف:
– كريم… انت جاي تزورنا؟


اتجمد.
البيت كأنه بيردّ عليه… نفس ثقيل بيطلع من الجدران.
– البيت… بيتحب الناس اللي ساكنة فيه. مش أي حد، بس اللي عندهم قلب.
– إيه… بيت؟!
– أيوه… احنا كل اللي ساكنين هنا قبل كده. البيت بياخد ذكرياتكم، مش جسمكم… بيتنفس معاكم، يضحك معاكم، ويحزن لو أنتم زعلانين.


كريم حاول يجرّي… لكن الباب اتقفّل لوحده.
البيت بقى ساكت شوي، وبعدين سمع ضحك… ضحك أولاد صغار، بيقوله:
– تعال، تعالى تلعب معانا…


بعد نص ساعة، لما الجيران جايين يستفسروا، مفيش حد في البيت.
بس على الحيطة في الصالة، رسمة جديدة.
بيت له وشّ، مبتسم بس عيونه… مليانة سر.


تحت الرسم مكتوب:


"اللي جوه بيعيش معانا… واللي ييجي جديد، هيكون جزء منّا."

ومن اليوم ده، أي حد يقرب من البيت، يحس بحاجة… كأن المكان نفسه بيتنفس.
بيت ياخد ويتنفس ويعيش… واللي ساكن فيه، مهما حاول، مش هيقدر يسيبه بسهولة.
 
كان بيت قديم كده، في آخر الشارع، محدش بيقرّب منه.
الناس تقول عليه “بيت العيلة”، بس الحقيقة محدش من العيلة عايز يعيش فيه.
لحد ما ياسر قرر ينقل هناك مع مراته وولاده، بعد ما ضاقت بيهم الشقة الصغيرة اللي في المدينة.

البيت من برّه كان هادي… يمكن هادي زيادة عن اللزوم.
بس أول ما دخلوا، ليلى — مراته — قالت وهي بتشمّ الجو:
– حاسه إن في ريحة غريبة هنا.
– ريحة إيه؟
– مش عارفة… كأن المكان بيتنفس.

ضحك وقالها:
– بيتنفس؟ انتي تعبانة ولا إيه؟

بس بالليل، لما الكل نام، سمع هو كمان صوت غريب…
زي نفس خفيف، طالع من الحيطان.
مرة كأنه جاي من ناحية المطبخ، ومرة من الصالة.
صوت مش عالي، بس ثابت، كأنه حد بيتنفس جوه الجدار نفسه.

تاني يوم، لقى الحيطة اللي في أوضة الجلوس فيها شُروخ صغيرة، كأنها بتتحرك.
مسح عليها بإيده، حسّها دافيه!
سحب إيده بسرعة، وقعد يضحك لنفسه:
– يمكن حرارة الجو.

لكن الجو كان ساقع أصلًا.


الأيام عدّت، وكل واحد في البيت بقى يسمع الأصوات دي بطريقته.
البنت الصغيرة قالت إنها بتسمع الحيطان “بتتكلم”، والولد الكبير بقى يحلف إن السلم بيتنفس مع كل طلعة ونزلة.

ليلى بدأت تتغير.
ما بقتش تضحك زي الأول، وتفضل ساكتة كتير، تبصّ في السقف كأنها مستنية حاجة.
وفي يوم، وهو داخل أوضتها، لقاها بتحط ودنها على الحيطة، وتهمس بهدوء:
– خلاص… سمعتك. مش هقول لحد.


الليل ده، ياسر صحي على صوت تنفس تقيل…
مش زي الأول، المرة دي كان ورا ودنه.
فتح عينه بسرعة، لقى الحيطة اللي ورا السرير بتتحرك ببطء، كأنها صدر بيطلع وينزل!

اتجمد مكانه.
قعد يتنفس بهدوء، لحد ما الحيطه سكنت.

تاني يوم، أخد أولاده وخرجوا.
قال لليلى:
– احنا مش راجعين هنا تاني. البيت ده مش طبيعي.
بصّت له بابتسامة غريبة، وقالت:
– ليه؟ هو لسه بيتعرف علينا بس. بعد شوية… هنبقى جزء منه.
عاااش 👏🌹


@سكساتي متفاعل
 
عاش استمر ❤️
 
تسلم ياغالي
 
مواضيع مشابهة الأكثر مشاهدة عرض المزيد

المستخدمون الذين يشاهدون هذا الموضوع

عودة
أعلى أسفل