#العائلة_الملعونةهشلييةيدية ..
مين كان يتخيل إن عيلة بسيطة زي عيلة دكتور حاتم تعيش تجربة غامضة ومخيفة زي اللي هحكيه دلوقتي ..
3 أخوات، حاتم بيشتغل دكتور، وهو كبير العيلة، عايش مع اخواته الاتنين في نفس البيت ..
هاني ودا ظابط شرطة، وسارة، بتشتغل موديل إعلانات وبتحاول تشق طريقها في التمثيل ..
ال3 إخوات علاقتهم اتقطعت بالأب تقريبا من يوم ما أمهم ماتت، كان عمر سارة وقتها سنتين، وعمر حاتم كان 10 سنين .. كلهم كانوا ***** يعني، عاشوا واتربوا عند جدتهم لأمهم، أما الأب، سافر مع مراته المغربية .. متعرفش قدرت ازاي تقسي قلبه على ولاده وتخليه يرمي الدنيا كلها ويمشي وراها ..
مش مجرد قوة تأثير الست على الراجل، كان فيه سبب تاني غامض ..
الولاد دايما يفتكروا من حواديت جدتهم كلامها عن مرات ابوهم، كانت بتقولهم هي اللي قتلت أمكم، موتتها بحسرتها، السحارة بتاعة العفاريت .. وهي اللي خطفت ابوكم من على ولاده ..
التلات اخوات كبروا واتربوا على كره مرات ابوهم، مش عايز أقول وكره أبوهم كمان، لكن الحقيقة هما كانوا بيعتبروا أبوهم مات ..
جدتهم هي اللي ربتهم وهي اللي علمتهم، ومبقوش أيتام رسميا غير بعد ما ماتت ..
لما الولاد كبروا نقدر نقول ان المسافات بينهم اتسعت، كل واحد بقى عنده حياته اللي مشغول فيها، كل واحد عنده مشاكله ..
هاني اتجوز دكتورة زميلته اسمها عايدة، كانت جميلة، لا ست بمعنى الكلمة يعني، واخدة بالها من نفسها ومن جمالها رغم ان الشغل في مهنة الطب يمكن يكون بيقتل أنوثة الست .. لكن عايدة لا ..
عرفتكم بالعيلة خلاص ؟ خلينا بقى ندخل في المهم ..
في يوم كدا عرفوا الولاد من بعيد يعني بخبر وفاة مرات ابوهم، مفرقش معاهم يعني، عادي .. كلنا هنموت ..
يمكن كل واحد فيهم من جواه كان بيتمنالها موتة أظرف من كدا ..
يعني بيت يولع بيها .. قطر ياخدها تحت عجلاته ويسافر بيها 6 محافظات .. حاجة تستاهلها ..
مش تدخل أوضتها عشان تنام، فمتصحاش تاني .. دي موتة هادية تليق بمربية أيتام، مش دجالة عاشت نص حياتها تشتغل في السحر الأسود وإيذاء الناس، لكن عموما الموت والحياة شأن إلهي خاص، وميصحش التدخل فيه ..
آهي دلوقتي قابلت وجه رب كريم، وعند **** يجتمع الخصوم ..
بعد أقل من سنة، جالهم خبر وفاة أبوهم كمان .. للأمانة محضروش جنازته ولا أخدوا عزاه ..
هو اللي لغى دوره في حياتهم من زمان، وهدم أي جسور تعاطف ممكن تتبني بينهم وبينه ..
هما حتى مكانوش يعرفوا ابوهم رجع من السفر إمتى، ولا يعرفوا كان عايش فين، محاولش يتواصل معاهم لما رجع من السفر، ومعلوماتهم انه باع بيته قبل ما يسافر ..
لكن الشيء الغريب ان جالهم محامي من طرف أبوهم، محامي محترم، شكله وهيئته بيقولوا كدا يعني ..
عنده حوالي ستين سنة، شعره كله أبيض، وعنده دقن خفيفة، لونها أبيض برضو، وبيلبس بدل كلاسيكية قديمة نوعا ما، لكن شكلها لايق عليه، متحسش انها قديمة ..
المحامي عرفهم بنفسه، وقالهم انه المحامي الخاص بأبوهم ..
وان أبوهم سايبلهم بيت بإسمهم، لازم يروحوا يعيشوا فيه ..
قالوله بيت إيه، معلوماتنا ان أبونا باع بيته قبل ما يسافر ..
المحامي قالهم دا بيت قديم بتاع العيلة، كان عليه نزاعات وقضايا وابوكم كسبها في النهاية ..
الولاد قالوا شكرا، مش عايزين منه حاجة، المحامي قالهم أنا مقدر موقفكم، وعارف انتو قد إيه زعلانين من الوالد **** يرحمه، بس لو عايزين نصيحتي ؟ خدوا البيت دا حقكم ..
أبوكم كدا كدا مات، مش هيرجع تاني عشان تصفوا معاه خلافاتكم .. لكن البيت دا فيه ناس كتير أوي حاطين عينهم عليه ..دا بيت قديم، تاريخ يعني .. ولو حد عنده عقلة استثمارية حط إيده عليه، يقدر يحوله مزار سياحي ويكسب من وراه الدهب .. فكروا فيه يا ولاد وكلموني، واداهم كارت ..
هاني بص في الكارت، قرا إسم المحامي، أستاذ أيوب الزيني .. أنا سمعت الإسم دا قبل كدا ..
انتظروا الحلقة الثانية ،،،
#العائلة_الملعونةة#الحلقة_الثانيةبط شرطة يعني، وبحكم ان أستاذ أيوب محامي كبير ..
الليلة دي العيلة منامتش .. وعقدوا اجتماع عشان يناقشوا موضوع البيت ..
حاتم وسارة كانوا رافضين .. لكن هاني، وعايدة مرات حاتم كانوا مؤيدين للفكرة، وبيقولوا ليه لأ ..
أبونا قصر كتير في حقنا، أهملنا سنين، دوقنا مرار اليتم وهو عايش، إيه المانع اننا ناخد تعويض بسيط عن الأيام الصعبة اللي عيشناها بسببه .
هاني وعايدة ضغطوا كتير على حاتم لحد ما وافق، لكن سارة لآخر لحظة كانت رافضة الموضوع، حتى بعد ما ناقشت أسباب الرفض مع اخواتها وأقنعوها، لكن فضلت رافضة من غير سبب، لمجرد ان قلبها مقبوض ومش عايزة تسيب بيت جدتها ..
في النهاية كلهم خرجوا في الميعاد اللي حدده أستاذ أيوب، وراحوا يستلموا بيتهم الجديد، عفوا، أقصد بيتهم القديم ..
مش عايز أوصفلك شكل البيت كتير، أنا بس هقولك جملة واحد تقدر على ضوئها تتخيل شكل البيت ..
هو بيت ينتمي لطراز معماري وزمني انتهوا من 300 سنة، بس كدا ..
وانت داخل بوابة البيت هتحس انك بتعبر من الحاضر للماضي ..
البيت من الداخل كان واسع جدا، تقدر تقول زي ما بيقول المثل، يرمح فيه الخيل، غرف كتيرة جدا، وواسعة جدا جدا ..
بس بالرغم من كدا، شعور عام بالانقباض مسيطر على الكل، بس محدش فيهم عايز يعترف بيه أو يحكيه لحد ..
كل فرد من أفراد العيلة، كان عنده طموحات وأحلام مستني يحققها من ورا البيت دا ..
دخلوا الأوض، حطوا شنطهم، وخرجوا اتقابلوا في صالة البيت علشان ياكلوا ..
سارة كانت جايبة معاها شوية نواشف، عيش، ومعلبات كتير، جبنة بقى وتونة ومربى، شوية بقالة يعني، ما هي لسه متعرفش حد في المنطقة الجديدة اللي هتعيش فيها، ومش عارفة هتجيب أكلها منين في البيت دا فعملت حسابها ..
سارة كانت أول واحدة خرجت من أوضتها، وبدأت ترص الأطباق على السفرة، وقعدت تستنى اخواتها لما يخرجوا من أوضهم ..
بعد حوالي ربع ساعة اتجمعوا كلهم على السفرة وبدأوا ياكلوا .. في مشهد يشبه لوحة العشاء الأخير لدافنشي ..
بعد الأكل، هاني كان لازم ينزل لأنه عنده نباطشية ليل، وقف قدام المراية الكبيرة اللي في نص الصالة عشان يعدل هندامه ويساوي شعره .. بس ثانية واحدة ثانية واحدة ..
هو الإنسان لما بيقف قدام المراية بيشوف إيه ؟
المفروض بيشوف صورته صح ؟
طيب لو كانت مراية قديمة في بيت قديم، مراية شكلها مطفي، لما تبص فيها كأنك بتبص في بحيرة ميتة في ضلمة الليل ؟ كدا المفروض تشوف إيه ؟ صورتك برضو ؟
دا اللي حصل مع هاني، مشافش وشه هو .. شاف وش تاني خالص .. الأستاذ أيوب المحامي ..
كان بيبتسم ابتسامة غير مريحة، ابتسامة تبعث على الخوف أكتر ما تبعث على الاطمئنان .
وهو أصلا كون انك تبص في المراية فتشوف وش حد تاني غيرك، دا مش سبب كافي عشان تخاف ؟
هاني كمان خاف، لكنه قدر يتحكم في خوفه ويملك أعصابه .. ورفع إيده اليمين مسح بيها على شعره ..
في نفس اللحظة كان الأستاذ أيوب بيمسح بإيده اليمين على شعره .. وانا لما بقول في نفس اللحظة أقصد المعنى الحرفي .. في نف#العائلة_الملعونةةةةوقت كان الأستاذ أيوب بيعمل نفس الشيء ..
هاني مقدرش يكمل ..وقف .. اتسمر مكانه وكل خلية في جسمه بترتعش من الخوف ..
وقف الأستاذ أيوب هو كمان يبصله، يبصله بس، من غير ما يعمل أي حاجة ..
بعد ثواني الأستاذ أيوب خرج مسدس من جنبه ..
صوبه للحظة ناحية هاني، هاني ارتعب، كان عايز يهرب بس مقدرش، حس ان عروقه بيجري فيه صمغ مش دم ..
انتظروا الحلقة الثالثة،،،
#العائلة_الملعونةة#الحلقة_الثالثة جدا، بس من غير صوت، هاني كان شايف طبعا ومش سامع .. لكن بالرغم من كدا، هو حس ان أصداء الضحكة دي بتتردد جواه هو ..
بعد ما ضحك كشر فجأة، وحط المسدس في بؤه، وأطلق الرصاص على نفسه ..
راسه انفجرت لشظايا وتناثرت في كل مكان، والدم غرق المراية ..
في الوقت نفسه انهارت كل قوى هاني، مقدرش بقى يتحكم في أعصابه أكتر من كدا، ووقع على الأرض مغمى عليه بعد ما صرخ أكتر من صرخة متتالية ..
اخواته جريوا عليه، حاولوا يفوقوه، كان بيرتعش، كان جسمه بينتفض بقوة ..
لحسن الحظ ان كان معاهم دكتور حاتم، المتخصص في الأمراض العصبية ..
حاتم قدر ان اللي عند اخوه حالة انهيار عصبي لسه أسبابها مش واضحة، لكن الأفضل دلوقتي انه ياخد حقنة مهدئة وينام شوية، ولما يفوق هنعرف إيه اللي حصله ..
لحسن الحظ برضو ان الحقنة دي كانت موجودة مع حاتم، اداها لهاني، وشاله هو وسارة وساعدتهم عايدة، ودخلوه أوضته، نيموه على السرير، وغطوه بكوفيرتة خفيفة .. خليك فاكر ..
غطوه بكوفيرته خفيفة .. وخرجوا ..
كان بدأ يجيلهم إحساس ان البيت دا مش مريح، البيت دا فيه سر غامض .. ريحة المكان وشكله وكل حاجة هنا متطمنش ..
وبعدين إيه اللي حصل لهاني يخليه ينهار عصبيا بالشكل دا ؟ هو كان واقف قدام المراية مش أكتر ..
إيه اللي شافه يعني في المراية يعرضه للصدمة العصبية دي ؟
حاتم لأنه دكتور، هو كان عارف ان محدش ممكن يحصله انهيار عصبي غير لو تعرض لضغط عصبي شديد جدا ..
دا رأي العلم يعني، ومن العلم ما قتل على رأي الشاعر ..
اتحرك حاتم ناحية المراية بخطوات ثابتة .. وبص فيه .. واااااا ..
مشافش أي شيء غير طبيعي، شاف نفسه، شاف صورته هو ..
وقف شوية يبص لنفسه، جاله شعور غريب انه بيشوف نفسه لأول مرة في حياته .. الملامح هي هي مفيهاش حاجة اتغيرت، بس نظرته لنفسه اللي اتغيرت كتير أوي ..
وفجأة حصل شيء غريب .. هقولك عليه حالا، بس هنضطر نسيب حاتم قدام المراية دلوقتي وندخل نطمن على هاني ..
متقلقش، هنرج نلاقي حاتم لسه زي ما هو، واقف قدام المراية .
إحنا دلوقتي دخلنا أوضة هاني، فاكر هاني كان متغطي بإيه ؟
بتقول كوفيرته خفيفة ؟ مين قال كدا ؟ أنا قولتلك كدا ؟ لا أرجوك راجع نفسك كويس، متسيبش ذاكرتك تخونك، أنا قولتلك انه متغطي بورق جرايد قديمة .. جرايد تاريخ صدورها فات من 6 سنين ..
هاني فاق، يظهر ان الأخبار اللي كان متغطي بيها كانت أخبار مزعجة .. هاها، آسف على المزحة التقيلة دي ..
أنا بحاول قدر الإمكان اخفف عنك الصدمة اللي جاية بعد ثواني ..
لما شاف نفسه في الوضع الغريب دا، نايم على السرير ومتغطي بورق جرايد، كان مستغرب على مخضوض ..
المهم في الموضوع ان عينه وقعت على صورة، في الجرنال .. صورة حد هو يعرفه كويس، أو بقى مؤخرا يعرفه كويس ..
الأستاذ أيوب المحامي، بس كان شكله في الصورة أصغر من الشكل اللي شافه في الحقيقة، وملامحه أكتر وداعة وسلام .. لكن مش المهم في الصورة، المهم في المانشيت اللي كان مكتوب فوق الصورة ..
بالبونط العريض كان مكتوب، انتحـ.ـار المحامي أيوب عبد السلام برصاصة في الحلق ..
انتظروا الحلقة الأخيرة،،،#العائلة_الملعونةةوقت#العائلة_الملعونةة
#العائلة_الملعونةة#الحلقة_الأخيرةته، وهنخرج لحاتم اللي لسه واقف قدام المراية بيتفرج على صورته كأنه أول مرة يشوفها ..
هو في الحقيقة فعلا أول مرة يشوفها، لأن حاتم اللي جوا المراية، بدأ يتحرك، رغم ان حاتم اللي برا المراية لسه واقف ساكن ..
بدأ يبتسم، رغم ان حاتم مكانش بيبتسم ..
حاتم اللي في المراية بدأ يتحرك، كان بيتحرك في عالم تاني خالص، غير اللي موجود في الواقع برا المراية ..
كان ماشي في ممر طويل، ممر في مستشفى، وماسك في إيده حقنة ..
حاتم عارف الممر دا كويس، مش بس الممر، هو عارف المشهد كله على بعضه .. فاكره كويس يعني وعارف ايه اللي حصل يومها ..
بيدخل حاتم على غرفة من غرف المستشفى، بيبص حواليه كويس، وبيقفل الباب ..
نرجع تاني لهاني ..
الخبر اللي كان مكتوب في الجرنال، هو خبر انتحار المحامي أيوب عبد السلام ..
تفاصيل الخبر ان المحامي دا انتحر بعد ما لقى جثة ابنه الوحيد ..
ابنه اللي كان مختفي قسريا ومحدش يعرف مكانه، فجأة جثته ظهرت، المجرمين اللي قتلوه رموه في مقلب زبالة ..
اسم الولد المسكين دا كان رامي ..
رامي أيوب عبد السلام .. الاسم رجع تاني يتردد في دماغ هاني .. رجع يفتكر كل اللي حصل من ست سنين ..
دا طالب الجامعة المسكين اللي هاني باشا كسر عليه بعربيته في يوم وهو ماشي في الشارع .. وبعدين نزل اتخانق معاه .. الناس اتلمت ..
والمشادة اتطورت لاشتباك بالأيدي، الولد كان بطل ملاكمة أصلا، وكانت بنيته الجسدية قوية، زق هاني زقة جامدة وقعه على الأرض، قدام كل الناس، والأهم من كل الناس، قدام خطيبته اللي كانت راكبة جنبه في الوقت دا ..
بعدها بأقل من ساعتين، هاني أصدر قراره بتصفية رامي .. كنت فاكر انك نسيت يا هاني والموضوع خلص .. لكن واضح ان مفيش حاجة بتنتهي ..
هاني خرج من الأوضة #العائلة_الملعونةةنةةوقتة بيشوف نفسه وهو بيخلص على واحد من المرضى بتوعه اللي وصلوا لمراحل مرضية خطيرة .. بيمارس هواية القتل الرحيم اللي كان مغرم بيها ..
الدكتور حاتم ملاك الرحمة نصب نفسه إله وكان بيقرر مين يستحق الحياة ومين ميستحقهاش ..
حاتم مقدرش يكمل .. بعد عن المراية فورا .. اترمى على أقرب كرسي وفضل يبكي .. يبكي .
راحت ناحيته عايدة مراته .. مقدرتش تقاوم الفضول، بصت في المراية هي كمان ..
ويا ريتها ما بصت ...
شافت نفسها في ليلة شتوية، الدنيا بتمطر، صوت الرعد بيضرب شبابيك البيوت، وكل الناس نايمين ..
وجوزها حاتم، في المستشفى، عنده شيفت ليل ..
عايدة كانت واقفة قدام المراية بتتذوق، وبتحط البيرفيوم المفضلة عندها، لابسة أج#العائلة_الملعونةةئلة_الملعونةةالملعونةةقالت احنا لازم نمشي من هنا فورا .. لازم نخرج من البيت دا ومنقعدش فيه ولا دقيقة واحدة ..
شالوا شنطهم، ونزلوا السلم، إيه المفروض يحصل دلوقتي ؟
برافو عليك، صح، مفروض يفتحوا باب البيت ويخرجوا ..
بس هو فين باب البيت ؟
باب البيت مش موجود ..
مفيش غير حيطة من الحجر الصلب .
قالوا لبعضهم بس احنا دخلنا من باب، يعني إيه أصلا بيت يكون من غير باب ؟
وهو يعني إيه مراية فيها كل أسرار حياتنا ؟
ويعني إيه محامي مات من ست سنين هو اللي يجيبنا المكان دا ..
حاولوا يدوروا على الباب، أو على أي منفذ، أي شباك .. لكن ملقوش خرم إبرة يخرجوا منه للشارع ..
مكانوش محبوسين في بيت، كانوا محبوسين في قلعة حصينة ..
دوروا في كل مكان على أي حاجة يكسروا بيها الحيطان .. مكانش معاهم غير سواعدهم .. واللي طبعا مكانتش كفاية عشان تهربهم من المعتقل المنيع دا ..
رجعوا تاني طلعوا فوق، وحاولوا يستجمعوا تركيزهم علشان يقدروا يفكروا هيعملوا إيه في الورطة دي ؟
معقول نهايتهم هتيجي في المكان دا ؟
كل الموبايلات مفيهاش نيتوورك، تصرخ مهما تصرخ صوتك مش هيوصل لحد .. انت بتواجه نهايتك ..
لما طلعوا فوق للمرة التانية عشان يقعدوا ويفكروا ..
شافوا شيء غريب حصل، المراية الكبيرة اللي كانت في الصالة كبرت .. تمددت، وبقت مالية كل حيطان المكان ..
أي زاوية هتبص فيها هتشوف نفسك، مش نفسك بس لأ، هتشوف خبايا نفسك اللي مكنتش عايز حد يعرفها ..
عايدة شافت جوزها الدكتور المحترم وهو بيقتل مرضاه ..
وحاتم شاف حرمه المصون وهي في حضن أخوه .. وكلهم شافوا سارة وهي بتسرق الفلوس منش نط صاحباتها علشان تشتري بيها مخدرات .. وتحول الأمر انها بقت تسرق اخواتها ..
المرايات بتعرض كل شيء، بتعرض كل فضحية صاحبها كان فاكر انها ماتت واتدفنت ..
في الأول حاولوا يغطوا المرايات أو يكسروها، مكانش فيه فايدة .. واضح ان الهدف كان محدد وصريح ..
انهم يتحبسوا مع حقيقيتهم، ومفيش مفر من الحقيقة ..
بدأوا كلهم يتخانقوا مع بعض، بدأوا يضربوا بعض ..
لحد ما هاني قرر ينهي كل اللي بيحصل ..
طلع مسدسه، وضرب عليهم كلهم النار .. قتلهم كلهم ووقف يبص لمنظر جثثهم وهي مرمية على الأرض وغرقانة في الدم ..
من جواه كان حاسس ان كلهم خونة، وكلهم يستحقوا الموت، حتى هو كمان .. يستحق نفس المصير ..
فضل مشهد انتحار أستاذ أيوب يلح على خياله، وقف قدام المراية عشان يشوف نفسه وهو بيعيد المشهد وبيحقق عدالة **** على الأرض ..
كان مستني يشوف في المراية صورة الأستاذ أيوب، أو حتى إبنه رامي .. لكنه شاف حد تاني خالص ..
شاف مرات ابوه، بتبصله وبتبتسم .. كأنها بتقوله أنا اللي ورا كل دا، أنا اللي جيبتكم هنا وكشفتكم قدام بعض ..
أنا اللي قتلتكم زي ما قتلت أمكم زمان ..
أيوه عرضتله المشهد دا في المراية، كانوا ***** صغيرين، وكانت جارة امهم وصاحبتها ..
أمهم كانت مريضة سكر، وكانت تعابنة وداخلة على غيبوبة سكر، واتظاهرت هي انها بتساعدها، وادتها جرعة أنسولين .. كانت القاضية، قتلتها وخدت جوزها منها ..
ودلوقتي بتقتل آخر واحد في أولادها ...
بدأت تشجع هاني انه يضرب ..
كان حاطط المسدس في بؤه، وهي واقفة قصده في المراية، بتحفزه، بتشاورله اشارات معناها إضرب .. دوس على الزناد .. خلص الحكاية ..
وضرب هاني .. ووقع جنب اخواته .. ووقفت الساحرة في المراية تبصلهم وتضحك .. تضحك ..
فرحانة لأنها أنهت قصة كتبها الشيطان شخصيا، ونفذتها واحدة من أنجب تلامذتهة ..#ملك الرعب
#العائلة_الملعونةة
مين كان يتخيل إن عيلة بسيطة زي عيلة دكتور حاتم تعيش تجربة غامضة ومخيفة زي اللي هحكيه دلوقتي ..
3 أخوات، حاتم بيشتغل دكتور، وهو كبير العيلة، عايش مع اخواته الاتنين في نفس البيت ..
هاني ودا ظابط شرطة، وسارة، بتشتغل موديل إعلانات وبتحاول تشق طريقها في التمثيل ..
ال3 إخوات علاقتهم اتقطعت بالأب تقريبا من يوم ما أمهم ماتت، كان عمر سارة وقتها سنتين، وعمر حاتم كان 10 سنين .. كلهم كانوا ***** يعني، عاشوا واتربوا عند جدتهم لأمهم، أما الأب، سافر مع مراته المغربية .. متعرفش قدرت ازاي تقسي قلبه على ولاده وتخليه يرمي الدنيا كلها ويمشي وراها ..
مش مجرد قوة تأثير الست على الراجل، كان فيه سبب تاني غامض ..
الولاد دايما يفتكروا من حواديت جدتهم كلامها عن مرات ابوهم، كانت بتقولهم هي اللي قتلت أمكم، موتتها بحسرتها، السحارة بتاعة العفاريت .. وهي اللي خطفت ابوكم من على ولاده ..
التلات اخوات كبروا واتربوا على كره مرات ابوهم، مش عايز أقول وكره أبوهم كمان، لكن الحقيقة هما كانوا بيعتبروا أبوهم مات ..
جدتهم هي اللي ربتهم وهي اللي علمتهم، ومبقوش أيتام رسميا غير بعد ما ماتت ..
لما الولاد كبروا نقدر نقول ان المسافات بينهم اتسعت، كل واحد بقى عنده حياته اللي مشغول فيها، كل واحد عنده مشاكله ..
هاني اتجوز دكتورة زميلته اسمها عايدة، كانت جميلة، لا ست بمعنى الكلمة يعني، واخدة بالها من نفسها ومن جمالها رغم ان الشغل في مهنة الطب يمكن يكون بيقتل أنوثة الست .. لكن عايدة لا ..
عرفتكم بالعيلة خلاص ؟ خلينا بقى ندخل في المهم ..
في يوم كدا عرفوا الولاد من بعيد يعني بخبر وفاة مرات ابوهم، مفرقش معاهم يعني، عادي .. كلنا هنموت ..
يمكن كل واحد فيهم من جواه كان بيتمنالها موتة أظرف من كدا ..
يعني بيت يولع بيها .. قطر ياخدها تحت عجلاته ويسافر بيها 6 محافظات .. حاجة تستاهلها ..
مش تدخل أوضتها عشان تنام، فمتصحاش تاني .. دي موتة هادية تليق بمربية أيتام، مش دجالة عاشت نص حياتها تشتغل في السحر الأسود وإيذاء الناس، لكن عموما الموت والحياة شأن إلهي خاص، وميصحش التدخل فيه ..
آهي دلوقتي قابلت وجه رب كريم، وعند **** يجتمع الخصوم ..
بعد أقل من سنة، جالهم خبر وفاة أبوهم كمان .. للأمانة محضروش جنازته ولا أخدوا عزاه ..
هو اللي لغى دوره في حياتهم من زمان، وهدم أي جسور تعاطف ممكن تتبني بينهم وبينه ..
هما حتى مكانوش يعرفوا ابوهم رجع من السفر إمتى، ولا يعرفوا كان عايش فين، محاولش يتواصل معاهم لما رجع من السفر، ومعلوماتهم انه باع بيته قبل ما يسافر ..
لكن الشيء الغريب ان جالهم محامي من طرف أبوهم، محامي محترم، شكله وهيئته بيقولوا كدا يعني ..
عنده حوالي ستين سنة، شعره كله أبيض، وعنده دقن خفيفة، لونها أبيض برضو، وبيلبس بدل كلاسيكية قديمة نوعا ما، لكن شكلها لايق عليه، متحسش انها قديمة ..
المحامي عرفهم بنفسه، وقالهم انه المحامي الخاص بأبوهم ..
وان أبوهم سايبلهم بيت بإسمهم، لازم يروحوا يعيشوا فيه ..
قالوله بيت إيه، معلوماتنا ان أبونا باع بيته قبل ما يسافر ..
المحامي قالهم دا بيت قديم بتاع العيلة، كان عليه نزاعات وقضايا وابوكم كسبها في النهاية ..
الولاد قالوا شكرا، مش عايزين منه حاجة، المحامي قالهم أنا مقدر موقفكم، وعارف انتو قد إيه زعلانين من الوالد **** يرحمه، بس لو عايزين نصيحتي ؟ خدوا البيت دا حقكم ..
أبوكم كدا كدا مات، مش هيرجع تاني عشان تصفوا معاه خلافاتكم .. لكن البيت دا فيه ناس كتير أوي حاطين عينهم عليه ..دا بيت قديم، تاريخ يعني .. ولو حد عنده عقلة استثمارية حط إيده عليه، يقدر يحوله مزار سياحي ويكسب من وراه الدهب .. فكروا فيه يا ولاد وكلموني، واداهم كارت ..
هاني بص في الكارت، قرا إسم المحامي، أستاذ أيوب الزيني .. أنا سمعت الإسم دا قبل كدا ..
انتظروا الحلقة الثانية ،،،
#العائلة_الملعونةة#الحلقة_الثانيةبط شرطة يعني، وبحكم ان أستاذ أيوب محامي كبير ..
الليلة دي العيلة منامتش .. وعقدوا اجتماع عشان يناقشوا موضوع البيت ..
حاتم وسارة كانوا رافضين .. لكن هاني، وعايدة مرات حاتم كانوا مؤيدين للفكرة، وبيقولوا ليه لأ ..
أبونا قصر كتير في حقنا، أهملنا سنين، دوقنا مرار اليتم وهو عايش، إيه المانع اننا ناخد تعويض بسيط عن الأيام الصعبة اللي عيشناها بسببه .
هاني وعايدة ضغطوا كتير على حاتم لحد ما وافق، لكن سارة لآخر لحظة كانت رافضة الموضوع، حتى بعد ما ناقشت أسباب الرفض مع اخواتها وأقنعوها، لكن فضلت رافضة من غير سبب، لمجرد ان قلبها مقبوض ومش عايزة تسيب بيت جدتها ..
في النهاية كلهم خرجوا في الميعاد اللي حدده أستاذ أيوب، وراحوا يستلموا بيتهم الجديد، عفوا، أقصد بيتهم القديم ..
مش عايز أوصفلك شكل البيت كتير، أنا بس هقولك جملة واحد تقدر على ضوئها تتخيل شكل البيت ..
هو بيت ينتمي لطراز معماري وزمني انتهوا من 300 سنة، بس كدا ..
وانت داخل بوابة البيت هتحس انك بتعبر من الحاضر للماضي ..
البيت من الداخل كان واسع جدا، تقدر تقول زي ما بيقول المثل، يرمح فيه الخيل، غرف كتيرة جدا، وواسعة جدا جدا ..
بس بالرغم من كدا، شعور عام بالانقباض مسيطر على الكل، بس محدش فيهم عايز يعترف بيه أو يحكيه لحد ..
كل فرد من أفراد العيلة، كان عنده طموحات وأحلام مستني يحققها من ورا البيت دا ..
دخلوا الأوض، حطوا شنطهم، وخرجوا اتقابلوا في صالة البيت علشان ياكلوا ..
سارة كانت جايبة معاها شوية نواشف، عيش، ومعلبات كتير، جبنة بقى وتونة ومربى، شوية بقالة يعني، ما هي لسه متعرفش حد في المنطقة الجديدة اللي هتعيش فيها، ومش عارفة هتجيب أكلها منين في البيت دا فعملت حسابها ..
سارة كانت أول واحدة خرجت من أوضتها، وبدأت ترص الأطباق على السفرة، وقعدت تستنى اخواتها لما يخرجوا من أوضهم ..
بعد حوالي ربع ساعة اتجمعوا كلهم على السفرة وبدأوا ياكلوا .. في مشهد يشبه لوحة العشاء الأخير لدافنشي ..
بعد الأكل، هاني كان لازم ينزل لأنه عنده نباطشية ليل، وقف قدام المراية الكبيرة اللي في نص الصالة عشان يعدل هندامه ويساوي شعره .. بس ثانية واحدة ثانية واحدة ..
هو الإنسان لما بيقف قدام المراية بيشوف إيه ؟
المفروض بيشوف صورته صح ؟
طيب لو كانت مراية قديمة في بيت قديم، مراية شكلها مطفي، لما تبص فيها كأنك بتبص في بحيرة ميتة في ضلمة الليل ؟ كدا المفروض تشوف إيه ؟ صورتك برضو ؟
دا اللي حصل مع هاني، مشافش وشه هو .. شاف وش تاني خالص .. الأستاذ أيوب المحامي ..
كان بيبتسم ابتسامة غير مريحة، ابتسامة تبعث على الخوف أكتر ما تبعث على الاطمئنان .
وهو أصلا كون انك تبص في المراية فتشوف وش حد تاني غيرك، دا مش سبب كافي عشان تخاف ؟
هاني كمان خاف، لكنه قدر يتحكم في خوفه ويملك أعصابه .. ورفع إيده اليمين مسح بيها على شعره ..
في نفس اللحظة كان الأستاذ أيوب بيمسح بإيده اليمين على شعره .. وانا لما بقول في نفس اللحظة أقصد المعنى الحرفي .. في نف#العائلة_الملعونةةةةوقت كان الأستاذ أيوب بيعمل نفس الشيء ..
هاني مقدرش يكمل ..وقف .. اتسمر مكانه وكل خلية في جسمه بترتعش من الخوف ..
وقف الأستاذ أيوب هو كمان يبصله، يبصله بس، من غير ما يعمل أي حاجة ..
بعد ثواني الأستاذ أيوب خرج مسدس من جنبه ..
صوبه للحظة ناحية هاني، هاني ارتعب، كان عايز يهرب بس مقدرش، حس ان عروقه بيجري فيه صمغ مش دم ..
انتظروا الحلقة الثالثة،،،
#العائلة_الملعونةة#الحلقة_الثالثة جدا، بس من غير صوت، هاني كان شايف طبعا ومش سامع .. لكن بالرغم من كدا، هو حس ان أصداء الضحكة دي بتتردد جواه هو ..
بعد ما ضحك كشر فجأة، وحط المسدس في بؤه، وأطلق الرصاص على نفسه ..
راسه انفجرت لشظايا وتناثرت في كل مكان، والدم غرق المراية ..
في الوقت نفسه انهارت كل قوى هاني، مقدرش بقى يتحكم في أعصابه أكتر من كدا، ووقع على الأرض مغمى عليه بعد ما صرخ أكتر من صرخة متتالية ..
اخواته جريوا عليه، حاولوا يفوقوه، كان بيرتعش، كان جسمه بينتفض بقوة ..
لحسن الحظ ان كان معاهم دكتور حاتم، المتخصص في الأمراض العصبية ..
حاتم قدر ان اللي عند اخوه حالة انهيار عصبي لسه أسبابها مش واضحة، لكن الأفضل دلوقتي انه ياخد حقنة مهدئة وينام شوية، ولما يفوق هنعرف إيه اللي حصله ..
لحسن الحظ برضو ان الحقنة دي كانت موجودة مع حاتم، اداها لهاني، وشاله هو وسارة وساعدتهم عايدة، ودخلوه أوضته، نيموه على السرير، وغطوه بكوفيرتة خفيفة .. خليك فاكر ..
غطوه بكوفيرته خفيفة .. وخرجوا ..
كان بدأ يجيلهم إحساس ان البيت دا مش مريح، البيت دا فيه سر غامض .. ريحة المكان وشكله وكل حاجة هنا متطمنش ..
وبعدين إيه اللي حصل لهاني يخليه ينهار عصبيا بالشكل دا ؟ هو كان واقف قدام المراية مش أكتر ..
إيه اللي شافه يعني في المراية يعرضه للصدمة العصبية دي ؟
حاتم لأنه دكتور، هو كان عارف ان محدش ممكن يحصله انهيار عصبي غير لو تعرض لضغط عصبي شديد جدا ..
دا رأي العلم يعني، ومن العلم ما قتل على رأي الشاعر ..
اتحرك حاتم ناحية المراية بخطوات ثابتة .. وبص فيه .. واااااا ..
مشافش أي شيء غير طبيعي، شاف نفسه، شاف صورته هو ..
وقف شوية يبص لنفسه، جاله شعور غريب انه بيشوف نفسه لأول مرة في حياته .. الملامح هي هي مفيهاش حاجة اتغيرت، بس نظرته لنفسه اللي اتغيرت كتير أوي ..
وفجأة حصل شيء غريب .. هقولك عليه حالا، بس هنضطر نسيب حاتم قدام المراية دلوقتي وندخل نطمن على هاني ..
متقلقش، هنرج نلاقي حاتم لسه زي ما هو، واقف قدام المراية .
إحنا دلوقتي دخلنا أوضة هاني، فاكر هاني كان متغطي بإيه ؟
بتقول كوفيرته خفيفة ؟ مين قال كدا ؟ أنا قولتلك كدا ؟ لا أرجوك راجع نفسك كويس، متسيبش ذاكرتك تخونك، أنا قولتلك انه متغطي بورق جرايد قديمة .. جرايد تاريخ صدورها فات من 6 سنين ..
هاني فاق، يظهر ان الأخبار اللي كان متغطي بيها كانت أخبار مزعجة .. هاها، آسف على المزحة التقيلة دي ..
أنا بحاول قدر الإمكان اخفف عنك الصدمة اللي جاية بعد ثواني ..
لما شاف نفسه في الوضع الغريب دا، نايم على السرير ومتغطي بورق جرايد، كان مستغرب على مخضوض ..
المهم في الموضوع ان عينه وقعت على صورة، في الجرنال .. صورة حد هو يعرفه كويس، أو بقى مؤخرا يعرفه كويس ..
الأستاذ أيوب المحامي، بس كان شكله في الصورة أصغر من الشكل اللي شافه في الحقيقة، وملامحه أكتر وداعة وسلام .. لكن مش المهم في الصورة، المهم في المانشيت اللي كان مكتوب فوق الصورة ..
بالبونط العريض كان مكتوب، انتحـ.ـار المحامي أيوب عبد السلام برصاصة في الحلق ..
انتظروا الحلقة الأخيرة،،،#العائلة_الملعونةةوقت#العائلة_الملعونةة
#العائلة_الملعونةة#الحلقة_الأخيرةته، وهنخرج لحاتم اللي لسه واقف قدام المراية بيتفرج على صورته كأنه أول مرة يشوفها ..
هو في الحقيقة فعلا أول مرة يشوفها، لأن حاتم اللي جوا المراية، بدأ يتحرك، رغم ان حاتم اللي برا المراية لسه واقف ساكن ..
بدأ يبتسم، رغم ان حاتم مكانش بيبتسم ..
حاتم اللي في المراية بدأ يتحرك، كان بيتحرك في عالم تاني خالص، غير اللي موجود في الواقع برا المراية ..
كان ماشي في ممر طويل، ممر في مستشفى، وماسك في إيده حقنة ..
حاتم عارف الممر دا كويس، مش بس الممر، هو عارف المشهد كله على بعضه .. فاكره كويس يعني وعارف ايه اللي حصل يومها ..
بيدخل حاتم على غرفة من غرف المستشفى، بيبص حواليه كويس، وبيقفل الباب ..
نرجع تاني لهاني ..
الخبر اللي كان مكتوب في الجرنال، هو خبر انتحار المحامي أيوب عبد السلام ..
تفاصيل الخبر ان المحامي دا انتحر بعد ما لقى جثة ابنه الوحيد ..
ابنه اللي كان مختفي قسريا ومحدش يعرف مكانه، فجأة جثته ظهرت، المجرمين اللي قتلوه رموه في مقلب زبالة ..
اسم الولد المسكين دا كان رامي ..
رامي أيوب عبد السلام .. الاسم رجع تاني يتردد في دماغ هاني .. رجع يفتكر كل اللي حصل من ست سنين ..
دا طالب الجامعة المسكين اللي هاني باشا كسر عليه بعربيته في يوم وهو ماشي في الشارع .. وبعدين نزل اتخانق معاه .. الناس اتلمت ..
والمشادة اتطورت لاشتباك بالأيدي، الولد كان بطل ملاكمة أصلا، وكانت بنيته الجسدية قوية، زق هاني زقة جامدة وقعه على الأرض، قدام كل الناس، والأهم من كل الناس، قدام خطيبته اللي كانت راكبة جنبه في الوقت دا ..
بعدها بأقل من ساعتين، هاني أصدر قراره بتصفية رامي .. كنت فاكر انك نسيت يا هاني والموضوع خلص .. لكن واضح ان مفيش حاجة بتنتهي ..
هاني خرج من الأوضة #العائلة_الملعونةةنةةوقتة بيشوف نفسه وهو بيخلص على واحد من المرضى بتوعه اللي وصلوا لمراحل مرضية خطيرة .. بيمارس هواية القتل الرحيم اللي كان مغرم بيها ..
الدكتور حاتم ملاك الرحمة نصب نفسه إله وكان بيقرر مين يستحق الحياة ومين ميستحقهاش ..
حاتم مقدرش يكمل .. بعد عن المراية فورا .. اترمى على أقرب كرسي وفضل يبكي .. يبكي .
راحت ناحيته عايدة مراته .. مقدرتش تقاوم الفضول، بصت في المراية هي كمان ..
ويا ريتها ما بصت ...
شافت نفسها في ليلة شتوية، الدنيا بتمطر، صوت الرعد بيضرب شبابيك البيوت، وكل الناس نايمين ..
وجوزها حاتم، في المستشفى، عنده شيفت ليل ..
عايدة كانت واقفة قدام المراية بتتذوق، وبتحط البيرفيوم المفضلة عندها، لابسة أج#العائلة_الملعونةةئلة_الملعونةةالملعونةةقالت احنا لازم نمشي من هنا فورا .. لازم نخرج من البيت دا ومنقعدش فيه ولا دقيقة واحدة ..
شالوا شنطهم، ونزلوا السلم، إيه المفروض يحصل دلوقتي ؟
برافو عليك، صح، مفروض يفتحوا باب البيت ويخرجوا ..
بس هو فين باب البيت ؟
باب البيت مش موجود ..
مفيش غير حيطة من الحجر الصلب .
قالوا لبعضهم بس احنا دخلنا من باب، يعني إيه أصلا بيت يكون من غير باب ؟
وهو يعني إيه مراية فيها كل أسرار حياتنا ؟
ويعني إيه محامي مات من ست سنين هو اللي يجيبنا المكان دا ..
حاولوا يدوروا على الباب، أو على أي منفذ، أي شباك .. لكن ملقوش خرم إبرة يخرجوا منه للشارع ..
مكانوش محبوسين في بيت، كانوا محبوسين في قلعة حصينة ..
دوروا في كل مكان على أي حاجة يكسروا بيها الحيطان .. مكانش معاهم غير سواعدهم .. واللي طبعا مكانتش كفاية عشان تهربهم من المعتقل المنيع دا ..
رجعوا تاني طلعوا فوق، وحاولوا يستجمعوا تركيزهم علشان يقدروا يفكروا هيعملوا إيه في الورطة دي ؟
معقول نهايتهم هتيجي في المكان دا ؟
كل الموبايلات مفيهاش نيتوورك، تصرخ مهما تصرخ صوتك مش هيوصل لحد .. انت بتواجه نهايتك ..
لما طلعوا فوق للمرة التانية عشان يقعدوا ويفكروا ..
شافوا شيء غريب حصل، المراية الكبيرة اللي كانت في الصالة كبرت .. تمددت، وبقت مالية كل حيطان المكان ..
أي زاوية هتبص فيها هتشوف نفسك، مش نفسك بس لأ، هتشوف خبايا نفسك اللي مكنتش عايز حد يعرفها ..
عايدة شافت جوزها الدكتور المحترم وهو بيقتل مرضاه ..
وحاتم شاف حرمه المصون وهي في حضن أخوه .. وكلهم شافوا سارة وهي بتسرق الفلوس منش نط صاحباتها علشان تشتري بيها مخدرات .. وتحول الأمر انها بقت تسرق اخواتها ..
المرايات بتعرض كل شيء، بتعرض كل فضحية صاحبها كان فاكر انها ماتت واتدفنت ..
في الأول حاولوا يغطوا المرايات أو يكسروها، مكانش فيه فايدة .. واضح ان الهدف كان محدد وصريح ..
انهم يتحبسوا مع حقيقيتهم، ومفيش مفر من الحقيقة ..
بدأوا كلهم يتخانقوا مع بعض، بدأوا يضربوا بعض ..
لحد ما هاني قرر ينهي كل اللي بيحصل ..
طلع مسدسه، وضرب عليهم كلهم النار .. قتلهم كلهم ووقف يبص لمنظر جثثهم وهي مرمية على الأرض وغرقانة في الدم ..
من جواه كان حاسس ان كلهم خونة، وكلهم يستحقوا الموت، حتى هو كمان .. يستحق نفس المصير ..
فضل مشهد انتحار أستاذ أيوب يلح على خياله، وقف قدام المراية عشان يشوف نفسه وهو بيعيد المشهد وبيحقق عدالة **** على الأرض ..
كان مستني يشوف في المراية صورة الأستاذ أيوب، أو حتى إبنه رامي .. لكنه شاف حد تاني خالص ..
شاف مرات ابوه، بتبصله وبتبتسم .. كأنها بتقوله أنا اللي ورا كل دا، أنا اللي جيبتكم هنا وكشفتكم قدام بعض ..
أنا اللي قتلتكم زي ما قتلت أمكم زمان ..
أيوه عرضتله المشهد دا في المراية، كانوا ***** صغيرين، وكانت جارة امهم وصاحبتها ..
أمهم كانت مريضة سكر، وكانت تعابنة وداخلة على غيبوبة سكر، واتظاهرت هي انها بتساعدها، وادتها جرعة أنسولين .. كانت القاضية، قتلتها وخدت جوزها منها ..
ودلوقتي بتقتل آخر واحد في أولادها ...
بدأت تشجع هاني انه يضرب ..
كان حاطط المسدس في بؤه، وهي واقفة قصده في المراية، بتحفزه، بتشاورله اشارات معناها إضرب .. دوس على الزناد .. خلص الحكاية ..
وضرب هاني .. ووقع جنب اخواته .. ووقفت الساحرة في المراية تبصلهم وتضحك .. تضحك ..
فرحانة لأنها أنهت قصة كتبها الشيطان شخصيا، ونفذتها واحدة من أنجب تلامذتهة ..#ملك الرعب
