مسابقة غير جنسية مكتملة القطر الملعون (1 المشاهدين)

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع الخواجه
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
  • مميز
  • 0
  • المشاهدات المشاهدات 54
  • الوسوم الوسوم
    ملك الرعب
  • المستخدمون الذين تم وضع علامة عليهم لا شيء

الخواجه

سكساتي فضي
سكساتي نشيط
عضو
النقاط
4,644
#القطر_الملعونيق، مؤلف، كاتب قصصي يعني، بس كل رواياتي أحداثها بتدور في الماضي ..
في الأربعينات، في الخمسينات، في العشرينات .. أنا مغرم بالماضي، مغرم بالقرن ال19 بكل تفاصيله وأحداثه وشكل الشوارع وطريقة كلام الناس، وكنت ممكن أسافر بلاد ورا أي معرض أنتيكات من الزمن دا، أو مزاد على مقتنيات خاصة ( لبس أو أدوات شخصية ) لشخصيات معروفة أو ناس عاديين ..
في الليلة دي كان الجو برد جدا، بس فيه حد قالي انه عنده صفقة متتفوتش، 2500 نسخة من صحف وجرايد مصرية يومية صدرت من سنة 1940 لحد سنة 1950، انت مش هتتخيل أهمية الصفقة دي بالنسبالي لأنك مش مهووس بتاريخ الفترة دي زيي .. لكن أنا عارف كويس أوي أوي قيمة انك يكون تحت إيدك الصحف اليومية بتاعة 10 سنين كاملين من تاريخ البلد ..
يعني تقدر تعرف بالتفصيل الناس في الفترة دي كانت عايشة ازاي، إيه الحاجات اللي كانوا مهتمين بيها، مشاكلهم كانت إيه، الحكومة وقتها كانت بتعمل ايه، كل حاجة، كل حاجة حرفيا ..
وكمان قالي ان مع الجرايد دي شريط فيديو نادر جدا، مدته 4 ساعات، كلهم متصورين للناس في شوارع القاهرة في نفس الفترة دي، ومش القاهرة وبس، لا والمحافظات كمان ..
يعني هتشوف وتسمع الناس اللي عاشوا الزمن دا، هتشوفهم على الطبيعة كأنهم حقيقة ..
حسب التليفون اللي جالي، الحاجات دي كلها كانت من مقتنيات واحد يوناني كان عايش هنا في القاهرة في فترة الاربعينات، وكان بيحب مصر جدا ومغرم بيها زي حالاتي كدا، ولما مات ساب الحاجات دي لإبنه، بس ابنه مكانش مهتم زيه، وباع كل حاجة ..
لحد ما الحاجات دي وصلتلي .. التسليم كان في محافظة المنيا، لأن الراجل اللي اشترى الحاجات دي واللي كان هيبيعهالي عايش في المنيا، معنديش أي مشكلة اني اسافر بلاد مش محافاظات بس، ورا كنز زي دا ..
فورا طلعت على أقرب محطة قطر وقلت هبات في المحطة للصبح، لحد ميعاد أول قطر، لكن الغريبة ان الراجل بتاع التذاكر قالي ان فيه قطر جاي كمان تلت ساعة، مسافر بني سويف، وقالي تقدر تاخد القطر دا لحد بني سويف ومن هناك تبقى تاخد أي حاجة للمنيا ..
وقفت استنى القطر على رصيف المحطة، الرصيف كان فاضي والمحطة كلها مفيهاش أي حد .. المحطة كأنها مهجورة، الراجل اللي باعلي التذكرة كمان كان شكله غريب أوي، نظراته، وهيئته، وحالته كلها كدا متريحش .. بس انا كنت عامل زي السكران اللي مش حاسس بالدنيا ولا واعي للي بيحصل فيها .. كانت فرحتي بالكنز أقوى من أي اندهاش أو استغراب ممكن أحس بيهم.
السما كانت مليانة غيوم سودا، والهوا كان شديد أوي، المكان كله كان هادي بشكل غريب، مفيش حد غير عامل المحطة العجوز،اللي انا لسه مش فاهمه لحد دلوقتي، فجأة ظهر القطر من وسط الضباب، ولما وقف، عربياته كانت قديمة أوي، كأنها جايه من زمن تاني خالص،زمن بعيد، حسيت بإحساس غريب أوي، قبضة قلب مفاجئة، حسيت اني داخل على مغامرة أنا مش قدها .. بس قاومت الإحساس دا وركبت القطر ..
لما ركبت القطر بصيت على التذكرة اللي معايه، لقيتها تذكرة قديمة، مش شبه تذاكر القطر اللي اعرفها، التذكرة كأنها جاية من زمن تاني ..
مش التذكرة بس،الناس اللي كانت معايه في العربية كانوا بيتصرفوا بشكل غريب،وشوشهم باهتة، وملامحهم مش واضحة، كأنهم عايشين في عالم تاني، كأنهم شخصيات في فيلم انت بتشوفه في التليفزيون، مفيش كلام ولا صوت غير صوت عجلات القطر وهي بتخبط في القضبان.
القطر اتحرك ببطء، والناس نظراتهم كانت فاضية، كأنهم بيبصوا على حاجة مش موجودة، بعد شوية، القطر وصل لأول محطة، المحطة كانت مهجورة تمامًا، مفيش نور، ولا حياة، ولا صوت غير صوت الهوا اللي بيصفر في كل مكان في المحطة .. الأغرب من كل دا بالنسبالي ان القطر لما وقف في المحطة محدش نزل .. كل الناس قاعدة تبص لبعضها بشكل غريب، وفيه حالة من الصمت مخيمة على المكان كله.
كان المفروض حد ينزل أو حد يركب، بس مفيش أي حاجة حصلت، حتى عامل المحطة ما ظهرش، كأن الكل مستني حاجة مجهولة، وهنا بدأت أدرك إني فعلا جوا تجربة مخطرتش على بالي وانا بكتب أكتر قصة غريبة في حياتي، بس مفيش قدامي حل غير إني أكمل الرحلة.
مع كل محطة كان القطر بيعدي عليها، المحطات كانت بتبقى أغرب، كل محطة كانت مرعبة ومهجورة أكتر من اللي قبلها، في المحطة التالتة، حصلت حاجة غريبة، واحد من الناس اللي كانوا قاعدين جنبي اختفى فجأة. ، مشوفتش إزاي ولا إمتى، بس الكرسي كان فاضيحسيت بخوف ورعب بس مقدرتش اسأل.
حسيت إن الزمن بيلعب بيا، الساعات بتعدي ببطء شديد، كأن الوقت وقف خالص، ومفيش أي علامة اني قربت أوصل أي مكان، الموضوع بقى أغرب لما لاحظت إن عدد الناس في القطر بيقل، كل ما القطر يسيب محطة، حد من الركاب بيختفي بشكل غامض. كانوا بيختفوا من غير ما اشوفهم بينزلوا من القطر، كأن فيه قوة غامضة بتخفيهم ..
الخوف اتحول رعب، هعمل ايه لو انا الراكب اللي هيختفي المحطة الجاية؟ وعلشان كدا قررت أواجه السواق، مشيت بصعوبة بين العربيات الفاضية لحد ما وصلت لكابينة السواقة، لما فتحت الباب، لقى السواق قاعد في الضلمة، لابس كاب قديم وباصص قدامه، كان باين عليه إنه كان عارف اني جاي اقابله، كأنه كان مستنيني ..
سألته: القطر ده رايح فين؟ وليه مش بنوصل أبدًا؟السواق بص لي بابتسامة مخيفة وقالي: انت خلاص وصلت، بس مش للمكان اللي كنت مسافرله، انت وصلت للقطر، والقطر عندنا هو منتهى الرحلة، كل الناس دي محطاتهم جت من زمان ونزلوا، اللي انت شوفته قدامك دا مجرد إعادة مشاهد، انت الوحيد اللي محطتك لسه مجاتش، لما محطتك تيجي هتنزل زيهم، كان الأولى بيك تقعد في حياتك لحد ما محطتك تيجي وتنزل من القطر بتاعك، إيه اللي يركبك قطر مش بتاعك وسط ناس من زمن غير زمنك، بتدور في الماضي على إيه يا عادل يا صديق ..
بعد الجملة الأخيرة اللي نطق فيها اسمي حسيت برعب عمري ما حسيت بيه في أسوأ كوابيسي، وحاولت اهرب من الكابينة، بس اكتشفت إن الأبواب مقفولة، ومفيش أي طريقة للهروب.. في اللحظة دي، العربيات اللي حواليا بدأت تتغير، الحيطة بقت مشوهة، عليها آثار دم وتراب ودخان وشخبطة غريبى، والكراسي بدأت تتحرك كأنها بتتنفس،الناس اللي فضلت في القطر بقوا أشباح كاملة، وبدأوا يتحركوا ناحيتي.
حاولت اهرب من الشباك، بس بره القطر مكنش زي ما توقعت، مفيش حاجة غير ضلمة زي الستاير السودا اللي طابقة على المكان كله، كأن القطر كان بيتحرك في عالم تاني، مفيش فيه زمن ولا مكان، كل ما احاول اهرب، قوى غريبة كانت بتسحبني ناحية مكان مجهول.
القطر فيه ناس لسه قاعدة في أماكنها، وفيه ناس اختفت ..
وانا بين الاتنين مش عارف اخرج من القطر .. وفجأة سمعت صوت صفارة عالية أوي، صفارة قطر ..
صحيت .. بصيت حواليا، لقيت نفسي لسه في المحطة، والقطر وصل، يظهر اني نمت وانا قاعد مستني القطر، وكل اللي حصل دا كان حلم، أو كان كابوس مش عارف ..
بس السؤال دلوقتي، أركب القطر واسافر .. وللا ارجع بيتنا ؟ لو انت مكاني هتعمل ايه ؟
 

المستخدمون الذين يشاهدون هذا الموضوع

عودة
أعلى أسفل